فلسطين بين حصار المغتصب و لامبالاة الأشقاء .. هل الأقصى أقصى عنا دائما وكيف يتوقف ابتلاع خريطة القدس ؟

فلسطين بين حصار المغتصب و لامبالاة الأشقاء .. هل الأقصى أقصى عنا دائما وكيف يتوقف ابتلاع خريطة القدس ؟
فلسطين بين حصار المغتصب و لامبالاة الأشقاء .. هل الأقصى أقصى عنا دائما وكيف يتوقف ابتلاع خريطة القدس ؟

تحقيق _ حاتم عبد الحكيم 

نشأنا بذاكرة عميقة ، بأن العربي بطبعه يحمل الشهامة ونجدة الملهوف وإغاثته . أخشى أن تكون ضمن موروثات مزيفة ! ، بالرغم من أن التاريخ يحمل حكايات ومرويات طبيعة الشخصية العربية عبر العصور ولا أجلب هنا الأدلة فهي بضميرنا الجمعي ويجب أن تكون بثقافة الشعوب ، أفي عصور التطور والانفتاح مكتوب تاريخنا بالهوان والحزن ؟!

 (رسمتها : غادة سلامة من فلسطين)

فالمستندات التي بين حياتنا اليومية تقول بأن فلسطين ليست عربية ! نعم ، فهي ليست عربية عصور الشهامة والمروءة بل عربية الهوان والحزن .

 ( كتبتها : إهداء نمنم من مصر )

_ هل لدينا المقدرة على تغذية شعوبنا العربية  بالمعرفة والهوية لتاريخنا وحضارتنا والثقة بقدراتنا من أجل مواجهة تحديات حاضرنا ومستقبلنا مع استمرار عقيدة جيوشنا لتحقيق السلام والاستقرار ؟

_ كيف نحكي قصة القضية الفلسطينية في رسالة مختصرة تتجول باستمرار في عقول وقلوب الأجيال ؟ 

 ( رسمتها : غادة سلامة من فلسطين )

_ الحركات والجبهات بفلسطين ، لماذا يشغلهم النزاع فيما بينهم أكثر من عدوهم المغتصب ؟

_ وبم تتأثر القضية الفلسطينية بمواقف دول العالم سلبا وإيجابا ؟ 

_ يا ترى ،هل نسمع يوما ما بأن تكون بجانب الإسعاف السائر نحو فلسطين سيارات عسكرية عربية_ إن لم تتجه لعودة الأرض المغتصبة ، فأضعف الإيمان_ لفرض وقف القتل والتهجير واغتصاب أرض عربية بها مقدسات دينية والحد من ابتلاع خريطة القدس ؟ 

رسمة أحمد رمزي( الرسمة وصورة الموضوع : أحمد رمزي من مصر)

_ كيف نصنع أمل ما بعد إسرائيل وتربع العرب بفلسطينهم أرضا وحكما ؟

 

(الذين باعوا فلسطين

يقول أسامة الألفي ، كاتب صحفي وناقد ومحلل سياسي من مصر :

السؤال كما ذكرت يتضمن عناصر كثيرة لذا اقتصر في إجابتي على بداية القضية، فوعد بلفور لم يكن إلا تمهيد لاتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية ووضعت على رأس كل دولة عميلا، مما جعل العرب شتاتا لا كلمة واحدة تجمعهم، وأدت سايكس بيكو وسقوط الخلافة العثمانية إلى خيانة بعض حكام العرب لقضية فلسطين  تقربا من بريطانيا وفرنسا على حساب شعب فلسطين إذ أيد  بعضهم الهجرة اليهودية، والأدهي أن العائلات الفلسطينية الثرية مثل عائلات الشوا ، الحسيني، النشاشيبي، العلمي، عبد الهادي، قطيط، صبح (من صفد)، مارديني، الركابي تبارت في بيع أراضيها لليهود الذين كانوا يعرضون أضعاف قيمة الأرض، وشاركهم في ذلك أثرياء سوريا من عائلات: القوتلي، الجزائرلي، الشمعة، العمري، المارديني واليوسف، ومن لبنان: آل سلام، آل القباني، آل الصباغ، آل سرسق، آل تيان، ألفرد تويني، يوسف الخوري، الأسوأ من ذلك أن خير الدين الأحدب (رئيس وزراء لبنان خلال فترة الانتداب الفرنسي) وصفي الدين قدورة وجوزف خديج وميشال سارجي ومراد دانا (يهودي) والياس الحاج أسسوا في بيروت، وبالتحديد في 19/8/1935 شركة لشراء الأراضي في جنوب لبنان وفلسطين وبيعها.

وقد لاحظ شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان ذلك فقال محذرا ومستنكرا في بداية أربعينات القرن وقبل قيام دولة الإحتلال:

هيهات ذلكَ إنَّ في .. بَيْعِ الثَّرى فَقْدَ الثَّراءِ

فيهِ الرحيلُ عن الرُّبو .. عِ غدًا إلى وادي الفناءِ

فاليوم أمرحُ كاسيًا .. وغدًا سأُنبذ بالعراءِ

وأضعْتُ صادقة الرجاءَ .. فأينَ كاذبةُ الرجاءِ

مَن ذا ألومُ سوى بني .. وطني على هذا البلاءِ

فبداية القضية كانت بالخيانة والطمع وما تزال هاتان الصفتان تمنعان حلها .

 

ويؤكد أ. د. علاء الحمزاوي ، رئيس قسم بكلية الآداب من مصر : 

للأسف العالم الغربي يكيل بمكيالين قراراته، ولننظر إلى موقفه من حرب أوكرانيا والاعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين .. الجميع يشجب لكن القوة لا تقرع إلا بالقوة .. وأخيرا أذكركم بقوله تعالى: (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا)

 

(توعية شعوبنا ..اتحاد المقاومة ..صنع الأمل

تقول ميادة مهنا سليمان، كاتبة روائية وشاعرة من سوريا :

شعوبنا العربيَّةُ لديها ما يلهيها عن القضايا المصيريَّةِ، هيَ ليست ناسيةً لقضاياها حتَّى نذكِّرَها بها، وليست جاهلةً بما يجرب حتَّى نعرِّفها به، فالوجعُ الفلسطينيُّ محفورٌ في وجدانِنا مذْ نشأنا، ورأينا ما يُعرضُ على الشَّاشاتِ من قتلٍ، وتهجيرٍ، وتدميرٍ، وحرقِ محاصيلَ، واقتلاعِ أشجارٍ، وتنكيلٍ، وأسرٍ، وتعذيبٍ..

أنا كسوريَّةٍ عشتُ الوجعَ الفلسطينيَّ منذُ طفولتي، وفي المدارسِ قرأنا، ودرسنا عن القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ الكثيرَ حتَّى أنَّ حصَّةَ المطالعةِ كنَّا ندرسُ فيها رواياتِ غسَّان كنفانيّ؛ أنا ما زلتُ أستعيدُ رائحةَ حروفهِ الممزوجةَ برائحةِ البارودِ، والمقاومةِ، وما زلتُ أذكرُ (أمَّ سعدٍ) و(خيمةٌ عن خيمةٍ تختلف)... كلمات كنفاني كنتُ أقرؤها، وأشعرُ أنَّها طلقاتٌ تُصوَّبُ إلى صدرِ الصَّهاينةِ.

وإن كانَ غيرُنا في دولتهِ لم يعشْ هذا الوجعَ منذُ نعومةِ أظفارهِ، فاللومُ على سياسةِ بلادهِ، واللومُ عليهِ حينَ كبرَ، ورأى الحقائقَ، ولم يؤيِّدها، أو يدعمها.

وتتابع حول حكاية القضية للأجيال تلو الأجيال ، نحكيها بالجهرِ بالحقِّ، وعدمِ الجُبنِ، والخِذلانِ نحكيها بأن نبقيها في نبض قلوبنا، وذاكرتنا، وعقولنا بأن نرسمها في لوحاتنا، ونكتبها في قصائدنا، وقصصنا، وأدبنا المقاومِ حتَّى تكونَ كلُّ كلمةٍ رصاصةَ حقٍّ تُردي من تبنَّى دعمَ إسرائيلَ، أو ناصرَها قتيلًا.نحكيها باحتضانِ كلِّ طفلٍ فلسطينيٍّ كأنَّهُ ابنُنا

وكلِّ شجرةِ زيتونٍ كأنَّها في أرضِنا

وكلِّ بيتٍ هُدمَ كأنَّهُ بيتنا وكلُّ نقطةِ دمٍ سالتْ كأنَّها من دمِنا .

وتقول حول نزاع الحركات الجبهات الفلسطينى ،أوَّلًا: النِّزاعُ الَّذي يشغلُ عن العدوِّ هذه "الموهبة المأساويَّة" يشتركُ بها العربُ جميعُهم في كلِّ مكانٍ، وزمانٍ.

ثانيًا: حينَ يكونُ الهَمُّ وطنيًّا، وقوميًّا، وعروبيًّا، وإنسانيًّا قبل كلِّ شيءٍ، عندها لن نسمعَ بتلكَ النِّزاعاتِ مطلقًا!

واستطردت ، فلسطين بحاجةٍ إلى دعمٍ كبيرٍ، وتأييدٍ من جميعِ الدُّولِ، والأطرافِ على توحيدِ الكلمة بأنَّها مُحتلَّة، ويجب أن يعودَ الحقُّ لأصحابهِ، وتتحرَّرَ فلسطينُ من رجسِ الصَّهاينةِ الباغينَ، لذلكَ فإنَّ الوقوفَ على الحيادِ لا يُجدي، والصَّمتُ تجاهَ ممارساتٍ إجراميَّةٍ يرتكبها العدوُّ بحقِّ أبناءِ البلدِ هوَ جريمةٌ لا تُغتفرُ، ووصمةُ عارٍ علينا ألَّا نسامحَ من لحقتهُ هذهِ الوصمةُ.

وتقول في أمل ما بعد إسرائيل ،يقول المسرحيّ السّوريّ سعد الله ونّوس؛(نحن محكومون بالأمل)لذلك علينا أن لا نغيِّب عن ضمائرنا، وعقولنا، وقلوبنا أنَّ فلسطينَ تنتظرُ الخلاصَ، وأنَّ شعبَها آنَ لهُ الأوانُ كي يتنفّسَ هواءَ الحريَّةِ، وينعمَ ببلدٍ يحكمهُ أبناؤهُ، ورئيسٌ ينتخبوهُ يحقِّقُ مطامحهم، ويحمي بلادهم.

 

ويقول خطاب معوض ، كاتب وباحث في التراث ومؤرخ فني من مصر :

 المعروف أننا كعرب ومسلمين نؤمن بالسلام ولا نؤيد الاعتداء على الآخرين، وفي نفس الوقت أجد أنه من الضروري أن نواصل توعية شعوبنا العربية بتاريخنا الكبير وحضارتنا العظيمة من أجل المحافظة على هويتنا العربية حتى نستطيع مواجهة التحديات والمخاطر التي نتعرض لها في الحاضر والمستقبل القريب.

وتابع ، القضية الفلسطينية تعتبر قضية شعب يناضل من أجل حقه في الحياة رغم كل ما يتعرض له من اعتداءات ومذابح على مدى سنوات طويلة، وهي قضية عادلة لأن الشعب الفلسطيني يبحث فقط عن حقه المغتصب ولا يريد أكثر من ذلك.

واستطرد حول انشغال الحركات والجبهات بفلسطين بالنزاع فيما بينهم، قائلا : للأسف الشديد هذا من أكبر الآفات الموجودة على الساحة، وهو نتاج لمحاولات العدو في القضاء على المقاومة حيث أن هذا النزاع يأتي من قبيل سياسة فرق تسد الإستعمارية القديمة، وواجب جميع الحركات والجبهات بفلسطين أن يتحدوا معا وينخوا جميع الخلافات الناشئة بينهم من أجل الصالح العام للشعب الفلسطيني.

وأكد،إذا اتحد العرب وكانت قضيتهم الأولى هي عودة حق الشعب الفلسطيني وقتها سوف يكون لنا صوت مؤثر في السياسة العالمية، أما واقعنا الحالي فهو للأسف الشديد له معنى واحد وهو انشغال كل بلد عربي بقضيته الخاصة مما كان له كبير الأثر في التأثير السلبي على قضية العرب الأولى وهي قضية الشعب الفلسطيني، حيث لم تعد لها الأولوية حاليا.

وللحد من ابتلاع خريطة القدس ، يقول : هذا ما نتمناه غير أنه للأسف الشديد يعد حلما من أحلام اليقظة بعيد المنال في الواقع لأسباب كثيرة ومتعددة.

وتابع حول صنع أمل ما بعد إسرائيل، هذا الأمل يعد حلما نتمنى تحقيقه على أرض الواقع، ويأتي بداية بتغلب كل بلد عربي على مشاكله وقضاياه الخاصة، والانتباه لقضية الشعب الفلسطيني وتبنيها من قبل جميع العرب، والسعي من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه، ولكن قبل أن نفكر في كيفية صنع هذا الأمل، لابد أولا أن نفكر في حل مشاكل الفصائل والحركات الفلسطينة، بالإضافة إلى حل جميع المشاكل داخل جميع البلاد العربية، وعندها نبدأ التفكير في حل القضية الفلسطينية، فللأسف الشديد نجح أعداؤنا في إلهائنا بقضايا ومشاكل متعددة داخل كل بلد عربي، مما أسهم بشكل كبير في إبعاد القضية الفلسطينية عن دائرة اهتمام العرب.

 

(ثلاث جبهات في الحرب )

يقول أحمد ذيب أحمد ، مطور برامج تدريب ومدرب في التطوبر والابتكار من الأردن : 

ليس من التعقل النظر للقضية الفلسطينية وفق إطارها العام والتعامل معها على هذا الأساس، فالإطار العام الذي يرينا القضية باعتبارها افراز استعماري خرج عن السيطرة ربما، لا يكفي لإدراك حقيقة القضية وتفاصيل مجرياتها، لا بمكن حل النزاع (الدولي- الفلسطيني) وأقول هنا الدولي لأن هذا ما يحصل الآن بالفعل، فحين نرى أن الشعب الفلسطيني بشكله المجرد، (الخام) أي أفراداُ يتحركون بالفطرة، أصبح وحده في مواجهة العالم بدوله وأنظمته السياسية والاقتصادية والثقافية، هذه المواجهة أصبحت منحازة بشكل كبير لصالح العالم ضد الشعب الفلسطيني، وفي حين أنني أرى للشعب الفلسطيني بصيغة الخام، فأنا أرى العالم في هذا الإطار بصيغته المصنعة المبرمجة، الخاضعة للتحكم، أظمة عربية أصبح من الصعب مجاراتها في تبني التطبيع، التطبيع الحقيقي بمعناه أن نتطبع بطباع الآخر كي ننسجم معه،هذا الصراع تطور على المستوى الثقافي والموروث الجمعي ، وبدأ بعملية تقافز بين الدهشة من واقع استمراريته بالرغم من كل الضغوط التي تمارس على مناصري الحق الفلسطيني وبين المغالاة في الضغط من قبل كل المتطبعين بألوان الوهم الصهيوني. 

هذا التقافز يسهدف على الجانبين الوعي بواقع الصراع والذاكرة المرتبطة بجذور وأصول تكونه، وإدارك المآلات التي سيصلها في المستقبل. هنا وفي محاولة سريعة لتشخيص الموقف، لابد من النظر لثلاث جبهات تحارب عليها الفلسطيني الخام : 

الجبهة الداخلية (وفيها مجالين للنزاع) 

- النزاع المباشر مع الكيان الصهيوني ومؤسساته.

- النزاع المباشر وغير المباشر مع الانقسام الفلسطيني على مستوى المؤسسات والحركات.

التعامل المفروض تجاه الكيان الصهيوني هو الاستمرار بالمواجهة والاستمرار في بناء الوعي الجمعي تجاه مركزيه وعقيدة القضية، 

أما على مستوى النزاع بين الفصائل والمؤسسات فالعمل يجب أن يتركز في اتجاهين، أولهما خلق قيادة بديلة على مستوى الحركات، وإعادة صياغة الشرعية للمؤسسات. 

البعد الآخر في الصراع هو مواجهة التحديات الإقليمية المتمثله أساساً في التطبيع الذي كان سابقاً يتمثل أثره في مهام حماية أمن واستقرار الكيان الصهيوني من خلال تخفيف أعباء حراسته للحدود، وتحقيق  ضربات استباقية لحركات النضال في مواقع نشاطها العربية.. ولكن اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطبيع تتعدى الدور الكلاسيكي في حماية الأمن إلى المساهمة الفعّالة في توفير بيئة حاضنة للفكرة الصهيونية ودعم قدراتها على الاستمرار. 

على هذا المستوى يجب العمل بشكل فعّال على ضرب مبررات وقدرات هذا الاتجاه من خلال الضخ الفكري التوعي الذي يستهدف الأجيال الصاعدة. 

المستوى الثالث هو مواجهة الدور الدولي المنحاز في الصراع (العالمي - الفلسطيني) هنا على الشعب الفلسطيني والمؤمنين بعدالة قضيته الانتقال من بذل الجهد والوقت الضائع في مقارعة المؤسسات الدولية الضاغطة او الحكومات المحلية للدول المؤثرة، إلى مرحلة جديدة تقوم على أساس بناء لوبيات ضغط حقيقيه تحاكي الطريقة الصهيونية التي اتبعت منذ أكثر من 300 عام، وهذا لتحقيق فرق سيظهر في المستقبل. 

الخلاصة.. نعم هناك نسخ ونماذج متعددة لخرائط طريق فعّالة في التعامل مع القضية الفلسطينية ولكن في كلها يجب الأخذ بعين الاعتبار خصوصية القضية والبعد الزمني المنطقي لتحقيق اختراقات لصالح الحق الفلسطيني على حساب الوهم الصهيوني .

 

(فلسطين بين سندان القوانين الدولية ومطرقة الاحتلال)

حيث خصصت د.زهرة عز ،كاتبة من المغرب مقالا عن ذلك : 

حينما يتكلم التاريخ مبرهنًا أن الأمم المتحدة شريك في ضياع فلسطين ، كل صوت نشاز يغرّد بعيدا عن الحقّ الفلسطيني،، يخرس ،،

فقد أدى قرار التقسيم رقم 181 عام 1947 الصادر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة إلي قيام دولة يهودية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني .وشكلت حرب 1948 مدخلاً إلى النكبة الفلسطينية في الخامس عشر من مايو 1948 وما نتج عنها من تداعيات كان لها انعكاساتها على الشعب الفلسطيني، أهمها تفتيت وحدته بعد أن كان جسماً واحداً متراصاً على أرض فلسطين. 

ونتيجة لذلك قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار القرار رقم 194 عام 1948 والذي ينص على حق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وحق التعويض لمن لا يريد العودة . إن قرارات الجمعية العامة لم يتم تنفيذها نتيجة تنصل إسرائيل من التزاماتها الدولية، الأمر الذى أدي إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني  .إن ميثاق الامم المتحدة لم يعط الجمعية العامة أو أي جهاز من أجهزة المنظمة في أي نص من نصوصه، بما في ذلك المادة العاشرة، حق خلق دولة جديدة، بتقسيم دولة قائمة،إن هذا يعد خروجا من المنظمة الدولية عن نطاق الاختصاص الذي قرره لها الميثاق.لذلك، فان الحل الذي قدمته الامم المتحدة للصراع العربي اليهودي في فلسطين لا يتفق واعتبارات العدالة والقانون الدوليين وميثاق الامم المتحدة، حيث أنه قدم أكثر من تصريح بلفور وصك الانتداب على فلسطين،ومعلوم أنه فارق كبير بين تعبير" الوطن القومي" وتعبير "الدولة" الذي جاء به قرار التقسيم.

لقد أسهمت الامم المتحدة في خلق المشكلة الفلسطينية واستمرارها، بداية من قرار التقسيم عام 1947 والذي قرر إقامة دولتين عربية ويهودية على أرض فلسطين،وما تلى ذلك من قرارات قامت بمعالجة القضية الفلسطينية باعتبارها مشكلة لاجئين،وانتهاء بمجموعة من القرارات التي بدأت في الصدور منذ عام 1969 ،والتي أصبحت تعالج القضية الفلسطينية من منطلق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير،وهو ما بلغ منتهاه في قرار الجمعية العامة رقم 43/ 77 لعام 1988 ،والذي اعترفت فيه الجمعية العامة بإعلان دولة فلسطين. وتوج هذا القرار بقبول الجمعية الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار 67/19 لعام 2012 بقبول عضوية فلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للامم المتحدة ، وهو ما يعد انتصار لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير . ورغم أهمية هذا القرار وغيره من القرارات الأخري إلا أن ذلك لا يعفي المنظمة الدولية من تحمل المسؤولية التاريخية في مأساة ونكبة فلسطين. فقد أعطى قرار التقسيم السند الشرعي والقانوني لإسرائيل ، وهذا ما كانت الحركة الصهيونية تنشده، حيث أن الحجج والبراهين التاريخية والتوراتية لم تكن كافية لقيام دولة إسرائيل،ومن هنا كانت ضرورة تحرك الحركة الصهيونية تجاه الامم المتحده لإعطاء إسرائيل السند الشرعي لقيامها،وهو قرار التقسيم .

إن دولة إسرائيل هي الحالة الوحيدة التي قبلت عضويتها في الامم المتحدة بناء على تعهدات مسبقة، وقد وافقت إسرائيل   على هذه الاشتراطات لتمرير عضويتها في الامم المتحدة،حيث نوقشت في هذه المباحثات وثيقة عرفت باسم "بروتوكول لوزان" في الثاني عشر من أيار عام 1949 ،تضمنت اعتراف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في العودة،وتعهدها بتطبيق قرار التقسيم ولكن في حقيقة الأمر،فان تعهد إسرائيل لم يكن الا مناورة لتمرير عضويتها في الامم المتحدة،إذ أنه بعد ذلك تنصلت من كافة التزاماتها التي سبق وأن تعهدت بها.

وبعد اقتلاع شعب من أرضه وتهجيره في وطنه والدول المجاورة ، مازالت دولة الاحتلال الإسرائيلى مستمرة في سياستها العنصرية الإجرامية تجاه حقوق الشعب الفلسطينيى ، فهى تقتل وتدمر البيوت فوق رؤوس قاطنيها فى فلسطين دون أى اعتبار للمواثيق الدولية لحقوق الانسان .في نفس الوقت الذي تستولي فيه على المزيد من الأراضي الفلسطينية لتبني مستوطنات جديدة تتكاثر مثل الفطر يوما بعد يوم .

  نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه فى قيام دولة فلسطينية مستقلة وضمان عودة اللاجئين الى وطنهم بعد أن هجّروا منه قسرا على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أى يحرك ساكنًا ، بعيدا عن أي حلول جوفاء  لاتمثّ للعدل وللعدالة بصلة .لربما يكفّر عن خطيئته الكبرى إبّان النكبة عام 1948.

و ندعو الاخوة الأشقاء الفلسطينيين بالعودة  الى الوحدة والتلاحم انتصارا لمعاناة الشعب الفلسطينى ودماء الشهداء ،وللوقوف وقفة رجل واحد ضد كل المآمرات التي تحاك علنًا وفي الخفاء ضد الحق الفلسطيني .. لان استمرار حالة الانقسام  هو لمصلحة الاحتلال واستمرار لنكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني  . الأجدر أن تتوحد كل الجهود من أجل التصدي بحزم ومسؤولية 'لصفقة القرن ' وبالتحديد لسرقة القرن ، مع المطالبة بإطلاق سراح كل أسرى الحرية ، أسرى الكرامة والقضية من رجال ونساء وأطفال .وبالملاحقة القضائية لمجرمي الاحتلال امام محكمة الجنايات الدولية ومحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم بشعة بحق المدنيين الفلسطينيين .

ندعو كل أحرار العالم  لدعم ومساندة حق الشعب الفلسطينيى فى تقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة  وعاصمتها القدس الشريف .. رحم الله شهداء فلسطين والحرية لأسرى الحرية .

 

وهناك رؤية حول القضية

يقدمها  بهجت العبيدي ، كاتب ومفكر مصري مقيم بالنمسا :

ستظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية لدى الإنسان العربي والمسلم إلى أن يتم تحرير المسجد الأقصى، نعم ندرك أن الأمر من التعقيد بمكان كبير، وذلك نظرا لما ترتبط به القضية من عوامل حيث تتورط العديد من الأطراف الدولية فيها وغالباً ما تكون الدول العظمى في العالم منخرطة فيها نظراً لتمركزها في منطقة حساسة من العالم وارتباطها بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات العالم المعاصر، مثل الصراع بين الشرق والغرب، وعلاقة الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام فيما بينها، وعلاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول الغربية، وأهمية وحساسية القضية اليهودية في الحضارة الغربية خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست اليهودي وقضايا معاداة السامية وقوى ضغط اللوبيات اليهودية في العالم الغربي هذا من ناحية. أما من ناحية أخرى فعلى الصعيد العربي يعدّ الكثير من المفكرين والمنظرين العرب وحتى السياسيين أن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي القضية والأزمة المركزية في المنطقة وكثيراً ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية وقضايا الأنظمة الشمولية وضعف الديمقراطية في الوطن العربي.

إذاً فهناك العديد من الأطراف منخرطة انخراطا مباشرا وغير مباشر في قلب هذه القضية ولب هذا الصراع هذا الذي يجعلنا لا نذهب بعيدا في الطموح والآمال لإيجاد أو بالأحرى الوصول إلى حل قريبا لهذه المشكلة، فإذا كانت الرؤى تختلف من جانب إلى جانب بين جوانب تلك القوى المختلفة المنخرطة في هذه القضية، فإنه أيضا هناك اختلاف جوهري وخلافات عميقة بين الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم، في كيفية تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير المسجد الأقصى،  وكذلك فإن الصف العربي والإسلامي منقسم على نفسه بالنظر إلى القضية الفلسطينية، كل هذا يجعل من الصعوبة بمكان تحقيق نتائج ملموسة في هذا الصدد، هذا نفسه الذي يخلق للعدو الصهيوني البيئة ويمهد له الأرض في الاستفراد بأبناء الشعب الفلسطيني والتنكيل بهم من ناحية ثانية والسيطرة على مزيد الأراضي من ناحية ثالثة والاستمرار في تغيير معالم القدس من ناحية رابعة وتهويد الأماكن المقدسة من ناحية أخيرة، كل ذلك وسط صمت دولي وتجاهل عالمي ومساعدة القوى الكبرى. 

هذا الذي يجعلنا نذهب إلى أن هذه القضية الجوهرية ليست في طريقها للحل، بل للأسف في طريق إلى مزيد من التصفية وفي طريق إلى مزيد من الاستيلاء على ما يتبقى من أراض فلسطينية، هذا أيضا الذي يدفعنا  إلى الصراخ بأعلى الصوت للتنبيه على خطورة ما تقوم به قوات الاحتلال على الأرض مرة وللمواطن الفلسطيني مرة أخرى؛ فعلى الأرض فإنها تعمل بكل ما تستطيع على ضم أراضٍ جديدة، وللمواطن الفلسطيني فإنها تحاول بكل ما أوتيت من قوة على كسر إرادته، هذا الذي لن تقدر عليه، فالفلسطيني جُبِلَ على المقاومة وعدم الاستسلام. 

ودعونا لا نعوّل كثيرا على مواقف الدول العربية التي تحكمها دوما العلاقات مع الدول الفاعلة في هذه القضية، والتي تحكمها أيضا ما تعتبره يمثل خطرا وجوديا عليها، كما هو الحال الآن في التخوف الخليجي من المد الفارسي، هذا الذي دفعها للاقتراب من إسرائيل، هذا أيضا الذي عقّد الموقف من القضية الفلسطينية، التي نتمنى أن تظل المبادرة العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية هي إطار للحل. ومبادرة السلام العربية هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وكانت في عام 2002. وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت. وقد نالت هذه المبادرة تأييداً عربياً. 

ولا أظن أن إلزام العدو الإسرائيلي بهذه المبادرة ممكن ما لم تستمر مقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة، وما لم ينبذ الفرقاء الفلسطينيون خلافاتهم، وإني أظن أن ذلك للأسف شبه مستحيل، والاتحاد تحت راية واحدة هي راية العلم الفلسطيني. 

وإن كان حل القضية الفلسطينية كما يبدو لي ليس ممكنا في الأفق المنظور فإن علينا جميعا، نحن شعوب الأمة العربية أن نعمل على بقاء هذه القضية حية في عقول وقلوب الأجيال الجديدة وأن نعمل على التعريف بها  وغرسها في نفوسهم، والاستمرار في أن تكون هذه القضية الهامة هي القضية الأولى لكل عربي، وأن يؤمن العربي بأنه، بعد أن يغادر مرحلة التخلف والضعف، قادر على تحرير أرضه المغتصبة ومقدساته المدنسة.

 

وتؤكد ميرفت مهران ، كاتبة مصرية :

 

فلسطين عربية بتاريخها وجغرافيتها حتى وإن اندثرت صفات أهلها أو العرب عموما من قيم موروثة من الخلق القويم الذي اشتهر به العربي

ورغم كل ما يؤكد عروبتها من بشر وتراث إسلامي ومسيحي  في عصور مختلفة لكن الحكاية تكمن في القوة والرغبة في استعادة مافقدناه ، فهل يا ترى نملكهما الٱن لنسترد مافقدناه ناهيك عما يحيط بالقضية من منغصات أهمها انقسام الفلسطنيين أنفسهم والضعف العربي والصراع العالمي الذي جعل قضية فلسطين في ٱخر السطر ..وأشكركم على طرح هذه القضية فلابد أن نتذكر دائما ان جزءا غاليا من تاريخنا يكاد أن يضيع وسط متاهات كثيرة ولكنها فرصة لنذكر الأجيال القادمة إن فلسطين عربية .

 

ويقول د.محمد فتحي عبد العال، كاتب وباحث وروائي مصري : 

ستظل قضية فلسطين القضية المحورية التي استطاعت أن توحد الأمة العربية بأسرها وقد أدمنت الفرقة ودأبت على الشتات فمهما مر من سنوات فهي قادرة على أن توقظ ضمائرهم وتثير حميتهم وتحي وحدتهم في رفض الضيم وهذا في حد ذاته أمر صحي خاصة في حالة أمتنا العربية التي تصدعت وحدتها منذ أمد بعيد وذابت أواصرها  وصار أمرها في مهب الريح فلا هدف يجمعها ولا راية تقودها ..قد تبعد الشقة دون المبتغى  ولكن حتما ستعود فلسطين يوما ما إلى محيطها العربي حتى وإن بدا الأمر من قبيل المعجزات في زمان لا يفهم سوى ما يراه مرأى العين وتلمسه أنامله وتصير المعجزات فيه من قبيل الأمور العبثية المضحكة التي تجري في الأحلام وحسب .

واعتبرها نبوءة من كاتب بدرجة عراف أن عودة فلسطين إلى الحضن العربي ستكون البداية لانبعاث حركة ديموقراطية شاملة ستدب في أوصال الجسد العربي الواهن لأول مرة في تاريخه وستستمر أمد الدهر.

 

وفي مخاطبة الوجدان

قصة قصيرة بقلم الأديب سيد عبد العال سيد من مصر : 

«المصباح المكسور» 

نهضتُ من فراشي واقفاً ابحثُ عن عودٍ من الثقاب كي أشعل الشمعة التي تؤنس وحدتي، ثم أخطو إلى النافذة التي تطل على الشارع ..رأيتُ أجْنحة العتمة ممددة علي أشجار الزيتون تمنيتُ أن يكون ليّ بيتُ بلا حواجز أمام الباب، كي تعود الطيور المهاجرة من الأشجار البعيدة ..ولكن الهواء الشديد قتل ضوء الشمعة فأصبحتُ خائفاً في غرفتي ..تتراقص أمام عيني أشباح القتلة في البيت المجاور ..بينما أم الغربان جالسة فوق الرؤوس، والمنعمون في الحدائق المثمرة يأكلون التفاح وهم لا يتكلمون.. أنظر بترقب من فتحة الباب أنتظر القادم من صلاة الفجر...

 

وفي تغريدة موجزة ، يقول سعيد كمال كاتب ومدون مزدهر من فلسطين تعليقا على رسمة زوجه ( زوجته) الرسامة غادة سلامة 

"وستبقى هذه الأرض تتنفس بالشهداء"