حمدى رزق يكتب: الإخوان المنقرضون!

حمدى رزق يكتب: الإخوان المنقرضون!
حمدى رزق يكتب: الإخوان المنقرضون!

 

جماعة ماتت، وشبعت موت، وشيّعها شبابها إلى مثواها الأخير، وأثخنوها رفضًا وانفضوا عنها تمامًا، من ذا الذى يصرّ على بقائها حية، من ذا الذى يقتات على بقايا جثة متعفنة ومتحللة.

إصرار «خلايا الإخوان النائمة» على نشر أخبار وهمية موهومة عن الجماعة وصراعاتها الداخلية، وخلافاتها، وانقساماتها، هو من يكتب لهذه الجماعة الحياة، وهياكل الجماعة التى تشبه «هياكل الفراخ» بعد خليها من اللحم مغتبطة بهذا الزخم الإعلامى المجانى.

ماذا لو امتنعنا (معشر الصحفيين) عن نشر أخبار جماعة الإخوان الإرهابية شهرًا واحدًا على سبيل التجربة، ستموت هذه الجماعة تمامًا، ستختفى من يوميات المصريين، ستندثر كالكائنات الضخمة المنقرضة، «الإخوان المنقرضون» مصرون على البقاء الذى هو كالعدم تماماً.

حرب الإخوان لابد أن تأخذ منحى آخر، لا يكفى إضافة وصف «الإرهابية» مضافًا للإخوان لكى يتم تمرير أخبار هذه الجماعة الإرهابية، ما ضر الإخوان بوصف «الإرهابية» طالما هم باقون فى يوميات المصريين، نفس الحالة البائسة، التى كنا عليها يوم كنا نتبارى فى نشر أخبار الإخوان مشفوعا بوصف «المحظورة»، الإخوان أحياء طالما بقيت أخبارهم حية تسعى بين المصريين ليل نهار.

خبراء التحاليل الإخوانية يقدمون أكبر خدمة مجانية بتناول هذه الأخبار الفاسدة، وتضخيمها، وتلوينها، والتحليل على هوامشها، الخبر الإخوانى تصدره مواقع الجماعة، ويأتى دور هؤلاء للترويج تحليلاً ورأيًا وتوقعًا، وكأنهم يشكلون ظهيرًا إخوانيًا فى الداخل يتلقف بيانات الخارج ويعمل على وصولها إلى كل بيت مصرى، وكأن الإخوان أخطبوط عظيم ذو أذرع ممتدة إلى آنية المصريين، تبخ فيها سُمًا زعافًا.

هل سنفقد جمهورًا عريضًا إذا قاطعنا أخبار «الإرهابية»، وإذا اختفى اسم هذه الجماعة من شريط الأخبار يشكل خسارة.. أشك، ولكن المتبضعين بأخبار الجماعة، وعلى طريقة نحت الألفاظ التى درج عليها الأقدمون، فالمتأخونون هم المستفيدون من حالة السعار على الأخبار الإخوانية المصنوعة فى أقبية استخباراتية تركية.

لا يكفى تجفيف منابع الإخوان المالية والبشرية، والقبض على عناصرهم المسلحة، ومطاردة قياداتهم الإرهابية فى الداخل والخارج، ولكن بضرب مصادر تمويلاتهم الإخبارية، هذا هو مقتل الإخوان، لابد من قبرهم إخباريًا، وهذا لن يأتى بتعليمات أو بقرارات، ولكن بقناعات وطنية من قبل المسئولين عن «غرف الأخبار»، التى ما فتئت تقدم خدماتها المجانية للجماعة الإرهابية فى ظل سباقات رهيبة على الخبر الإخوانى الخبيث.