محب غبور يكتب: فيلم «بين السماء والأرض» صورة واقعية لزمن ما قبل وبعد كورونا

محب غبور يكتب: فيلم «بين السماء والأرض» صورة واقعية لزمن ما قبل وبعد كورونا
محب غبور يكتب: فيلم «بين السماء والأرض» صورة واقعية لزمن ما قبل وبعد كورونا

قدم لنا نجيب محفوظ قصه رائعه فى اواخر الستينات من القرن الماضى وترجمت الى عمل سينمائى رائع فيلم بين" السماء والارض " سيناريو للرائع سيد بدير واخرجه للسينما المبدع صلاح ابو سيف وقام بالادوار باقه من المع نجوم الفن الدرامى واعتبر الفيلم من اروع 100 فيلم مصرى اجتماعى يجعلنى اؤوكد ان احداث الفيلم التى جرت فى مصعد معطل بين الدور العلوى والارضى ومع نفاذ الاوكسجين بدا يشعركل من فى داخله ان نهايته اصبحت على المحك وهذا ما نمر به فى زمن الكورونا لكن من خلال احداث فيلم من اخراج هيتشكوك والحاله التى فرضتها الدول وحكوماتها من حظر كامل واحتياطات احترازيه بدات تجنى ثمارها وان كان منحنى الامل بطيئا اصبحت الشعوب فى حاله من العزله التامه ، الحياه اصبحت معلقه بين زمن الكورونا وما بعد نهايه الوباء والمرحله بينهما تشهد الان كثيرا من التخبط والارتجاليه في مشهد اصبح معلقا مابين الحياه والموت كما كان المصعد معلقا نحو 90 دقيقة ، وقد توحدت فيه مصائر ممثلين للطبقة الوسطى، ولص كبير لا يتورع عن القتل، ولص سريح، وهارب من مستشفى الأمراض العقلية، وأرستقراطي متكبر، وصاحب عين جائعة، وفتاة صاعدة إلى السطح لتنتحر مع حبيبها، وخائن صديقه، ونجمة السينما. والمصعد المعطل ينتظر المهندس، ولكن اليوم عطلة، ويذهب البواب الصغير ليبحث عنه في ستاد الترسانة، فتخطفه المباراة من المأساة، ويجلس وسط المصفقين لإحراز أهداف في المعلب فقط، وحين يغيب القادر على الإنقاذ، يصبح المواطنون ضحايا تجربة عشوائية يقوم بها بواب جاهل يدفع المصعد للصعود والهبوط بجنون. ومن الإنقاذ ما قتل! هكذا يتكرر مشهد فيلم " بين الارض والسماء " بنفس السيناريو بوجوه مختلفه فى زمن العولمه والانفتاح ، مازالت المشاهد مستمره والضحايا يتزايدون ونقل الاحداث على الهواء مباشره والنهايه لم تعلن بعد لعطل فى الاداء العلمى ، المشهد اكثر رعبا وقسوه وما بينهم من امال والام ، اعداد العالقين بين الحياه والموت فى تزايد واصبح الموت عند البعض هو السبيل الوحيد من راحه عذاب المرض وقسوته بعد ان عجزت الحكومات بما تملكه من امكانيات وتكنولوجيا وعلم فى مواجهه المرض ، رغم التغيرات الايديولوجيه والنفسيه التى افرزتها كورونا واعتراف الشعوب باحترام الانسان ايا كانت جنسيته ، عقيدته اولونه فى صوره لم نعتاد عليها وما نتج عنه من فكر جديد وتفاعل جديد مع الاحداث من عدد الاصابات والموتى ليحتل فيروس كورونا المشهد الاكثر اهتماما بين الشعوب التى اصبحت على حافه الفقر والعجز والانهيار الاقتصادى فى الوقت الذى مازلنا نعانى فيه من نفوس تحمل فيروسات مريضه مازالت تعبث بنشر الفوضى وبث الكراهيه والنميمه معلقه فى مصعد نجيب محفوظ لم تشعر بحجم الكارثه وتوابعها ونتائجها لكن احتمال حدوث تغيرات ما بعد زمن كورونا واعاده تقييم منهج الحياه لكثير من الشعوب وتعامل الحكومات وسلوكياتها مع الدول وبعضها البعض بما يتماشى مع الحاله التى اظهرتها كورونا من ضعف الاراده الانسانيه بما تملكه من ثروات وطموحات وابحاث ، هكذا رسم لنا نجيب محفوظ بتخيله الادبى ببعد نظر عما يحدث الان فهل يتنهى المشهد كما اسرده نجيب محفوظ بعد نجاه العالقين بالمصعد ونجاتهم من مرحله الموت وعودتهم للحياه مره اخرى ونسيان ماحدث وعودتهم لممارسه الحياه السابقه بنفس السوكيات والانحدار الخلقى والنفسى ام زمن ما بعد الكورونا سيشهد نهايه تحتلف عن نهايه "بين السماء والارض"؟