عايدة محمود تكتب: حلم امرأة عربية

عايدة محمود تكتب: حلم امرأة عربية
عايدة محمود تكتب: حلم امرأة عربية

أنا مهرة عربية متمردة .....
مازالت تعدو رغم أن السرج قد أدمي أضلعها
أختزل بداخلي صمت العالم ......
وفي أعماقي بحور من ضجر
كم سافرت وهاجرت روحي بعيدا 
فأنا قد سئمت كذب و زيف البشر

ورحلت عن أحزاني هاربة .... ومازلت أهرب.
تعانق أحلامي أوجاعي .....
وهكذا تمر بي ليالي العمر

صنعت من يأسي قارب أمل
بركان تحدي يعصف بي .......
عندما أسقط في بئر ضعفي وحيرتي.
شجاعة أنا كالفجر الجسور ......
عندما يشق صدر الليل بشفقه الأحمر

قانعة نفسي بتقلبات القدر
فما أصدق النظرات في عيون يسكنها الصبر
خطواتي ستظل جريئة ....
وسأظل مسافرة بخطوات حالمة  ....
فأنا قد خلقت لهذا السفر

ليلي هاديء يشبه صمت القمر
وقلبي غارق في بحور الألم والأمل
وحناياه كسحاب يعشق نقاء المطر
فأنت يا قلبي كالمدن القديمة .....
طرقاتها عتيقة تشبه حنين السفن للبحر
وأحلامي ستظل باقية كنقش فرعوني علي حجر

الأحلام ليست بعيدة .....
فالأحلام تنحني أمام الأرواح العنيدة
وشواطيء الأمان وإن بدت سراب فهي قريبة
وأنا برغم كل البشر في أعماقي أعيش وحيدة
ينصهر بداخلي ......
تمرد الموج الغاضب مع عناقيد الياسمين
لأصنع جسرا جوري ....
يحملني لحدود الشمس ويرميني هناك

أنا صمت أعمق من كل لغات البشر
وأنا إمرأة عربية بلا هوية سفر .......
فكل أوطان العرب أوطاني وكل العرب إخواني
فأنا القدس وعمان ودمشق...... 
وصنعاء وبيروت وقاهرة المعز أنا
مصرية أنا وملامحي شرقية نيلية ولي كل الفخر
تحية من مصرنا الحبيبة..... 
إلي كل بقاعنا العربية ولكل البشر

جريحة أنتي بعض مدننا العربية .....
وفي الجرح عرفنا كم هو عظيم معني الوطن 
ولكن حتما سنضيء بأرواحنا أنوار مدينتنا......
لتكون باسمة ومتوشحة بالأمل
وسنظل دائما نسطر سطور العز ......
بحروف من وهج شمسنا الدافئة 
والمجد سيكون دائما لنا نحن العرب

سيعود الزنبق ليعانق أريج العنبر
وسنرسم بكل طوائفنا ودياناتنا كف واحدة..... 
تتضرع إلي الله طالبين الأمان والسلام
وستعود بغداد يانعة ......
وسترجع دمشق زاهرة .......
وستعانق أجراس القدس أصوات مساجدها من جديد
وسيعود اليمن يوما البلد السعيد 
وستصحو لبنان ذات صباح كفتاة جميلة
فسلاما لكي يا أرض الفينيقيين 
وستظل تونس خضراء .....
وستبقي الجزائر بلد المليون شهيد
ستظل أرضنا العربية شامخة رغم حقد الحاقدين.