د. بهي الدين مرسى يكتب: الحرب الكلامية بعد رفع الدعم

د. بهي الدين مرسى يكتب: الحرب الكلامية بعد رفع الدعم
د. بهي الدين مرسى يكتب: الحرب الكلامية بعد رفع الدعم

 

كتبت اكثر من مقال استنكر فيه فكرة الدعم وسعيت لتأييد فطام الشعب من ثدي الحكومة.

الملاحظ أن المتباكين على وقف الدعم لا يتقبلون مقارنة الانتاجية المتدنية للمصريين بمثيلاتها مع الدول الاخرى، ومن ثم انعكاسها على مستوى المعيشة.

وتظل العبارة الباكية المبكية لدى الكسالى "شوف الأوربي بياخد كام واحنا بناخد كام"  !!

ازعم ان سبب اللغط يكمن في عدم فهم الفرق بين لفظي "المرتب" و " الأجر".

المرتب او الماهية (Salary)  ياسادة هو المخصص المالي (شاملا المنافع التعاقدية) الذى تقرره الانظمة واللوائح لشاغل وظيفة معينة ضمن الدرجة الوظيفية، وهى رقم مالي ثابت يتقاضاه بالتساوي كل شاغلو هذه الوظيفة.

اما الاجور (Wages) ، فهي المقابل المالي او العيني الذى يتقاضاه مقدم الخدمة او الخبرة، وهو متغير وفق جودة وندرة المنتج او الخدمة.

تعالوا نستوضح الامر بمثال:

معهد القلب (مثلا) لديه وظيفة جراح قلب "بمرتب" شهري 7000 جنيه، فعندما يشغل الدكتور مجدى يعقوب المشهور بعبقريته واستاذيته هذه الوظيفة، سيتقاضى 7000 جنيه المقررة لهذه الوظيفة.

وبذات الوقت، لو ان الدكتور رامي اسماعيل المشهور ايضا بالنصب والكذب على الفضائيات بانه بروفيسور يحمل خمس درجات زمالة بريطانية واتضح انه طبيب عام لم يبتعد عن سنة الامتياز الا بضعة امتار، لو انه هو الاخر شغل هذه الوظيفة سوف يصبح زميلا للدكتور مجدى يعقوب ويتقاضى نفس المرتب الشهري.

اما الاجر، فهو شان مختلف. فعندما يتقدم السير مجدى يعقوب لبيع خبرته الجراحية، ربما يصل اجر الساعة الانتاجية وفق جودة ما يقدمه الى عشرين الف دولار، اما لو تقدم ذاك الحجام مدعي الاستاذية لبيع خبرته، فربما يتفوق عليه بائع العطارة.

بات العالم كله يثمن خبرة العامل ويدفع مقابلها اجرا، ولا يوجد ما يعرف "بالمرتب" لأن الموظف المصرفي الذى يجيد لغتين ليس كالذى يجيد لغة واحدة، والمتمرس بدورات تدريبية في ( بازل 1 -2) ليس كحامل "دبلون" التجارة.

خير مثال تجده في سوق العمل بالخليج، فهناك مدرس للمنهج البريطاني في التعليم الثانوي يتقاضى 20000 ريال وآخر  زميله يتقاضى 5000 ريال.

اقولها للشباب: طور نفسك، وارتق بقدراتك المهنية، واخرج من طابور الآلاف والتحق بدورات تدريبية وإحترف الإنجليزية ولغات اخرى لتقف في طابور المئات او العشرات.

التميز ( الندرة) هو ما يصنع السعر.

 

 

د. بهي الدين مرسي