حنان فهيم تكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (89- صحتك من فكرتك)

حنان فهيم تكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (89- صحتك من فكرتك)
حنان فهيم تكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (89- صحتك من فكرتك)

فى السنوات الاخيرة، أكثر الامراض انتشارا هى الامراض المناعية ولا يخلو منزل من شخص او أثنين مصاب بمرض مناعى – والمرض المناعى هو مرض بسبب الحالة النفسية وغيرها من الامراض النفس عضوية.

والمقصود بالنفس عضوية انها نتيجة ضغط نفسى او صراع داخلى ترجمه الجسم إلى ألم فى احد اعضاء الجسم وبعد التحليل والأشعة نسمع من الطبيب مفيش حاجة انت محتاج ترتاح او تعيش فى جو من المرح (وبالتأكيد يفضل الذهاب لدكتور نفسى او متخصص مشورة).

تعالو معايا نفهم ما المقصود، وازاى رغم الالم والتعب فى اعضاء بعينها فى جسمى، يقال مفيش حاجة.

) فى السنوات الاخيرة اظهرت الابحاث التى تجرى فى مجال علم النفس العصبيى المناعى الجديد اكتشافات بدأت بالفعل فى توضيح كيفية تأثير تفكيرنا على صحتنا وسعادتنا. اصبح معروفا الان ان الجهاز العصبيى المركزى ( مقر التفكير والذاكرة والانفعالات ) يتصل مباشرة وبشكل منتظم بالجهاز المناعى وجهاز الغدد الصماء من خلال مجموعة من اجهزة الارسال العصبية والكيماويات الحيوية.

هذه الابحاث تبدأ الان بعناية فى رسم خرائط تشرح وتوضح كيف تؤثر حالتنا الذهنية على حالتنا الصحية. وتوضح ابحاث اخرى ان خلايا معنية من خلايا المخ تتصل مباشر بخلايا الجهاز المناعى من خلال الببتيدات العصبية وتستجيب خلايا المخ الاخرى لحالة الجهاز المناعى. واصبحت الكثير من المعلومات تكشف الان عن الاليات الفسيولوجية التى تربط بين افكارنا ومشاعرنا وحالتنا الجسدية.  وجدير بالذكر أن نعلم أن مجال البرمجة اللغوية العصبية يتحرك سريعا نحو الامام ليحدد بالضبط نوع التفكير الشخصى الذاتى الذى له تأثير ايجابى على اجسادنا ( انك اذا قلت لعقلك الباطن ان حظاً سيئاً يتبعك فسوف يعمل عقلك الباطن على جلب الصعوبات والتعطيلات والعقبات وكل انواع الصعوبات فى حياتك بطريقته الخاصة. ليس هناك امراض تستعصى على الشفاء بل اناس يستعصون على الشفاء وهم اولئك الذين يعتقدون انه لا يمكن شفاؤهم ووفقا لمعتقداتهم يكون لهم.

عندما تحدث لك مشكلة من اى نوع فتعامل معها على انها رسالة لك بأنك تفكر تفكيرا خاطئا فى هذه الناحية ثم غير تفكيرك وواظب على تغييره للتفكير الايجابى، وعندما تغير عقلك بإعطائه جرعة متواصلة من التفكير الايجابى فإنك بالتالى تغير جسدك وهذه هى قاعدة الشفاء. بعض الامراض تنبع من العقل ولا يظهر على الجسد عرض من الاعراض ما لم يكن هناك نمط عقلى مرتبط به.

 فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصًا إياه من الخبرة. فهو عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة.
ان ساعة من التفكير تساوى مجهود ساعات من العمل البدنى، واذا اجتمع عقل جيد وقلب جيد فذلك لا يستهان به فى حل المشاكل، لذا فكر دائما قبل ان تتصرف انظر قبل ان تقفز ، يجرى القائد الذى ينتصر فى المعركة حسابات كثيرة فى مكتبه قبل ان يخوض المعركة، ويجرى القائد الذى يخسر حسابات قليلة قبلها.

 

                                                                      

افكارك من اختيارك :

الافكار تؤثر فى السلوك، سلوكياتك نابعة من افكارك وليس من الظروف التى تمر بها فالاكتئاب مثلا لا يأتي نتيجة الحزن او الوحدة او الشعور بالذنب او اى مشاعر سلبية اخرى انما نتيجة التفكير المصاحب للاحداث التى تمر بك،  ان حياتك سوف تتغير تماما عندما تبدأ من الان فى التحكم فى تفكيرك ومشاعرك، تفكيرك هو دفة حياتك هو من يقودك للاستمتاع بحياتك ورؤية كل ما هو جميل والاحساس بعطايا ربنا وشكرك الدائم على كل شئ وبالمثل فتفكيرك يقودك لكل ما هو فى يد الآخر وعمل مقارنات بينك وبينهم وتسير ناقم على الحياة.

فكل ما تفكر فيه وتشعر به ويتصوره ذهنك وينطق به لسانك، تجذبه الى حياتك.

لا تتوقع شيئا لا تريده، ولا ترغب فى شئ لا تتوقعة. فعندما تتوقع شيئا لا تريده، فإنك تجذب ما لا ترغب فيه وعندما ترغب فى شئ لا تتوقعه، فإنك، ببساطة، تبدد الكثير من قوتك الذهنية ومن جانب اخر فإنك عندما تتوقع باستمرار ما ترغب فيه بإلحاح، فإن قدرتك على جذبه ستصبح قوة لا تقاوم. ان العقل عبارة عن مغناطيس يجذب ما يتطابق مع حالته الفكرية.

كل فكرة تصبح حقيقة بقدر قوتها فأدنى فكرة تدور فى العقل تخلق قوة بنفس المقدار لتنتج شيئا مطابقا.

ما انت الا كائن مغناطيسى فأنت تجذب الى حياتك الاشخاص والمواقف والظروف التى تتناغم مع الافكار المسيطرة على عقلك وكل ما يدور فى خلدك يتحقق فى واقعك.

وانها لحقيقة واقعة ان الشخص الذى يفكر ايجابيا ويعتمد على نفسه وينظر نظرة متفائلة ، يستطيع ان يستهوى ما حوله فعلا ويطلق القدرات التى تحقق الهدف ... فتوقع الافضل على الدوام ولا تلق بالا للاسوأ، بل انزعه من فكرك وابعده عنك، ولا تدع عقلك يفكر مطلقا فى ان السوء سيحل بك، ولا تحاول ان تحتضن مثل هذا الفكر فى داخلك لان ما تعتنقه من اراء يجد له مرعى خصيبا فى العقل ولذلك املأ هذا العقل بما هو افضل ولا شئ غير ذلك ثم قدم الغذاء لهذه الاراء وركز عليها واكدها وضعها دائما فى خيالك  وصل لاجلها وسيج حولها بالايمان ودعها تستحوذ على كل ما فيك وتوقع الافضل ، فستجد ان قوة العقل الروحية الخلاقة تساندها قوة الله ، تنتج لك اجمل ما ترجو.اختم معاكم بقصة حقيقة والكثيرون منا قد مروا بها: كان نائب رئيس إحدى الشركات يعانى من القلق لظنه انه مصاب بمرض بالقلب حيث كان صديقه المقرب- رجل يكبره بعشرين عاما- قد أصيب لتوه بأزمة قلبية. مما جعله يعتقد أنه عرضة كذلك للاصابه بالمرض، ومن ثم ذهب لإخصائى قلب، وأجرى له رسما للقلب علم من خلاله أن قلبه سليم وان مشكلته كانت نفسية. فالازمة القلبية التى اصابت صديقه اثارت بداخله قلقا مفرطا بشأن قلبه، وبالفعل عانى من نوبات بصدره واعراض أمراض القلب الاخرى. أخبره الطبيب بأن علاج مشكلته لا يوجد فى الكتب الطبية، وانما فى عقله الباطن، ومن ثم طلب منه ان يجرى جلسات تأملية حول الصحة الجيدة حتى تتبدد الفكرة الزائفة من نفسه، وفى ذلك الحين سيتحسن جسده. لم يستغرق الامر سوى بضعة أسابيع مارس فيها ذلك الرجل القانون العظيم للاستبدال او الاحلال من خلال تكرار الفكرة الجيدة مرارا وتكرارا الى ان تقبل الحقيقة، الامر الذى حرره وأعاد إليه هدوءه.

قامت جامعة ستانفورد بعمل بحث عن قوة التفكير السلبى وكيف أنه يؤثر على الاعضاء فوجدوا ان التفكير السلبى يجعل المعدة تفرز احماضا شديدة القوة فقاموا بأخذ عينة من هذه الاحماض ووضعوها فى طعام فأر من فئران التجارب وكانت النتيجة مفاجأة للجميع .. مات الفأر متأثر من شدة هذه الاحماض. فقام الباحثون بتكرار التجربة على فئران أخرى وكانت النتيجة واحدة وهى الموت.

تاثير هذه الاحماض على الانسان انها تسبب أمراضا ويؤكد ذلك بحث كليه الطب فى سان فرانسيسكو لعام 1985 عن التفكير السلبى أنه يسبب أكثر من خمسة وسبعين فى المائة من الامراض العضوية مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والصداع حتى السرطان.

فكن حريصا كل الحرص قبل ان تفكر فى فكرة سلبية لانها ستتراكم وتتسع وتنتشر بقوة حتى تصبح عادة تمنعك من تحقيق اهدافك وتبعدك عن الله.

اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية اللى بيها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها

ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........