بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: أحوال المحروسة

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: أحوال المحروسة
بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب:  أحوال المحروسة

أحوال المحروسة هذه الايام تذكرنى بالروايه الانجلزيه 1984للكاتب جورج ارول التى كتبها فى سنه 1949 وهى من روايات الخيال العلمى افترض فيها انه فى العام 1984 تم السيطره على المجتمعات والافراد وتم عمل نظام مراقبه لجميع من فى المجتمع الافتراضى بعد حدوث حرب قضت على الكثير وبعدها طبق هذا النظام البوليسي واطلق عليه الاخ الكبير الذى يرى كل شى تفعله فى العمل والمنزل حتى فى حجره نومك وعندما يحدث تجاوزا ما من احد الافراد لا يتورع الاخ الكبير عن محاكمته وتنفيذ اقصى العقوبه عليه فورا

ووضع الاخ الكبير قواعد ومنهج لاتباعه وهذا المنهج نسف نمط الحياه التى كان يحيها البشر قبل فرض الاخ الكبير نظامه البوليسي فمثلا العواطف ممنوعة الصداقات محرمه المشاعر الانسانيه ليست لها وجود ولكن بعد احداث عديده يحاول بطل العمل  التخلص من هذا النظام البوليسي البغيض

 

ارى ان هناك تطابق فى مصر المحروسه هذه الايام مع احداث هذه الروايه مع فارق واحد وهو فى روايه ارول الاخ الكبير هو النظام الحاكم ولكن فى واقع مصرنا المحروسه هم افراد المجتمع انفسهم افراد من هذا المجتمع اصبحوا هم الاخ الكبير وهم نتاج تراكمات عفنه زرعها فيهم تجار الدين ومومس الراى الذين يفرضوا انفسهم على المجتمع المغلوب على امره على انهم مفكرين وزبده المجتمع والحقيقه غير ذلك فهم حفنه من المرضى النفسيين لديهم العديد من العقد النفسيه والكبت ينفسوا عنها باخراجها للمجتمع التى تتجاوز فيه نسبه الاميه ال80% ويلعبوا على النزعه الدينيه لتمرير عقدهم

 

فلم يامن منهم من يحتفل بعيد ميلاد فى حرم منزله بين اهله او فتاه تحتاج الى تصويب لمسارها وضعت بعض من صورها على الفيس بوك كل هذا والاخ الكبير يراقبك فى عقر دارك ممسك بعصى الدين والفضيله لانزال اشد العقاب بك

 

فى المحروسة تشعر انك مراقب فى جميع حراكك كل نفس محسوب عليك كما لو كان الكل يحصى الاخطاء ...هناك من نصبوا انفسهم حماه الفضيله والدين والشرف ولا ادرى من اعطاهم هذا الحق من جعلهم قضاه المجتمع فمثلا محامى مغمور قادم من اعماق الريف يحلم بالشهره والمال نزح الى القاهره ولم يحقق غايته ولكنه وجد ضالته فى فتاه صغيره سنًا تفاعلت مع معطيات السوشيال ميديا ونشرت لها بعض الصور وجنت بعض المال من شركات الاعلانات من جراء استغلاها للدعايه لبعض الشركات وهنا لمعت افكار المحامى المغمور للوصول الى غايه الشهره والمال فقام بتقديم بلاغ للنائب العام ضد هذه الفتاه واتهامها بتعريض قيم المجتمع للخطر والخروج عن الذوق العام بصورها الغير محتشمه على السوشيال ميديا

 

وحالا تلقف هذا البلاغ مكتب النائب العام وتم توقيف الفتاه والتحقيق معها وتحوليلها الى التحقيق بتهمه خدش الحياء العام ونشر صور مخله

 

وارتفع اسهم المحامى الهمام وكثر زباينه بعدما القى بالفتاه فى السجن ولكن ما لايعلمه سيادته حامى حمى الفضيله ان فى المحروسه اعلى نسب تحرش جنسيا .-.+363..لا فرق بين سافره ومحجبه او حتى منقبه  

 

لماذ لم تخرج سيادتك الى الشارع تصور ما يحدث من تحرش وانهاك الفضيله والشرف وتتقدم ببلاغ همام كما فعلت مع هذه الفتاه صغيره السن واسمح لى ان اجيب على هذا التساؤل وهو لا توجد سبويه فى هذا وحتى يمكن ان تكون احد هولاء المتحرشين ولعلم سيادتك للتحرش اشكال عديده غير الكلمه والمس 

 

اما السيد النائب العام فهو معزور لقد تحولت  قضيه الفتاة الى قضيه راى عام ولابد ان يقوم باتخاذ الاجراءات القانونيه وطبعا يشترك معه رجال الشرطه للقيام بواجباتهم  كما لو كانت البلد ليس بها مشاكل ارهاب وتطرف ومخدرات وفساد و...و...

 

وتحول القضيه الى السيد القاضى الذى يحكم بالقانون لسجن الفتاه ثلاث سنوات وهنا ظهرت الماساه الحقيقيه

 

الماساة ياساده هى طريقه تناول هذه القضايا فى مصر المحروسه  ففى العالم كله النشر على السوشيال ميديا شى شخصى طالما لا يخدش الحياء العام  مثلما تنشر صور عرى وجنس مباشر لذلك اجد ان من بدء هذه الضجه على صور لفتيات صغيره السن فى حاجه الى توجيه وتقويم وليس السجن هذا ليس الحل والمثير فى هذه الماساه هى القاضى وهو المفروض ضمير المجتمع كان المفروض ان يامر بتقويم وتاهيل هذه الفتيات حتى يعودوا مواطنات صالحات وأمهات فاضلات فى المستقبل 

 

اما الاعلام المصرى فتحدث بلا حرج فقد اثبت الاعلام المصرى بانه من افشل الاعلام فى العالم وخصوصا برامج الرغى التى التى تبث فى دكاكين الهواء  هى من المفروض تكون برامج تتناول الدوله والمجتمع ومشاكله وليس هذه المشاكل التافهة والكلام المفرغ من المضمون ولكن ماذا ننتظر من محطه تلفزيونيه لا تحترم المشاهدين وتقوم ببث نصف ساعه من الإعلانات فى كل فاصل هل تتوقع ان ينتقوا مقدمو هذه البرامج الذبن يحصلوا على اعلى الاجور فى برامج الرغى  تجد احد مقدمى هذة البرامج  كما لو كان معلم جزارة مع احترامى لاصحاب  المهنه يجلس على باب محل الجزاره يفتخر بصوته العالى والسوقيه فى تناول موضوعاته نفس المذيع الذى رفض احد المسؤلين الامريكان اكمال مقابله تلفزيونه معه لافتقارة للمهنيه

الاعلام الذى يتناول التفاهات ولم يلتفت الى ما تقوم به الدوله من مشروعات جبارة للنهوض بالبلد 

 

والمبكي ان وزاره الداخليه دخلت على الخط كما لو كانت انشات قسم مراقبه الشعب كما فى السعوديه يوجد فريق النهى عن المنكر هنا فى مصر يوجد مراقبه للانترنت لضمان الحفاظ على قيم المجتمع وعدم الخروج عن الاداب كما لو كان الشعب فى احتياج الى الاخ الكبير لتقويمه وقيادته الى الاخلاق الحميده فى الوقت الذى يعانى المجتمع فيه من التحرش بكل اشكاله والفساد فى كل مكان والرشوه على عينك يا تاجر وزنى المحارم وخلافه من المبيقات الاخلاقيه التى كانت بالاحرى تكون فى مقدمه المشاكل المجتمعيه

 

اقول للجميع ان الشعب المصرى قد وصل الى سن الرشد وان الاوان ان يرفع اى اخ كبير يده عنه ان حريه التعبير والتفكير فهى حق مكتسب لشعب قد عانى الامرين من تجار الدين الجاثمين على انفاس هذا الشعب المنكوب لمده ليست بقصيره بحجه حمايه الدين والاخلاق التى يتشدقون بها وهم فى الحقيقه بعيدين كل البعد عن الاخلاق فتجد مثلا رجل اعمال ذو لحيه مهيبه يتخفى بعباءه الدين وهو فى الحقيقه بعيد كل البعد عن لب الدين الحقيقى هذا الرجل ما الا حيوان هوايته الجنس ويستخدم الرخصة التى احلها الدين لتحقيق نزواته وشهواته مغلفه بالاحلال لدرجه انه قد زور فى اوراق رسميه وتزوج خمس سيدات فى نفس الوقت وقضى عقوبه السجن عقابا على هذه الفعله فهذا واحد من حماه الدين بدليل تورطه فى تعضيض الجماعات الارهابيه ظنا منه انه يخدم الدين

 

ومثال هذا الرجل فى كل مكان يظن انه حامى حمى الدين والفضيله فى الظاهر وما خفى كان اعظم

 

الى جميع الاخوه الكبار كفاكم نفاق وانظروا الى انفسكم اولا تخلصوا من عقدكم النفسيه والكبت لديكم واخلعوا عباءه الرهبان

 

والى الساده المسؤولين فى الدوله اقول ان السجن ليس الحل لتقويم الشباب المهووس بالشهره وجمع المال عن طريق السوشيال ميديا ان الانسات التى نشروا صور على السوشيال ميديا ويرى البعض انها لا تتوافق مع التقاليد الشرقيه يحتاجن الى توجيه واصلاح وليس السجن

 

بدلا من مهاجمه كل من لا يتوافق مع اراء الاخوه الكبار انظروا الى المجتمع وما به من خروج على القيم والاخلاق وابسط مثال على ذلك الظواهر السلبيه مثل التحرش الذى تعدى كل الحدود والمخدرات وزنا المحارم والزواج العرفى فى الجامعات وغير الجامعات والظواهر السلبيه الاخرى فى المجتمع

 

الى كل الاخوه الكبار ارفعوا ايديكم عن الشعب المصرى لقد وصل الى  سن الرشد

 

 

 

بسرعه

عار على الحكومه الامريكيه ما يحدث من محاولات من  الحزب الديموقراطي للفتك بترامب بعدما خرج من الحكم بانتخابات تدور حولها شكوك كثيره سوف تظل نقطه سوداء فى تاريخ امريكا