أشرف دوس يكتب: مستشفيات الموت في مصر

أشرف دوس يكتب: مستشفيات الموت في مصر
أشرف دوس يكتب: مستشفيات الموت في مصر

 

أرجوك أن تتحامل على نفسك وتقرأ هذةالقصة الواقعية حتى نهايتها لتعلم حجم الفساد والاهمال داخل المستشفيات الخاصة والحكومية داخل مصر فالامر اصبح خطير بدرجة كبيرة لا يمكن السكوت عليها .

تشير عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا، تتخطى “نجوى” الزوجة الأربعينية الباب الحديدي للمستشفى الخاص الذي يتوسط مدينة بني سويف ملامحها واهنة ومنهكة في وجهٍ باهت برزت عظامه بشكل ملحوظ، بالكاد تستطيع أن ترى حدود الوجه لكن من الصعب تحديد معالمه على وجه الدقة من شدة الارهاق والالم . نظر لها موظف الاستقبال وقال لها ميعاد الزيارة بعد خمس ساعات يا أستاذة وزوج حضرتك بخير.

بخطوات مترددة وعين قلقة، متجاوزة الأحداث، وبعين متفحصة أخذت تتنقل بجسدها المنهك بين كراسي الاستقبال، لتستقر في النهاية على أحدها في انتظار بدء زيارة العناية المركزة.

بكلمات تخرج من ثغرها ثقيلة بدأت الزوجة رواية تفاصيل حكايتها قائلة: “تزوجت بطريقة تقليدية منذ عشرون عام وزوجي دمث الخلق والكل يشهد له بالتقوى والصلاح، و لا يفصلني عنه سوى سنوات معدودة، وميسور الحال واب لثلاثة اولاد بالجامعات المصرية.

منذ عدةأيام أصيب بجلطة بالمخ. أسرعت بة للمستشفى العام ببنى سويف لعلمي بأهمية الوقت في تلك الحالات وكان قرار الطبيب المعالج بعدم امكانية استقبال الحالة لعدم وجود سرير شاغر بالعناية المركزة وعدم وجود طبيب المخ والاعصاب فى ذات التوقيت وطلب نقلة لاحدى المستشفيات الخاص ووضعة في العناية المركزة لخطورة الحالة واستغراق الجلطة جزء كبير من المخ وظهور اعراض الشلل فى الاطراف وفقد القدرة على الكلام .

تواصل الزوجة حديثها بصوت واهن: “وما أن خطت قدمي العناية حتى اكتشفت الإهمال في أبشع صورة أطباء حديثي السن محدودى الخبرة يعملون لمدة 24 ساعة ويطلقون علية شيفت معظمها نيام لارتباطهم بالعمل فى اماكن اخرى فى اليوم التالى والعجيب ان المطلوب منهم اليقظة لخطورة الحالات وطبيعة عملهم و يتركون العمل للممرضين وتجد كل من يعمل داخل العناية حتى عاملة النظافة يتحدثون فى حالة المريض وكنهم اهل خبرة ويلاحظ لك انعدام اشتراطات السلامة والصحة المهنية داخل المكان تصدق بيتناولوا طعامهم داخل العناية ودائمى التحدث تليفونيا إهمال في كل شيء.

قاموا بتشويه يديه بسبب الفشل في إعطاء الحقن وعدم مراعاة ابسط القواعد الطبية وضعف الخبرة وقلة الضمير.

لم اسكت على هذة الاوضاع وطلبت مقابلة مدير المكان وهو طبيب جراح مسن تجاوز السبعين من العمر وعدنى باتخاذ الاجراءت الكفيلة بتصحيح كل الاوضاع الخطاءوللاسف لم يفعل شىء سوى الكلام الطيب فقط.

حاولت عدة مرات نقلة للقاهرة لمستشفى متخصص ولكن الطبيب المعالج اقر باستحالة هذا الآن.

قطع حديثها صوت صارخ يطلب صعودها للحسابات بالدور السابع .

سددت المبالغ المطلوبة بسرعة واحتفظت بإيصالات السداد التى تجاوزت الخامسة والعشرين الف جنية ورغم شعورها بضخامة الملبلغ مقابل الخدمة المقدمة وعدم منطقية الحسابات وافتقادها لاى منطق لم تتحدث وفضلت السكوت وقامت بزيارته ووجدته فاقدا الإحساس بما حوله تماما.

يوميا كانت تزوره هي والأهل صباحا ومساء على أمل تحسن الحالة والشفاء واصبحت علاقتها اقوى بطاقم التمريض الذى شرح لها ان ادارة المكان تؤجر معمل التحاليل لدكتورخارجى بمبالغ باهضة وانة يكسب اضعاف ما ينفق من المرضى باسعار مبالغ فيها دون ادنى رقابة من احد .

بعد مرور عشرة أيام من التواجد بالمستشفى يستيقظ جميعهم على واقع أسوأ ما سمعت آذانهم، وأشد ما قرأته أعينهم إيلاما للنفس، جملة واحدة تكررت مرارا تكاد لا تتعدى في كلماتها أصابع اليد الواحدة، أضحت مرادفا لمعاني الألم والحزن، البقاء لله المريض توفى .

بعدها بعدة أسابيع جلست داخل منزلهما امام صورتة تبكى الم الفراق و تذكرت كلمات زوجها رحمة الله أن المستشفيات الخاصة في مصر كل ما يشغل بال ملاكها هو الربح وجمع المال الوفير دون اى رقابة او رعاية طبية فاعلة أو أصلاح للإهمال المنتشر بها ..

وان الرعاية الطبية في بني سويف وفي مصر بشكل عام ظلت الطريق ولم تعد موجودة داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة وسط صمت المسئولين وضعف القانون