إدوارد فيلبس جرجس يكتب : حكاية اسمها "حياة كريمة "

إدوارد فيلبس جرجس يكتب : حكاية اسمها "حياة كريمة "
إدوارد فيلبس جرجس  يكتب : حكاية اسمها "حياة كريمة "
 
 
هي حكاية مفرحة كحكايات الأساطير التي يجد فيها الشخص أو الأشخاص أنفسهم في حالة غير الحالة التي كانوا عليها  وبالتأكيد حالة أفضل ، حكاية سيذكرها التاريخ كما يذكر حتى الآن النهضة التي تمت أيام محمد علي . معنى حياة كريمة يدور بين الأسف والبشرى بأنه كانت سابقاً حياة بائسة ثم تحولت الآن إلى حياة كريمة . نعم الأسف لسنوات طويلة ولن أكون مخطئا إذا قلت أنه منذ عام 1952 أو على أفضل الأحوال من بعد هزيمة يونيو 1967 ، نعم كانت حياة بائسة بكل ما تحمله من معنى ، الواجهة فقط تلمع بعض الشئ ، لكن ما خلفها لم تكن تعرف الحياة ولا كرامتها ، عيشة بدائية لا تختلف عن القرون الأولى في التاريخ أو قبل التاريخ سيان ، الكلمات ليست فيها أية مبالغة ومن شاهد القرى وإسلوب المعيشة بها كيف كانت ، سيصدق على كلماتي وقد يزيد عليها . عندما تحدث الرئيس مذ ثلاث سنوات تقريبا عن " الحياة الكريمة " ابتسمت بالفعل بالرغم من أنني شاهدت قدرات الرئيس على تحقيق أي شئ ، لكن لم أتخيل أن هذه الحياة البدائية التي تعيش فيها القرى المصرية يمكن أن يحركها أي شئ سوى معجزة من السماء  ويبدو أن الرئيس فيه شئ لله فأكرمه بأن تجرى على يديه المعجزات . المشروعات التي تمت وتجرى حتى الآن في عهد الرئيس السيسي لهي مشروعات لم يفكر فيها أي رئيس سابق ، وعلت القمة مبادرة حياة كريمة التي ذهبت إلى غور الحياة الإنسانية في المجتمع المصري كله . مبادرة حياة كريمة ستظل من أعظم المبادرات في تاريخ مصر وكما قلت سيذكرها التاريخ لأنها المرة الأولى في تاريخ مصر الذي تتم فيها مبادرة تبسط رحمتها على حوالي 60 مليون مصري وما يقارب 35 ألف قرية وعزبة ونجع . بكل تأكيد أن هذه المبادرة من أفضل الأفكار الجذابة التى مرت عبر تاريخنا المصرى القديم والحديث ، لأنها قضت على موروثات خاطئة كانت تقف عائقًا أمام التطوير فى الريف أو الأحياء ، كما أنها قدمت الحل السحرى للدولة فى الرقابة والمتابعة الدورية على أداء المحافظين فى كل أنحاء الجمهورية ، لا سيما بعد معاناة سنوات وسنوات بسبب تقاعس بعض المسؤولين فى أزمنة سابقة عن تنفيذ دورهم الواجب عليهم فسقطوا فريسة أمام الروتين وغيره من الأخطاء الشخصية التي لا يجب الحديث عنها الآن ،  مما كان يعطل مصالح الناس لدرجة ذهبت بهم إلى اليأس الكامل من العدل أو الحصول  على خدمة عامة تليق بالإنسان المصري . أن أهداف هذه المبادرة تتحقق يوميا وتضيف للنجاح نجاحات أخرى على مستوى جميع المحافظات على حد سواء ، حيث بدا واضحًا أن سباقًا بدأ بين الكل بحثًا عن تنفيذ التنمية الشاملة والتخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا فى الريف والمناطق العشوائية فى المدن، وهو الهدف الأسمى الذى انطلق من رحم هذه المبادرة . وبلغة الأرقام لا توجد مبادرة تدشن هذا الكم الكبير من المشروعات يوازى حياة كريمة على الإطلاق ، يكفى أنها حققت أحلام الملايين في وجود خدمات ومرافق كانوا محرومين منها طوال سنوات طويلة أو البعض الذين رحلوا للأسف قبل أن يروها خاصة فى صعيد مصر. مبادرة حياة كريمة متواكبة مع التوجه العالمى لدعم الفقراء والتوجه نحو التنمية المستديمة والاقتصاد المزدهر وتحقيق أهداف التنمية عبر إنشاء مشروعات خدمية متنوعة ودعم مرافق القرى وتوفير فرص عمل لأبناء الريف ، بما يعزز من الخدمات الريفية ، ورفع مستواها لتكون مثل المدن . لا شك أن المبادرة الوطنية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري بصفة عامة والمواطن الريفي أو القروي بصفة خاصة بعد سنوات العذاب التي عاشها في السنوات السابقة وهي ليست بالقليلة ، من أجل  تكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم ، ذلك المواطن الذي تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي والذي كان خير مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية . لقد وحدت المبادرة  كافة جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص نحو هدف واحد وهو التصدي للفقر المتعدد الأبعاد وتوفير حياة كريمة تذخر بتنمية مستديمة للفئة الأكثر احتياجا في محافظات مصر ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقري وتوابعهم والاستثمار في تنمية الانسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية والجدير بالذكر وبحسب ما أعلنته المبادرة نفسها ، لأول مرة على مستوى العمل العام ، تجتمع أكثر من 20 وزارة وهيئة و23 منظمة مجتمع مدني لتنفيذ هذا المشروع الأهم على الإطلاق وبسواعد الشباب المصري المتطوع للعمل الخيري والتنموي من خلال مؤسسة حياة كريمة ليكونوا نبراسًا يحتذى به في مجال العمل التطوعي ، المبادرة تعتمد على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم ، و التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستديمة للمواطنين على مستوى الجمهورية ، بجانب توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية، وأشعار المجتمع المحلي بأنه حدثت إيجابية ملموسة بشكل كبير لم يسبق لها مثيل في تنظيم صفوف المجتمع المدني والاستثمار في تنمية الإنسان المصرى ، وملأ الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها ، وإحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات المشتركة لتوحيد التدخلات التنموية فى المراكز والقرى وتوابعها . الأمر الأكثر إشراقًا فى هذا الملف هو التطور الكبير فى تغير "نظام العمل" داخل معظم الأحياء ، فلقد كانت معاناة كبيرة وسيئة إلى أبعد الحدود وتدخل تحت كلمة سيئة كل أنواع الفساد من رؤساء الأحياء السابقين بسبب عدم قيامهم بدورهم الحقيقى فى الرقابة والمتابعة ، حيث كانوا يعشقون الجلوس فى مكاتبهم والبعد عن الشارع الذى كان فى أمس الحاجة لخدماتهم ولا تظر عيونهم سوى مصالحهم الشخصية وتنفيذها بكل الطرق التي كانت دائما ضد مصالح الدولة والمواطن ، وهذا عكس ما نراه اليوم من حرص العديد من المسؤولين فى المحافظات على التواجد فى الشوارع ومتابعة الأحوال ويقظة الضمير .. لقد كان أحد الأحلام رؤية المحافظين ورؤساء  الأحياء وكل مسؤول فى وحدة محلية يقومون بأعمالهم على أكمل وجه وإرساء مبدأ المشاركة المجتمعية الفعالة مع المواطنين . حقا مبادرة "حياة كريمة" تستحق الإشادة مدى الحياة لأنها أثبتت أن العلم والعمل المخلص هما السبيل للخروج من الأزمات ، ورغم صعوبة المعركة إلا أن قوة التحدى لدى الدولة حاليًا على تحقيق الانجازات أصبحت لا يعوقها عائق ، من خلال مجتمع متضامن ومتعاون تغلب وستيتغلب أكثر فأكثر على المصاعب ليحقق فارقاً ملموساً لدى المواطن البسيط الذى كان ينتظرأن يستمع إلى صوته وتلبية احتياجاته ورفع الأعباء عن كاهله.. ولسه فى الحكاية بقية وتحيا مبادرة "حياة كريمة" .  وإذا كنا تحدثنا عن مبادرة حياة كريمة كوجه مشرق لمستقبل الجانب الذي كان مهمشا دائما ، فلا يمكن أن نغفل المشروع المتمم لهذه الحياة الكريمة وهو مشروع تنمية الأسرة المصرية . فكما أطلق الرئيس السيسي مبادرة حياة كريمة تبعها بإطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية ، والذى يعد الهدف الاستراتيجي العام لخطة تنمية الأسرة المصرية ، والارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة والتي فاقت توالد الأرانب ، من أجل الارتقاء بخصائص السكان ، لأن خصائص السكان أحد عوامل قوة الدولة التي عمادها مستوى التعليم والخروج من دائرة الفقر، وتوفر فرص العمل ، وبمنتهى الأريحية يمكن أن نقول أن القضية السكانية هي قضية شعب مصر ، ولكى نصل إلى إدارة هذه القضية الهامة لا بد أن تتكامل كل الوزارات لتدعيمها والوصول سريعا وبوجه متكامل إلى أفضل النتائج ، من منظور تنموي وحقوقي لأن تحقيق التنمية ، لا يمكن أن يتم في ظل النمو السكاني المرتفع وغير المعقول الذي نراه يشكل مخيف كل دقيقة . ومن مشاهدة الواقع وقراءته نرى أنه رغم وجود العديد من المشروعات القومية التي تتم بتكلفة كبيرة تصل إلى المليارات على الأرض ، وعلى مستوى جميع المحافظات ، إلا أنه للأسف الشديد لا يشعر المواطن بالتغيير، وذلك لأننا نتزايد بصورة مخيفة ومفزعة ، ومن هنا كان الوقوف في نفس المكان ولا شعور بأي اختلاف ولا إحساس بأي تحسن معيشي بالرغم كما ذكرنا من قيام المشروعات الكثيرة والكبيرة ، ولذا تسعى الدولة الآن وبقل قوتها لتناول القضية السكانية من منظور شامل لأجل الارتقاء بجودة حياة المواطن ، وضمان استدامة عملية التنمية ، وذلك بالعمل على ضبط النمو السكاني من ناحية ، والارتقاء بالخصائص السكانية من ناحية أخرى . ترتكز الخطة علي عدة محاور أبرزها التمكين الاقتصادي للمرأة ، والذي يتمثل في تدريب مليوني سيدة ، وإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لحوالي مليون سيدة ، وتنظيم زيارات منزلية من قبل وزارة الصحة لتلبية احتياجات النساء من وسائل تنظيم الأسرة ، فضلاً عن توفير تدريب لرائدات ريفيات ، والدفع بمزيد من الطبيبات لتوفير وسائل التنظيم ، بالإضافة إلي تنظيم برامج توعوية للشباب المقبلين على الزواج .  الخطة الاستراتيجية للمشروع القومى لتنمية الاسرة هى خطة متكاملة الأبعاد والمحاور لتنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية ، حيث سيتم تنفيذ هذه الخطة على عدة مراحل ، وتشمل المرحلة الأولى عدد 1500 قرية من قرى مبادرة "حياة كريمة" تتواجد في 52 مركزبـ20 محافظة . وفيما يتعلق بالفئات المستهدفة من الخطة سيتم التركيز على السيدات والفتيات التي تتراوح أعمارهن من 18 حتى 40 سنة، طلبة الجامعات، تلاميذ المدارس، أطفال القرى والنجوع ، التجمعات الريفية ، رجال الدين ، في نطاق جغرافي يشمل جميع أنحاء الجمهورية ، أما المدى الزمني لتنفيذ الخطة فهو سيكون في نطاق ثلاث سنوات . وايضاً سيتم عمل مراكز توعية تهدف إلى رفع وعي المواطن بالمفاهيم الأساسية للقضية السكانية وبالآثار الاجتماعية والاقتصادية للزيادة السكانية ، وذلك من خلال صياغة رسائل إعلامية على مستوى الدولة وحملات إعلانية بجميع وسائل الإعلام المتاحة لتوعية (6 مليون) سيدة في سن الإنجاب و(2 مليون) من الشباب المقبلين على الزواج ، إلى جانب تنفيذ برنامج "جلسات الدوار " الذي يشمل تدريب القيادات الدينية وإقامة جلسات لهم في أماكن في القرى و النجوع ، للتوعية بمفهوم تنظيم الأسرة من منظور حقوق الطفل والخروج عن دائرة الحلال والحرام بمفهومها الخاطئ المتوراث من فئة ليس لها الوعي الديني الكافي ، فضلا عن فعاليات ثقافية ومناهج تعليمية لرفع الوعي بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضية السكانية على مستوى الجمهورية . ولقد تم الاتفاق على إنشاء منظومة الكترونية موحدة لميكنة وربط جميع الخدمات المقدمة للأسرة المصرية ، وذلك عن طريق بناء " منظومة الأسرة المصرية " لربط كل من بيانات الزواج ، قاعدة بيانات الأسرة ، قاعدة بيانات تكافل وكرامة ، قاعدة بيانات وحدات صحة وتنمية الأسرة ، مع قاعدة بيانات صندوق تأمين الأسرة المصرية ، وذلك بهدف قياس درجة الالتزام بشروط برنامج الحوافز المقترح ، إلى جانب بناء منظومة متابعة وتقييم المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية ، فضلا عن تفعيل دور المرصد الديمجرافي بالمركز الديمجرافي بالقاهرة للقيام بالرصد المستمر لجميع الخصائص السكانية على مستوى الجمهورية بشكل آلي ولقد تم بالفعل إقرار المخصصات في الخطة الاستثمارية للبدء في تنفيذ هذه التدخلات ، وتتمثل في تلبية مستلزمات السيدات من وسائل تنظيم الأسرة وإتاحتها بالمجان للجميع، كما يجري تعيين 1500 طبيبة مدربة على وسائل تنظيم الأسرة، وتوزيعهن على المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية، وتدريب ألفى طبيب وممرض من العاملين في مجال تنظيم الأسرة، وذلك إلى جانب تقديم سلة أغذية للسيدات بقيمة 100 جنيه شهريا كحافز إيجابي للأسر الأكثر احتياجا ، في الحقيقة لقد آن الأوان لمثل هذا المشروع بعد أن وصلت الحالة المعيشية لكثير من الأسر لأقل من الصفر كنتيجة لكثرة الإنجاب بطريقة عشوائية دون تفهم أن الضحية دائما تقع على الأطفال وتشردهم وضياعهم وتجنيدهم للوقوع في فخ الإرهاب والجريمة . نرفع أيدينا للدعاء بنجاح كل مشروع يرفع من شأن المجتمع ومن ثم شأن الدولة أمام العالم كله.                                                                        
                                                                   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
.