كان لي شغف بالعلم عندما كنت في الصف الثالث من المرحلة الابتدائية حيث اكتشف والدي أني أجيد القراءة دون تعتعة و مهتم بقراءة المجلات و الصحف و كنت أذهب مع والدي للمسجد لأداء صلاة الجمعة و أحاول قدر الإمكان فهم ما أمكن من الخطبة لأرجع للبيت و أحدث أمي عما كان موضوع الخطبة مستندا بالاحاديث التي قالها الخطيب أثناء الخطبة فلاحظت أمي أني أمتلك موهبة سرعة الفهم و الحفظ فقالت لوالدي يجب عليك أن ترسل إبراهيم إلى مركز تحفيظ القرآن و تعليم علومه وأحكامه و بالفعل والدي فعل ذلك فكانت غايتي أن أفهم معاني القرآن قبل حفظه مما جعل محفظ القرآن يغضب قائلا لي أنا مختص بالتحفيظ و ليس بتفسير القرآن ، حدثت والدي بهذا الأمر بأنني أرغب في فهم القرآن قبل حفظه فبدأ يشتري لي كتب التفسير رغم أن حالتنا المعيشية كانت متوسطة و لكن والدي كان مصمما أن أتعلم و اجتهد و يقول لي لا تفكر في المال و إنما يجب عليك أن تنتفع بما في الكتب لتنفع به غيرك و يظل علمك باقيا بعد وفاتك ، انطلقت مسيرتي الثقافية من على مسرح مدرسة الشهيد عبدالفتاح أمهدي الإعدادية حيث قمنا بتكوين فرقة مسرحية تتكون من ستة طلبة و قمنا بالمشاركة بعدةِ مسابقات ثقافية بمسرحيات عالمية مصرية مثل مسرحية الزعيم و مسرحية مدرسة المشاغبين و تحصلت مدرستنا على الترتيب الثالث في هذا المجال ، و بعد أن تحصلت على الشهادة الإعدادية كانت رغبة والدي أن أدخل ثانوية علوم الشريعة و لكن في ذاك الزمن لم يكن هنالك ثانوية علوم الشريعة فانتقلت للدراسة بمعهد الشهيد محمد الدرة للتعليم المتوسط لأدرس العلوم الإدارية و تم اختياري من بين الطلبة لأكون رئيسا لقسم النشاط الطلابي و قمت بتفعيل عدة وحدات داخل هذا القسم أبرزها وحدة القرآن الكريم و وحدة الرياضة و وحدة الفنون التشكيلية و حققت إنجازات تذكر عندما توليت هذا المنصب بالرغم أنني لم استمر فقدمت استقالتي للتفرغ للعلم فحسب و من ثم قررت الدخول في عالم القراءة والكتابة و اكتشف موهبتي الاستاذ أمين بورواق و أخذ بيدي و ظل يعلمني ، واشترى لي والدي العديد من الكُتب الثقافية و شاركت في العديد من الندوات الثقافية بعد مرور زمن اكتشف والدي أنني أملك الشجاعة الأدبية عندما أقف أمام الجمهور فأرشدني لمجال الوعظ الديني واطلعت على منهج الأزهر الشريف فوجدته خير منهج وسطي و بعيد عن التشدد المذهبي و الفكري و بدأت في إلقاء المواعظ الدينية حول الصبر و القضاء و القدر في المآتم بعد ذلك بدأت أكتب مؤلفاتي الدينية و آرائي الثقافية أبرزها مقال بعنوان رحلتي من الشك إلى اليقين و هو يتحدث عن عذاب القبر فكنت في البداية أنكر عذاب القبر بسبب هنالك من يموت غريقا و هنالك من يموت محروقا و هنالك من يموت في الصحراء و يتحلل و لا يدفن إلى أن وجدت عدة حجج قطيعة الدلالة حول عذاب القبر فكتبت هذا المقال و كذلك كانت لي مقالات ثقافية و اجتماعية و أبرزها مقال لغة العالم و تحدثت فيه عن جمال الموسيقى و كذلك العلوم السلوكية و أيضا كتبت على العديد من الشخصيات العالمية مثل الفنانة كريمة مختار و الأديب طه حسين و الإمام الشعراوي و الأديب العقاد و الأديب فريد سيالة ، ثم بعد ذلك توجهت لعالم الصحافة فتعرفت على الدكتور حمدي عيسى مدير تحرير صحيفة صدى المستقبل فطلب مني أن أعمل معه في الصحيفة و قام بإرشادي و توجيهي و تعليمي أسس و مبادئ الصحافة إلى أن أصبحت متمكنا في هذا المجال و توليت العديد من المناصب في مجال الصحافة أبرزها مدير مكتب صحيفة صدى المستقبل فرع الجبل الأخضر و مدير فرع مجلة الرواد المصرية في ليبيا و عضو هيئة تحرير صحيفة الحياة الليبية و انطلقت رحلتي الثقافية من ليبيا إلى كافة ربوع الوطن العربي من الجزائر و مصر و العراق و الخليج و كتبت كذلك في أمريكا و النمسا و فرنسا و حاورت العديد من علماء الأزهر الشريف و الأدباء و الفنانين و الشعراء و قمت بتأليف مقال بعنوان الصحافة كما يجب أن تكون مُبيناً في هذا المقال الاخطاء الشائعة في مجال الصحافة و كيف يمكننا أن نتفادها و اشتهرت بالصحفي صاحب الشخصية الكلاسيكية الصارمة بسبب ارتدائي للنظارات السوداء الأمريكية و الملابس الكلاسيكية الفرنسية و التركية و السبب أن الكاتب الصحفي لابد أن يكون مظهره مهذب و يحافظ على أخلاقه و أما عن الصرامة فلا أحب كثرة المزاح و أحب أن أعمل بإتقان و إخلاص و مهارة و يرجع ارتدائي للنظارات الطبية السوداء الأمريكية فهو بسبب إصابتي بمرض جعلني لا أحتمل الضوء الساطع . من جانبه راوغتني فكرة لأُجاز في علم الشريعة من الأزهر الشريف فتتلمذت على يد الدكتور يسري جبر من كبار علماء الأزهر الشريف و مكثت معه فترة طويلة بعدها أجازني بالعلوم الشريعة
و من خلال مسيرتي تم اختياري لأكون عضوا بأكاديمية السلام في ألمانيا لإلقاء العديد من المحاضرات حول العلوم السلوكية و منها في الأدب و تم منحي شهادة الدكتوراة الفخرية من هذه الأكاديمية و أنا في الثانية و العشرين من عمري لأكون أصغر متحصل على هذه الشهادة في ليبيا من الناحية العُمرية و أُطلق علي لقب الدكتور و أنا مازلت شابا يافعا و هذا الأمر شجعني كثيرا لأطور من شخصيتي و لأجتهد في طلب العلم و الإطلاع على الثقافة إلى أن وصلت عدد مقالاتي إلى مئة و خمسون مقالا في عدة مجالات مختلفة و عدد الكتب التي اشتريتها مئتين و سبعون كتابا ، حينها شعرت أنني لم أدرك مرحلة المراهقة و لم أفكر في أن أخرج نزهة برفقة زملائي أو أن أخصص وقتا للعب و اللهو و إنما جذبني العلم و انشغلت به إلى أن وصلت لهذه المكانة التى فيها أنا الآن و هي { طالب علم } و أرجو من الله أن يفتح علي و يوفقني في مسيرتي العلمية لأنتفع و أنفع البشرية جمعاء