د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية ١٠٨ .. عاما جديدا

د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية ١٠٨ .. عاما جديدا
د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية  ١٠٨ .. عاما جديدا
 
 
اشكرك يا رب على بداية العام الدراسي الجديد ففي هذا التوقيت كل واحد لديه الكثير من الذكريات والمشاعر المختلطة والكثير من المعتقدات والكثير من القرارات. دعنا عزيزي القارئ نسترجع الماضي الجميل والذكريات المميزة لفتره الطفولة والمدرسة وفرحه أول يوم في الدراسة ولبس المدرسة الجديد والشنطة والمقلمة والشريطة البيضاء في شعر البنت والحذاء الأسود الجديد واهمية أن يرى الاجداد احفادهم في اول يوم بلبس المدرسة والان يتصور الأبناء في اول يوم باللبس والشنطة ويراه الجميع ويفرح بيها، وحفاوة استقبال المدرسة للطلبة، فذكريات اليوم الأول مميزة ومملؤة بهجة وفرحه وسعادة اليوم الأول فقط نقطة ومن اول السطر. 
لماذا اليوم الأول فقط؟ لماذا نحتفل ونبتهج في اول يوم فقط؟ لماذا لا يكون طول العام الكثير من الذكريات المبهجة واللحظات السعيدة؟ لماذا تغيب الابتسامة والفرحة في وجه الأبناء؟  لماذا يتصدر الرعب والخوف المشهد؟ لماذا تتحول المدرسة والدراسة لحقل الغام في نظر الأبناء؟
كيف نحافظ على المشاعر الجميلة والسعادة طول السنة؟ 
خذ قرار بالسعادة والهدوء والراحة النفسية فالحياة عبارة عن مجموعة قرارات.
المستقبل في يد الله أعمل الى عليك فالدراسة تأخذ من عمرنا سنتين حضانة وست سنوات ابتدائي وثلاثة أعدادي وثلاثة ثانوي وأربعة جامعة ، ثماني عشر سنة دراسة والسنة  تسعة شهور لطالب واحد ، فعلا هي اكثر من ذلك  لو ثلاثة أبناء بواقع سنتين بين كل واحد اذا الإجمالي اثنين وعشرون سنة ، فترة زمنية كبيرة فتجد الإباء يقولو في اول يوم دراسة يلا بدئنا الشقاء متى تنتهى الدراسة ، بعض المدرسين يا ساتر امتى الاجازة وهذا بدورة تنعكس على الأبناء ويشعروا انها فترة عقاب، فترة عذاب عشان الناس الكبيرة بتقول متى تخلص فالأبناء تفهم من الاسرة ومن بعض المدرسين ان كان هذا شيء عظيم ام شيء مؤلم وبناء عليه يعطى رد فعل . كيف يرحب بالمذاكرة ويفهم انها شيء مهم ومؤثر في حياته وهو يشعر من المحيطين أنه شيء مخيف ومرعب ومكلف ومتعب. 
الجمل الشائعة في هذه الفترة: امتى تكبر – متى لا تذهب الى المدرسة – رعب الامتحانات – روح ذاكر- خلص – انت مش بتكبر – امتى تتحمل المسئولية- انت مش فالح- اخرتك ..... – غير أدوات التعذيب والعقاب الغير أدمي)
(ثماني عشر سنة دراسة عمر كبير ففي اباء يعيشوا بضع سنين من هذه السنين وليس كلها، وأيضا بعض الأبناء لا تكمل هذه السنين وتذهب للسماء قبل ذلك) جملة صعبه ولكنها حقيقة ارجو من الجميع ان يضعها امامه ولا يغفلها. ده غير الضغط والسكر وبعض الامراض الأخرى بعد انتهاء الدراسة. فهي فترة من العمر ليست بقليلة.  
هل بعد هذا العذاب الدراسي للأبناء والاسرة يخرج انسان متزن نفسيا يخدم المجتمع ويكون اسرة سعيدة. هناك ما هو أصعب من ذلك فبعض الأبناء لا تحتمل وتبدء الامراض بدرى ونجد الاضطراب النفسي والامراض النفس عضوية و الشخصية العدوانية والأناني واخر لا يريد الذهاب الى المدرسة ، غير التنمر، وعدم الثقة بالنفس وتشوه الصورة الذاتية وتشوه الحلم وغيرها الكثير بسبب كلام الاسرة عن الدراسة والدروس والخوف من المستقبل. 
لماذا كل هذا العناء فالدراسة هي نعمة جميلة من الله يتحول فيها العقل من الفراغ الى كنز ومركز ابداع، يتحول الطالب من المجهول الى انسان ذو قيمة وهدف يؤثر في العالم بأكمله فإنه شيء عظيم يحكى عنه في باقي أيام العمر والكل يحفر في داخله مدرس أضاف الى حياته وتعلم من علمه ومن شخصيته.
هيا بنا نحول الثماني عشر عام الى السعادة الكبرى الى نبع الاستقرار والثقة والفرح، نحولها الى قمة السعادة للطالب والاهل كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
1 نقرر أن نعيش سعدا، أن نستمتع في فترة الدراسة أكثر من فترة الإجازة. ففي الدراسة نحصل على كتب بمعلومات جديدة نفرح ونتعلم منها أشياء جميلة، نتعلم منها كيف نعيش وكيف نستخدم كل شيء حولنا ونكتشف نفسنا. 
ففي مرحلة الابتدائي يعرف يكتب ويقرأ، عند الخروج في الشارع يعرف يقرأ الافتات ويشعر بالفخر بنفسه أن الحاجات ده قبل سنتين أنا مش عارف اقراه. 
في الصف الرابع الابتدائي يكتشف الطالب نفسه ويعرف يرسم أجهزة الجسم: الجهاز الهضمي والدورة الدموية والكلى والقلب غير كتاب القيم والأخلاق ويعرف يعنى ايه قيم، دروس العربي مثال اعمال العقل أذاي يفكر بعقلة ولا يأخذ قرار بالعاطفة، حاجات جميلة الاب والام لا يعرفوا متى يتكلموا في هذا او ذاك ولكن الدراسة مناهج مصمم طبقا لكل مرحلة عمرية. 
الطالب يبدئ يكون علاقات ويختار الصديق والزميل في المدرسة، أصدقاء المدرسة لهم طعم خاص ومحبه مختلفة عن أي حد تأنى. وتبدء الاستقلالية ومحاكة الاسرة الكبيرة باستخدام مفردات الاسرة فيشعر بالثقة بالنفس وانه أصبح كبير مثلهم. 
ويأتي التحدي الكبير الدرجات فكثير من الاسر تعتبر الدرجات هي المقياس الوحيد للإنسان في الحياة فالابن ذو الدرجات النهائية هو الأفضل والاذكى والاشطر، من الجميل ان يحصل الأبناء على درجات عالية ولكن بعض الاسر رد فعلها على ذلك غريب فدائما هل من مزيد ليه تكون الثاني لازم تجيب الدرجة النهائية ده بابا كان يجيب اعلى درجة في الامتحان والكثير من الكلام الذي لا يدفع الى الامام بل على العكس. فالابن الذي يحصل على الدرجات العالية من المهم يسمع كلام إيجابي واشعاره انى فخورة بيه وانه مسئول وبرافو بدون مقارنات مع أحد واختم كلامي معه انا عارف أنك تقدر تحافظ على المستوى ده وتقدر تنافس نفسك. 
لكن ليس كل الأبناء على مستوى واحد ففي ذو الدرجات العالية وفى الابن الاخر الذي لا يقدر فهو استيعابه مختلف ويتفوق في مهارات اخره فمن المهم لا اضع مقارنة بينه وبين اخوه ولا احسسه انه اقل بل على العكس أشجع ما هو متفوق فيه وأركز عليه وهو لوحده يحسن نفسه في باقي الأمور ويطلب المساعدة ويقدر يفتح قلبه ويكشف نقط ضعفه للأسرة حتى يحقق درجات أفضل لان الاسرة تحبه وتقبله كما هو بدون تصنيف او تقليل من شئنه.
اهتمام وتركيز الاهل على الدرجات فقط يفقد الأولاد الحب غير المشروط ويعتقد ان الاهل تبحث عن الدرجات والافتخار امام الناس على حساب الأبناء فهم لا يستوعبوا خوف الاسرة على مستقبل الأبناء وان الدرجات العالية تفتح له افاق اكبر وحرية في اختيار الكلية وانها تعود عليه بمميزات كثيرة فهو لا يستوعب ذلك فهو في مرحلة يفهم الحب والحضن والاهتمام ده بالدنيا كلها ، فما الفائدة في التفوق الدراسي وكليات القمة و داخله شعور بالألم والتعنيف من الاسرة ولا يوجد أصدقاء او حياة اجتماعية متزنة. 
فالتغيير كل وقت مطلوب لمصلحة الأبناء يستمتعوا بالدراسة ومن مصلحة الاهل أن  يعيشوا حياة سليمة صحيا بدون امراض فمهم نعلم الأبناء حب الكتاب حب القراءة والمذاكرة وهذا يأتي بحب الاب والام للاطلاع والمعرفة بالقراءة طول العام وليس في الدراسة فقط ، يلمح الاسرة وهى فرحانة بقراءة شيء جديد في كتاب الأبناء وبإحساسها بأهمية الجمع والطرح والاستفادة منها في حياتنا اليومية في كل تعامل بدفع كام والباقي كام وتحول عمليه الشراء لدرس عملي ، في تغير فصول السنة وحالة الطقس اليومي تكون محور حوار بين افراد الاسرة ، الاستمتاع بكتاب العلوم ورسم أجزاء الجسم والانبهار بالرسومات ، ففي يد الأسرة تنشئ طبيب من الصغر لو الابن يحلم بذلك ونتعامل معه باستخدام لقب طبيب قبل اسمه او مهندس او محامى او طيار أو رجل فضاء فمعرفة ما يحبه ويتمناه من الصغر دافع قوى لحبه واهتمامه بالدراسة بدون ضغط عصبي من الاسرة. بالفرحة بالدراسة ليس اول يوم فقط ولكن طول السنة نتفنن في جعل الأبناء يفضل الذهاب الى المدرسة ويستيقظ باكرا بحب ولهفه. 
عندما يأتي من المدرسة نفرح بوصوله وننصت ونسمع كل ما حدث خلال اليوم الدراسي وكيف لعب في وقت الراحة ورسم ايه ولعب مع مين واي درس عجبك ومس فلانة عملت ايه اه انا اجبت صح الام برافو انا متأكدة أنك شاطر وبتذاكر كويس، فمن المهم نتعلم الكلام الإيجابي ونستخدم التشجيع على افعاله الإيجابية.
فالأسرة في يديها أن تختار معانه الدروس الخصوصية والاجهاد والمواصلات والذهاب الى السنتر او المدرس الخارجي او تفكر خارج الصندوق فنحن في وقت مميز ومختلف عن ذي قبل فأصبح كل شيء موجود على النت فمن السهل دراسة الموضوع بطرق شيقة ومبدعة وأيضا جميع المدارس عمله الدروس على موقع المدرسة بطريقة إبداعية فالدروس الخصوصية تستخدم في اضيق الحدود وليس كالسابق فهو الان ليس من الضروريات فالتعليم متاح في كل وقت وبكل الصور البسيطة.
فمن المهم تحويل الدراسة من شيء مؤلم الى شيء ممتع، فالدراسة في جو المرح تكون نسبة الاستيعاب اعلى بكثير والفص الأيمن للمخ خاص بالأبداع والابتكار نعود الأبناء على استخدام الخريطة الذهنية في تثبيت المعلومة. 
فمن المهم ان يفهم الأبناء ان العلم والمعرفة غير محدد بوقت او سن فحياة التلمذة مستمرة الى اخر العمر فدائما في جديد لصالح الانسان فالعظماء دائم التعلم والاطلاع فالدكتور الشاطر يحضر مؤتمرات ويطلع على أحدث الأبحاث وأيضا خريج الاقتصاد والمحاسبة والحقوق والتمريض وغيرهم فدائما فيما هو جديد، حتى في عالم التكنولوجيا دائم التحديث والتطور وهذا يجعل الاسرة من المهم ان يطورو من أنفسهم ودائما الكتاب مفتوح في البيت. وممنوع المداعبة بمتي تنتهي الدراسة، امتى نصحى متأخر، امتى نتفسح بل على العكس في نشاط في الدراسة وفى نادى في يوم الاجازة وفى وقت مرح للأسرة مع بعض وأيضا طول السنة بنصحي بدري وبعمل حاجات مفيدة وكلنا منا له كتبه في مكتبه يقرا طول السنة فالانشغال بالعلم والمعرفة شيء ضروري لحياتنا. فالكتاب هو من يستحق ان يكون في أيدينا طول الوقت فالمعرفة هي الكنز الحقيقي هي التطور والتقدم. 
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........