حزين على الشام بقلم عبدالباسط الصمدي

حزين على الشام بقلم عبدالباسط الصمدي
حزين على الشام بقلم عبدالباسط الصمدي
أبكي على أمي اليمن 
أو أبكيك يا شام
ما عرف الحب قلبي
إلا بعدما عشقك يا دمشق
 
أنا إنسان لا يرى قدره
رعى الغنم في جبل حبشي
و هو يرى من تحت سطح البحر
في ساحة الأموي اليمام
و قبل أن تشرق شمس منتصف الليل
أوى بقلبه العاشق
 إلى جبل قاسيون
لقد ذهبت للفرح عمن قصد
في ربيع العمر
عبرت أودية و صعدت جبالا 
لفيت الدنيا و لفيت
و أنا أنام الليل كله
تحت نجوم السماء
و كلما أشرقت شمس
أدمع صدري غبارا
من بناء المساجد
مر الزمان و كلما
 ارتفعت مئذنة مسجد
أخذ هذا القلب
بالإرتفاع في صدري
ألا و الفرحة تزور طفولتي
لست من الذين أهمتهم أنفسهم
أنا إنسان عرف الحب 
بعد عد الأنفاس
و بغمصة عين
 و الليل يودع بعضه
سافر من تعز إلى فاس
و ترك على النيل علاماته
يوجعني قلبي 
و الأعين تبكي الدمع 
كلما رمقت في مستشفى
وجوها كوجوه الفرح
 يغلفها الحزن 
و يوجعني قلبي 
و الحزن يمزق شرايني
كلما رأيت طفلا يبكي 
و أبا لا يقدر على توفير الدواء
أقول أوجعنا الدهر
و الدينا غلقت الأبواب
اليوم أنا يا ناس
حزين على الشام 
الأماكن تذرف دمعة المقهور
و الورود التي كانت تعبق بعطرها
تذرف دمعة الحزن الأكيد
الصخور التي كانت تلوح للفرح
حطها السيل من علا
و الطرقات التي كانت 
تتزين مع كل مرور
غلفتها الرمال بألف حزن
و الوردة الحمراء التي كانت
تنشر الفرح و الحب و الألوان
 من غالي الدموع تذرف
و كل أوراق الشجر 
تكاد تكون سقوطا
و أقول اتركنا يا درب بداية المشوار
اتركنا للفرح نذهب
و نلعب فوق سقف الدار
 
سلام على الدنيا 
إن لم أر الشام 
واقفة على قاسيون 
و تعانق اليمن