حوار | السفير د. عبدالله الأشعل : " إسرائيل ظاهرة نفسية وهي سرطان في الشرق الأوسط .. نريد من الحكام العرب تقليل تبعيتهم للخارج وتقليل إدمانهم للسلطة .. المقاومة في جانب والأعداء لهم الحكام العرب وإسرائيل والغرب "

حوار | السفير د. عبدالله الأشعل : " إسرائيل ظاهرة نفسية وهي سرطان في الشرق الأوسط .. نريد من الحكام العرب تقليل تبعيتهم للخارج وتقليل إدمانهم للسلطة .. المقاومة في جانب والأعداء لهم الحكام العرب وإسرائيل والغرب "
حوار | السفير د. عبدالله الأشعل : " إسرائيل ظاهرة نفسية وهي سرطان في الشرق الأوسط .. نريد من الحكام العرب تقليل تبعيتهم للخارج وتقليل إدمانهم للسلطة .. المقاومة في جانب والأعداء لهم الحكام العرب وإسرائيل والغرب "

مساعد وزير الخارجية الأسبق ومرشح رئاسي سابق .. واحد من الأكاديميين السياسيين ورجال القانون الدولي 

السفير د. عبدالله الأشعل : " إسرائيل ظاهرة نفسية وهي سرطان في الشرق الأوسط .. نريد من الحكام العرب تقليل تبعيتهم للخارج وتقليل إدمانهم للسلطة .. المقاومة في جانب وأعدائها  الحكام العرب وإسرائيل والغرب "

حاوره : حاتم عبدالحكيم 

 

* خلاصة من التصريحات :

_ السلوك الإسرائيلي المدعوم غربيا في غزة أكبر الضرر على مصر .

_ قوة إسرائيل ليست قوة ذاتية وإنما هناك مصادر لهذه القوة وأهمها الغرب والولايات المتحدة  على رأسه .

_ أدعو وأجدد الدعوة إلى مقاطعة الشركات التي تضخ الأموال لإسرائيل والدول المؤيدة لها .

_ بوتين يخاطر ولو نجح يزول القطب الواحد الأمريكي وتدخل أطراف عديدة في سدة النظام الدولي . 

_ أتمنى من الأنظمة والحكومات الاختيار على حسب الكفاءة فقط بصرف النظر عن الولاء .

_ لا يوجد حزب بالمعنى الفني في مصر هي دكاكين كرتونية .

 _ كانت القرية بكر ولكن فُضت بكارتها بسبب الجشع وغلاء الأسعار والمادية .

_ معرفة لغات متعددة نوافذ على ثقافات مختلفة وبشكل خاص بالنسبة للباحث والدبلوماسي .

 

 السفير د. عبدالله الأشعل حسن علي الأشعل من الشرقية بجمهورية مصر العربية ، وهو أستاذ قانون دولي في الجامعة الأميركية في القاهرة ومفكر ، وله أكثر من ١٣٠ مؤلفًا في مختلف القضايا العربية والدولية والإسلامية بالعربية والإنجليزية والفرنسية. كما أنه مساعد سابق لوزير خارجية مصر. تولى منصب سفير، أعلن نيّته الترشّح للرئاسة في عهد مبارك قبل ثورة يناير، وترشح لانتخابات الرئاسة المصرية ٢٠١٢ .وهو من المتعمقين في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ، ولديه قناة باليوتيوب "الأشعل الثقافية " يعبر فيها عن معارفه ومعلوماته .ومناصبه سابقًا : الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان.المستشار القانوني لمنظمة المؤتمر الإسلامي ـ منتدبا من وزارة الخارجية المصرية.المدير التنفيذى لمعهد البحرين للتنمية السياسية الذي قام بتأسيسه بمملكة البحرين.مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية والمعاهدات والتخطيط السياسي.مناصبه حاليا : أستاذ مُنتدب للقانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية والبريطانية والكندية وجامعة القاهرة (الحقوق والهندسة)، وجامعة عين شمس.عضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة.عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.رئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز بحوث الشرق الأوسط – جامعة عين شمس.محامٍ ومحكم دولي.

 

• | الحوار | : 

_________

 * استقلتم عام ٢٠٠٣ من وزارة الخارجية  .. تحاربون قضية أم نظام حكم ؟ 

أحارب دائما فكرة الولاء للسلطة ، وأتمنى من الأنظمة والحكومات الاختيار على حسب الكفاءة فقط بصرف النظر عن الولاء ، وسبب الاستقالة أيضا نشرته في حينه احتجاجاً على سياسات وزير الخارجية آنذاك أحمد ماهر،حيث لاحظت صور من الفساد ، وأن النظام يمجد هذا الفساد ، فأردت أن أعلن ذلك للمجتمع المصري في استقالة مسببة ومنشورة كرسالة تحدي ولتعرية النظام ولم يهتم النظام وقتها بالتحقيق لأنه خاف الفضيحة ، وواصلت المعارضة بنشر عشرات المقالات والتحليلات والمُقابلات التليفزيونية في وسائل الإعلام العربية والعالمية في مختلف المناسبات ،وبعد ذلك فضحت المادة ٧٦ للتوريث ، كما دافعت وأدافع عن القضايا العربية والإسلامية ، وكنت أطرح قضية مهمة وهي علاقة الكيان الصهيوني بمبارك ومصر .

 

مدى رؤيتكم لقوة إسرائيل في الشرق الأوسط : الغرب أم خوف تسلل لقدراتنا ؟

أرى أن إسرائيل مشروع استعماري استيطاني وهو ثمرة لمؤامرة دولية على مصر أولا ثم على المنطقة ثانيا .. أما قوة إسرائيل ليست قوة ذاتية وإنما هناك مصادر لهذه القوة وأهمها الغرب والولايات المتحدة  على رأسه ، لذلك إسرائيل تكيد لمصر وتقف لها بالمرصاد ، ومصر تتودد إليها  بسبب علاقتها بالولايات المتحدة ، وبالتالي فإن المصالح المصرية في هذه الحالة ليس فيها توازن ، وعلاقتنا بإسرائيل متأثرة جدا بالإملاءات الأمريكية على مصر .

وإسرائيل ظاهرة نفسية ، وهي قولا واحدا سرطان في الشرق الأوسط وتريد أن تحل الصهيونية محل العروبة ، وإلغاء الهوية العربية الإسلامية ، وأن يكون الشرق الأوسط دون عالم عربي .. إسرائيل قامت بخداعنا ، وزعمت قرار التقسيم رغم أن ما في ذهنهم وأساس المشروع الصهيوني هو إحلال يهود العالم مكان الفلسطينين والتسيب في المنطقة والقضاء على مصر ، وفكرة حل الدولتين ( أساطير ) لأن إسرائيل تقوم ببناء نفسها على أساس استخدام القوة المفرطة ضد العرب واستعبادهم  عن طريق الحكام العرب  وتبديد وعي الشعوب واستكمال مشروعهم باحتلال كل فلسطين .

وأقول : إذا كان الغرباء الاستعماريين يطالبون بكل فلسطين، فأولى بها العرب الفلسطينين ، ولا قسمة لفلسطين بين العرب واليهود مطلقا .. خبرة ١٠٠ سنة أظهرت لنا أنه لا يمكن مطلقا أن إسرائيل تريد أن تعيش  بأمان في هذه المنطقة ، فهي تريد خراب المنطقة وبشكل خاص مصر .

 

* قوة العرب تاريخ في الأوراق أم هناك إمكانية للإحياء والعودة  ؟ ومقترحاتكم للمخرج من الأزمات العربية التي تشترك في جفاف الوعي الجماعي والصراع المسلح أو بتبادل تهم الخيانة والأجندات ؟

العرب قوة في التاريخ لكن لا يمنع مطلقا أن يكونوا قوة حالية .. المشكلة في الوعي الجماعي العربي والمواطن العربي ، والخارج سيطر على الداخل وبالتالي نحن بحاجة إلى الاستقلال عن الخارج وتلاحم الدول العربية على قلب رجل واحد والمستقبل يجب أن يكون لهذا الاتحاد وليس شرطا أن يكون هذا الاتحاد يعلوه زعيم من فكرة الزعامة في الماضي بل يكون تنسيق وتكامل فيما بين الدول العربية، وللأسف الدول العربية هي من تتآمر على نفسها والغرب له أسلحته ومصلحته أن يتقاتلوا فيما بينهم  ..فالصراع في ليبيا واليمن يمكن حله عند خروج الخارج منهم ويتم الحل في إطار عربي ، فالخارج في ليبيا (  وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وروسيا ... ) ، والخارج في اليمن ( أمريكا واسرائيل وإيران ) .

ومشكلة اليمن تمثل تهديد للأمن القومي السعودي، وتاريخيا السعودية اتخذت منهجا في إعانة اليمن والسيطرة عن طريق الدولارات ، ولكن بعد ذلك حدث خلل في الموضوع حيث طاقة السعودية الكبيرة في شراء الأسلحة ونفع أمريكا وتمكين إسرائيل من النفاذ إلى هذه الساحة ، على الرغم أنه كان يمكن بناء اليمن مرة أخرى ويكون صلح مع الحوثيين .

وهناك مشكلة أن أمريكا فهمت السعودية أن هناك ٣ دول تهدد أمنها القومي ولا بد من تحطيم هذه الدول وليس التفاهم معها ( العراق ومصر واليمن) ، ولم نذكر إيران هنا ، فإيران لا تمثل شىء للسعودية وكانت المشكلة مع إيران بسبب نفوذ أمريكا في السعودية .

أما مشكلة السودان: لو كان الأمر بيدي لاعتقلت طرفي النزاع في السودان ، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يستخدم الجيش السوداني لتأكيد سلطانه الانفرادي ..البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي) تآمروا على البشير الذي قام بصناعتهم في الأصل ثم حبسوه ، وأخاطب المكون المدني لا تصدقوا هؤلاء العسكر لا يريدون ترك السلطة فكل منهم يريد أن يكون الرئيس، وبالتالي الصراع لن ينتهي ويدفع ثمنه الشعب السوداني ، ومصر في المقدمة بسبب تهاونها في الملف السوداني فهو ملف أمن قومي لا سياسي .

وعن سوريا: الصراع في البداية كان بين الحاكم والمحكوم ولكن الحاكم ظهر أنه يدافع عن سوريا والاقاليم الحليفة ( روسيا وإيران وحزب الله ) وإسرائيل ضده والجماعات المسلحة من كل صوب وحدب ، و هناك أكثر من ٦٠ دولة تحارب بعضها البعض في الساحة السورية .

واقترحت أن يكون مجموعة من حكماء العالم العربي من المتجردين الذين يريدون المصلحة العربية فقط والشخصيات التي تكون سيرتها حسنة عند الحكام العرب من أجل أن يستمعوا لهم ، كما نريد من الحكام العرب تقليل تبعيتهم للخارج وتقليل إدمانهم للسلطة ،وتاريخيا تم القضاء على زعامات مهمة ( جمال عبد الناصر والقذافي وصدام حسين ) .

 

* ما سر دوام القوة الأمريكية ؟ 

تتكون الولايات المتحدة الأمريكية من ٥٠ ولاية، تطل الولايات المتحدة الأمريكية من جهة الشمال على المحيط الهادي وشمالًا على المحيط الأطلسي، وتحدها كندا من الشمال والمكسيك من الجنوب.

وكل ولاية وكأنها دولة بالتالي القدرات فائقة في التجارة الدولية والعسكرية وحتى في البحث والاختراعات .

والقوة لن تزول بسهولة وإنما بالتدريج ، وبدأت بها عوامل الخدم منذ مدة طويلة ، وجميع الامبراطوريات تزول ، الإسلامية زالت والسوفيتية زالت والروسية زالت .

 

* حرب روسيا وأوكرانيا .. هل يحدث تغيير في ترتيب خريطة الدول من حيث القوة والسيطرة وفرصة لارتفاع درجة حرارة الحرب الباردة بين القوى العالمية لإنهاء فكرة القطب الواحد الأمريكي المسيطر على الأمور ؟ 

الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي حرب بين روسيا والعرب عموما والساحة الأوكرانية هي فقط ساحة المعركة ، ولكن كل الغرب يساهم في تآكل روسيا وإرهاقها ، ولذلك فإن سقوط أوكرانيا يعني سقوطها في يد روسيا ، وإنما سقوط روسيا يعني تقسيمها وإضعافها وزوالها .

وما يفعله الرئيس الروسي بوتين يعتبر مخاطرة كبيرة جدا لو نجح سوف يؤدي إلى زوال القطب الواحد الأمريكي ودخول أطراف عديدة في سدة النظام الدولي . 

 

* كيف تقرأ مشهد الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل القضية الفلسطينية 

مر الصراع مع إسرائيل بمرحلتين: الأولى قادتها الدول العربية بجيوشها وقد هزمتهم جميعا العصابات الصهيونية فى أول مواجهة عام ١٩٤٨ واطمأن الفلسطينيون إلى دخول الجيوش العربية وظلت هذه المرحلة سارية حتى اعتدت إسرائيل على سيناء لأول مرة عام ٥٦ وانتهت هذه المواجهة بانسحاب الجيش المصرى من سيناء فاحتلتها إسرائيل مع غزة التى كانت تحت الإدارة العسكرية المصرية، وفي عام ٦٧ قامت إسرائيل بالاعتداء مرة أخرى وهزمت الجيوش العربية المصرية والأردنية والسورية واحتلت الضفة الغربية والقدس كما احتلت سيناء والجولان.

وفي عام ٦٥ حاولت مصر تحريك القضية في اتجاهين الأول هو بناء مؤسسات فلسطينية تعبر عن الشعب الفلسطيني والثاني هو إطلاق المقاومة التي لعبت دورا ولو صغيرا خلال عدوان ٦٧.

وكانت هزيمة مصر عام ٦٧ هى المنطلق لما بعدها من ازدهار المشروع الصهيونى ولم تصحح حرب التحرير فى أكتوبر ٧٣ ما أحدثته مأساة ٦٧ بل ضوعفت الآثار لسبب بسيط وهو أن عبدالناصر لم يكن دقيقا في قراءة المشهد فقد كانت السلطة هي الهاجس الأول له ولذلك قرأ الصورة بشكل غير دقيق أو أمين فقد فهم أن الجيش هو الذى هزم فعمد إلى إعادة بناء الجيش علما بأن السبب الأساسى هو العقلية العسكرية الأمنية دون أن يكون لديها خبرة سياسية وفسر خلفاء عبدالناصر نصر أكتوبر على أنه انتصار للجيش فتكون المكافأة هي استمرار الحكم العسكري وكان الإعلام يردد أن شرعية مبارك فى السلطة تكمن فى الضربة الجوية الأولى عندما كان قائدا لسلاح الطيران وكانت النتيجة أن مبارك بقى فى السلطة ٣٠ عاما مقابل ١٦ عاما لعبدالناصر و١٣ عاما للسادات. وأبرم أنور السادات اتفاقيات كامب دافيد والسلام انعكاساً للتقارب الذى قررته الولايات المتحدة مع إسرائيل وكانت تلك هى النكبة الحقيقية لمصر والمنطقة كلها.

هكذا اتسمت المرحلة الأولى من الصراع : 

_ أن الدول العربية كانت تشارك ولو رمزيا فى المعارك العسكرية وكان العنصر الفلسطينى تابعا للقرار العربى ولكن السادات خرج على هذا الاجماع بصلح منفرد عام ٧٩ وفتح بذلك الباب للأختراق السياسى الإسرائيلى للعالم العربى وكانت مصر أول الخاسرين.

- أن الصراع كان عربيا إسرائيليا عن طريق الجيوش الرسمية. ولكن أمكن لواشنطن ممارسة نفوذها الهائل على الحكام العرب فتوقف الصراع العربى الإسرائيلى. ومالت الدول العربية عموما نحو دعم إسرائيل والتطبيع معها بقدر ابتعادهم عن المقاومة الفلسطينية.

خلال هذه المرحلة نشأ حزب الله ٨٢ وحماس ٨٧ الانتفاضة الأولى وظهرت إيران الثورة وتقدمت لمناهضة المشروع الصهيونى بعد انضمام مصر إلى المعسكر الصهيو أمريكى، بل وتصدت إيران للمشروع الأمريكى الصهيونى وانحازت من اليوم الأول للثورة إلى القدس ومعاداة أمريكا وإسرائيل. 

المرحلة الثانية: تحول الصراع العربى الإسرائيلى إلى النزاع الفلسطينى الإسرائيلى فى هذه المرحلة ظهرت المقاومة بذراعيها الفلسطينى واللبنانى خاصة بعد أن طردت منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ٨٢ حتى أوسلو ٩٣ عام توقف مقاومة فتح- عرفات تماما ودخل عرفات بعد اعترافه بإسرائيل وفق صيغة مريبة يطلق عليها الاعتراف المتبادل. بالاضافة إلى تجميد المنظمة بعد أوسلو وصلت الي حد ان السلطة الوطنية حلت محل المنظمة ورأس الاثنين أبو مازن بعد اغتيال عرفات وبدأ الشقاق الفلسطينى حيث اعتقدت السلطة أن الحل فى أوسلو والتنسيق الأمنى والتفاوض مع إسرائيل. 

وهكذا اتسع الشقاق بين السلطة والمقاومة لدرجة أن السلطة كانت أقرب إلى إسرائيل ولم تعد تربطها بالمقاومة أى صلة بل واعتبرت السلطة أن المقاومة تحتل غزة ولابد من تعاون السلطة مع إسرائيل فى القضاء على المقاومة وتفسيرى لموقف السلطة أنه يرجع لثلاثة أسباب:

السبب الأول هو أن أبو مازن يعتقد أن السلطة أساسها القانونى أوسلو وأنه يخشى أن تزيحه إسرائيل عن السلطة علما بأن أوسلو قد انتهت رسميا بمجرد مضى خمس سنوات على توقيعها بسبب إسرائيل وأعجب للذين يطالبون أبو مازن بإلغاء أوسلو التى لاوجود لها أصلاً.

السبب الثانى أن أبو مازن يعلم أن الحكام العرب يعادون المقاومة لأسباب وهو يضع نفسه فى مصاف الحكام العرب ،  حيث يخشي الحكام العرب انتصار حماس على اسرائيل لان إسرائيل تزول ولن يجد الحاكم العربي مبررا للتقارب مع واشنطن فتزول كراسيهم ويزدهر التيار الإسلامي في ثوب إيماني جديد تلهث السلطة نحوه بعد أن لهث وراء السلطة .

السبب الثالث أن أبو مازن يخشى أن اقترب من المقاومة فإن إسرائيل تزيحه من السلطة وهو يقوم بالتنسيق الأمنى مع إسرائيل ضد المقاومة ثمنا لبقائه فى السلطة وفى عمليات طوفان الاقصي صرح أبو مازن إرضاءا لإسرائيل بأن حماس لاتمثل الشعب الفلسطينى علما بأن الشعب الفلسطينى تحول كله إلى مقاومة والعمليات بالضفة الغربية وفى داخل إسرائيل مصداق لذلك.

وقد حاولت بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر أن تبتكر اسطورة المصالحة الفلسطينية وهما على الطرف النقيض للمقاومة ولذلك فشلت كل محاولاتهما .

ثم تطور العالم العربى بحجة أن إيران تدعم المقاومة وأن إيران تعادى السعودية والحق أن إيران تدعم المقاومة منذ أن تخلى العرب عنها ودخوا جميعا فى المعسكر الأمريكي الصهيونى كما أن الصراع ليس بين السعودية وإيران وإنما هو بين إيران والولايات المتحدة وأن السعودية حليف بمعنى ما للولايات المتحدة وكل من يعادى الولايات المتحدة وإسرائيل تعاديه الدول العربية كلها ووصل الأمر بالموقف العربى من المقاومة أن صدر قرار من الجامعة العربية باعتبار المقاومة بجناحيها الفلسطينى واللبنانى منظمات إرهابية وعبثا أن يتم النقاش مع هؤلاء لأنها تعليمات أمريكية يحفظون بها كراسيهم وعروشهم بينما مصالح الأوطان يتم إهدارها فمثلا المقاومة فى فلسطين ولبنان تعتبر صمام الأمان للأمن القومى للوطن المصرى والتضحية بهذا الموقف تعتبر انحيازا لمصلحة النظام ضد مصلحة الوطن .

والخلاصة أن المقاومة في جانب وأعداؤها هم الحكام العرب وإسرائيل والغرب عموما وكانت النتيجة أن منعت المظاهرات المؤيدة للمقاومة فى الدول العربية بتعليمات من واشنطن ولم تقم المظاهرات إلا فى الدول الغربية الديمقراطية التي سمح بعضها بالمظاهرات حتى يتوازن موقف الحكومة المؤيد للابادة فى غزة على سبيل التوازن فى موقف الغرب الذى انكشف تماما وكان ضد الشعارات التي رفعها عن حقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى وغيرها من الشعارات وحتى المنظمات العالمية لحقوق الإنسان يبدو إنها صمتت بتعليمات من حكوماتها وقد ظهر واضحا أن كبرى الشركات العالمية تستفيد من العرب والمسلمين ثم تضخ الأموال لإسرائيل لقتل العرب والمسلمين ولذلك إننى أدعو وأجدد الدعوة إلى مقاطعة هذه الشركات لعلها تشعر بالخسارة نتيجة هذا الموقف غير العادل وغير الأخلاقي.

 وتحول الصراع العربى الإسرائيلى يوم أن كانت الدول العربية تستخدم جيوشها ضد الجيش الإسرائيلى ولكن مساعدة واشنطن الكاسحة لإسرائيل ألحقت الهزيمة بجميع الجيوش العربية ويبدو أن الخزلان فى الموقف العربى السياسي من غزة راجع لأحد أسبابه إلى حقد بعض القيادات العسكرية العربية  من انجازات المقاومة التى حققت ما لم تحققه الجيوش المجتمعة عام ٤٨ .

والسلوك الاسرائيلي المدعوم غربيا في غزة أكبر الضرر على مصر فإن مصر في نظر إسرائيل هي الجائزة الكبرى ويجب أن تنظر مصر إلى إسرائيل نظرة استراتيجية .. وواضح أن أمريكا واسرائيل قررتا إزالة المقاومة وإبادة غزة تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن وفيها خطر مطلق على مصر والسعودية والعراق واليمن ، ويجب أن تنعقد قمة ينحاز فيها الحكام إلى مصالح أوطانهم .

 

* في تصريحات سابقة لكم " ويبدو أن المولدين في الريف أكثر قربا من مصر من المولدين في المدينة " .. دفاعا عن الريف المهمش عبر العصور أم إطفاء نور المدينة الساطع دائما ؟

كل من في المدينة أصلهم من الريف ، ولو أن أحدهم قال أنه من القاهرة لنعرف فورا أنه لا جذور له مطلقا ، سنة ٩٦٩ نشأت القاهرة وبالتالي كل المحافظات عمرت القاهرة ، أنا مثلا ذهبت من الريف المصري من الشرقية لأدرس  بالقاهرة ثم تم الاستقرار ، وأنا أقول المولود في الريف وليس من أصله ريفي أكثر قربا من الوطن ، لأن الريف قديما لم يتمتع بوسائل تسلية ولا مزيد من التطور، فالقرية كانت حدود العالم،  ثم ذهبنا إلى المركز فعرفناه حدود العالم ، وذهبنا إلى القاهرة فعرفناها حدود العالم ، وعند السفر إلى الخارج عرفنا أن مصر إحدى دول العالم ، وهكذا ؛  فهذه هي الفكرة .

القرية التي عشت فيها لم تعد قرية ، كانت القرية بكر ولكن فضت بكارتها بسبب الجشع الذي انتاب مصر وغلاء الأسعار والمادية التي سيطرت على المجتمع المصري ، وأتمنى من مرشحي الرئاسة يأخذوا بما كنت قد خططته عندما ترشحت للرئاسة بسنة ٢٠١٢ بأن تكون القرية مركز ثقل ويعاد لها الاعتبار والبيت المصري بالقرية يعاد له اعتبار ، حيث كان هناك اكتفاء ذاتي وكانت القرية تمد المدينة والآن المدينة تعطي القرية وذلك بسبب أن الرئيس جمال عبدالناصر كان أطلق شعار اسمه تمدين القرية فإذا بالريف يريف المدن .. ورأيي أن القرية لابد أن يعاد لها اعتبار وأن البيت المصري في القرية لابد أن يعود مرة أخرى للاكتفاء الذاتي .

 

* تأييد الأحزاب المصرية للرئيس الحالي لفترة حكم جديدة : تجنبا لمزيد من التدهور الاقتصادي الحادث أم تهافت المعارضة ؟

تأييد الأحزاب المصرية للرئيس الحالي لفترة حكم جديدة كان متوقع ذلك لأن هذه الأحزاب كرتونية ولا شخصية مستقلة لها وتعتمد على السلطات الأمنية ، فهي والعدم سواء .

والجميع يعلم أن هذه الانتخابات أقرب منها إلى الاستفتاء .

وأريد إنشاء حزب سياسي ولكن نموذج الأحزاب في مصر أعطت المصريين صورة سلبية عن الأحزاب ، ومهما قولت إن الحزب سيكون مختلف فلن يسمع أحد ذلك  لأنه سيتم إنشاءه في بيئة فاسدة طاردة لكل شىء جيد .

أما عن قولك تهافت المعارضة ، فلا وجود للمعارضة في مصر من الأساس ، والمعارضة يجب أن يكون هدفها وجوهرها الصريح الحلول في الحكم ، ولا يوجد حزب بالمعنى الفني في مصر هي دكاكين كرتونية .

 

 * ماذا عن معرفتكم بلغات متعددة حيث تُجيد العربية والإنجليزية والفرنسية ومُلم بالأسبانية والإيطالية .. 

 معرفة لغات متعددة نوافذ على ثقافات مختلفة وبشكل خاص بالنسبة للباحث والدبلوماسي، وإثراء الموضوع عن طريق المصادر المتنوعة يفيد الموضوع جدا ، لاشك أن من يعرف لغات أكثر يكون مثقف أكثر ، واللغات تحصد لصاحبها التنوع في الميول وتقبل وجهات النظر ومعرفة بأفكار الآخر مع اتساع مساحة الفهم والإدراك والبعد عن الانغلاق والتقيد .