لا توجد وسائل لتقوية جهاز المناعة على الإطلاق، ولكن سوف يكون جهاز المناعة ممتنا لك أن تجنبت وسائل إضعافه:
كيف هو جهاز المناعة؟
* بينما يتكون الجهاز البولي (مثلا) من أعضاء مختلفة هي الكليتين والحالبين والمثانة البولية ومجري البول، وكل عضو منها له وصف تشريحي وموقع محدد بالجسم (وكذلك بقية أجهزة الجسم)، إلا أن الجهاز المناعي لا يتفرد بأعضاء تخصه، فهو "ضيف" يوجد متناثرا في اماكن متفرقة بالجسم ولذلك، هو مكون وظيفي اكثر منه مكون تشريحي.
* المناطق التي يسكنها الجهاز المناعي هي:
- كريات الدم البيضاء التي تسبح مع الدم.
- العقد الليمفاوية التي تشرف كل مجموعة منها على بقعة جغرافية من الجسم مثل الرقبة والذراع والعانة وحول الأمعاء وغيرها وتقوم بتصفية السائل الليمفاوي الوسيط بين الخلايا والدم، وكذلك اللوزتين.
- جزء من النسيج النخاعي بتجويف العظام القصبية.
- بعض الخلايا المتناثرة بالطحال.
- البروتينات المناعية السابحة بالدم.
- وظائف الطرد والدفاع الانعكاسية مثل السعال، والعطس، والإسهال وارتفاع الحرارة وانقباض الشعيرات الدموية والرعشة وعشرات الوظائف الأخرى.
- التحكم في إنتاج ونشاط بعض الهرمونات وتصنيع بعض الخلايا الخاصة به مثل الخلايا "التائية" نسبة إلى الحرف (T) والغدة الزعترية.
* وظيفة الجهاز المناعي دفاعية، أمّا سلامته فيستمدها من سلامة بقية أعضاء الجسم.
لا ينتظر منك جهاز المناعة أكلات بعينها لتتعاظم وظيفته، فهو لا يعبأ بتناولك الكافيار أو البروكلي أو السالمون المدخن أو بقية الأكلات البحرية ولا غذاء ملكات النحل ولا غيرها من القوائم الغذائية التي نالت سمعة مغرية في هذا الشأن، ولا حتى تناول الفيتامينات والمعادن بغير نقص في الجسم أو تناول مضادات الأكسدة، فكلها لاتخدم جهاز المناعة.
ولكن يجب الاشارة الى ان العدوى والاصابة بالامراض تنشط جهاز المناعة اذا تعافي المريض.
في الحقيقة، "مكرمة" جهاز المناعة ليست في تناول أغذية بعينها، بل في تجنب الأذى لأعضاء الجسم، وهي تحديدا:
1- التدخين، فأثر التدخين ليس في الضرر التراكمي على الرئتين عبر عشرات السنين، بل في تسمم مكونات جهاز المناعة من النيكوتين والقطران وهي مواد تستنفذ طاقة جهاز المناعة في التخلص منها، فهناك خلايا في الرئة تعرف بخلايا "عمال النظافة" Scavenger Cells وهي تبذل جهدا مضنيا في التخلص من زيت القطران وهباب التدخين.
2- ضبط مستويات السكر في مرضي السكر.
3- التأكد من حسن سير وظيفة الغدة الدرقية وضبط مستوى هرمون الدرق، وكذلك الغدرة جار- الدرقية التي تعني بضبط التمثيل الغذائي للكالسيوم.
4- تجنب المخدرات والإفراط الكحولي لأن هذه المواد تعيق تحكم المخ في إفراز المورفينات الداخلية وهرمونات السعادة (سأفرد لها مقالا خاصا).
5- تجنب اضطرابات النوم والسهر وإحداث خلل في وظيفة الساعة البيولوجية عبر إفراز هرمون الميلاتونين.
6- تجنب أذى الكليتين بنقص التوازن المائي في الجسم ورفع العبء الواقع على الكلي للتخلص من النيكوتين، ومن ضمن مؤذيات الكلى تناول الخل في الطعام والمشروبات الغازية مما يدفعها لبذل جهد كبير لإعادة حموضة الدم للمستوى الطبيعي.
7- التأكد من عدم وجود نقص فيتامين (د).
وتطول القائمة لتشمل تأذي الكبد والعظام وبقية أعضاء الجسم والغدد الصمّاء خاصة الكظرية التي تفرز الكورتيزون.
خلاصة القول: سلامة جهاز المناعة هي محصلة سلامة أجهزة الجسم وانتظام وظائفه، لذلك فإن الأمراض المزمنة تخصم حصة لا بأس بها من كفاءة جهاز المناعة.
ويبقى سؤالان:
1- هل لمضادات الأكسدة ومشروبات الطاقة وتجرع الفيتامينات والمعادن أي عائد على جهاز المناعة؟
الإجابة حسما: لا، إلا في حالة نقص فيتامين أو أحد المعادن بعينه حتى يتم تعويضه.
2- هل من أغذية معينة ترفع القدرة المناعية؟
الإجابة: بعيدا عن المراوغة والسفسطة الإيحائية، لا عبرة للأغذية عالية الرفاهية كما أسلفنا، فالطعام المتوازن العادي من الخبز والبقوليات ومنتجات الألبان وطبق السلاطة الخضراء والبروتين المتنوع يفي بالغرض.