سؤال يطرحه رواد شبكات التواصل الإجتماعي مفاده، هل تترك لبنان حماية أراضيها للجناح العسكري لحزب الله وما مصير الحزب بعد مقتل حسن نصر الله؟ وهل الجيش اللبناني قادر على حماية لبنان من الإعتداءات السافرة من جيش الإحتلال الإسرائيلي؟
في حقيقة الأمر الجواب بالنفي لأنه لا يستطيع الجيش اللبناني حماية أراضيه والأسباب معروفة لمن يتابع الشأن اللبناني، حيث أن الجيش اللبناني يتألف من 56,000 من الأفراد العاملين مع القوات البرية التي تتألف من حوالي 54.000 جندي، والقوات الجوية والدفاع الجوي تتألف من حوالي 1,000 فقط مع العلم بأن الجيش اللبناني يحتل المرتبة 111 بالنسبة للقوة العسكرية من بين 140 دولة، بينما يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة 11 عالميا، ومن هنا يتضح بأنه لا مقارنة بين إسرائيل ولبنان في القوة العسكرية، وفي نفس السياق لا ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الجيش اللبناني إلا بصورة تجعله قادر على حماية الأمن الداخلي فقط.
ومع تردي الأوضاع الإقتصادية في لبنان وعجز الدولة عن تدبير مرتبات أفراد الجيش أعلنت سفارة الولايات المتحدة في بيروت وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عن إطلاق “برنامج دعم عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي LAF/ ISF Livelihood Support Program “، والذي سيوفّر 72 مليون دولار على شكل دعم مالي مؤقّت لعناصر الجيش اللبناني (LAF) وقوى الأمن الداخلي (ISF). ستوفّر هذه المساعدة المالية بقيمة 100 دولار شهريا لكل العناصر المستحقين وذلك بموجب قانون الولايات المتحدة لمدة ستة أشهر. ووفقا لهذه الإتفاقية الجديدة، سيعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مزوّد خدمات مالية على الصعيد الوطني للبدء في صرف هذه الأموال بمجرد إستكمال الآليات المناسبة. وقد انضمّ إلى سعادة السفيرة شيا في هذه المناسبة الممثّلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيدة ميلاني هاونشتاين، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
أما عن مصير حزب الله بعد التخلص من حسن نصرالله على يد الجيش الإسرائيلي المحتل.
ونؤكد على بقاء حزب الله لأنه حزب عقائدي وامتداد للثورة الإيرانية التي خرج من رحمها عام 1982 أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان على يد مجموعة من رجال الدين وسط الحرب الأهليه التي دامت ما يقرب من 15 عاما ثم إتقل من العمل كمجموعة مسلحة تقاتل ضد إسرائيل إلى حزب سياسي يشكل جزءا من المشهد السياسي في لبنان، وينشط جناحه السياسي والعسكري داخل البلاد ويشارك في الانتخابات اللبنانية، ويسيطر بقيادة أمينه العام حسن نصر الله على جزء كبير من المناطق ذات الأغلبية الشيعية، بما في ذلك أجزاء من العاصمة بيروت.
ومن المتوقع أن يحل محل نصر الله رحمة الله عليه هاشم صفي الدين أمينا عاما لحزب الله، وأعتقد أن لبنان ستظل على ما هي عليه لعدة عقود لأنه حسب قناعاتي لا يمكن لدولة أن تستطيع طرد المحتل من أراضيها إلا بجيش قوي ينخرط فيه الجناح العسكري لحزب الله (بعد تفكيك الحزب) إن كان هناك بريق أمل ويتخلى أنصاره عن رؤيتهم الذاتية كي تعود لبنان مستقلة ويشعر المواطن اللبناني أنه يمتلك جيش درع وسيف قادر على حماية أراضيه.