بناء الإنسان أصعب وأهم من بناء ناطحات السحاب والوطنية لايمكن التفريط فيها مهما كانت المغريات .. هذا هو عهد الوطنيين الأوفياء ومنهم الفنان الوطني سمير الإسكندراني الذي أجاد أكثر من لغة وعندما علم الكاتب الكبير أنيس منصور أن سمير الإسكندراني يجيد اللغة الإيطالية أرسله إلى مدير عام الإذاعة للعمل كمذيع بالبرنامج الإيطالى وأثناء عمله كمذيع بالبرنامج الإيطالى قام بتقديم الأغانى الأجنبية التي كان يكتبها ويلحنها مصريون وأثناء تواجده في إحدى الدول الأجنبية حاولت شبكة جاسوسية العمل معها ضد مصر فتظاهر بالموافقة وفور عودته إلى القاهرة اتصل بالمخابرات العامة وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر وبالفعل تقابل معه وقص كله كل التفاصيل وبضربة مباغته تمكنت المخابرات المصرية من كشف الشبكة الجاسوسية والإيقاع بكل عناصرها وبدعوة شخصية من الزعيم جمال عبد الناصر تناول سمير الإسكندراني الطعام معه واستحق سمير الإسكندراني عن جدارة اللقب الذي أطلقوه عليه في جهازي المخابرات المصرية والأجنبية وهو لقب الثعلب المصري .
يذكر أن الفنان الوطني سمير محمد فؤاد الإسكندراني الشهير بسمير الإسكندراني من مواليد 8 فبراير عام 1938 ونشأ في حي الغورية وقضى فيه طفولته وصباه وعاش مع والده الحاج فؤاد تاجر الموبيليا سهرات وأمسيات الأدب والفن والغناء فوق سطح منزله وامتزج نموه بأشعار بيرم التونسي وألحان الشيخ زكريا أحمد وأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد وقدم سمير الإسكندراني مئات الأغنيات المتنوعة ومساء يوم الخميس 13 أغسطس عام 2020 توفى الفنان الوطني سمير الإسكندراني بعد مروره بوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة تنفيذا لوصيته وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر الأسرة في السيدة نفيسة بمحافظة القاهرة وقد نعته المخابرات العامة ولذا أتمنى من الجهات المعنية تكريم اسمه بإطلاقه على إحدى محطات مترو الانفاق الجاري تنفيذها أو على أحد ميادين وشوارع القاهرة فمصر لاتنسى كل من أحبها وعشقها وعمل لأجلها وحافظ عليها .

