إدوارد فيلبس جرجس يكتب : نهاية 2024 م _ بداية 2025م _ 2

 

مرة ثانية أعود لنفس العنوان ؛ لأنه في الحقيقة أصبح لا يمكن الفصل بين الأعوام ؛ تشابك عام 24 بل وما قبله  مع عام 2025 في الكثير من المواضيع وأصبح فض الاشتباك يحتاج إلى الكثير من الحكمة والسياسة والأكثر والأهم يقظة العالم والاعتراف بأن السلام هو الذي يمكن أن ينقذه من الدخول إلى دائرة من النيران  قد تصل إلى دائرة الأسلحة النووية وأعتقد بعدها أنه لن يكون حديثا بين نهاية عام وبداية عام لأن العالم كله سيصبح أسفل الركام وبالتأكيد ليس هذا ما أتمناه ولا يتمناه أي عاقل يفكر في هذه الهبة الإلهية التي منحها الله للبشر كحياة سعيدة وهانئة؛ لكن للأسف حتى الآن بعض العقول لا تعرف قيمة هذه الهبة بل لم تسمع عنها ولا تفكر إلا في الموت والخراب والدمار ؛ نطلب من صاحب الميلاد المجيد السيد المسيح له كل المجد أن ينشر سلامه على كل العقول ليهرب منها كل شر يجاهد الشيطان بكل قوة  ليسكنها ؛ لأن الشيطان لا يعرف طريق السلام منذ بدايته ولا عمل له إلا السعي بكل قوة لإضرام نار جهنم في الجميع في الدنيا وفي الآخرة  . أطيب الأمنيات وأجمل التهاني بعيد الميلاد المجيد وجولة على قدر الأمكان بين العام الماضي والحاضر متمنين أن يكون الحاضر أكثر إشراقا وبهجة وسعادة لكل الأرض من مشارقها إلى مغاربها.   

 

                                  

القادم إلى البيت الأبيض:

******************** 

قد يكون هو الحدث الأكبر في بداية العام الجديد؛ ففي العشرين من شهر يناير سيجلس الرئيس ترامب خلف المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ؛ وقد يكون المعنى الأدق هو عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض بعد أن غادره في عام 2020 عقب هزيمته أمام الرئيس بايدن المشكوك فيها ؛ لم يصل الرئيس ترامب ثانية إلى كرسيه بالبيت الأبيض بسهوله ؛ فلقد تعرض لحرب لا هوادة فيها من الحزب الديمقراطي وحاولت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس بعد انسحاب الرئيس جون بايدن من الترشح لمرة ثانية انتزاع الكرسي بشتى الوسائل لكن الشعب الأمريكي فاق بعد أن سار البعض معها بالرغم من أنها لا تصلح مطلقا لأن تكون رئيسة لأمريكا العظيمة ؛ تعرض ترامب للاغتيال أكثر من مرة وأدين ب 34 جناية ورغم ذلك أُعيد انتخابه ثانية ؛ لأن الشعب الأمريكي أدرك أن أمريكا هبطت منزلتها أمام العالم بضع درجات ويمكن أن تهوي إلى الحضيض لو حكمت شخصية مثل هاريس فاتجه بكل قوة إلى إعادة انتخاب ترامب الذي أصبح  وجوده في البيت الأبيض يعد بارتفاع أمريكا أكثر مما كانت عليه في سنوات ازدهارها لتتبوأ قمة العالم بكل جدارة والتصدي لمحاربة بعض القوى التي تناوئ للوصول إلى ارتفاع أكثر وأكبر . الحقيقة أن وعود ترامب سبقته إلى البيت الأبيض؛ مثل تصحيح الأوضاع الخاطئة التي ظهرت في عهد الرئيس السابق بايدن؛ وعلى رأس أولوياتها ما عبر عنه ب "جنون التحول الجنسي "قائلا: "بجرة قلم مني سأوقع مراسيم رئاسية منذ اليوم الأول، وسننهي جنون التحول الجنسي وإنهاء التشويه الجنسي للأطفال، وإبعاد المتحولين جنسيا من الجيش، ومن المدارس الابتدائية والثانوية. وتعهد أيضا بإبعاد "الرجال من الرياضات النسائية"، في إشارة إلى منع الرجال العابرالمتحولين جنسيا من التنافس الرياضي مع النساء. كما وعد ترامب بإصدار قانون يمنع الإجهاض. أيضا وعد بأنه سيعمل فور توليه منصب الرئاسة، على إعادة تطبيق عقوبة الإعدام بحق المغتصبين، والقتلة، ومن وصفهم بـ "الوحوش"، مشددًا على أن ذلك يهدف إلى حماية الشعب الأمريكي؛ وجاء تصريحه كرد فعل على قرار الرئيس السابق بايدن الذي ألغى عقوبة الأعدام عن 37 سجينا قبل خروجه من البيت الأبيض مما أثار الاستياء في بعض الأوساط المحافظة. تحدث الرئيس ترامب عن المهاجرين وتعهد "بأكبر عملية في تاريخ الولايات المتحدة للتخلص من المهاجرين الذين وصلوا إلى أمريكا بوسائل غير قانونية وكان ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الشعارات القوية التي رفعها في حملته الانتخابية؛ وقد أكسبته خطة الترحيل التي أعلن عنها شعبية كبيرة في أوساط الناخبين اليمينيين والمحافظين. تتضمن خطته ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين، البالغ عددهم حاليا 11 مليون نسمة، خلال أربعة أعوام. لكنه قال إنه يريد أن يستثني من يسميهم "بالحالمين"، وهم المهاجرون الذين دخلوا الولايات المتحدة أطفالا، رفقة أوليائهم أو أقاربهم؛ يعتزم أيضا إلغاء حق اكتساب الجنسية عن طريق الميلاد في الولايات المتحدة. لكن مشروعه يواجه صعوبة قانونية، لأن هذا الحق منصوص عليه في تعديل دستوري ومدعوم بقرار من المحكمة العليا، صادر في عام 1898 وأوكل ترامب مهمة تنفيذ خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إلى مراقب الحدود، توم هومان، الذي وصف الهجرة غير الشرعية "أكبر ثغرة في الأمن في البلاد، ينبغي سدها". امتدت أحلام الرئيس ترامب إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية وهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما إذا لم تخفف الحكومة البنمية الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية التي تعبر القناة. وقال إن "الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة وغير منصفة " ولابد أن يتوقف هذا النهب لأمريكا فورا. أما عن جزيرة جرينلاند المملوكة للدنمارك فقد تحدث بجدية عن شرائها وضمها للولايات المتحدة. ترامب لديه الأمل في أن تكون كندا واحدة من الولايات الأمريكية. سمعنا الكثير مما قاله الرئيس الأمريكي ترامب قبل أن يدخل البيت الأبيض للمرة الثانية وما وعد به أكثر والسؤال هل سيستطيع تحقيق كل ما قاله أثناء فترة ترشحه للانتخابات أم لا؛ هذا ما ستكشفه الأيام أو السنوات الأربع القادمة وهي فترة الولاية الأولى وسيكون ما يحققه لصالح أمريكا والشعب الأمريكي هو الداعم وسنده القوى للفوز بولاية ثانية وإن لم ينجح في تحقيق ما وعد به قد يجد نفسه أمام منافسة لمرشح آخر قد يكون أقوى من كمالا هاريس.   

 

                                                                                

سوريا فوق الصفيح الساخن 

***********************

قد يكون العنوان هو أفضل ما يقال عن موقف سوريا الآن؛ سوريا أصبحت بعد الثورة دولة مفككة لا حول لها ولا قوة  ووضع قاتم ؛ مثل الشركة المفلسة ، أحمد الشرع أو محمد الجولاني وثورته  حصل على مدينة خراب بخدمات أساسية معطلة واقتصاد مدمر وشعب مرعوب ومزيج طائفي متشابك له أطياف تختلف عن بعضها اختلافا كبيرا ، المضحك في وسط هذه العتمة ما يحدث من الدول الكبرى وأوقع ما يقال عنه وينطبق عليه تماما  المثل العامي " الثور عندما يقع تكثر سكاكينه " سوريا الآن دولة واقعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهذا ما دفع ويدفع الدول الكبرى لإشهار سكاكينها ؛ في صورة إرسال وفودا منها ؛ في البداية جاء الأتراك.. وقد زار وزير خارجية تركيا دمشق أكثر من مرة منذ سقوط نظام الأسد ومن بعده جاء الفرنسيون ومن بعدهم وصل الأمريكيون كما وصل ممثلون عن الحكومة الإيطالية تبعهم الأردنيون والقطريون وغيرهم؛ الجميع جاءوا ليشاهدوا ويلتفوا حول الثور الذي وقع أو معجزة أسقاط حكم الأسد بواسطة أحمد الشرع ولفيفه الذي لا يملك لا حول ولا قوة؛ بكل ذكاء يستقبلهم قائد الثورة أحمد   الشرع الملقب أبو محمد الجولاني بحفاوة؛ وهنا السؤال يطرح نفسه؛ هل هي زيارات ودودة ؛  بالتأكيد أقول لا ؛ ليست مجرد زيارات مجاملة.. الجميع تملكتهم الدهشة يسألون ويتساءلون عن الرئيس الجديد بغرض إقامة علاقة معه.. كل حكومة وما ترتب له ؛ سوريا بخرابها الآن  تمثل فرصة اقتصادية هائلة للحكومات والمستثمرين ؛ الجميع يعرفون  تاريخ أحمد الشرع مع الفصائل الجهادية وينسون أو يتناسون بكل مكر من أجل ولأجل المصلحة بل والسجود أمامها ؛ أحمد الشرع أو محمد الجولاني تاريخه يقول أنه يحمل المكر المطعم بالذكاء فهو يستقبلهم بابتسامة وترحاب وكرم لا أحد يعلم أن كانوا من داخله أم تقية أي يظهر غير ما يبطن  ؛  كل ما يفكر فيه ويحاول الوصول إليه من أي طريق وبكل الوسائل حتى لو كانت ضد كل ما يحمله في عقله هو استعادة الاقتصاد وهذه هي النقطة الرئيسية في اتصالاته مع الضيوف الأجانب و يحاول تسخيرها لإلغاء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا وعلى رأسها تلك التي فرضتها الولايات المتحدة وأهمها  حظر القانون الأمريكي التعامل مع البنك المركزي السوري وبالتالي تم عزله فعليا عن الاقتصاد العالمي . أحمد الشرع نجح في أسر ضيوفه بسحره ويبدو أن أمريكا مالت إليه وخاصة أن لها قوات تربض في سوريا لمقاومة الإرهاب فسارعت إلى ألغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يأتي بمعلومات عن الشرع وبذلك "طهرت" الجولاني من "صورة الإرهابي" وأعطته إشارة خضراء للمضي في طريقه ويبدو أن جميع الوفود الأخرى الذين زاروا دمشق أعطته نفس الإشارة أيضا. أحمد الشرع أو الجولاني امتد عمله إلى الجانب الآخر بذكاء فاجتمع بقادة التنظيمات الجهادية وأعلن عن حلهم وضمهم إلى الجيش الوطني السوري، لكن لم يستجب الجميع لطلبه؛ الأكراد على سبيل المثال يرفضون ذلك، لكن الشرع ورجاله يعرفون أنهم لا يزالوا في البداية وعليهم توخي الحكمة حتى يتمكنوا من الحكم ويبدو هذا من رسائل أحمد الشرع فهي رسائل مصالحة علنية وقال إنه لا ينوي مهاجمة إسرائيل وأن سوريا منهكة وأنه لا يريد الحروب، ولا يريد ذلك مع الميراث الدموي الذي تلقاه.. وأن سكان سوريا مروا بكارثة وسوريا تتوقع منه أن يصنع السلام ويعيد بناءها.. وإنها تأمل في الحصول على بعض المساعدة من الجيران؛ أحمد الشرع أو محمد الجولاني لا يمكن الحكم عليه الآن؛ فهو إما أن يكون قد ترك ماضيه بالكامل أو وهو الأرجح أنه سيظل سلفيا جهاديا، وتبقى عقيدته الأساسية كما كانت؛ وهذا ما ستكشفه الأيام، حتى لو طالت وستظل سوريا في الفترة القادمة طالت أو قصرت فوق الصفيح الساخن؛ بعدها إما الاستقرار أو الذهاب إلى طريق أسوأ مما كان عليه أثناء فترة حكم بشار الأسد.     

 

                           

رحيل جيمي كارتر

****************

رحل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الرئيس ال 39 للولايات المتحدة الأمريكية  في 30 ديسمبر 2024 مكتفيا من العمر بمئة عام  وكأنه رفض رفضا قاطعا أن يخطو حتى ولا خطوة واحدة إلى عام 2025 بكل مشاكله المتراكمة من عام  24 20 أو الأعوام التي قبله  ؛ وبالرغم من أن كارتر لم يتول الحكم كرئيس لأمريكا سوى لفترة واحدة نظرا للمشاكل السياسية التي حدثت في وقته ؛ لكن ما أنجزه خارج البيت الأبيض الكثير والكثير  ويكفيه أن العالم  وصفه برجل السلام وحاز بجدارة على جائزة نوبل للسلام،  ؛ نقطة قد تكون هي البارزة لنا كمصريين وهي أنه كان عرابا لاتفاقية كامب ديفيد وكان الحدث الأهم على الإطلاق في تاريخه كرئيس للولايات المتحدة عام 1978 واعترفت فيها مصر رسميا بدولة إسرائيل. تولى كارتر الحكم لفترة واحدة من 1977 إلى 1981 ولم يفز بالفترة الثانية بعد أن هزمه رونالد ريجان في الانتخابات وكان عمره آنذاك 56 عاما؛ خرج من الحكم سياسياً لا يملك سوى ماضيه مع احتمال أن يعيش بعدها حياة الانزواء والخواء ، لكنه عاد كأقوى من منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية عام 1982 ؛ أسس مركز كارتر في أتلانتا وبفضل مركزه هذا، ازداد نشاطه وتحرك في جميع الاتجاهات  يسافر ويفاوض وأسس فرق مراقبة الانتخابات وسطع نجمه فيها، ظل حوالي  أربعة عقود بعد فترته الرئاسية كمبعوث معنياً بإحلال السلام والديمقراطية ؛ رؤساء العالم نعوه ؛ وأيضا من تولى الحكم من رؤساء أمريكا ولا يزال على قيد الحياة ؛ وقد يكون ما كتب من هؤلاء الرؤساء في نعيه يفي أكثر من الكلمات عن قرب جيمي كارتر من القلوب. 

كلمات الرئيس السيسي في نعيه: في هذه اللحظة الحزينة، أتقدّم بخالص التعازي إلى عائلة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وإلى رئيس وشعب الولايات المتحدة الأميركية .لقد كان الرئيس كارتر رمزا للجهود الإنسانية والدبلوماسية، إذ ألهم إيمانه العميق بالسلام والعدالة الكثير من الأفراد والمؤسسات حول العالم للسير على دربه، وسيظل دوره البارز في التوصل إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل محفورا في سجلات التاريخ البيضاء وتجسد أعماله الإنسانية نموذجا رفيعا للمحبة والسلام والإخاء، مما يبقي ذكراه خالدة كأحد أبرز قادة العالم عطاء للإنسانية .                      

كلمات الرئيس بايدن في نعيه: قال فيها أن " كارتر كان رجل مبادئ وإيمان وتواضع"، منوها إلى أنّ الولايات المتحدة ستقيم جنازة رسمية لكارتر. وأضاف بايدن وزوجته جيل في بيان، أنّ "أمريكا والعالم فقدا زعيما ورجل دولة ورجل عمل إنساني غير عادي.. ولكلّ من يبحث عن معنى أن يعيش المرء حياة ذات هدف ومعنى -الحياة الطيبة- عليه أن يدرس حياة جيمي كارتر، رجل مبادئ وإيمان وتواضع".                                             

نعي الرئيس المنتخب ترامب: قال أنّ الولايات المتّحدة تدين للراحل "بالامتنان". وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ "التحدّيات التي واجهها جيمي كرئيس جاءت في وقت محوري لبلدنا، وقد فعل كل ما في وسعه لتحسين حياة جميع الأميركيين. لهذا السبب، نحن جميعا مدينون له بالامتنان ".                                                                    

نعي الرئيس الأسبق أوباما وزوجته ميشيل: وقال أوباما وزوجته ميشيل في بيان إنّهما "يرسلان أفكارهما وصلواتهما إلى عائلة كارتر، وكلّ من أحب وتعلّم من هذا الرجل الرائع". قائلاً إنّ الراحل "علّمنا جميعاً ما يعني أن نعيش حياة مفعمة بالنعمة والكرامة والعدالة والخدمة".                      

نعي الريس الأسبق بيل كلينتون: ونعى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون كارتر، منوّها إلى أن الراحل "رجلٌ عمل بلا كلل من أجل عالم أفضل وأكثر عدلا وقال كلينتون في بيان مشترك مع زوجته هيلاري، إنّ "الرئيس كارتر عاش لخدمة الآخرين حتى آخر لحظة من حياته".                               

نعي الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: قال أؤمن أنّ إرث الرئيس الأسبق جيمي كارتر "سيُلهم الأميركيين لأجيال مقبلة". وأضاف بوش في بيان، إنّ ما قام به كارتر بعد انتهاء ولايته الرئاسية عبر منظمته الخيرية، بما في ذلك مجال بناء مساكن منخفضة التكلفة والصحة العامة والديمقراطية في العالم، "هو مثال يحتذى للخدمة سيُلهم الأميركيين لأجيال مقبلة".                    

اكتفيت بنعي الرئيس السيسي ورؤساء أمريكا وكنت أود أن أكتب كل ما قيل عنه من رؤساء العالم كصفحة تكشف تاريخ هذا الرجل الناصع لكن العذر هو ضيق المساحة.

 

 توقيع معاهدة كامب ديفيد