إدوارد فيلبس جرجس يكتب : جريدة صوت بلادي بين المهجر وقلب الوطن

إدوارد فيلبس جرجس يكتب : جريدة صوت بلادي بين المهجر وقلب الوطن
إدوارد فيلبس جرجس يكتب : جريدة صوت بلادي بين المهجر وقلب الوطن
 
المهجر هو الوطن الثاني لكل مهاجر لا ينكر حق المهجر عليه في اتاحة الفرصة له ليعيش معيشة أقل ما توصف به أنها معيشة إنسانية كريمة إلا هؤلاء الذين ينطبق عليهم المثل العامي " يأكلون الغلة ويسبون الملة "  ؛ بالنسبة لنا المهجر هو أمريكا وهي بالفعل الوطن الثاني لكل من لا ينكر ما أعطته له أمريكا ماديا واجتماعيا وفرصة لمستقبل أفضل ؛ أما عن الوطن الأول وهو مصر الحبيبة  فهي الأرض التي خرجنا إلى الحياة فوقها كما خرج الأباء والأجداد ؛ الأرض التي نشأنا وترعرعنا في دروبها؛ كبرنا وتعلمنا وعشنا وسط الأهل والجيران والأصدقاء ؛ جميعنا في قلب الوطن والوطن في قلوبنا ؛ لا نستطيع أن ننسى ولو لحظة واحدة أمضيناها في حضنه وقلبه وإلا نكون جاحدون جحود الأبناء بالوالدين . حياة المهاجر في المهجر لها مقوماتها كالوطن بالضبط؛ احترام القانون بكل مفرداته ليكون له الحق في كل حقوقه ولا فرق بينه وبين أي مواطن ولد على أرضه من معيشة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ؛ مصريون نعيش ونمارس حياتنا بكل حرية  والمصري الأصيل في كل خطوة يضع وطنه أمام عينه ؛  نمارس كل المهن ؛ لكن توجد مهنة لا تمارس من أجل الربح على قدر ما هي ثقافة تدور في فلك لوحدها ؛ لا يمارسها سوى من يدرك معناها تماما ؛ مارسها من أتوا قبلنا إلى المهجر وظلت  أسماؤهم حتى الآن وستظل دائما في ميدان لوحده يختلف عن كل الميادين ؛ الإعلام والأدب والثقافة التي تجمع بين المهجر والوطن بكل فروعها ؛ حياتنا في المهجر لها جوانبها الكثيرة ؛ لكن بما أنني أعيش مع القلم والإعلام والأدب أود أن أكتب عن جانب له قيمته وأهدافه وهو إعلام المهجر .
 
إعلام المهجر:
***************
أقصد به الإعلام الناطق بلغتنا أي باللغة العربية؛ ظهرت الكثير من الصحف الناطقة باللغة العربية ؛ منها من لم يصمد لأكثر من عدة أعداد وتوقف ومنها من سار لوقت ثم اختفى ومنها ما صمد ؛ كنت أرجو أن أكتب بتوسع ؛ لكن في الحقيقة سأقتصر على جريدة نشأت لتكون للجميع بصفة عامة وللمصريين بصفة خاصة ؛ لأنها منذ نشأتها اتجهت بكل قوة نحو الوطن من رأسها لأخمص قدمها كتعبير عن الانتماء الشديد للوطن وعندما أقول رأسها فالمقصود به عنوانها ؛ والعنوان يحمل صوت الوطن  " صوت بلادي " وليس لنا سوى وطن واحد تنتمي جذورنا إليه وكما ذكرت سابقا  نعيش فيه حتى ونحن في غربتنا ويعيش فينا بل في قلوبنا؛  الوطن الحبيب " مصر " فعندما يكون العنوان " صوت بلادي " فالعقل والقلب يذهبان مباشرة إلى المعنى والهدف والمقصود وهو " صوت مصر "  .
 
 
جريدة صوت بلادي:
**********************
الكتابة عن جريدة صوت بلادي ومؤسسها الأخ والصديق الأستاذ لا يحتاج لجمل انشائية أو بلاغة التعبير لأن الحقيقة دائما تكون أقوى من أي إنشاء أو بلاغة وهذا ما سنجده في جريدة صوت بلادي ولكي نتحدث عنها لا بد أن ندخل إليها من بابها وهو الأستاذ محب غبور. غبور لم يستيقظ صباح أحد الأيام ووجد الجريدة أسفل الوسادة؛ لكن لكي تولد الجريدة وترى النور وتصل إلى كل يد مرت بسنوات وسنوات من التعب والصعوبات والمشاكل ومجهود يقفز فوق أي مجهود في أي مهنة أخرى؛ فما أصعب أن تصل الكلمة الحقة والمضبوطة إلى القارئ. ثلاثون عاما من الجهاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى حملها غبور على عاتقه ولا يزال ونتمنى له المزيد والمزيد فما أحلى الجهاد عندما تكون ثمرته لها وزنها وثقلها ؛ مسيرة طويلة وعمل شاق وانجازات مشرفة وياله من شرف عندما يكون موجها نحو الوطن الحبيب مصر ؛ معاناة كي تكون الجريدة في يد القارئ في موعدها ولا  تغيب حتى ولو لعدد بالرغم من الظروف الصعبة فعلى سبيل المثال وليس الحصر ؛ الكثير من الأعمال توقفت أثناء فترة فيروس كورونا وما أحدثه من ذعر في كافة أنحاء العالم ؛ لكن الجريدة ظلت مستمرة ؛ الكثير من التضحيات حتى يكون العمل كاملا ومتكامل فالجريدة لها مكتبها في مصر حتى  يتربع الوطن واخباره وكتابه  بكل صدق في صدر الجريدة ؛ وقد تكون تجربة الأستاذ محب لإخراج أول قناة تلفزيونيه مصريه في المهجر لها وزنها في تأسيس جريدة صوت بلادي ثم التفرغ تماما لكي تكون هي جريدة مصرية وعربية لها وزنها واسلوبها وكتابها . منذ بداية الجريدة دأب غبور كرئيس مجلس إدارة الجريدة ورئيس التحرير وكصحفي ناشط أن تكون للجريدة لقاءات مع شخصيات في مجالات تهم القارئ ودائما يسعى لمعرفة أخبارها؛ بين أمريكا ومصر أجرى غبور الكثير من اللقاءات والمقابلات مع رجال السياسة والأدب والفن والدين والرياضة والأعمال؛ لقاءات كلها تحمل حرفية المهنة؛ قارئ صوت بلادي من الوهلة الأولى يتضح له كيف تحاول الجريدة منذ البداية ودائما أن تصور الكلمات كحياة وليست كحروف أو كلمات تُقرأ بلا معنى أو كينونة وأيضا كيف تمكنت من التواصل مع كل الفئات سواء في أمريكا أوالوطن . هذه اللقاءات الجريئة والمتنوعة في كل المجالات والشخصيات بالتأكيد لا يمكن اختزالها في هذه المساحة وبإذن الله في فرصة أخرى يمكن أن نتناولها بالتفصيل. جريدة صوت بلادي متواجدة في كل المناسبات؛ لا تفوتها ثورة 23 يوليو 1952 ولا يغيب عنها انتصار أكتوبر 1973 ولا تنسى ثورة 25 يناير وتحتفل بثورة يونيو التي أنقذت مصر من هوة كادت أن تنزلق إليها؛ دائما متواجدة مع المناسبات الدينية للمسلمين والمسيحيين لأنها جريدة تحمل أسم الوطن من كل جوانبه فرحة مع الفرحين وباكية مع الباكين. أبواب جريدة صوت بلادي متنوعة بين سياسية واجتماعية وادبية وفنية ورياضية ولم تغفل حتى عن صفحة للضحكة والابتسامة؛ ولم يفتها أضافة بعض الصفحات باللغة الإنجليزية. لم يكتف الأستاذ محب باللقاءات العديدة التي أجرتها الجريدة؛ لكن كانت له حوارات قام بها بين مصروأمريكا نستعرض البعض منها فيما يلي:
_ في عام 2006 كان استقبالا حافلا في القنصلية المصرية بنيويورك لقداسة البابا شنودة وقامت جريدة صوت بلادي بتكريم قداسته وأهدته درع الجريدة.
_ خلال ذلك العام أيضا كان اللقاء الثاني مع قداسة البابا شنودة بالمقر البابوي بنيوجيرسي وقال بحكمته المعهودة ردا على تشكيك الدكتور محمد عمارة في وطنيته بأنه لا يلتفت إلى هذا اللغو لأن الدخول فيه يسبب الفتنة والاحتقان الطائفي.
_ في عام 2007 كان اللقاء بالشيخ محمد البري أحد أقطاب الفقهاء المعتدلين وكان له معه حوارا مثمرا في كثير من الاتجاهات.
_ في عام 2008: وأثناء وجود غبور في مصر دعاه الأستاذ الكلاوي معد برنامج " تملي معاك " والمخرج خالد حجازي لحوار شمل العديد من قضايا المهجر والوطن والانتخابات الأمريكية حينذاك.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان الحوار مع " جريدة الأهالي " المصرية في موضوع من الموضوعات التي توليها الجريدة أهمية كبرى وهو " الوحدة الوطنية " فالجميع سواء في المهجر أو الوطن يعلم تماما بأنها جريدة كل المصريين وكم تصدت للفتن والشائعات التي تحاول أن تحول العقائد إلى حرب تنال من محبة وإخوة أبناء الوطن لبعضهم سواء في المهجر أو الوطن.
_ في عام 2014: كان الحوار مع " جريدة الفجر " المصرية أثناء تواجده في مصر خصيصا لحضور احتفالات الوطن بانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية؛ موضحا دور الجريدة في التصدي لتنظيم الإخوان في أمريكا ومساندتها بكل قوة لثورة 30 يونيو.
والإعلامي A.R.T. America_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع
محمد الخشاب أثناء الرحلة الأولى للرئيس السيسي لألقاء خطابه في الأمم المتحدة ودار الحوار عن الأحوال السياسية والاقتصادية في مصر وعودتها إلى حضن المجتمع الدولي.
_ في عام 2016: كان لقاءً طويلا مع جريدة الجمهورية المصرية والإعلامية الدكتورة فاطمة سليمان نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وبدأ الحديث عن أهم محطات جريدة صوت بلادي منذ أحداث سبتمبر حتى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو ووقفات الجالية الوطنية ومحاربة الجريدة للتطرف والعمل على بث السلام والمحبة بين الجالية.
_ في عام 2018 أثناء حصوله على شهادة تقدير من قداسة البابا تاوضروس الثاني عن الدور الوطني الذي يقوم به في المهجر كان لقاءً أيضا مع الدكتور وسيم السيسي ووجه الدعوة لقداسته لحوار مع الجريدة.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع الإعلامية حنان شلبي وقناة الحدث اليوم في برنامج " أمريكا بالمصري "؛ تكرر اللقاء مع الإعلامية حنان شلبي في نفس العام وكان الحديث بين المهجر والوطن.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان له تعليق على كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال برنامج كاميرا الحياة في مصر الذي تقدمه الإعلامية إيمان حلمي.
_ في عام 2019: كان اللقاء مع قداسة البابا تاوضروس وحوار طويل شمل الكثير من المواضيع بين المهجر والوطن.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع برنامج " استوديو التنوير " الذي يقدمه الإعلامي مدحت بشاي على قناة الأقباط متحدون تحدث فيه عن العلاقات المصرية الأمريكية والمشاكل التي تمر بها مصر مع الإرهاب والمشاكل الاجتماعية وانه يجب على كل مصري   في الداخل أو الخارج الوقوف بجانب الوطن وليس مهاجمته سواء بالكلمات أو الأفعال وفي هذه النقطة أوضح مشددا على أهمية الاهتمام بالجيل الثاني والثالث في المهجر وختم الحديث بأنه يجب محاسبة القنوات الدينية التي تخوض في عقائد الآخرين.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان حوارا مستفيضا مع صحيفة " روز اليوسف " اشتمل على الكثير من النقاط الهامة على رأسها الخطوات الهامة التي يقودها الرئيس السيسي من أجل الإصلاح الاقتصادي وكيفية تسهيل التبادل الاقتصادي وتذليل العقبات للاستثمار كما تطرق الحديث إلى نقطة هامة عن الشخصيات التي تسئ إلى المصلحة الوطنية بادعاءات كاذبة أنها على علاقة بالدولة المصرية.
_ وأيضا خلال ذلك العام: كان حديثا مع جريدة الدستور عن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي للولايات المتحدة الأميركية ودور القنصلية المصرية في نيويورك والجالية المصرية.
_ في عام   2020   حوار تداولته عدة مواقع منها صحيفة البوابة نيوز قبيل الانتخابات البرلمانية في مصر وتناول فيه نقاطا هامة لعل أبرزها هي محاولة بعض الشخصيات في المهجر الزج بنفسها في دائرة البرلمان وهي بعيدة كل البعد عن المعنى والمضمون وكانت الاستجابة فورية وتم تجاهل هذه الكيانات الوهمية وعدم قبولها كممثلين للمهجر في البرلمان المصري.
_ في نفس العام كان حوارا مع الكاتبة المتميزة الهام عيسى وجريدة الديوان الجديد.
 
 
الوفاء لمن رحلوا من الكتاب:
***********************
جريدة صوت بلادي تحظى بمجموعة كبيرة من الكتاب بين المهجر والوطن من أصحاب الأقلام البارزة في عالم الصحافة والكتابة في كل المجالات وأبدا لم تنسى الجريدة  كتابها الكبار والعظام الذين رحلوا وتشرفت الجريدة بأقلامهم  منذ بداية صدورها ؛ دائما لهم ذكراهم على صفحات الجريدة في ذكرى رحيلهم ؛ ومن الواجب أيضا أن نذكرهم  بالاسم هنا لأن الأحياء من الكتاب أطال الله عمرهم متواجدون دائما على صفحات الجريدة مع كل صدور لها ؛ أما الذين رحلوا فمن حقهم أن تذكرهم الجريدة في كل مناسبة وإلا أصبحت الكلمات كلها باطلة ؛ رحم الله الأساتذة : يس العيوطي – أسامه عيد – باسم زيدان – توفيق حنا – جمال زيتون – وليم الميري – حنا زكي حنا – سمير الجندي – فرح دهب – ممدوح بطرس – سمير برسوم – صفوت برسوم – جمال الغيطاني  .
 
تنويه لا بد منه:
************
إذا كان عنوان المقال صوت بلادي؛ فليس هذا معناه أنه يمكن اختزال الجريدة ومؤسسها وكتابها الكبار وكل من يسهر عليها لكي تصل إلى يد القارئ بانتظام وثقة في جدية الكلمة ودورها مع الجالية والمهجر والوطن؛ أقول لا يمكن اختزالها في صفحة واحدة؛ لكنها مجرد مقتطفات فالعمل الجاد والتفاني فيه ومجابهة كل الصعوبات والمعوقات بكل جدية وشجاعة دائما يتحدث عن نفسه؛ كل الرجاء وكل الأمل  أن تستمر الجريدة في مشوارها نحو الأفضل دائما لأنها وصلة الربط الحقيقية والجادة بين المهجر والوطن . دائما أسأل نفسي هل يا ترى الأجيال القادمة قادرة أن تصل المهجر بالوطن؛ هل ستؤمن أن الكلمة المكتوبة بلغتنا في المهجر لها معناها لإظهار صورة الجالية وصوتها بوضوح سواء في المهجر أو في الوطن؛ أرجو وأتمنى فالكلمة المكتوبة أشد وأقوى من أي رابطة أخرى.
 
 
 
المهجر هو الوطن الثاني لكل مهاجر لا ينكر حق المهجر عليه في اتاحة الفرصة له ليعيش معيشة أقل ما توصف به أنها معيشة إنسانية كريمة إلا هؤلاء الذين ينطبق عليهم المثل العامي " يأكلون الغلة ويسبون الملة "  ؛ بالنسبة لنا المهجر هو أمريكا وهي بالفعل الوطن الثاني لكل من لا ينكر ما أعطته له أمريكا ماديا واجتماعيا وفرصة لمستقبل أفضل ؛ أما عن الوطن الأول وهو مصر الحبيبة  فهي الأرض التي خرجنا إلى الحياة فوقها كما خرج الأباء والأجداد ؛ الأرض التي نشأنا وترعرعنا في دروبها؛ كبرنا وتعلمنا وعشنا وسط الأهل والجيران والأصدقاء ؛ جميعنا في قلب الوطن والوطن في قلوبنا ؛ لا نستطيع أن ننسى ولو لحظة واحدة أمضيناها في حضنه وقلبه وإلا نكون جاحدون جحود الأبناء بالوالدين . حياة المهاجر في المهجر لها مقوماتها كالوطن بالضبط؛ احترام القانون بكل مفرداته ليكون له الحق في كل حقوقه ولا فرق بينه وبين أي مواطن ولد على أرضه من معيشة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ؛ مصريون نعيش ونمارس حياتنا بكل حرية  والمصري الأصيل في كل خطوة يضع وطنه أمام عينه ؛  نمارس كل المهن ؛ لكن توجد مهنة لا تمارس من أجل الربح على قدر ما هي ثقافة تدور في فلك لوحدها ؛ لا يمارسها سوى من يدرك معناها تماما ؛ مارسها من أتوا قبلنا إلى المهجر وظلت  أسماؤهم حتى الآن وستظل دائما في ميدان لوحده يختلف عن كل الميادين ؛ الإعلام والأدب والثقافة التي تجمع بين المهجر والوطن بكل فروعها ؛ حياتنا في المهجر لها جوانبها الكثيرة ؛ لكن بما أنني أعيش مع القلم والإعلام والأدب أود أن أكتب عن جانب له قيمته وأهدافه وهو إعلام المهجر .
 
إعلام المهجر:
***************
أقصد به الإعلام الناطق بلغتنا أي باللغة العربية؛ ظهرت الكثير من الصحف الناطقة باللغة العربية ؛ منها من لم يصمد لأكثر من عدة أعداد وتوقف ومنها من سار لوقت ثم اختفى ومنها ما صمد ؛ كنت أرجو أن أكتب بتوسع ؛ لكن في الحقيقة سأقتصر على جريدة نشأت لتكون للجميع بصفة عامة وللمصريين بصفة خاصة ؛ لأنها منذ نشأتها اتجهت بكل قوة نحو الوطن من رأسها لأخمص قدمها كتعبير عن الانتماء الشديد للوطن وعندما أقول رأسها فالمقصود به عنوانها ؛ والعنوان يحمل صوت الوطن  " صوت بلادي " وليس لنا سوى وطن واحد تنتمي جذورنا إليه وكما ذكرت سابقا  نعيش فيه حتى ونحن في غربتنا ويعيش فينا بل في قلوبنا؛  الوطن الحبيب " مصر " فعندما يكون العنوان " صوت بلادي " فالعقل والقلب يذهبان مباشرة إلى المعنى والهدف والمقصود وهو " صوت مصر "  .
 
 
جريدة صوت بلادي:
**********************
الكتابة عن جريدة صوت بلادي ومؤسسها الأخ والصديق الأستاذ محب غبور لا يحتاج لجمل انشائية أو بلاغة التعبير لأن الحقيقة دائما تكون أقوى من أي إنشاء أو بلاغة وهذا ما سنجده في جريدة صوت بلادي ولكي نتحدث عنها لا بد أن ندخل إليها من بابها وهو الأستاذ محب غبور. غبور لم يستيقظ صباح أحد الأيام ووجد الجريدة أسفل الوسادة؛ لكن لكي تولد الجريدة وترى النور وتصل إلى كل يد مرت بسنوات وسنوات من التعب والصعوبات والمشاكل ومجهود يقفز فوق أي مجهود في أي مهنة أخرى؛ فما أصعب أن تصل الكلمة الحقة والمضبوطة إلى القارئ. ثلاثون عاما من الجهاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى حملها غبور على عاتقه ولا يزال ونتمنى له المزيد والمزيد فما أحلى الجهاد عندما تكون ثمرته لها وزنها وثقلها ؛ مسيرة طويلة وعمل شاق وانجازات مشرفة وياله من شرف عندما يكون موجها نحو الوطن الحبيب مصر ؛ معاناة كي تكون الجريدة في يد القارئ في موعدها ولا  تغيب حتى ولو لعدد بالرغم من الظروف الصعبة فعلى سبيل المثال وليس الحصر ؛ الكثير من الأعمال توقفت أثناء فترة فيروس كورونا وما أحدثه من ذعر في كافة أنحاء العالم ؛ لكن الجريدة ظلت مستمرة ؛ الكثير من التضحيات حتى يكون العمل كاملا ومتكامل فالجريدة لها مكتبها في مصر حتى  يتربع الوطن واخباره وكتابه  بكل صدق في صدر الجريدة ؛ وقد تكون تجربة الأستاذ محب لإخراج أول قناة تلفزيونيه مصريه في المهجر لها وزنها في تأسيس جريدة صوت بلادي ثم التفرغ تماما لكي تكون هي جريدة مصرية وعربية لها وزنها واسلوبها وكتابها . منذ بداية الجريدة دأب غبور كرئيس مجلس إدارة الجريدة ورئيس التحرير وكصحفي ناشط أن تكون للجريدة لقاءات مع شخصيات في مجالات تهم القارئ ودائما يسعى لمعرفة أخبارها؛ بين أمريكا ومصر أجرى غبور الكثير من اللقاءات والمقابلات مع رجال السياسة والأدب والفن والدين والرياضة والأعمال؛ لقاءات كلها تحمل حرفية المهنة؛ قارئ صوت بلادي من الوهلة الأولى يتضح له كيف تحاول الجريدة منذ البداية ودائما أن تصور الكلمات كحياة وليست كحروف أو كلمات تُقرأ بلا معنى أو كينونة وأيضا كيف تمكنت من التواصل مع كل الفئات سواء في أمريكا أوالوطن . هذه اللقاءات الجريئة والمتنوعة في كل المجالات والشخصيات بالتأكيد لا يمكن اختزالها في هذه المساحة وبإذن الله في فرصة أخرى يمكن أن نتناولها بالتفصيل. جريدة صوت بلادي متواجدة في كل المناسبات؛ لا تفوتها ثورة 23 يوليو 1952 ولا يغيب عنها انتصار أكتوبر 1973 ولا تنسى ثورة 25 يناير وتحتفل بثورة يونيو التي أنقذت مصر من هوة كادت أن تنزلق إليها؛ دائما متواجدة مع المناسبات الدينية للمسلمين والمسيحيين لأنها جريدة تحمل أسم الوطن من كل جوانبه فرحة مع الفرحين وباكية مع الباكين. أبواب جريدة صوت بلادي متنوعة بين سياسية واجتماعية وادبية وفنية ورياضية ولم تغفل حتى عن صفحة للضحكة والابتسامة؛ ولم يفتها أضافة بعض الصفحات باللغة الإنجليزية. لم يكتف الأستاذ محب باللقاءات العديدة التي أجرتها الجريدة؛ لكن كانت له حوارات قام بها بين مصروأمريكا نستعرض البعض منها فيما يلي:
_ في عام 2006 كان استقبالا حافلا في القنصلية المصرية بنيويورك لقداسة البابا شنودة وقامت جريدة صوت بلادي بتكريم قداسته وأهدته درع الجريدة.
_ خلال ذلك العام أيضا كان اللقاء الثاني مع قداسة البابا شنودة بالمقر البابوي بنيوجيرسي وقال بحكمته المعهودة ردا على تشكيك الدكتور محمد عمارة في وطنيته بأنه لا يلتفت إلى هذا اللغو لأن الدخول فيه يسبب الفتنة والاحتقان الطائفي.
_ في عام 2007 كان اللقاء بالشيخ محمد البري أحد أقطاب الفقهاء المعتدلين وكان له معه حوارا مثمرا في كثير من الاتجاهات.
_ في عام 2008: وأثناء وجود غبور في مصر دعاه الأستاذ الكلاوي معد برنامج " تملي معاك " والمخرج خالد حجازي لحوار شمل العديد من قضايا المهجر والوطن والانتخابات الأمريكية حينذاك.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان الحوار مع " جريدة الأهالي " المصرية في موضوع من الموضوعات التي توليها الجريدة أهمية كبرى وهو " الوحدة الوطنية " فالجميع سواء في المهجر أو الوطن يعلم تماما بأنها جريدة كل المصريين وكم تصدت للفتن والشائعات التي تحاول أن تحول العقائد إلى حرب تنال من محبة وإخوة أبناء الوطن لبعضهم سواء في المهجر أو الوطن.
_ في عام 2014: كان الحوار مع " جريدة الفجر " المصرية أثناء تواجده في مصر خصيصا لحضور احتفالات الوطن بانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية؛ موضحا دور الجريدة في التصدي لتنظيم الإخوان في أمريكا ومساندتها بكل قوة لثورة 30 يونيو.
والإعلامي A.R.T. America_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع
محمد الخشاب أثناء الرحلة الأولى للرئيس السيسي لألقاء خطابه في الأمم المتحدة ودار الحوار عن الأحوال السياسية والاقتصادية في مصر وعودتها إلى حضن المجتمع الدولي.
_ في عام 2016: كان لقاءً طويلا مع جريدة الجمهورية المصرية والإعلامية الدكتورة فاطمة سليمان نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وبدأ الحديث عن أهم محطات جريدة صوت بلادي منذ أحداث سبتمبر حتى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو ووقفات الجالية الوطنية ومحاربة الجريدة للتطرف والعمل على بث السلام والمحبة بين الجالية.
_ في عام 2018 أثناء حصوله على شهادة تقدير من قداسة البابا تاوضروس الثاني عن الدور الوطني الذي يقوم به في المهجر كان لقاءً أيضا مع الدكتور وسيم السيسي ووجه الدعوة لقداسته لحوار مع الجريدة.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع الإعلامية حنان شلبي وقناة الحدث اليوم في برنامج " أمريكا بالمصري "؛ تكرر اللقاء مع الإعلامية حنان شلبي في نفس العام وكان الحديث بين المهجر والوطن.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان له تعليق على كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال برنامج كاميرا الحياة في مصر الذي تقدمه الإعلامية إيمان حلمي.
_ في عام 2019: كان اللقاء مع قداسة البابا تاوضروس وحوار طويل شمل الكثير من المواضيع بين المهجر والوطن.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان اللقاء مع برنامج " استوديو التنوير " الذي يقدمه الإعلامي مدحت بشاي على قناة الأقباط متحدون تحدث فيه عن العلاقات المصرية الأمريكية والمشاكل التي تمر بها مصر مع الإرهاب والمشاكل الاجتماعية وانه يجب على كل مصري   في الداخل أو الخارج الوقوف بجانب الوطن وليس مهاجمته سواء بالكلمات أو الأفعال وفي هذه النقطة أوضح مشددا على أهمية الاهتمام بالجيل الثاني والثالث في المهجر وختم الحديث بأنه يجب محاسبة القنوات الدينية التي تخوض في عقائد الآخرين.
_ خلال ذلك العام أيضا: كان حوارا مستفيضا مع صحيفة " روز اليوسف " اشتمل على الكثير من النقاط الهامة على رأسها الخطوات الهامة التي يقودها الرئيس السيسي من أجل الإصلاح الاقتصادي وكيفية تسهيل التبادل الاقتصادي وتذليل العقبات للاستثمار كما تطرق الحديث إلى نقطة هامة عن الشخصيات التي تسئ إلى المصلحة الوطنية بادعاءات كاذبة أنها على علاقة بالدولة المصرية.
_ وأيضا خلال ذلك العام: كان حديثا مع جريدة الدستور عن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي للولايات المتحدة الأميركية ودور القنصلية المصرية في نيويورك والجالية المصرية.
_ في عام   2020   حوار تداولته عدة مواقع منها صحيفة البوابة نيوز قبيل الانتخابات البرلمانية في مصر وتناول فيه نقاطا هامة لعل أبرزها هي محاولة بعض الشخصيات في المهجر الزج بنفسها في دائرة البرلمان وهي بعيدة كل البعد عن المعنى والمضمون وكانت الاستجابة فورية وتم تجاهل هذه الكيانات الوهمية وعدم قبولها كممثلين للمهجر في البرلمان المصري.
_ في نفس العام كان حوارا مع الكاتبة المتميزة الهام عيسى وجريدة الديوان الجديد.
 
 
الوفاء لمن رحلوا من الكتاب:
***********************
جريدة صوت بلادي تحظى بمجموعة كبيرة من الكتاب بين المهجر والوطن من أصحاب الأقلام البارزة في عالم الصحافة والكتابة في كل المجالات وأبدا لم تنسى الجريدة  كتابها الكبار والعظام الذين رحلوا وتشرفت الجريدة بأقلامهم  منذ بداية صدورها ؛ دائما لهم ذكراهم على صفحات الجريدة في ذكرى رحيلهم ؛ ومن الواجب أيضا أن نذكرهم  بالاسم هنا لأن الأحياء من الكتاب أطال الله عمرهم متواجدون دائما على صفحات الجريدة مع كل صدور لها ؛ أما الذين رحلوا فمن حقهم أن تذكرهم الجريدة في كل مناسبة وإلا أصبحت الكلمات كلها باطلة ؛ رحم الله الأساتذة : يس العيوطي – أسامه عيد – باسم زيدان – توفيق حنا – جمال زيتون – وليم الميري – حنا زكي حنا – سمير الجندي – فرح دهب – ممدوح بطرس – سمير برسوم – صفوت برسوم – جمال الغيطاني  .
 
تنويه لا بد منه:
************
إذا كان عنوان المقال صوت بلادي؛ فليس هذا معناه أنه يمكن اختزال الجريدة ومؤسسها وكتابها الكبار وكل من يسهر عليها لكي تصل إلى يد القارئ بانتظام وثقة في جدية الكلمة ودورها مع الجالية والمهجر والوطن؛ أقول لا يمكن اختزالها في صفحة واحدة؛ لكنها مجرد مقتطفات فالعمل الجاد والتفاني فيه ومجابهة كل الصعوبات والمعوقات بكل جدية وشجاعة دائما يتحدث عن نفسه؛ كل الرجاء وكل الأمل  أن تستمر الجريدة في مشوارها نحو الأفضل دائما لأنها وصلة الربط الحقيقية والجادة بين المهجر والوطن . دائما أسأل نفسي هل يا ترى الأجيال القادمة قادرة أن تصل المهجر بالوطن؛ هل ستؤمن أن الكلمة المكتوبة بلغتنا في المهجر لها معناها لإظهار صورة الجالية وصوتها بوضوح سواء في المهجر أو في الوطن؛ أرجو وأتمنى فالكلمة المكتوبة أشد وأقوى من أي رابطة أخرى.