محب غبور يكتب: صفقه القرن ... مؤامرة القرن

محب غبور يكتب: صفقه القرن ... مؤامرة القرن
محب غبور يكتب: صفقه القرن ... مؤامرة القرن


  قببل ان ينتهى عام 2017  علينا ان نستعرض بعض المتغيرات التى تحدث فى المنطقه العربيه ايدولوجيا وسيكولوجيا متغيرات مهمة لا تخفى عن عين المراقب، تنازل النظام المصرى عن جزيرتى تيران وصنافير للسعودية سواء عن حق او مقابل مميزات قد يحصل عليها الجانب المصرى ، تهيئة المنطقة لتوسيع معاهدة السلام مع إسرائيل وانضمام دول عربية أخرى إليها،  معظم دول الخليج العربى الحليفة للمملكة العربية السعودية أستبدلت العدو التاريخى للأمة العربية (إسرائيل) بإيران ومن يدور في فلكها: حزب الله والحوثيين، وبدأ الترويج لهذه العداوة حتى تتغلغل في الوعى الجمعى لشعوب المنطقة، الإعلام ساهم في ذلك، 
 
شهد هذا العام أيضا، الانفتاح الكبير في المملكة العربية السعودية على الفنون والثقافة والقيم الغربية بعد تولى الامير بن سليمان مقاليد الحكم واصبح الملك دوره محدود فى البروتكولات والاستقبالات  الرسميه بجانب السماح للمراه لقبادة السيارات او حضور المبارايات التي كانت من المحرمات حتى مطلع العام الحالى، والذى يسير بوتيرة سريعة يصعب معها تصور أن المجتمع السعودى المحافظ السلفى قادر على استيعاب هذه التغيرات الجذرية في هذا الوقت الضيق . يضاف إليه حديث ولى العهد السعودى محمد بن سلمان عن مشروع الأحلام «نيوم» الذي لا يمكن أن يتم دون موافقة إسرائيلية (وشراكة أيضا)، وارتباط هذا المشروع بجزيرتى تيران وصنافير، كل هذه الإرهاصات التي تمت هذا العام، جعلت المحللين يتوقعون أن يرفع الستار قريبا عن تفاصيل صفقة القرن التي طال الحديث عنها، وحددوا لها موعدا: مطلع العام المقبل.
   والاتجاه السائد الان يسير نحو سلام دافئ مع الدولة العبرية، أصبح هدفا ليس له علاقة بحل القضية الفلسطينية،  بل اصبح  التطبيع مع الدول العربية يجب ألا يرتبط بمحادثات السلام مع الفلسطينيين لأنها معقدة وتحتاج لوقت طويل، حل القضية الفلسطينية، من وجهة نظر إسرائيل ليس مسؤولياتها وحدها ، من هنا أصبح الحديث عن خطة تبادل الأراضى وتوطين الفلسطينيين في سيناء وتوسعة قطاع غزة على حساب سيناء، . وطبقا لهذا المخطط سيصبح لغزة ميناء على البحر المتوسط ومطار دولى مما يؤهلها لتحقيق نمو اقتصادى وتحسين حياة أهل القطاع، ويحد من الاضطرابات في المنطقة، وهو ما بشر به  المحلل اللبنانى رفيق نصر الله مدير المركز الدولى للاعلام والدراسات الاستراتيجيه  من خلال فيديو انتشر على السوشيال ميديا. 
 
إسرائيل تعيش أزهى عصورها، فهى البلد الوحيد في المنطقة الذي لم يتعرض لإرهاب داعش!! ولم تتعرض لهزات كما حدث لعدد من الدول العربية عقب ثورات الربيع العربى، كما أن لديها طمأنينة كبيرة تجاه الأنظمة العربية المجاورة. في المقابل دول الجوار العربية تعيش أسوأ عصورها، فهى في حالة ضعف شديد وعدم استقراربعد ان تم تفريغ قواها العسكريه من قوتها وتحطيم معداتها العسكريه كما حدث فى العراق وسوريا واليمن التى من خلالها يمكن  التحكم فى مضيق باب المندب وهو ممر مائى يصل البحر الاحمر بخليج عدن والمحيط الهندى وهو احد الممرات المائيه المتنازع عليها بين الدول التى تشرف عليها والسيطره على هذا المضسق يعنى السيطره على حركه السفن بين شرق اسيا وقاره افريقيا ومن ثم الى اوروبا عبر البحر البيض المتوسط  ، وهو ما جعل الطمع الصهيونى يتأجج وينتهز الفرصة للضغط على ترامب لإصدار القرار التاريخى الذي طال انتظاره عشرين عاما، وهو اعتراف الرئيس الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل. فعلها ترامب هذا الشهر، غير مقدر أنه أفسد بفعلته ما هو أهم، مخطط صفقة القرن الذي أوشك على التنفيذ، وكانت الدولة العبرية قاب قوسين أو أدنى من جنى ثمار التطبيع مع عدد أكبر من الدول العربية والدخول مع هذه الدول في استثمارات ضخمة.
 
قرار ترامب قوبل بمعارضة دولية، وكان واضحا هذا الرفض بعد ان تقدمت مصر بمشروع يلغى قرار القدس عاصمه لاسرائيل  حتى حلفاء أمريكا رفضوه واستخدمت امريكا حق الفيتو رغم اعتراض ال 14  عضو الدائمين وغير الدائمين  ، وخرجت معظم الشعوب العربية والإسلامية في مظاهرات غاضبة ضده، كما تم عقد قمة عاجلة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وحد القرار الأمريكى دولا إسلامية بينها عداوات وخصومات سابقة، كما علق أبومازن محادثات السلام مع إسرائيل وكذلك حماس، وانفجرت مظاهرات الغضب في الأراضى المحتلة ضد القرار الذي نزع عن أمريكا ورقة التوت التي كانت تتستر بها .وتشير التقارير ان الدول المانجه فى صفقه القرن ستقوم بتوفير عشره مليارات دولار لاقامه الدوله الفلسطينيه التى ستشمل بنيتها التحتيه على مطار وميناء غزه ومساكن ومشاريع زراعيه ومناطق صناعيه ومدن  جديدة على ان يؤجل وضع القدس وعودة الاجئين الى مفاوضات لاحقه وستشمل المفاوضات النهائيه محادثات سلام اقليميه بين اسرائيل والاقطار العربيه بقيادة المملكه العربيه السعوديه ، ووعد الامير محمد بن سليمان بانه على استعداد لاستثمار كميه كبيره من المال فى الصفقه وانه سيقدم للقيادة الفلسطينيه الحوافز الضروريه مقابل رد ايجابى وعرض على الرئيس الفلسطينى زيادة الدعم الى مايقرب ثلاث اضعاف  النسبه المقرره  ، ويسعى الامير محمد بن سليمان من اتمام صفقه القرن لتشكيل تحالف بين السعوديه واسرائيل لمواجهه التهديدات الايرانيه ويبقى السؤال المطروح هل ستقبل الشعوب العربيه صفقه القرن ؟ ام ستشتعل المنطقه وتشهد صراعات وازمات قد  تكون بدايه لحرب عالميه ثالثه ؟