محب غبور يكتب: الشعب يريد الإخوان

محب غبور يكتب: الشعب يريد الإخوان
محب غبور يكتب: الشعب يريد الإخوان


حجزت تذكره لزياره  لمصرعلى شركتنا الوطنيه بعد فتره لم تتعدى السنه احساسا بالانتماء والولاء لمصر وشوقى وحبى لرؤيه اهلى واصحابى  وجلست على مقعدى بعد ان نفذت تعليمات قائد الطائرة وما هى الادقائق وبدات المضيفه فى توزيع الصحف اليوميه المصريه والامريكيه وما هى الا لحظات وبدات اشعر بالخوف والاضطرابات المعويه وارتفاع ضغط الدم والسكر كدت اصاب بغيبوبه قد لا تفارقنى  شعرت المضيفه بشىء يؤرقنى فجاءت مسرعه متلهفه بسؤالى عن التغيرات الطارئه ونحن فى بدايه الرحله بعد نصف ساعه من الاقلاع من مدينه  نيويورك تمالكت اعصابى وبدات افكر واتمعن بما قراته من الصحف الامريكيه من اضطرابات تحدث فى الشارع المصرى وتفجيرات فى كل مكان وقتلى وجرحى فى الشوارع والطرقات وحرق وتدمير منشات حكوميه وكنائس بصعيد مصر وشمال الدلتا وغربها  والاسكندريه  بل وصلت الامور الى تفجير احد جوامع القاهرة الكبرى 

  ..ماذا حدث ياربى وماذا افعل او ماذا اقرر وانا معلق فى السماء ولا مجال للعودة الى نيويورك بدات اتصفح بعض الجرائد اليوميه المصريه ولم اجد ما يهدأ من روعتى وخوفى غير امنياتى بعودة الامان لمصر كما تركتها فى اخر رحلاتى السنه الماضيه الجيش نزل الشوارع والشرطه احتلت الميادين  وباقى الموضوعات التقليديه التى اعتدنا عليها من اغتصاب وتحرش وحكايات الهلس التى تتناقلها وتعرضهاالصحف المصريه من حوادث ومطالبات فئويه لرفع الحد الادنى للاجور وتخفيض الاسعار واعادة النظر فى سعر الدولار واعادة الدعم لجميع السلع كمشتقات البترول والعيش والكهرباء والمياه  لحظات من الفزع والهرع   لم اجد من الركاب القليله التى احتلت مقاعدها  ما انقاشه او اتحدث معه .


 فلم اجد وسيله غير استخدام الاب توب لاتابع الاحداث فلم يستجيب الكبيوتر لطموحاتى بمشاهدة بعض القنوات لضعف النت وعدم وجود واى فاى فحركت اصابعى على بعض المواقع الاخباريه واذ بجريده الجزيره تظهر امامى بصفحاتها الصفراء   ورغم اننى متحفظ تماما عن قراءه او متابعه اى بث من الجزيره  القطريه  الا اننى لم يكن امامى فرصه اخرى لمتابعه مايحدث بمصر الا من خلالها وبعض الصحف الاخرى ضعيفه المستوى  وشد انتباهى مانشيتات  " الاخوان قادمون " " عودة الشرعيه "  " الشعب يريد اسقاط النظام " " حريه وعداله اجتماعيه " " الصباحى وخالد على يقودون مظاهرات الشباب " " جمعه الغضب  " تذكرت شريط نكسه واحداث 25 يناير والبلد كان بها رئيس نعم له اخطاء كثيرة من فساد  فى التعليم والصحه   ومشاركه رجال الاعمال فى السياسه  وتحديد مسارها بما يتناسب مع مصالحهم واغلاق وبيع  مصانع كثيرة وتسريح العاملين والبطاله مقنعه وترك الاخوان يمرحون فى المؤسسات الاجتماعيه ومفاصل الدوله  وقمع الشرطه فى بعض الحالات واستمرار قانون الطوارىء فى الوقت نفسه كان  الامن والامان مستدب والاقتصاد محقق انجازات عاليه والديون الخارجيه والداخليه كانت على المستوى المقبول والتضخم فى اقل الحدود مع نشاط ملحوظ فى السياحه وتحويلات المصريين بالخارج  فاعتلى الاخوان السلطه وصبغوا الدوله بالصبغه الدينيه وسيطروا على مقاليد الحكم وبدات عمليات القهر والسيطرة على مفاصل الدوله وتم حرق وتدمير اكثر من 80 كنيسه  ومحاوله تفريغ مصر من اقباطها  حتى جاءت ثوره التصحيح 30 يونيو والعبور الجديد واقصاء الحكم الفاشيستى واعتلاء عدلى منصور رئاسه الدوله كرئيس مؤقت للبلاد بما يتلائم مع خارطه الطريق ثم الرئيس السيسى بانتخابات حرة واكتساح وصل الى 96 %   وبدا عصر النهضه الحديثه فى اولى سنوات حكمه   بالمشروعات الضخمه بدايه بمشروع القناه الجديدة ورصف الطرق وبناء الكبارى وانشاء محطات كهربائيه ضخمه واستزراع اكثر من مليون فداء والانتهاء من العشوائيات ليعيد للانسان المصرى كرامته بسكن يليق به وباسرته وانشاء اكثر من مليون وحده سكنيه لمحدودى الدخل  وانشاء المزارع السمكيه والمشروعات الضخمه بمنطقه شرق  بورسعيد والعين السخنه وانشاء سته انفاق اسفل قناه السويس لربط سيناء بمدن القاهرة والاستفادة بالاراضى الشاسعه وبدايه دخول مصر عصر الطاقه النوويه بمشروع الضبعه النووى وتجهيز اكثر من 27 مليون متر مربع من الاراضى على طول منطقه غرب القناه مجهزة بجميع المرافق لتشجيع المستثمر على الاستثمار بمصر بعد تعويم الدولار والقضاء على السوق السوداء ووضع الاقتصاد المصرى فى المسار الصحيح وانشاء العاصمه الجديده على احدث طراز من البناء والتخطيط لتفريغ القاهرة من مؤسسات الدوله والوزارات   لتاخذ مكانتها العالميه كعاصمه مصر  هذا بجانب عودة الامان والامن بعد ان استشعر المواطن بجديه الحكومه  بتطهير مصر من العصابه الاجراميه من الاخوان هذا بجانب اذابه كرات التلوج وعوده التقه بين ابناء الوطن الواحد بزياره الرئيس ومشاركه اقباط مصر احتفالات عيد الميلاد المجيد واعادة بناء وترميم الكنائس التى دمرها الاخوان وبناء اكبر كاتدرائيه فى الشرق الاوسط قبل بناء الجامع كهديه لاقباط مصر فى عيد ميلاد السيد المسيح ، شريط من الذكريات وانا مثبت  بمقعدى بالطائرة مشلول الحركه  ، اغلقت الاب توب واستسلمت للواقع المتوقع ، بدات  اهيىء نفسى لتقبل والتعامل مع الواقع المرير متوقعا سيناريو مظلم بنهايه كئيبه ، نظرت اتامل حال البلد من احدى نوافذ الطائرة واذا ببعض الادخنه تتصاعد وتملاء سماء القاهره ومع قرب هبوط الطائره وجدت بعض المبانى احترقت تماما والبعض الاخر دمر من الطلقات الناريه وبعض البنيه العملاقه دمرت بالكامل وما استفزنى نداء من كابتن الطائرة بتاجيل الهبوط نظرا لعدم وجود ممرات لهبوط الطائرة لما حدث من تدمير لبعض الممرات ،  مشهد مرعب من احدى مشاهد هتشكوك السينمائيه ، هبطت الطائره بمطار القاهرة الدولى  ودخلت الى مراكز الاستقبال وانا شبهه مخدر مهموم وميئوس مشلول  واذ بطابط الجوازات بلحيته الطويله ياخذ جواز السفر بعصبيه ويبدار باستفهام غريب " سيادتك صحفى من اقباط المهجر الخونه " تمالكت اعصابى ونطقت باولى الكلمات بعد رحله 12 ساعه من العذاب والقلق نعم انا مصرى مقيم بالولايات المتحدة  مستجوبا يكفيك اسبوع فطلبت بفترة اطول لكن قاطعنى نحن من نعطى وليس من حقك ان تطالب بما لايحق لك شكرته واخذت طريقى لاخذ حقائبى واذ بادارة الجمارك تصب نار غضبها عليا وتقوم بتفتيشى ذاتيا ثم حقائبى واذ الموظف يعترض على زجاجه الويسكى لانه من الممنوعات واشار الى مكان على بعد خطوات مفضلا ان اقوم بوضع الزجاجه فى سله المهملات حتى لا ينجس يديه من زجاجه الخمر  هنا ايقنت ان الموضوع دخل مرحله الجد وعليا بالالتزام والطاعه لاحكام ايه الله مرشد مصر العظيم  استقليت سيارة اجره للذهاب الى فندق الاقامه مستمتعا بالقران الكريم عبر راديو السيارة وفى طريقى اصبت بهلوسه عقليه ولم اصدق ما يجرى على ارض الواقع ، طلبت من السائق ان استمع الى نشره الاخبار  وبعد لحظات كنت متلهفا لسماع اى شىء واذ بالمذيع يعلن تحديد اقامه بابا الاقباط والقبض على بعض الاساقفه والقساوسه والقاء القبض على رئيس الوزراء والوزراء وتحديد اقامه بعض من الرتب العليا للجيش المصرى وتولى نائب المرشد وزاره  الحربيه خلفا لوزير الدفاع واعتقال الالاف من الشبابا والقيادات السابقه  واغلاق 60 % من كنائس مصر واصبحت حرب شوارع بين المسيحيين والمسلميين شهدت صراعا دمويا لم يحدث فى تاريخ مصر والفتنه مشتعله خصوصا فى الصعيد المصرى والاسكندريه مما ساهم فى هدم البنيه التحتيه لهذة المدن  لحظات وكنت على مقربه من فندق الاقامه افراد من مليشيات الاخوان واتباعهم يراقبون الطرق والمداخل مسلحين باحدث الاسلحه ودخلت باب الفندق ومنه الى الاستعلامات وحصلت على مفتاح الغرفه وصعدت اتنفس الصعداء بحمام ساخن يزيح عنى هموم الرحله واستغرقت فى نوم عميق واذ بانفجار ضخم وصريخ وعويل وجرى هنا وهناك وانا احاول ان اختبىء اسفل السرير لاحتمى من الموت واذ بزوجتى تضربنى على كتفى وبصوت عالى مالك فى ايه حصل لك ايه عمال تشد فى اللحاف وتضرب برجلك وايدك اعمدة السرير وتصرخ وتردد كلمات لم افهم منها شىء غير السيسى .... مصر السيسى ... السيسى .... تحيا مصر