محب غبور يكتب: لمن يتشدقون بالديمقراطية

محب غبور يكتب: لمن يتشدقون بالديمقراطية
محب غبور يكتب: لمن يتشدقون بالديمقراطية

خلال الأيام القليلة القادمة ستشهد الساحة السياسية بمصر صراعات سياسية متقلبة بلا تطور أو فائدة، لكنها صراعات حنجورية من دعاة التغيير والتنقيب عن رؤى جديدة مختلفة قد تدفعنا إلى أتون النار فيحترق الوطن بما فيه ، فالعملية الانتخابية هى فى الحقيقة صراع على منصب وليس صراع على إدارة وطن فى هذه الفترة العصيبة.
 خرجت الثعابين من جحورها تلدغ جسد الوطن بغية تسميمه وقتله بعد أن شعروا بدفىء وحنان وطن وتعافيه من كبوته المرضية، وإعادة هيبة الدولة بعد سنين عجاف كادت تعصف بمستقبل أمه وإعادة جهاز الشرطه المنهار إلى وضعه الطبيعى والسيطره على الشارع المصرى من البلطجية وقطاع الطرق، وإعادة الانضباط وهيبة الدولة وعودة الأمن والأمان والقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه  حتى أصبحنا لا نرى أو نسمع عنها إلا القليل من خلال استهداف بعض الاقباط والتعدى على كنائسهم  بغرض زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتنة التى لو نجح مخططهم فى هذا الصدد لدخلت الدولة فى صراعات طائفية قد يفقد الوطن خلالها ملايين من الشعب المصرى مسيحيين ومسلميين.
وجد المعارضون المدعومون من قوى الشر بالداخل والخارج  المنقذ والقائد الذى من خلاله العودة الى قيادة رجل الشارع الذى يشعر بالفقر وغلاء المعيشه  وتأهيله نفسيا من خلال الشعارات الكاذبة بوعود لم ولن ترتقى إلى حيز التنفيذ لأن الدولة المصرية دخلت فى سباق مع  الزمن فى البناء والتعمير وجذب استثمارات هائلة وانتهت من مشروعات عملاقة  وأعادت السياحة إلى وضعها الطبيعى وأصلحت ما أفسدة حكام سابقون على مر 65 سنه أشاد بها علماء الاقتصاد ولا تستطيع الدوله أيا كان نظامها  الرجوع عن إتمام هذه المشروعات لنفاجىء بهلوسة فكرية تطفو  وتطوف  بعقول الناس بقيادة الفريق سامى عنان ذى الخلفيه العسكريه ومازال على قوه الاحتياط  يعلن خوض الانتخابات  بخلفية إخوانية إرهابية  مدعوما  من دول الشر قطر وتركيا  محاولا بأسلوب أقرب للشر عن البناء  الوقيعة بين الشعب وجيشه العظيم  بدلا من البناء وبدلا عنالتأييد لما حققته الدوله ورئيسها من إنجازات يحملون معول الهدم والتكسير والتشكيك، ألا يعتبر هذا الموقف المعلن وقيعة وهدم وتشكيك بين مؤسسة  الدولة وشعبها  عملا يستحق المحاكمة؟ فى الوقت الذى أعلن فيه محامى ليس بخلفية سياسية أو نضاليةاشتهر  بإشارات الإصبع التى غالبا لا يستعملها غير العيال الصيع  كل ما يتمناه الشهرة والتسلق على حساب مستقبل وطن ....أين المنافسة؟ كنا نتمنى منافسة حقيقية وشرسة ينتصر فيها الرجل الذى يعلن برنامجه لإصلاح وتقدم مصر فى جميع المحافل، كنا نتمنى مرشحا يحمل كاريزما القيادة والإدارة. 
 نعم نحن جميعا نسعى إلى الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير لكن شرط أن يتم بناء المؤسسات وإصلاح الاقتصاد والمدارس والمستشفيات وبناء الطرق والكبارى  واستصلاح الاراضى وبناء شقق للمحتاجين وحد ادنى للاجور بما يتماشى وارتفاع الاسعار وبتر الفكرالتطرفى  وتقبل الاخر بغض النظر عن اللون او العقيدة او الجنس ونلغى وجود الاحزاب الدينيه  وان يكون هناك قانون موحد لبناء دور العبادة ،  وتفعيل دوله القانون وتطبيقه ، مشاكل كثيرة وعديدة لابد من تجاوزها حتى نجهز تربه صالحه  للديمقراطيه نؤمن  بها ونمارسها  وليست لبانه  نتشدق بها امام العالم  نرددها  كالببغاوات بلا وعى او فهم، نحن لا نعرف معنى الديمقراطيه ولم نمارسها الا التى تعلمناها بالمدارس الابتدائيه " ان يحكم الشعب نفسه بنفسه " وهذا التعبير زهره  فى ارض بور غير مجديه او نافعه لكن على ارض الواقع  فكر  وعلم  اداره  لم نصل الى ابجديات حروفها .
  الرئيس عبد الناصر كانت  اهم مبادىء ثوره  يوليو 52   النقطه السادسه : اقامه حياه ديمقرطيه سليمه .... اذا حللنا تاريخ عبد الناصر سنحلله فقط من هذة النقطه  حتى نحافظ على المعبد الناصرى لمحبى الزعيم  ، الرئيس السابق  قائد ثوره يوليو 52 كان ديكتاتوريا مع مرتبه الشرف  وانشأ مراكز قوى ارهبت كل اطياف الشعب حتى الاب كان يخاف من ابنه   والرعب كان يتملك جميع ابناء الشعب المصرى الذى كان يتابع ويشاهد يوميا عمليات من الاعتقالات  والاعتداءات على حرمه المنازل ، يمتاز  عصر عبد الناصر بالتعذيب والتجريح والتحرش الجسدى والجنسى لكن للاسف غير موثق لعدم وجود سوشيال ميديا او انترنت كما هو الحال الان وطوال فتره رئاسته كان يتشدق بالديمقراطيه وحريه الفرد بالتعبير عن اراؤه وافكاره  انهى الحياة الحزبيه بمصر وتولى رئاسه  الحزب الاشتراكى واصبح من خلاله مسيطرا على كل قوى الشعب بما فيهم الشباب من خلال منظمه الشباب  وكان يجند بعض الطلاب للتجسس على زملائهم  للمزايدة على الطلاب لاكتشاف نزعاتهم وميولهم  السياسيه وهو اول من بدع  فكره الاستفتاء بنعم او لا لاعادة انتخابه وحصل على 99.9 % عام 1956  وعام 1965 وكانت بنسبه 99.9 % ايضا  واستمر فى الحكم حتى وفاته فى 28 سبتمبر 1970.
 فى 15 اكتوبر 1970 وبعد وفاه جمال عبد الناصر تولى الرئيس انور السادات من خلال استفتاء شعبى ايضا على رئاسه مصر وحصل السادات على نسبه 90.04 %  واعلن السادات انه لن يحكم مصر مدى الحياه وسيكتفى بالتجديد لمده رئاسه واحدة   وارسى قواعد الديمقراطيه وتطبيقها لكن الحقيقه شهد عصر  السادات ايضا النزعه الكاذبه بنظام الديمقراطيه والحريه ووعوده المطاطيه بعدم التعرض للناس وحياتهم الخاصه فاغلق المعتقلات بمشهد تمثيلى رائع  بالقضاء على مراكز القوى وهو ما عرف بثوره التصحيح ومن اجل  "اضحك  الصوره تطلع حلوة "  اوهمنا ببدايه  عصور الديمقراطيه  وحريه الفرد ،  حقق الانتصار العظيم فى 6 اكتوبر عام 1973 ،  وفى سبتمبر 1976 اجرى استفتاء رئاسى فى اجواء كانت تعتبر العصر الذهبى للسادات حصل على نسبه 99.94 %  ثم حدثت تطورات يعلمها الجميع بعد  مؤتمر كامب ديفيد واحلال السلام  بين مصر واسرائيل والانفتاح الاقتصادى ليؤكد استمرار مسلسل الديمقراطيه  ، بدات نعره الكبرياء تطغى على شخصيته وبدا فاصل من الاعتقالات والاهانات وحبس الكوادر الدينيه والسياسيه تحت غطاء الديمقراطيه  وترسيخها على اسس علميه بما يتوافق  مع المتطلبات الدوليه وحقوق الانسان كانت الفاجعه الكبرى اغتياله فى حادثه المنصه وجزاؤه  وحصد نتيجه  اعماله مع الجماعات المتطرفه بعد ان ترك لهم الملعب يمرحون كيفما شاءوا  فضاعت الهويه المصريه  واندمجت مع الفكر الوهابى المتطرف 

عقب إغتيال السادات عام 1981 على يد جماعة سلفية إسلامية مصرية تقلد حسنى مبارك  رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام 1987، 1993، و1999 وبرغم الإنتقادات لشروط وآليات الترشح لإنتخابات 2005، إلا أنها تعد أول انتخابات تعدديه مباشره وجدد مبارك فترته لمرة رابعة عبر فوزه فيها بنسبه 88.6 % امام نعمان جمعه وايمن نور  وشهدت البلاد حاله من الهجيان  والتنديد وعدم الاعتراف بنتيجه الانتخابات التى اشار لها المراقبون انها تمهيديه  لتوريث الحكم لنجله جمال مبارك  وشهدت فتره رئاسته فسادا واعتقالات وحوادث ارهابيه عديدة تعرض فيها الاقباط  للنصيب الاكبر من القتل والدمار والتنكيل  واخرها حادث كنيسه القديسين فى فجر 2011  والملفت للنظر  فى اداء مبارك انه ايضا كان يتشدق بالديمقراطيه وحريه التعبير ويشهد عصره انه اكثر العصور التى انتهكت فيها حرمه البيوت والاعراض والقبض على التنويرين والصحافين  
 وهكذا لم يحدث فى تاريخ مصر منذ الانتهاء من الحكم العثمانى والملكى وقيام ثوره  يوليو 1952 اى انتخابات تعدديه  يتنافس عليها مرشحون مؤهلون علميا وسيكولوجيا لقيادة حكم مصر الا عام 2005 ابان حكم مبارك واتهم خلالها بالتزوير ،  وعليه لماذا نتشدق الان بالديمقراطيه رغم اننا لم نمارسها طوال حكم طال اكثر من 65 عاما  ؟  ، بعد 25 يناير وحدث ما حدث من انهيار مفاصل الدوله وانهيار اقتصادها ومرافقها وعمت الفوضى اراضيها وانتشرت القرصنه فى جميع شوارعها   لم يأمن اب على زوجته او ابنته  من الاغتصاب والتحرش  وانتشرت البلطجه ونهب المحلات واستولت مجموعه ارهابيه على مفاصل الدوله لاسقاطها واعتبارها ولايه وليس وطننا استولت على حكم بطريقه تعدديه تنافس على رئاستها اكثر من 9 مرشحين  كان الهدف منها وصول الاخوان لسدة الحكم وتحقق لهم المراد ،  سنه من الحكم الدينى  الفاشستى كادت ان تقضى على هويتها وحضارتها  ، اصبحنا ارضا خصبه لجميع جواسيس العالم والجماعات المتطرفه  ينهشون فى لحمنا واعراضنا ، كنا مطمعا لجميع الدول الكبرى  ، حتى جاءت ثوره 30 يونيو لتسترد مصر كيانها وهيبتها وشرفها وتاريخها بثوره شعب  خلفه جيش وطنى منع التقسيم واحتلال اراضيها ، حمل السيسى كفنه على كتفه لانقاذ مصر  من خلال مطلب شعبى تولى الرئاسه ليضع مصر على الطريق الصحيح محققا طفره انشائيه واقتصاديه كبيرة قد لا يشعر بها الان محدودى الدخل.
  نعم نحن نمر بازمه لا ينكرها احد ولكن وللحق والتاريخ وانا  عشت فتره عبد الناصر والسادات ومبارك  لم نكن نعيش زمنهم  فى رخاء وامان  بل فى ازمات عديدة كما هو الحال الان ودخلنا اربع حروب لم نتذوق فيها النعيم والرخاء بل بالمراره والعذاب من اجل وطن كى يبقى ويعيش.