مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (57- الشخص أَم الوظيفة؟)

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (57- الشخص أَم الوظيفة؟)
مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (57- الشخص أَم الوظيفة؟)

هل تأثرت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا، وأقل ذكاء منك وربحوا، وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته؟!
هل سبق لك أن بذلت مجهوداً جباراً فى إنجاز عمل ما، وتم نسب هذا الإنجاز لشخص ما؟!

هل رأيت فى حياتك مشروع ضخم (كمستشفى علاج سرطان الأطفال فى مصر) قام بتأسيسه أحد الأشخاص (عُلا غبور)، وبعد أن توفى مؤسس المشروع تم نسب المشروع لشخص آخر؟!

 يُروى أن كان هناك حصانان يحملان حمولتين، فكان الحصان الأمامي يمشي بهمة ونشاط، أما الحصان الخلفي فكان كسولاً جداً، بدأ الرجال يكدّسون حمولة الحصان الخلفي الغير نشيط (الكسول) على ظهر الحصان الأمامي (النشيط)، وبعد أن نقلوا الحمولة كلها، وجد الحصان الخلفي أن الأمر جميل، وأنه قد فاز وربح بتكاسله، وبلغت به النشوة أن قال للحصان الأمامي: اكدح واعرق!، ولن يزيدك نشاطك إلا تعباَ!
وعندما وصلوا إلى مبتغاهم، قال صاحب الحصانين:

لماذا أُطعم الحصانين، بينما أنقل حمولتي على حصان واحد؟ من الأفضل أن أعطي الطعام كله إلى الحصان النشيط، وأذبح الحصان الآخر، وسأستفيد من جلده على الأقل!، وهكذا فعل.
ظن هذا الحصان المدعى الذكاء -وبعض الذكاء مهلك- أن الحياة تؤخذ بالحيلة، وأن الأرباح تُقسَّم على الجميع سواسية، المجتهد منهم والغير مجتهد...
والمدهش أن هذه القصة تتكرر كثيراً في الحياة، يظن المرء في ظل وضع غير مُنْصِف، أن الحياة يملكها أصحاب الحيل، وأن غير الأمناء هم الذين يضعون قوانين اللعبة!.
فكثير من الناس لا يدركون أن للحياة قوانين لا تحيد عنها، حتى وإن غابت قليلا لظروف ما، تماما كما غابت أمام الحصان الغير نشيط (الكسول) فغرّرت به.
فقانون السبب والنتيجة، والفعل وردّ الفعل، كلها تؤكد أن الأعمال تفرز نتائج معروفة وواضحة، وأن للحياة قواعد تسري على الكبير والصغير.


عزيزى القارئ،

  • اعمل واكدح وقدّم ما تستحق عليه المكافأة في آخر الطريق.
  • كن راضياً، فربما قدّم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال ما تراه فيه من نعمة، أو ربما يُساق دون أن يدري إلى خاتمته، فتراه وقد ذُبح وسُلخ كالحصان!

عرفت أحد زملاء العمل (رامى) وقد كان مجتهداً جداً فى عمله فى هدوء شديد، واستمر سنوات على هذا الحال، إلى أن قام بتأسيس شركة خاصة به، لأن مجهوده وتعبه وكفاحه وأمانته فى العمل جعلوه أهلاً لهذ الإنجاز...نعم كان محباً لعمله لذا فقد كان يمارسه بإحساس فنان، فقد كان يعمل ويترك الآخرين يتكلمون... 
عزيزى القارئ:

  • غالباً ما تأتي الفرص الينا متنكرة بثياب العمل الشاق، ولذلك معظم الناس لا يلمحونها.
  •  اجتهد لتكون رائعاً لتجتذب الرائعين، ولتجتذب الاقوياء عليك أن تكون قوياً، ولتجتذب المخلصين عليك أن تكون مخلصاً.. فـ
  • بدلاً من العمل على تحويل الناس الى ما ليسوا عليه، اعمل على ذاتك، فاذا أصبحت كما تريد اجتذبت اليك من تريد.
  • كن منظماً ومستقيماً في حياتك، وستكون فائق النجاح في عملك، فجودة العمل لا تأتي صدفة ابداً...

أنها نتاج نوايا حسنة، وجهد صادق، وتوجيه ذكي، واخراج متمرس.. فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة.فـ

  • ليس هناك مستقبل في أي وظيفة، انما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة.فـ
  • العمل والراحة وجهان لعملة واحدة، ففي العمل تشعر أنك تنجز وتنمو وتتقدم... وفي الراحة التي تحصل عليها تشعر بالهدوء النفسي الذي يساعدك في أنجاز أكبر في عملك.


أما فكرة عدم فعل أي شئ في الوقت الذي تحتاج فيه لإنجاز العديد من الأمور(الكسل)، يعتبر في كثير من الأحيان دليل على عدم القدرة أو التهرب. ففى بعض الأحيان تصاب بالكسل عندما لا ترغب في مواجهة شئ ما كعمل روتيني أو مواجهة صعبة مع شخص ما.
عزيزى:
جميل ان نملك هذا القلب المشع بالأمل والمتدفق بالعطاء المتواصل،
وجميل أن نقدم كل ما نستطيع للآخرين برضا تام دون أن نطلب المقابل،
وجميل أن الله منحنا أجمل هدية وهو القلب الطيب الذي لا يطلب المعروف من أي شخص قدم له المساعدة يوما ما، وهو يعلم بأن ذلك الشخص لم يكن يستحق لهذا المعروف ···

ولكن العيب يكمن في هؤلاء البشر الذين يستغلون تلك الطيبة وينعتون أصحابها بالسذاجة والسطحية···

فكل إنسان يملك ذلك القلب الطيب المعطاء هو إنسان رائع وعليه أن يفرح ويبتهج جداً بذلك.

اجتهد عزيزى القارئ،فـ

  • الاجتهاد يغلب الموهبة، متى قرر الموهوب الا يجتهد.
     

متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الست والخمسين قصة السابقة ومنها:

1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.

2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة، وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.

3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.

4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.

5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.

6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.

7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.

8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.

9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.

10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

11. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.

13. إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.

14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.

15. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.

16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.

17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للارتفاع.

18. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.

19. لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.

20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.

21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من اختيارك.

22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.

23. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.

24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.

25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.

26. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.

27. أنت حيث تضع نفسك.

28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.

29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.

30. الاختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.

32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.

33. الحياة تتعامل معك على أساس الاستحقاق وليس على أساس الاحتياج.

34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.

35. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.

36. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.

37. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.

38. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.

39. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.

40. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.

41. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...

42. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.

43. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.

44. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.

45. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.

46. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

47. إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

48. عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.

49. اجتهد أن تقدم المساعدة بطريقة جميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز.

50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.

51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك

52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرىفامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.

53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط

54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.

55.  ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.

56.لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، متذكراً انهم مثلك لهم عيون وألسن!

 

تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...