د.عصام عبدالله يكتب: الثقافة المصرية للأجانب في السياحة .. والثقافة البدوية للمصريين في الاعلام

د.عصام عبدالله يكتب: الثقافة المصرية للأجانب في السياحة .. والثقافة البدوية للمصريين في الاعلام
د.عصام عبدالله يكتب: الثقافة المصرية للأجانب في السياحة .. والثقافة البدوية للمصريين في الاعلام

إذا ماالتقت ثقافتان فإن الثقافة العميقة الثرية لها الغلبة والعلو ، وقد صنعت مصر الكثير من الثقافات مع بناء حضارتها الإنسانية التي أشاعت نورها للعالم كي يتعلم الإنسان معني الحياة الكريمة , و يعرف كيف يستطيع استخدام العلم في  تطوير البيئة لتكون نافعه و صالحة و اّمنه لمستقبل الإنسانية . و تشهد آثار مصر بوجود حضارة علمت العالم الطب والزراعة والصناعة و الفن و الإيمان بإله واحد،  ويشهد التاريخ أن لمصر قيادات عظيمة حاربت و دافعت عن الهوية المصرية و حافظت عليها و طورتها . وسجلت مصر تاريخها علي الحجر و ورق البردي و الذهب و الفضة و البرونز و الخشب ، حضارة علمت العالم ، و لذلك في مدارس العالم يتم تدريس تاريخ مصر و الصين و الهند و اليونان والرومان..و ليس بغريب أن الأعلام في بلاد العالم يقوم بإنتاج أفلام وثائقية وروائية عن المصريين القدماء ، و نجد المنهج منظم في تقسيم المراحل التاريخية الزمنية لمصر القديمة  الي ثلاث عصور , و عدد الأسر الحاكمة لمصر وميزة كل عصر و إنجازات كل عصر ، و كيف أستفادت البشرية من علوم المصريين القدماء ، يمكن أعتبار هذه الأفلام مسوق للسياحة الثقافية التاريخية و لمتاحف مصر و معابدها ، و شيء طبيعي أن هذه الأفلام يتم كتابتها و تصويرها و إنتاجها برؤيةخاصة كي يستفيد منها أولادهم والأجيال القادمة  . و أحيانا نجد أفلام  تفسر أن الحضارة المصرية انتقلت من قارة أطلنطا ( أطلنتيدا ) الغارقة الي مصر ، و أفلام عن الحضارة المصرية القديمة أتت من الفضاء ..هذه الافلام أيضا لها أهدافها ومن هذه الأهداف أن مصريين اليوم ليسوا أحفاد المصريين القدماء . و هي أفلام عالية النفقات في إنتاجها  و عالية الجودة وعلي أي حال نتفق أو نختلف نجد أن هذه الأفلام صنعت  لهفة للسائح الأوربي لمشاهدة القطع الموجودة في المتحف المصري و المتحف اليوناني الروماني.. و بخلاف المتاحف وجدت لهفة أخري لمشاهدة آثار مصر الشهيرة مثل أهرامات الجيزة و سقارة ومعابد الاقصر و مقابرها و معابد أسوان و الاسكندرية . و تتجدد الأفلام الوثائقية عن الحضارة المصرية القديمة عام بعد عام في بلاد العالم  و إعلام مصر و قطاع السينما المصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة  في أزمة و السبب الرئيسي هو فقد الترابط بين وزارة الثقافة و الأعلام و وزارة السياحة و هيئة الأثار كذلك فقد تخلت الدولة عن الإنتاج الفني  لتاريخ مصر و الثقافة القديمة ،ووزارة الثقافة بعيدة كل البعد عن التاريخ المصري القديم , و كأنه حرام عمل أفلام وثائقية تعليمية عن مصر القديمة .. والموجود حاليا من الإنتاج قديم فقير تمت صناعته في الستينات و السبعينات . و تاريخ السينما المصرية تخطي المئة عام و لم يتم أنتاج فيلم واحد مصري عن شخصيات مصرية قديمة يعرفها العالم ولا يعرفها المصريين .

كثير من المصريين لا يعرفون شيء عن المتحف المصري و من المصريين البعض يعتبرون القدماء المصريين كفرة و عبدة أصنام ..ولا أعرف من أين جاء هذا الأنطباع لفئة من الشعب المصري  ؟

 لذلك أرجو عمل  دراسة علمية لعودة الثقافة المصرية القديمة التي لن تتعارض مع الثقافة الدينية لشعب وادي النيل ،و بناء عليه أتمنىما يلي:

-أن يتم الإعاداد لمنهج جديد لدراسة التاريخ لكافة فئات الشعب من خلال المدارس و الأذاعة و التلفزيون و الأنترنت ،وتكوين منهج علمي بمساعدة خبراء التاريخ و علم الإجتماع وعلم النفس وعلماء الدين.

المصريون يعرفون عنتر بن شداد راعي الغنم  من خلال السينما و دراسة الأدب في المدارس . ولا يعرفون رمسيس الثاني صاحب الإنجازات العظيمة و العمارة المحترمة الجميلة التي ينظر اليها العالم كل عام مرتين بتعامد الشمس في معبده أبو سمبل مرتين من خلال الإعلام !!!!

عانت مصر الكثير من الحروب و الأحتلالات و مع ذلك أحتفظت بثقافتها و تاريخها و لم تتلون بصبغة أي محتل بل أعطت صبغتها لكل من جاء اليها و الدليل سرقة أثار مصر و عرضها بشكل راقي جميل في الميادين والمتاحف لمعظم دول أوربا و أمريكا وهذا أكبر دليل علي الأعجاب و الأحترام لثقافة مصر القديمة .

التقت الثقافة المصرية بكل ثقافات العالم أخذت ما أعجبها و لفظت البشع منها ، و عندما جاء علي حكم مصر حزب ديني  عنصري تعرضت الثقافة المصرية الي مواجهه مصيرية للحفاظ علي نفسها فازاحته و لفظته مثلما فعلت من قبل مع كل من أراد فرض ثقافته و صبغته علي الثقافة المصرية سواء كان محتل  أو حاكم . و الآن بالتعليم و الإعلام تستطيع الثقافة المصرية الأرتقاء إلى مستويات أكثر تقدمًا بجودة المناهج و الأفلام والوثائقية و الروائية لتصحيح الكثير من الأخطاء التي صنعت في أفلام قديمة أو الأفلام الأجنبية المشوهه لتاريخ و ثقافة مصر.

و رغم معرفة المرشدين السياحيين بتاريخ وثقافة مصر إلا أنهم يجدون أنفسهم في نقاش مع السائح في نقاط خلاف كثيرة حول تاريخ و ثقافة مصر .

نتفق أو نختلف مع الأفلام الأجنبية التاريخية عن مصر لكن المشكلة هي أن مصر تصنع أفلام لعنتر بن شداد و صلاح الدين الأيوبي و قطز و المماليكلا مانع و لكنولا يوجد أفلام عن المصريين القدماء عظماء تاريخ الأرض أو عن ثقافة الجذور المصرية العظيمة .