أخبار عاجلة

لطيف شاكر يكتب: زيارة الرئيس للكاتدرائية ليلة الميلاد

لطيف شاكر يكتب: زيارة الرئيس للكاتدرائية ليلة الميلاد
لطيف شاكر يكتب: زيارة الرئيس للكاتدرائية ليلة الميلاد

فى تمام التاسعة مساءً، قرعت الكاتدرائية أجراس العيد "الفرايحى" تناسب طقس ميلاد السيد المسيح الذى يعتبر عيد الفرح لدى الأقباط  انشدت  مرتلى الكاتدرائية، لحن عيد الميلاد المجيد، واختلطت أصوات الأجراس بأصوات الألحان الكنسية الفرايحى. · لحن عيد الميلاد يتردد باللغة القبطية ويسمى "ذكصولوجية عيد الميلاد"، ويتضمن تهليلا وتعظيما لمدينة بيت لحم المقدسة التى شهدت ميلاد المسيح وتمجيدا للسيدة العذراء مريم. · ولحن "المجد لك يارب الساكن فى النور الأعظم"

وفي اثناء ذلك دخل الرئيس عبد الفتاح السيسى الكاتدرائية أمس ممسكًا بيد البابا تواضروس الثانى قبيل بدء قداس عيد الميلاد ,وفي داخل الكنيسة

  ارتجل السيسي كلمته قائلا : "ربنا يحميكم كلكم، وأوجه التهنئة والتحية والتقدير للحضور وكل عام وسنة سعيدة علينا كلنا، إن شاء الله، والمشاعر الجميلة تلك متبادلة، واحنا بنحكم وكلنا واحد، ولازم تتأكدوا من ذلك، وزي دلوقتي السنة اللي فاتت وعدت بترميم الكنائس التي تضررت منذ 3 سنوات، والبابا لم يتحدث معي ولم يطلب أو يذكر هذا المطلوب لي وهذا حق له ولكم، وأوفينا اليوم بأن كل الكنائس التى أضيرت تم ترميمها، باستثناء كنيسة في المنيا وأخرى في العريش باقي بعض التشطيبات الخاصة بهما"، وهو الأمر الذي قابله الأقباط بالزغاريد والتصفيق.

والسنة الجاية هتبقى في العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد في مصر وأنا أول واحد هساهم في بناء الكنيسة والمسجد، وسنحتفل بالافتتاح العام المقبل، فضلا عن مركز حضاري كبير، من أجل تعليم الناس أننا واحد، وأن التنوع ربنا خلقه، علشان نحترم هذا والاختلاف إرادة إلهية ومحاولة تغييرها غير فاهم، ومصر إن شاء الله بينا كلنا هتشفوها كل يوم وهنعلم الناس المحبة والأمان والاستقرار، وهتشوفوا مصر حاجة عظيمة جدا، ولا نبغى غير السلام لينا ولغيرنا، وأي قبيح ليس له مكان والجمال هو ما سنقدمه في مصر وللعالم كله، وبشكركم على حفاوة الاستقبال وربنا يحفظ كل المصريين وبلدنا، والسنة القادمة سنحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض وديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض، وهنقدمها ونعيشها، وكل سنة وأنتم طيبين، وانتهز تلك الفرصة وأقول يارب أنا هنا في بيت من بيوت الله احفظ مصر وأمن مصر ويارب الاستقرار لمصر وبلادنا ويارب اغنينا بفضلك عن من سواك

لكن ماذا تعني زيارة الرئيس السيسي للكنيسة المرقسية ليلة عيد الميلاد

ان تكرار الزيارة للمرة الثالثة يؤكد انها ليست  حدثت مرة عارضة  وانتهت  ليعيش الاقباط علي ذكراها ويتغنوا بها

كسر أنظمة الرؤساء السابقين وادانتهم بزيارته الشخصية

جاء بشخصه للكنيسة ولم يرسل مندوبا له لتهنئة الشعب القبطي ولم يكتف  بتهنئة البابا فقط في زيارة رسمية

أكد علي ان الكنيسة هي بيت الله  وكأنه يخاطب الاسلاميين من منبر الكنيسة 

ان زيارته للكنيسة كانت محفوفة بمخاطر عديدة امنية ودينية

ولم ينسي واجب  الشهداء فقدم بوكيه ورد ابيض علي روحهم مثل قلوبهم الشهداء البيضاء 

و وفي الرئيس  بوعده في بناء الكنائس التي هدمها الإسلاميون ووعد تكملة ماتبقي

وتبادل سيادته  كلمات الحب بينه وبين الشعب القبطي وردد قائلا" انا بحبكم زي ماانتم بتحبوتي "

واراد الرئيس من خلال هذه الزيارة ان يعلن لأجهزة الدولة رسالة  جديدة نحو الاقباط  لتغيير الفكر التعصبي ويتبعوا اثره في احترام الاقباط

اما الوعد ببناء كنيسة ومسجد والتبرع لبنائهما في العاصمة الجديدة  كاننت حكمة من الرئيس ليكرس للوحدة الوطنية وتعزيز مبدأ المواطنة في مصر الجديدة , واعلانه  امام الشعب المصري ان  الكنيسة بيت الله وان التنوع  ربنا خلقه  وبذلك وضع  اللبنة الاولي لاصلاح الخطاب الديني

كلام جميل ورائع ,لكن هل يستقيم الظل والعود اعوج  والعود الاعوج هو الازهر و فتاوي الشيوخ التي تحرض علي الكراهية فيقول

في كتاب اقامة الحجة الباهرة علي هدم كنائس مصر والقاهرة لشيخ الاسلام احمد الدمنهوري في القرن 18 وطبعته جامعة كاليفورنيا عام 1975 الذي يورد اراء فقهاء المذاهب الاربعة بوجوب هدم الكنائس ليس المستحدث منها بل حتي ماكان قائما بها من بيوت العبادة لغير المسلمين

ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية الحمدُ لله ربِّ العالمين: أمَّا دعواهم أنَّ المسلمين ظَلموهم في إغلاقها، فهذا كذبٌ مخالِف لإجماع المسلمين، فإنَّ علماء المسلمين مِن أهل المذاهب الأربعة؛ أجمعين متَّفقون على أنَّ الإمام لو هدَم كلَّ كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدًا في ذلك ومتبعًا في ذلك لمَن يرى ذلك؛ لم يكن ذلك ظلمًا منه، بل تجب طاعتُه في ذلك ومساعدته في ذلك ممَّن يرى ذلك، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين العهدَ وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم

وقال الشيخ السبكي: فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها، وكذلك قال الفقهاء: لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية -مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي

   وفي مناهج الازهر في كتاب الإقناع في حل ألفاظ أبى شجاع» المقرر على الصف الثالث الثانوي الأزهري ورد بصفحة 235 ما نصه "وألا تبنى كنيسة في الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز في دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات في مصر"

ورغم سعادة الاقباط بزيارة الرئيس  المحفوفة بالخوف والشك  من اصطدام تصريحاته  بمعتقدات الازهر والسلفيين ,خاصة بعد تفجير الكنيسة البطرسية التي خلفت اكثر من 28 شهيدا خلافا للجرحي  وايضا شهيد الاسكندرية امام الجمهور وذبح مسن وزوجته كل هذا ادي الي عدم الاطمئنان وفي قلبهم شكوكا  وفي عقولهم اسئلة حائرة ..

هل لدي الرئيس الاستعداد للاصطدام بجيوش الظلام وعتاة الارهاب ومنابع الشر لاصلاح الخطاب الديني الكاره للاقباط ولايعترف بان الكنيسة بيت الله  بل المسجد فقط ولايوافق علي الاختلاف فالدين عند الله الاسلام ودونه كفر   ولايسمح ببناء كنائس او ترميمها ,ام سيخشي تهديداتهم وتكفيره ,  ويضطر الي التراجع عن وعوده للاقباط  بحجة الامن والامان الاسطوانة المشروخة   الذي عفي عليها الزمن

وماذا عن الكنائس المغلقة من عدة عقود هل ثمة امل في فتحها امام المصليين.. اسئلة كثيرة تدور في عقول الاقباط , وهل هذا الخطاب  موجه للخارج  بسبب قرار الكونجرس بخصوص متابعة بناء وترميم الكنائس والذي ذهب وزير الخارجية الي امريكا  ليكذبه ام يخاطب كل المصريين وليس الاقباط فقط.

 لكن يجب ان نشكر السيد الرئيس علي زيارته الكريمة وكلمته الطيبة , ويقول سفر الامثال :قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما يشاء يميله ..اذن فلنصلي من اجله كما تعلمنا الكنيسة خلال هذه الطلبة في القداس الالهي  :

 "أحفظه بسلام وعدل وجبروت. ولتخضع له كل الأمم الذين يريدون الحرب في جميع ما لنا من الخصب لكي نحيا نحن أيضاً في سيرة هادئة ساكنة ونوجد في كل تقوى وكل عفاف  "

طوبة / يناير

لطيف شاكر

.