مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (69- صغائر الأمور، بين الاهتمام والإهمال! )

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (69- صغائر الأمور، بين الاهتمام والإهمال! )
مدحت سيف يكتب:  دروس حياتية من التنمية البشرية (69-  صغائر الأمور، بين الاهتمام والإهمال! )

قام الفارس بتجهيز حصانه ليذهب إلى المدينة ،وقبل أن يركب الحصان، نظرإلى حدواته فوجد أن إحداها قد سقط منها مسمار، فقال فى نفسه لا بأس ! مسمار واحد لا يهم ...ثم سافر، ولما سافر إلى منتصف الطريق سقطت احدى حدوات الحصان فقال لا بأس! أستطيع السير بثلاث حدوات، ولما وصل إلى الطريق الوعر جرحت قدم الحصان فأصبح يعرج ثم توقف وقد أنهكه التعب، فما لبث وظهر
لهما قطَّاع الطرق، ولأن الحصان لا يقوى على السير فضلا عن الجرى فقد سلبوه حصانه وكل ما معه من متاع ....فعاد إلى بيته مشيا على الأقدام وهو يقول : بسبب تهاونى فى إصلاح حدوة
الحصان خسرت الحصان وما يحمله!

عزيزى القارئ:

هذا الرجل نادم بسبب انه لم يكن إيجابياً، ولم يكن جاداً فى شئ بسيط ما لبث أن
تضخم وسلبه كل ما يملك ...ورجع فارغا.

فعلى ما يبدو (إننا غالبا ما نواجه كوارث الحياة وأحداثها فى شجاعة نادرة ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا) كما قال ديل كارنيجى.
فالإنسان الذي قهرته الأُمور البسيطة (التوافه)، يشبه شجرة ضخمة تعرضت في حياتها الطويلة للصواعق أكثر من مرة وهزتها العواصف العاتية. ومع ذلك ظلت الشجرة قائمة في مكانها كأنها جبل. ثم حدث أخيراً أن زحفت جيوش الحشرات على هذه الشجرة الضخمة، فما زالت بها تنخرها وأخذت تقرضها شيئاً فشيئاً حتى سوتها بسطح الأرض، وجعلتها مجرد أثر. 

أتدرى عزيزى القارئ ما هو الشبه بيننا وبين هذه الشجرة حينما نلتفت للتوافه ونهتم بها ؟

هى أن هذه الأُمور البسيطة (التوافه) تأكل من حياتنا وصحتنا وسعادتنا.

أتعجب إذا فقد شخص مبلغ بسيط لا يُذكر، وإذ بالشخص يحول يومه إلى حياة لا تُطاق!

أو أجد زميلين في العمل بينهم خلاف حاد بسبب نافذة الحجرة، هل تُغلق أم تُفتَح!

أمور بسيطة صارت موضع إهتمام!

ألا ترى عزيزى القارئ أن (التعامل مع توافه الأمور بجدية فائقة ، مضيعة حقيقية للوقت) على حد تعبير هاروكي موراكامي؟

ويبقى السؤال:

هل نهتم بصغائر الأمور أم لا نهتم؟

ومن وجهة نظرى، وقد تجتاج إلى تصويب، فإنه علينا أن نهتم بصغائر الأمور التى قد ينتج عنها مشكلات ضخمة، وأيضاً قد تؤدى هذه الصغائر إلى إنقسامات، وإختلافات بين الأشخاص إن لم يتم التعامل معها فوراً.

 أما صغائر الأُمور التى تستهلك طاقتك، وفكرك، و... فمن فضلك إبتعد عنها.

إذاً الموضوع فـ

  • نحن فى إحتياج إلى حكمة عميقة لنميز بين صغائر الأُمور الى تحتاج إلى إهتمام وتلك التى علينا ألا نهتم بها.

عالماً أن التنشئة الإجتماعية، والخلفية الثقافية، والمستوى التعليمى، ومدى نضج الشخص  هى عوامل فارقة فى ردود الأفعال إتجاه  صغائر الأُمور.

فالإنسان كلما زاد علمه وخبراته في الحياه اتسعت لديه الرؤية وكبُرت وتعالت عن صغائر الأمور حيث يُصبح للعقل الواعي نظام فلترة يوجِه صاحبه نحو اهتمامات معينة أو أشخاص أو بيئات عمل أو حتى ثقافات ومجتمعات أرقى.

ودعنى هنا عزيزى القارئ أن أطرح عليك عدة مواقف، وحاول أن تستكشف هل هى تستحق الإهتمام أم عدم الإهتمام. 

  • شخص يستعير منك شيئاً ولم يتذكر أن يرجعه لك.
  •  الملح زائد في الطعام.
  • تدخل محلا لتشتري غرضا ولكن للأسف المحل ليس لديه ماكينة صرف لنقودك.
  • تلبس ثوبا نظيفا وتستعد للخروج من المنزل ويأتي طفلك الصغير ويده غير نظيفة ويجر ثوبك.
  •  الأم جالسه على مائدة الطعام، وفجأة طفلها الصغير يسكب اللبن على السجادة.
  •  تقود السيارة ويأتي إنسان ويتجاوز سيارتك بطريقة عدوانية .
  •  طلبت  طعام من مطعم وتأخر في إحضار الطعام .
  • وجدت مسماراً صغيراً أمام شقتك.
  • وجدت حفرة أمام منزلك.
  • رأيت طفلاً يلعب بسكينة...

 

عزيزى القارئ 

  • الحياة أقصر من أن يركز الإنسان في الأمور البسيطة جداً التي لا تستحق.

لذا اسمح لى عزيزى القارئ أن أقول انه 

  • أحياناً التغاضى عن صغائر الأُمور التي لا تستحق يكون أمراً مهماً جداً حتى تسير حياتنا في مسارها الصحيح، فـ 
  • أغلب ما لا يريحنا ويجهدنا، لا يستحق منا جزءاً من مقدار رد فعلنا. فـ
  •  التجاوز عن الهفوات قاعدة في التعامل مع الآخرين، فلا تكن شديد الملاحظة على كل هفوة، فـ
  • هناك أخطاء تصدر من الطرف الآخر تكون غير مقصودة، فلا تستعجل في الرد، أو الحكم الظالم، فأنت كذلك تخطئ. و
  • إجتهد أن تجد للآخر العذر فيما قال، وإن لم تجد له عذرًا، فقل: لعلَّ له عذرًا، وأنا لا أدري. و
  • بالتأكيد عندما نكثر الكلام فى صغائر الأمور، فنحن نعطل العقل عن العمل المثمر.

    فمن فضلك، 
  • ترفَّع عن صغائر الأُمور، وهيئ نفسك على أنك ستجد في كل مكان من لا يعجبك بعض تصرفاته. و
  • لا تتوقع أن الآخرين سيهتمون بما تهتم أنت به، فكل شخص له اهتماماته، فموضوعاتك الجوهرية قد تكون ثانوية بالنسبة لشخص آخر! وهذا الآخر قد يتحدث في أمور قد يعتبرها هامة وستنقل المجتمع والبشرية لمستوى أعلى، في حين قد يكون المحتوى لا شيء! 
  • إننا أحيانا ما نترك أنفسنا ننغمس فى عدم راحة البال والسبب اهتمامات ومشكلات صغيرة (وتافهة) أعطيناها حجما أكبر من حجمها ولو أننا تجاهلناها ولم نلتفت إليها وننشغل بها لتحولت حياتنا إلى حياة تكتنفها السعادة والاطمئنان وراحة البال.
  • لا تجعل توافه الأمور تزعجك، لا تعكر يومك بسبب سائق غير حكيم أو شخص دخل قبلك في الصف، لا تحرم نفسك من متعة الحياة وجمالها بسبب صغائر الامور!

عزيزى القارئ:

إن الشخص الذي يتعاطى مع توافه الأمور وصغائر الأحداث بتوتر وإنفعال يجني على نفسه جناية عظيمة، فهو أشبه ما يكون للشخص الذي يفتت نفسه جزءًا جزءًا، ويسقيها السم القاتل قطرة قطرة، حتى يستيقظ في ذلك اليوم وقد أفنى روحه واستنزف كل طاقته وعرضها للانهيار الكامل، لذا فإنّ الثمن الباهظ لأسر تلك الصغائر هو الحرمان من سحر الحياة وجمالها.

  • فـكن حكيماً في تعاملك مع صغائر الأُمور.

متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال السبع والستون قصة السابقة ومنها:

1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.

2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة، وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.

3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.

4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.

5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.

6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.

7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.

8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.

9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.

10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

11. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.

13. إذا أردت أن تحلق مع النسور، فلا تقضى وقتك مع الدجاج.

14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.

15. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.

16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.

17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للارتفاع.

18. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاة.

19. لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.

20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.

21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من اختيارك.

22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.

23. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.

24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.

25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.

26. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.

27. أنت حيث تضع نفسك.

28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.

29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.

30. الاختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.

32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.

33. الحياة تتعامل معك على أساس الاستحقاق وليس على أساس الاحتياج.

34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.

35. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.

36. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل ابدأ لكى تكون عظيماً.

37. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.

38. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.

39. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.

40. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.

41. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...

42. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.

43. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.

44. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.

45. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.

46. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

47. إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

48. عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.

49. اجتهد أن تقدم المساعدة بطريقة جميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز.

50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.

51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك

52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرى فامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.

53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط

54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.

55.  ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.

56.لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، متذكراً انهم مثلك لهم عيون وألسن!

57.ليس هناك مستقبل في أي وظيفة، انما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة.

58.النقد الحاد من شخص واحد ذكي أفضل من التأييد الأعمى للجماهير.

59- إن لم تكن أنت جزء من الحل فأنت جزء من المشكلة.

60-العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها.

61- بعض الأشخاص طبعهم البشوش غلب ما يحدث حولهم من مشكلات وعثرات فى الحياة. 

62- كن نفسك وعش واقعك، وهذه هى الخطوة الأولى لتتمكن من تحقيق ذاتك.

63- التراخي فى العمل قد يضيع عليكم فرصا كبيرة.

64- إقرأ كثيرا فيما يتعلق بمهنتك أو مهارتك..

65- غالبا ما تكون النصيحة التي لا تحب سماعها، هي في الغالب اكثر نصيحة أنت فى إحتياج إليها.

66- إن لم تستطع أن تبنى، فلا تهدم.

67- لا تجعل خجلك يحرمك من متعـة مساعدة الآخريـن، وعندما تقرر المساعدة لا تفكر

68- لن يمنحك أحدا السعادة التى ترجوها مالم تسعى أنت لتحقيقها، فالسعادة نابعة منك أولاً قبل أن تكون من أى شئ أو أي أحد آخر.

 

تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز... 

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...