«هاربة أنا» … بقلم/عايدة محمود

«هاربة أنا» … بقلم/عايدة محمود
«هاربة أنا» … بقلم/عايدة محمود

هاربة أنا من شيء ما يراودني
قد أكون هاربة من بقايا زكري تقتلني
أو من ألم في كل ليلة يذبحني
أيقنت أن في عالم اليأس مازال الأمل يأسرني
وأن في دنيا البشر الكل كاد ان يغتصب احلامي ويمزقني
هاربة أنا من دروب الحب الواهية
وبداخلي شاذيا حلم تناثر علي خدودي الوردية
تكسرت ملامحي فوق أضلعي العارية
فلم أعد اعرف هل انا للامل ذاهبة
ام اني في بوتقة الشجن مازلت هاوية
قد أهرب من نفسي أحيانا واختبيء خلف دموعي
لا الليل قادر ان يمحي جراحاتي
ولكن الشفق الأحمر مازال يسجد في عيوني
انا لست ملاك حتي أنفي عيوبي
فمن أحبني….
أحبني برغم صمتي ويأسي برغم كل جنوني
هاربة أنا من أصداء الواقع وقد يسكنني الوهم أحيانا
معذبة وجريحة الشريان اخفي عن الناس عذاباتي
فلم اجد دوائي حين عانقني ولمست أضلعه أضلعي
بل شعرت أن الموج الصاخب مازال يلاطم أعماقي
فلا البحر أغرقني ولا أخذني التيار لدفيء شطآني
هاربة أنا وقد تقترب الهاربة مما هي هاربة منه
فالزمن توقف عند رحيل أب مازالت عينه تراني
وكانه يخبرني ان برغم البعد مازالت روحه ترعاني
اخفي كسري ووجعي وندمي ويأسي وتمردي
وفي الوجع كتبت أصدق أشعاري
سأظل هاربة وعائدة وهاربة مجددا
وسأظل فخورة بقلبي الشجاع المفعم بالاحلام
وبرغم كل شيء سيأتي حلمي إلي يوما راكعا
ليخبرني اني أقوى من الأيام
فكلما غابت شمسي توهجت روحي لتضيء ظلمة المكان