بوابة صوت بلادى بأمريكا

رئيس التحرير يكتب: علماء العرب والبحث العلمى .. حناجر كالخناجر

  تفتقر معظم البلدان العربية إلى سياسة علمية وتكنولوجيه محددة المعالم والأهداف والوسائل لتطوير البحث العلمى ! ولا يوجد حتى الآن في الوطن العربي ما يسمى بصناعة المعلومات او لقاعده بيانات ، ولا توجد شبكات للمعلومات وأجهزة للتنسيق بين المؤسسات والمراكز البحثية العلميه ، وليس هناك صناديق متخصصة بتمويل وتدعيم  الأبحاث والتطوير. إضافة إلى البيروقراطية والمشكلات الإدارية والتنظيمية التى مازلنا نعانى منها  ، وإهمال التدريب المستمر سواء على الأجهزة الجديدة كما يحدث فى الدول المتقدمه ، أو لاستعادة المعلومات العلمية ورفع الكفاءة البحثية وتطويرها . ولاشك أن بلداناً عربية  لديها كل الإمكانات البشرية والماديه  والأكاديمية للتقدم في هذا الميدان، شرط أن تمتلك الإستراتيجية الواضحة للبحث العلمي على اسس علميه بما يتماشى مع التطورات العالميه ، وأن تخصص نسبة معقولة من دخلها الوطني على الإنفاق في مجالات البحث العلمي، وأن يكون الإنفاق موجهاً بشكل خاص على البحوث القابلة للتطبيق كما هو الحال الان بعد  تعرضنا وتعرض العالم اجمع لوباء فيروس كورونا القاتل مستسلمين بما يمنه علينا الغرب وعلمائه  من اكتشاف مصل جديد وطرحه فى الاسواق لحصد المليارات وشعوبنا حقل تجارب لهذا المنتج  ، لا بد من إيجاد اليات تنسيق وتعاون بين رجال المال والأعمال والقطاع الخاص للتمويل  من جهة، ومراكز البحث العلمي والتطوير من جهة أخر وعلينا ان نعلم ان ما يتم صرفه على الابحاث العلميه فى الوطن العربى باكمله  لا يزيد عن 1.7 مليار دولار اى مايوزى    .03  %  اذ ماقورنت بدوله اسرائيل  التى خصصت 7% من الناتج القومى رغم فارق الامكانيات الماديه والبشريه      

   لهذا فان  الجامعات والمؤسسات البحثية في مصر و الوطن العربي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للإسهام في حل المشاكل الطبيه والصناعية والسياسيه والتكنولوجية والعسكريه والزراعيه  والتي تشكل عقبات رئيسية في سبيل تطور المجتمع المصرى والعربي وبعبارة أخرى تحويل المعارف والعلوم المكتسبة إلى مردود علمية ذو قيمة حقيقية من خلال التفاعل الإيجابي الواعي والانخراط في الحياة الصناعية والعلمية بحيث تصبح المؤسسات البحثية مؤهلة لمعرفة تفاصيل مشاكل المجتمع الصناعية والزراعية والاجتماعية والطبيه ويرجع هذا لنقص الموارد المخصصه للتجهيزات العلميه والتقنيه ايضا نقص المؤلفات والمراجع الضروريه لعمل البحث العلمى ولا يتأتى ذلك إلا من خلال وضع استراتيجيات طويلة المدى وقصيره المدى لكى نواكب التطور العلمى والتكنولوجى  بوضع برامج التعليم و تطوير  البحث العلمي اضافة إلى توفير الدعم المالي الطويل الأمد لمراكز البحث العلمي في الجامعات والمعاهد العربية القائمة وإنشاء معاهد ومراكز جديدة حيث تدعو الحاجة إلى ذلك حتى في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية. ومن الضروري أيضا" توثيق وتطوير التعاون العلمي القائم بين مراكز البحث العلمي في البلاد العربية والدول الأوروبية على أسس من الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.  

  متى سيحول العرب أمواله العابثة او جزء  من مدخراته التى تملىء الخزائن الاوروبيه والامريكيه الى مجال البحث العلمى    من أجل الخروج من القوقعة ومن الصراعات الفاشلة، والحروب الدائره والصراعات الطائفيه التي  تغرق الإنسان العربي في بؤر التخلف والتهميش؟

 

أخبار متعلقة :