بوابة صوت بلادى بأمريكا

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (82- تكلم بحكمة، وتعامل بلطف)

 فى أحد الأيام صادف الفيلسوف سقراط أحد معارفه الذى جرى إليه وقال له بتلهف"سقراط، أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"

رد عليه سقراط:"إنتظر لحظة قبل أن تخبرنى أود منك أن تجتاز إمتحان صغير يدعى إمتحان الفلتر الثلاثى"

تابع سقراط:"قبل أن تخبرنى عن طالبى لنأخذ لحظة لنفلتر ما كنت ستقوله.

الفلتر الأول هو الصدق،هل أنت متأكد أن ما ستخبرنى به صحيح؟".

رد الرجل:"لا، فى الواقع لقد سمعت الخبر".

قال سقراط : " حسنا، أنت لست متأكداً من أن ما ستخبرنى به صحيحاً أو خطأ. لنجرب الفلتر الثانى،

 فلتر الطيبة، هل ما ستخبرنى به عن طالبى شيئاً طيباً؟".

أجاب الرجل: "لا،على العكس".

تابع سقراط : "حسنا، ما ستخبرنى به شيئاً سيئاً عن طالبى على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟"

بدأ الرجل يشعر بالإحراج .

تابع سقراط : "ما زال بإمكانك أن تنجح بالامتحان، فهناك فلتر ثالث،

فلتر الفائدة، هل ما ستخبرنى به عن طالب ىسيفيدنى؟".

أجاب الرجل: "فى الواقع لا".

 تابع سقراط :" إذاً، إذا كنت ستخبرنى بشئ  ليس بصحيح ولا بطيب ولا ذى فائدة أو قيمة، فلماذا تخبرنى به من الأصل؟"

فسكت الرجل وشعر بالهزيمة. 

عزيزى،

بل وأيضاً نحتاج أن نتعامل مع الجميع بلطف، إذ يحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها، وفى إحدى ليالى الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت فى غلافها الصلب طلبا للدفء، فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربها بالعصا فلم تهتم.. صرخ فيها فإزادت تمنعاً .
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق وقال له : ماذا بك يا بنى ؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معى.
ثم أشعل الأب المدفئة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان، ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء.
فابتسمالأبلطفلهوقال: يا بنى

عزيزى،

 

وقطعاً إن تحدثنا حسناً عن الناس وتعاملنا معهم بلطف، يمكننا أن نحلق كالنسورالتى تطيرعادة لوحدها، وعلى ارتفاعات عالية للغاية،ولا تختلط مع الطيور الأخرى كالغربان و العصافير،لا طير آخر يحلق كما يحلق النسر.النسور تحلق فقط مع النسور لا غير.

  1. لدى النسر رؤية ثاقبة ونظر قوى، يستطيع التركيز على فريسته من علو خمسة كيلومترات، يركز بصره على الفريسة و لا يدعها تغيب عن ناظريه حتى يمسك بها.
  1. النسور لا تأكل الأشياء الميتة، بل تصيد وتتغذى على الفرائس الجديدة ...   
  1. النسور هى الطيور الوحيدة التى لا تهاب العواصف والغيوم، فوجود ذلك الطقس يحفزها ويثيرها للطيران! حيث تقوم بتوظيف العواصف لصالحها فتستخدم اندفاع وضغط الرياح للطيران لأعلى وهذا يعطيها فرصة لإراحة أجنحتها.
  1. إناث النسور لا تقبل بأى نسر زوجاً! بل تخضعه لاختبار شاق! حيث تقوم الأنثى بالتقاط غصن من الأرض ومن ثم تطير لأعلى لتوقعه بعد ذلك! وعلى النسر الذكر أن يلتقطه قبل أن يقع على الأرض! ويجلبه للأنثى التى تطير به لارتفاع أعلى وتوقعه لترى هل يلتقطه النسر الذكر أم لا؟ تتم هذه العملية عدة مرات حتى تثق الأنثى بقدرات النسر الذكر ومن ثم ترضى به زوجا.

6. حينما توشك الأنثى على وضع البيض، يختار النسر الأب مكانا مرتفعا بعيداً عن المفترسين، يطير النسر الأب ملتقطا الأشواك ليحيط بها عشه، ومن ثم يحلق بحثا عن العشب الطرى ليفرش به العش ،ويحيط العش بالأشواك مرة أخرى للحماية أكثر و يبالغفى هذا حفاظا على ذريته. يتشارك الزوجان فىبناء هذا العش لتنعم ذريتهما بالأمان.

7. حينما يبدأ الفرخ بالنمو تبدأ الأم بتعليمه الطيران، حيث تقوم الأنثى بقذفه خارج العش أحياناً! و لأنه خائف سرعان ما يعود الفرخ لعشه، مع مرور الأيام يبدأ نموه بالاكتمال فتقوم أمه بقذفه خارج العش وقبل رجوعه تبدأ بتخريب العش و ذلك بالتخلص من الأعشاب و ملء العش بالأشواك فحين يرجع الصغير للعش تدميه الأشواك فيرجع للخارج و لعله يتساءل لم يعذبه ابواه هكذا! فيدرك حينها أنه لا مفر من الطيران.

8. بعد ذلك تقوم الأم بقذف الصغير من علو شاهق فيصرخون مذعورين وهم فى الهواء! حينها يقوم الأب بالتحليق أسفل منهم و يلتقطهم على ظهره! ليعود بهم إلى الأم! يتكرر حدوث هذا الأمر حتى يبدأون بخفق أجنحتهم، فتثيرهم المعرفة بالقدرة الجديدة على التحليق، فيتحمسوا ويطيروا حينها لارتفاعات عالية لأول مرة الأبوان يدعمانهم بخفق أجنحتهما حولهما بقوة ويشجعانهم بأصواتهما تحميساً لهم.

9. يُعمِّر النسر لـ 70عاماً لكن الوصول لهذا السن يعتمد على اتخاذ قرار خطير للغاية فى حياته

 فحينما يصل لسن الأربعين تقوى و تصلبمخالبه و تطول،ويصبح جناحاه ثقيلان بسبب ريشه الكثيف الذى يلتصق بصدره مما يجعله غير قادراً على الطيران! فماذا يفعل النسر حينها ؟شىء عجيب يحدث

يغادر النسر في مهمة صعبة جدا، و لديه فقط خياران! إمّا أن يموت أو يستمر فى عملية تغيير شاقة تستغرق 150يوماً وتتطلب تلك العملية أن يستقر على قمة جبل ماكثاً فى عشه! وهناك يبدأ بنقر الصخرة بشدة بمنقاره،وكذا بطرق الصخرة بمخالبه! وحينما ينتهى من ذلك،يمكث حتى تنمو له مخالب ومنقار جديد،و فى أثناء هذا يبدأ فى نتف الريش القديم الواهن حتى ينتهى منه تماماً و يبدو عاريا كالفرخ الصغير المولود الآن يا لها من عملية شاقة بحق! وبعد مضى خمسة أشهر من هذه العملية الشاقة و المجهدة و الصبورة ، يطير النسر مجدداً خارجاً من هذه المحنة أقوى و أكثر قوة ليعيش بعدها 30عاماً.

ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...

 

أخبار متعلقة :