بوابة صوت بلادى بأمريكا

أمل جمال تكتب: «بامبي».. فيلم يندد بالصيد والحرائق

 

في المقال السابق تناولنا علاقة أفلام الكارتون العالمية المقدمة للأطفال بقضايا البيئة، وكيف تسهم في غرس سلوكيات إيجابية لديه تظهر في تعامله اليومي في بيته ومدرسته وقريته أو مدينته. ولعل من أهم قضايا البيئة قضية الصيد الجائر أو الصيد غير القانوني للحيوانات والطيور الذي عرفه علماء جامعة ماساشوستس عام 1998 على أنه" جريمة بيئية وأوضحوا أنه يشمل أي نشاط يتعارض مع قوانين حماية الموارد الطبيعية المتجددة ولوائحها بما في ذلك الحصاد غير القانوني للحياة البرية بنية امتلاكها أو نقلها أو إبادتها أو بيعها أو استخدام أجزاء منها. واعتبروا الصيد الجائر أحد أخطر التهديدات لبقاء الحيوانات والنباتات.كما أنه يخل بوظائف الأنظمة البيئية ويستنزف الأنواع محليا" ويكيبيديا"، مما يؤدي إلى قلة أعدادها بشكل سريع ويمتد الأمر في النهاية إلى انقراضها. هناك كيان دولي للحفاظ على الطبيعة هو الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها مختصره هو IUCN تأسس عام 1948" يقوم عملها على البحث العلمي وتوحيد الجهود لمكافحة التغيرات السلبية التي تطرأ على النظام البيئي عبر شبكة مدعمة بـ 1100 موظف و62 مكتبًا يتم تمويلها عن طريق الحكومات والشركات.تعمل المنظمة كمراقب رسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتصدر عن الاتحاد سنويا القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض بهدف التأثير على جميع المجتمعات الموجودة في جميع أنحاء العالم."ويكيبيديا، ربما لا نعرف الكثير عن الحيوانات المنقرضة اللهم إلا النموذج الأشهر وهو الديناصورات. وربما لم يهتم العالم إعلاميا بإنقاذ حيوان على وشك الانقراض مثلما اهتم بدب الباندا رغم أن هناك الكثير من الحيوانات التي تشاركه هذه المحنة، وتقف في طابور قائمة الحيوانات والطيور النباتات المهددة مثل قرد اليمور- الدب القطبي – ضفدع الطين- سلحفاة الغابة- السلحفاة المصرية – الغزال السعودي- الوشق وهو نوع من القطط البرية خنزير آسام نسبة إلى إقليم آسام الهندي- الببير السيبيري- طائر أبو منجل – آكل النمل – الاجوانا – إنسان الغاب- بالإضافة إلى عدد هائل من النباتات من كل الفصائل أشجار وسرخسيات وما دونهما. من هنا جاءت صحوة السينما بأفلامها التي تهتم بالبيئة. وكانوا من الذكاء لدرجة أنهم اختاروا تقديمها ضمن أفلام الكارتون للأطفال، ووضعه بصورة جذابة ضمن قصة مؤثرة تجعلهم يتوحدون مع بطل الفيلم ليصل التأثير إلى أعلى مستوى. في فيلم بامبي يتم تناول قضيتين مهمتين بيئيتين، هما الصيد الجائر، وحرائق الغابات تأتي قضية الصيد الجائر للحيوانات في بؤرة الحدث وقضيته متمثلة في موت أم بامبي بالصيد بالرصاص من هواة الصيد الذين لا يبحثون إلا عن متعة الصيد دون أدنى مراعاة لأي شىء آخر، فيأتي هذا الصغير اليتيم بقصته ليعرض مأساته وما حدث بعدها من احتراق للغابة بأشجارها وأرضها بسبب إهمال البشر والتخييم أو مجرد رمي سيجارة فتفر الحيوانات التي تنجو من النار إلى خارج الغابة متعرض أيضا إلى الموت من الجوع لأنها لن تجد ما تأكله خارجها أو تموت لعدم وجود مأوى لها يحفظ حياتها ناهيك عن تدمير الأشجار التي تؤوي أعشاش الطيور والبيض والصغار. كل ذلك جعل الطفل خائفا على الحيوانات التي يحبها وستولد داخله طاقة للدفاع عنها لأنه شعر بمأساتها وهو يرى مشاهد الرعب والخوف والموت للحيوانات والطيور.الفيلم يسلط الضوء بشكل مباشر وصريح على هذه القضية المهمة ويشير إلى خطر الانقراض الذى يحدث ببطء وتزداد قائمته بمرور الأعوام. فيلم "بامبي" الكلاسيكي من إنتاج شركة والت ديزني لعام 1924 في أول إنتاج له، لكنه يناقش ما يحدث حتى الآن ببساطة، لأن القضية لم تعالج وما زال البشر يتعاملون بشكل مدمر للبيئة لأنهم ببساطة إما غير مهتمين أو غير مدركين، وهو ما يعظم دور مثل هذه الأفلام. شاهدوا فيلم بامبي أنتم وأطفالكم وناقشوهم فيما يحمل من رسائل إيجابية نحو البيئة وانتصروا لمستقبل العالم الذي نحن جميعا جزء منه.

أخبار متعلقة :