بوابة صوت بلادى بأمريكا

راغدة شفيق محمود تكتب: هل يصدقُ المنجمون أم كذبَ المنجمون وإن صدقوا؟

علمُ الفلكِ والنّجوم هو علم الكون، وهو من العلوم الموغلة في القدم وبدايته من الصّعب تحديدها. واليوم في القرن الواحد والعشرين يتهافت الناسُ  والإعلامُ بوسائله المختلفة على كلام المنجمين ومنهم من يترك في نفسه أثراً كبيراً فقد يتخلى عن حلم سعى لتحقيقه زمنا أو حبيبا أو حتى تتخلى أمّ عن طفلها بلاجهاض وهذه حوادث حدثت وتحدث وأما بعضهم الآخر لا يهتم لايمانه بقدرته  وإرادة خالقه. 

ولكنّ نكران علم الفلكِ هو أمرٌ غير منطقي لأنّ هذا الكون يقوم على تتابع زمني تفنى من خلاله الكائنات وتتجدد. وقد عرفت البشرية الكثير من المنجمين وعلماء الفلك منهم يوهانيس كيبلر أشهر منجم في الإمبراطورية الرومانية القديمة وغاليلو منجم عائلة مديتشي الإيطالية وظهور علماء الشرق ومراقبة النجوم ودراسة انكسار الضوء وانعكاسه فهو ابن الهيثم الذي تدين له البشرية بصنع النظارة وبمراقبته حيث خالف آراء بطليموس ونفى أن الرؤية تنبعث من العين فأسس لعلم الدراسات البصرية وظهر البيروني الذي وضع قاعدته في الرياضيات لحساب قطر الأرضِ.

بعض النجوم تحمل أسماء عربية كنجم سهيل والجوزاء والدب الأكبر والأصغر و لولا التنبؤات والدراسات الفلكية لما تطورت علوم الرياضيات والفلك والفيزياء. والكثير من البشر قرأ كتب (القرون) لميشيل نوستراداموس والذي ولد في فرنسا ١٥٠٣ ميلادية وتتلمذ على يد جده فدرس أصول الرياضيات وقواعد الاغريقية واللاتينية وبرع في العلوم الطبية  في زمن انتشار الطاعون الذي تسبب بوفاة زوجته وطفليه وعجز عن انقاذهم . وبعد سنوات بدأ بتأليف كتابه الأشهر في العالم حيث كتبه بلغة الرموز واستخدم ما يسمى باللغة العربية الجناس التصحيفي أي تغيير مواضع الأحرف وقلبها واتبع أسلوب الأبيات الشعريّة مقاطع شعرية من أربعة أبيات أو ستة أبيات مبهمة بلغات مختلفة متداخلة وكلّ هذا كي لا يقع في قبضة محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يدعي بمعرفة السحر والكهانة. وقد ساعدته الأيام عندما استعانت به الملكة كاترين دي مديتشي ملكة فرنسا فنشر كتابه دون خوف مبقيا على الترميز. جميعنا يعلم أن الغيب المطلق للخالق ولكن بعض البشر يمتلكون قدرات تفوق قدرات البشر في جوانب مختلفة وهذا ما نجده في الكتب القديمة والكتب المقدسة وتفسيراتها وسأكتب لكم بعض النبوءات التي تحققت من كتاب( القرون) وكلمة قرن تعني مائة نبوءة وليس مائة عام .  

ففي القرن التاسع النبوءة الخامسة والخمسين.     

إن حربا مخيفة تدار في الغرب وفي.       

السنة التالية سيأتي مرض سارٍ رهيب جدا.     

بحيث سيهاجم الصغار والكبار حينما.

تكون النار والدم والحرب والطيران في فرنسا.         

هذه  النبوءة تحققت في عام ١٩١٨ الحرب العالمية الأولى وانتشار الطاعون وهي حال فرنسا.                                       القرن الثاني النبوءة السادسة.            

قرب الميناء وفي مدينتي.         

ستحدث كارثتان ليس لهما مثيل.           

جوع وطاعون في الداخل.                 

ناس يطرحون خارجا بفعل السيف.                 

سوف يبكون من أجل الحصول.          

على مساعدة من الله العظيم.          

ألا تشبه هذه النبوءة ما حدث في مدينتي هيروشيما وناكازاكي.                                                                بعضُ البشر لا تقرأ وبعضهم يسرقُ أفكار الآخرين وينسبها له بسبب جهل من حوله وقلّة ثقافتهم وهكذا يبهرنا بعض المنجمون بتوقعات كثيرة مبهمة ومن المنطقي تحقق بعضها بسبب كثرتها وتعدد دلالاتها وهذه لا تخيف ولكنّ الخوف من بعض التنبؤات التي تحمل دلالات سياسية واجتماعية تهدد الدول والأسر وقد ظهرت مجموعة ممن يدعون العلم والطب النفسي فيستغلون المريض أبشع استغلال بعد أن وثق بهم ومنحهم أسراره وهذا ما تعاني منه بعض النسوة من المتزوجات اللواتي يخسرن سعادتهن وتهدم علاقاتهن الزوجية والأسرية بسببِ دجالٍ يدعي علم الغيب وكشف المستور. ومن يشاهد البرامج التلفزيونية العربيّة يدرك أيّ مستوى من الهرطقة وإضعاف العقول وصلنا إليه في استضافة هؤلاءِ المنجمين والمنجمات ممن يدعين ويدعون المعرفة بعلم الفلك والتنبؤ بمصير البشرية في إقرار حروبٍ ونشرِ أمراض وتنفيذ سياسات لدولٍ خارجية وحكومات داخلية. وقولنا الاخير منحنا الخالق عقلا مفكرا وقلبا نابضا فأقدارنا تصنعها أعمالنا وسعينا ومن الخطأ أن ننفي علم الفلك لأنّ هذه التنبؤات هي أساس تطور العلوم وتقدم البشرية جمعاء عندما تبنى على المعرفة وتصقلها التجربة.          

 

 

 

الباحثة اللغويّة راغدة شفيق محمود.

 

 

 

أخبار متعلقة :