بوابة صوت بلادى بأمريكا

محب غبور يكتب: طرائف حول تحديد النسل

 

كنت رئيس قسم المعمل بشركه الحديد وجاء عامل بالمعمل طالبا تصريح خروج لمتابعه   زوجته اثناء الولاده ومن غير تردد وافقت  على التصريح وقبل مغادرته المعمل سالته سؤال فضولى هو انت لسه بتخلف يابو كمال انت مش عندك سته اولاد بعنى ده السابع قالى وماله ومات كمان اثنين  بعنى تسعه لكن قضاء الله وقدره بنغمه حزينه رغم ان مرتبه لم يتعدى 30 جنيه فطلبت منه  بشىء من التهريج  ان يحدد النسل وكفايه سبعه اولاد كان رده غريب وعجيب هو احنا حانعمل زى الكفره من النصارى كانت ايجابه صادمه لى  لكن تداركت جهله وساذجته وطرحت  سؤال اخر طيب يابو كمال انت عارف انى نصرانى ورئيسك فى العمل  اجاب بسرعه الشجعان اه عارف فبادلته بسؤال اخر مين اللى قال كده يابوكمال قالى شيخ الجامع واحنا بنثق فيه  لان كلامه من القران اى كلام الله تمنيت لزوجته السلامه وخرج لمتابعه زوجته واستقبال مولوده الجديد !

هذه المناقشه تقريبا من 45 سنه قبل هجرتى الى امريكا  ومن خلال متابعتى لمشوار تحديد النسل بمصر والمطالبه بتحديد النسل مازال  الصدام الدائم بين رجال الدين فى تحريم النسل ورغبه الدوله فى تحديد وتنظيم  النسل حتى لا تتاثر مشروعات التنميه بالسلب مع زياده الاعداد دون رقيب  حتى تجنى الاجيال القادمه ثمره هذا النمو  وهذا ما نادى به الرئيس السيسى مرارا وتكرارا  ، الصدمه الكبرى  ان فضيله الشيخ محمد مختار جمعه وزير الاوقاف اطلق فتوته على وسائل الاعلام  مؤيدا  ومدعما تصريحات الرئيس السيسى  قد يكون  بدافع المجامله تنفيذ ا وتدعيما لسيادته  ام ان تصريحاته  بدايه صدام حقيقى  ضد الشرع واصول الدين  الذى نادى به اصحاب القامات من رجال الدين فى العهود السابقه  ليبقى الصراع قائم بين اطروحات الدوله بالنهوض بالمجتمع المدنى وتحديد قواعد تحديد وتنظيم النسل  وبين اصحاب العمم بالجمع بين سلطه رجال الدين ونفوذهم باستغلال الدين من اجل سلطه راس المال وبين عامه الشعب وطاعاتهم العمياء مما يقال على منابر المساجد تحت مقوله ولا تجادلوا اهل الكتاب ، ام الخوف من مصير ما بعد الموت ويبقى السؤال ولا اجد حتى كتابه هذه السطور  اجابه شافعه هل  تحديد وتنظيم النسل  حرام ام حلال؟  ومن  هم صناع القرار هل الدوله بمؤسساتها ام رجال الدين بما يطرحونه تحت باب الشرع ؟