بوابة صوت بلادى بأمريكا

صفوت عطا الله يكتب: مربع الشيطان (الأمريكان – طالبان – أردوغان – الأخوان)

 

 

منذ إعلان الرئيس الأميركي "جو بايدن" نية الانسحاب النهائي من أفغانستان بحلول شهر أغسطس 2021 وبدأت رياح التغيير تهب بقسوة والنتائج الوخيمة التي تحل بالمنطقة واحتمال حدوث صراعات وحروب وانقسامات حادة تبدو في الأفق خلال الفترة القادمة ويمكن تلخيص تلك النتائج كالتالي:

  1. زيادة حدة التوتر والصراع بالمنطقة.
  2. تقنين وشرعية الجماعات المتطرفة في السيطرة على الحكم.
  3. انتهاك حقوق الإنسان وإذلال الشعوب المغلوبة على أمرها.
  4. تمكين وتثبيت أقدام الطامعين بالمنطقة مثل أردوغان العثمانلي.
  5. انهيار وسقوط دول فريسة لقوى إقليمية مثل لبنان واليمن.
  6. احياء وعودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد بعد هزيمتهم.

سنحاول شرح وتوضيح علاقة مربع الشيطان أو الشر مع الأحداث الجارية والاحتمالات القادمة وتأثيرها على دول المنطقة ويهمني في المقام الأول هي بلادنا العزيزة مصر وكيفية التعامل مع المتغيرات الحادة.

 

 

الأمريكان:

بصفتهم الدولة العظمى تحاول أمريكا بصفة دائمة اثبات للعالم قدرتها في قيادة العالم حسب مصالحة خاصة إذا كان الصراع مع المنافس التقليدي الاتحاد السوفيتي فمنذ استيلاء السوفييت على أفغانستان عام 1979م قامت أميركا بدور بارز ورئيسي في تمويل ومساعدة وخلق معارضة للتواجد الروسي متخذة الغطاء الديني لمحاربة الشيوعية ومقاومة المستعمر وقد ساعدت كل من السعودية وباكستان ومصر بالمال والمجاهدين والسلاح وهنا برز مصطلح الجهاد الإسلامي وبداية ولادة ما يسمي بحركات دينية مثل طالبان والقاعدة وسط تنامي جماعة الإخوان المسلمين عقب نجاح ثورة الخميني الشيعية في إيران وقد نجحت بدرجة امتياز في إجبار السوفييت من الانسحاب من أفغانستان عام 1989م تاركة السلاح والعتاد في أيدي جماعات قبلية متناحرة ومتصارعة للوصول إلى الحكم والسلطة في البلاد فكان القتال الغشيم المدمر المخرب الوحشي بين الفرقاء وتركت البلاد نهب للفساد والدمار والخراب هنا برزت جماعة ثالثة تدعو لأنهاء القتال بظهور حركة طالبان.

 

 

حركة طالبان:

هي اسم مشتق من جمع كلمة طالب وسط تفشي الفساد والانقسام والصراع الدامي ظهرت حركة طالبان تحت قيادة أحد العلماء الدينيين وهو "الملّا عمر" بدعوة تلاميذه والطلاب من المعاهد الدينية والإسلامية للوقوف ضد تلك الجماعات المتناحرة والتي انهكت تماماً وقد اتخذت من منطقة الجنوب في قندهار معسكر تدريب لهم وكان الحليف القوي لهم هم المجاهدين العرب التي سميت بعد ذلك بالقاعدة وأمكن لهم الاستيلاء على عاصمة أفغانستان "كابول" وإعلانها إمارة أفغانستان الإسلامية عام 1996م وتولي طالبان مقاليد الحكم وتطبيق الشريعة الإسلامية ومنع عمل النساء وتحريم التعليم وتدمير كل ما يخالف الدين والشرع لحد تدمير أجهزة التليفزيون وتحريم الملابس الغربية ومنع لبس الكرافتة ومنع الخمور وتنفيذ احكام قطع اليد والرجم وكان تدمير اضخم تمثال لبودا أوضح مثال للتخلف والآراء المتطرفة رغم تدخل شيخ الأزهر طنطاوي في ذلك الوقت وفشل وكان العقل المدبر والمخطط والمعاون لتلك الجماعات هم زعماء القاعدة العرب التي تبنت القضية الفلسطينية وظهر أسامة بن لادن ينشر أفكاره مستغلاً أمواله بضرب إسرائيل فكان الصدام والاصطدام تصاعد بمحاولة محدودة ضرب المركز التجاري العالمي في نيويورك 1994 واتهام الشيخ عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية في مصر التي نجحت في اغتيال الرئيس محمد أنور السادات وأثناء ذلك تم بعملية خطف إرهابي متواجد في السودان وهو كارلوس الإرهابي بواسطة الصاعقة الفرنسية بينما رفض الرئيس الأمريكي "بيل كلنتون" القبض على أسامة بن لادن الذي كان متواجدا في السودان مكتفياً بضرب أحد مصانع الأدوية بالخرطوم مما زاد من تطرف وعناد القاعدة وانتهت بأحداث 11 سبتمبر 2001 وبدأت معها اجتياح الأمريكان لأفغانستان للقضاء على الإرهاب وضرب وتدمير تنظيم القاعدة وحركة طالبان وبعد عشرين عاماً يعلن الرئيس "جو بايدن" إنهاء مهمة القوات الأمريكية وتحقيق أهدافها وهو في الحقيقة انسحاب مهين ومخزي والفشل في القضاء على الإرهاب وكأنك يابو زيد ما غزيت ورجعت طالبان بقوة أكبر وأشرس توالد معها خلال الفترة عشرات الجماعات والمنظمات الإرهابية تسعى جميعاً لإعلان إمارات وولايات إسلامية خاصة بعد إعلان طالبان استيلائها على 85% من أراضي أفغانستان وتجري الآن مفاوضات برعاية إيرانية وقطرية تمهيد لتقنين وشرعية الإرهاب واستلامهم الحكم مرة أخرى وتحت رعاية أمريكية فلا عجب ولا استغراب لمطالبة الرئيس "جو بايدن" من الآن السكوت والصمت عن التحدث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية الشعوب والشعارات المزيفة حيث نعلم أن هذا الانسحاب قد خلف عشرات الآلاف من الأفغان والأكراد الذين كانوا يساعدونهم سواء في الأعمال الإدارية أو التموينية أو الترجمة معرضين مصيرهم بين الانتقام والتشرد والهروب من بطش جماعات إرهابية.

 

 

أردوغان الترك:

صاحب السمعة السيئة والبلطجة السياسية وراعي جماعة الإخوان المسلمين العالمية ودوره المشبوه بالمنطقة وأهدافه التوسعية وأطماعه في احياء الخلافة العثمانية ومن المستغرب والغريب أن تعطيه أميركا دور حراسة وحماية المطارات الأفغانية بتواجد عسكري تركي ومعونة أمريكية وقد وجدها رجب طيب أردوغان فرصة ذهبية بوضع قدم في أفغانستان رغبة في تحقيق أغراضه الدنيئة واستغلال الدين مرة أخرى في أهدافه الاستعمارية واشعال المنطقة بالفتن والصراعات وسبق له التدخل في دولة أذربيجان ومساعدتها في صراعها مع دولة أرمينيا المجاورة ولا يخفى على أحد دوره في مساعدة المرتزقة والجماعات المتطرفة في كل من العراق وسوريا وليبيا وإيواء الهاربين من داعش وارسالهم للمناطق الملتهبة كما لا ننسى تطاوله على مصر بصفة مستمرة ومساعدة الخونة من الجماعة المنحلة الإرهابية حتى وصل عددهم إلى عشرات الآلاف من المصريين دائما ولائهم لهذا الأردوغان ضد بلدهم مصر كلها تكشف لنا  بكل وضوح نية ذلك الشيطان التابع والأقنعة الفاضحة لدوره واطماعه في احياء الخلافة العثمانية وقد حذرنا في السابق من تهوره وغروره الذي قد يصل إلى المطالبة بإلغاء بنود اتفاقية لوزان الثانية عام 1923م والتي ألغت الخلافة العثمانية ونهاية التواجد في البلاد العربية واليونان وقبرص خاصة بعد مرور 99 عاماً الأمر الذي يعطيه الحق في الإلغاء والمطالبة بإرث الماضي مما يشعل الحروب والصراعات بمنطقة البحر الأبيض المتوسط ويحاول عقد صفقات وتحالفات مع جماعة الإخوان لتنفيذ طموحه وأهدافه التوسعية.

 

 

الإخوان:

منذ تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع الأمريكان واستغلال ما يسمى بالربيع العربي وتلاعبهم ومؤامرتهم على شعوبهم ومحاولات الاستيلاء والوصول لمقاليد الحكم بتلك البلاد وقد نجحوا في كل من تونس ومصر وسوريا وليبيا بعض الوقت ولكن كانت الهزيمة والخيبة والوكسة في إعلان الثالث من يوليو 2013م بمثابة الضربة الموجعة والمؤلمة والقاضية لأهدافهم واطماعهم في استاذية العالم افقد عقولهم وجنونهم وتهورهم ولا ننسى مافعله الرئيس باراك أوباما وحزبه الديموقراطي من العداء والكراهية للقائد عبد الفتاح السيسي الذي كشف وفضح أفعالهم وإن كان لثورة 23 يوليو 1952م هي بدايتة مشاركتهم وظهورهم مع الضباط الأحرار والثالث من يوليو 2013م هو فرق عشرون يوماً فقط ولكن الفارق الزمني حوالي ستون عاما حتى تحقق هدفهم لم يستقر حكمهم سوى عاما واحدا وسقطوا وفشلوا في فرض سيطرتهم أردوغان من محاولة التقارب وعودة الإخوان بأساليب التلاعب والتزييف والتحايل وعندما فشل عادت ريما لعادتها القديمة والتطاول والشتائم وأن الانسحاب الأمريكي فرصة لن تتكرر لإحياء احلامهم وخيالهم المريض في العودة للمشهد من جديد وما يدور في تونس والصراع بين الغنوشي الإخواني وما فعله والمعارضة يحضرهم للمحاولة ولكن يقظة القيادة المصرية ومحاربة كل أشكال الانتماء الإخواني فإن تأييد الأحكام بإعدام رموزهم في محكمة النقض واقرار قانون انهاء خدمة المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين خير دليل.

وقد وضح مما سبق أن الانسحاب الأميركي كان بداية الشرارة لإحداث صراعات كثيرة بداية من تنامي الجماعات الإرهابية على شاكلة طالبان افغانستان وباكستان وداعش والقاعدة وحماس والإخوان في المقابل صعود جماعات متطرفة تابعة لمحور إيران مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والدور الماكر والخبيث لأردوغان في اشعال المنطقة في توتر وحروب وبالتأكيد جميعها ستؤثر مباشرة على بلادنا وعلى مصر خاصة في مشكلة سد النهضة وتعنت أثيوبيا بعد تخاذل مجلس الأمن في اتخاذ قرار حاسم لحل المشكلة ومحاولة جر البلاد لاتخاذ الحل العسكري مع تشابك مصالح الدول الكبرى والتغيرات الغير مباشرة بالمنطقة يجعل المرء على قناعة كاملة في حكمة القيادة المصرية في التفكير بعمق وتروي في اتخاذ القرار الصحيح والأسلوب الأمثل سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي.

 

 

هيا بنا نلعب:

بعيدا عن التحليل السياسي جاء موعد جرعة خفيفة مسلية تدعو للفحص والتأمل لما يحدث في بلادنا المصرية تكشف مدى تفاهة وهيافة الإعلام الفاشل الفاسد الساقط بدلا من الدراسة والتحليل والأسلوب العلمي والمنطقي والعقلي في الأحداث الجارية والمشاكل التي تواجه الوطن ومحاولة ايجاد الحلول ورفع مستوى المواطن والغرق في إثارة المجتمع والخوض في جدل عقيم والصراع البغيض بين مؤيد ومعارض على أحداث يمكن وضعها في خانة الضحك والهزل والسخرية ولكن في البرامج التليفزيونية تتحول بالتهويل والتضخيم إلى حملها حديث الساعة وقنبلة الموسم وتتصارع القنوات في استضافة أبطالها والمحللين لشرح ابعاد الحدث والتأثير والأسباب والنتائج والدروس المستفادة منها وسوف أعرض بعضها بغرض الترفيه واللعب.

 

 

فتاة الفستان:

طالبة جامعية من الإسكندرية ذهبت للامتحانبكلية الآداب جامعة طنطا وقد ارتدت فستانا عادياً محتشماً وعقب نهاية الامتحان تعرضت لحوار أقرب للسخافة وقلة الذوق من مراقبي اللجنة فكشف الحوار عن عقلية ونوعية هؤلاء المسئولين التربويين ومدى سخافتهم في توجيه بعض الأسئلة للطلبة من عدم لبس البنطلون أسفل الفستان أو معرفة ديانتها أو محل اقامتها والتهكم عليها والدعوة عليها واتهامها بقلة الأدب وعن اسباب عدم ارتداء الحجاب وما يفعله الهواء في الفستان جعل الطالبة في موقف لا تحسد عليه ولم تستطع الد عليهم بحكم عملهم بالمراقبة ومن ثم اسرعت الطالبة في شجاعة نادرة بالمواجهة ونشر مقطع مما دار على منصات التواصل الاجتماعي تفضح فيه ما يدور في أروقة الجامعات من تعليقات واهانة وتنمر وتمييز وعنصرية وتفرقة يعاقب عليها القانون مما أسرع بالجامعة بتقديم اعتذار رسمي وتقديم مراقبي اللجنة للمساءلة والمحاسبة عما بدر منهم في حق الطالبة.

 

 

فتاة البوركيبني:

مشهد ومقطع تظهر فيه فتاة باستعراض أنواع من مايوهات بكيني ومايوهات شرعية والتي تسمى بوركيني وعمل مقارنة بينهم من ناحية السعر وصلت إلى 300 دولار أي ما يوازي خمسة آلاف جنيه مصري وهي تلبس كل منها بكامل حريتها حيث كانت تعيش في كندا وتعمل في مجال التجميل وعند ذهابها لأحدى حمامات السباحة في القاهرة بفندق مشهور لا يسمح بنزول حمام السباحة بالمايوه الشرعي مما جعل الفتاة تنفعل وتصرخ وتبكي وتشتم وتتعرض لآثار نفسية والمشكلة الأكبر تعرضها للقهر والمنع والتنمر والتفرقة، أمر يدعو للعجب، لحظات تحولت إلى حديث الساعة خاصة أنها ابنة داعية مشهورة في مصر ومتخصصة في العلاقات الجنسية للمرأة من المنظور الديني وبدأت معها التحليل والمقارنة بينها وبين فتاة الفستان وفتاة البوركيني يا قلبي لا تحزن.

 

 

فتاة التوك توك:

من باب الحداثة والتكنولوجيا أدى إلى انتشار منصات ومواقع وصفحات التواصل الاجتماعي واذاعتها علانية وتنوع استخداماتها من نشر مقاطع أو صور أو سلوكيات يقبلها أو يرفضها المجتمع مما أدى إلى استغلال بعض الفتيات نشر صور تتفاوت بين الإثارة أو دغدغة المشاعر لجذب أكبر نسبة مشاهدة وحصد مبالغ مادية وبالتالي قامت بتقليدهم مصريات مما أسرع ببعض حماة الشرف والأخلاق وحراس الدين وتطبيق قانون الحسبة رفع قضايا ضدهن ولتشديد العقوبة وتهويل الفعل الفاضح إلى درجة الاتهام بالإتجار في البشر واستغلال أخريات مما جعل الحكم يصل إلى عشرة سنوات لإحداهن وستة سنوات لأخرى بالرغم من كونهن طالبات جامعة لم يشفع ذلك في تغليظ الحكم.

 

 

فتاة المطار:

فتاة عادية وهي عائدة من الخارج وأثناء وقوفها لاستلام حقائبها إذ قام أحد المتطفلين بالتقاط صور لها من الخلف وعندما لاحظت الفتاة ذلك أسرعت بنشر مقطع تعرض فيه مشكلتها وحولتها لحادثة تحرش واستطاعت جعله ( تريند ) وتعاطف معها الناس على فيسبوك مما أدي للقبض على المتحرش بواسطة كاميرا المطار واتضح أنه عامل بالمطار وتم عرضه على النيابة وتقديمه للمحاكمة مجرد نشرت المقطع ممتلئاً بالبكاء والتشنج والانفعال وكله من أجل حفنة لايكات!

 

 

فتاة القطار:

في قطار منوف قام كمساري القطار بصفع أحد الركاب واهانته لكونه لا يحمل تذكرة وعدم قدرته على دفع قيمة التذكرة مضافاً إليها الغرامة، حدث ذلك أمام أبنته مما جعلها تنفعل وتبكي وتصرخ فأسرعت احدى السيدات بتصوير المشهد وقامت بتقديم محضر لتعرض الرجل وابنته لإهانة وتنمر وتعرض الفتاة لآثار نفسية حادة مما أدى لإيقاف الكومساري عن العمل وتحويله للتحقيق الفوري.

ولا أعلم الأسباب لوجود القاسم المشترك واسراع القنوات بالتهويل والتضخيم يدعو للسخرية والضحك للمبالغة واستغلال أي حدث عادي وتحويلة إلى موضوع إثارة، مجرد هيا بنا نلعب.

 

 

 

 

 

أخبار متعلقة :