بوابة صوت بلادى بأمريكا

جمال رشدي يكتب: لماذا لم تقوم أمريكا بالقضاء علي طالبان الأفغانية ؟

 سؤال ومن داخله ستكون الإجابة عن ما هو قادم من نظام عالمي جديد، تحاول أمريكا أن تكون احد أضلاعه،،،،، لماذا لم تقوم أمريكا بالقضاء علي طالبان في أفغانستان؟ نفس طريقة صعود أمريكا كقوة عظمي بكل سهولة سيكون سقوطها كذلك ،، لأنها لا تمتلك العمق التاريخي السياسي للتعاطي مع الأحداث والمواقف بل استخدمت ما يسمي بالهمجية والعنجهية السياسية لفرض سطوتها ونفوذها علي كثير من المواقف والإحداث. والإجابة علي السؤال المطروح تتضمن ما يمكن وصفة بولادة نظام عالمي جديد قادم بقوة تحاول أمريكا عرقلته بطرق بدائية لا تتماشي مع سرعة قدوم ذلك النظام ،، سبب ذهاب أمريكا إلي أفغانستان هو محاولة مواجهة الصين من علي أبوابها قبل انطلاق قطار تقدمها نحو مقدمة العالم ،، طريق الحرير الصيني التي تعمل الصين علي إحياءه بريًا وبحريًا هو ذلك الطريق القديم التي كانت إمبراطورية الصين تستخدمه للتواصل مع قارات العالم، وسبب التسمية يرجع إلي الحرير الصيني الذي كان يتم تصديره إلي كل دول العالم ومعه الكثير من الأعشاب والتوابل والأوراق والكثير من المنتجات الصينية، وعبر ذلك الطريق ربطت الصين كل قارات العالم بها. وفي مسيرة الطريق كانت هناك نقاط ارتكاز في الكثير من دول العالم ، والكثير من تلك الدول كانت إمبراطوريات ودول كبري،،، هكذا تعيش أمريكا منذ بزوغ النجم الصيني هلع وجود هذا الطريق، الذي حتمًا سيبتلع أمريكا وكل ذيولها في دول القارة العجوز ،،، وبما إن أمريكا عدة ولايات معظمها خارج اليابسة وحبيسة مياه جارفة من البحار والمحيطات، فحتمًا ايضاً سيتم عزلها عن العالم الخارجي بقدوم وتشغيل ذلك الطريق. جميع الأحداث ونقاط الاشتعال والحروب في دول الشرق الأوسط، هو صراع بين أمريكا والصين لمنع هذا الطريق من الوصول إلي نقاط ارتكازه ،،،، وسد النهضة هو احد نقاط الاشتعال بين أمريكا والصين ، لمحاولة السيطرة عليه فأمريكا تريد السيطرة علية للتحكم في دول القرن الإفريقي ومصر لمنع وصول ذلك الطريق إلي نقاط ارتكازه، والصين تريد امتلاك هذا السد للتحكم في المنطقة وضمان وصول الطريق إلي البوابة الافريقية ، وفي الأخير ينتظر من هم أصحاب السد من الصهاينة لمن تكون الغلبة، لكي يقفزوا داخل سفينة المنتصر منهم. وجود أمريكا في أفغانستان هو لمراقبة نقطة انطلاق الطريق ومحاولة منعه، وفي تلك السنوات عملت علي حماية طالبان وتقويتها لكي تستخدمها عند وقت الحاجة لتكون شوكة إرهابية في طريق الصين الشيوعي كما استخدمت ذلك سابقا مع الاتحاد السوفيتي الشيوعي ،، خرجت أمريكا من أفغانستان وتركت لهم الكثير من المعدات العسكرية الحديثة وجميع المعسكرات ومعها كل الأدوات اللوجستية المتقدمة، وبالتأكيد دربت تلك الحركة علي كيفية الاستخدام عند الحاجة. امس فقط أعلنت طالبات إنها دخلت قصر الرئاسة الأفغانية وستعلن عن قيام حكم الإمارة الإسلامية في أفغانستان هكذا ما تريده أمريكا وما خططت له ،، فبعد فشل مخططها في المنطقة العربية والخاص بالشرق الأوسط الجديد ، أعطت تعليمات لعميلها اردوغان بنقل الإرهابيين من المنطقة العربية إلي أفغانستان لتحويلها إلي مستنقع إرهابي يجذب القاصي والداني من الحركات الإرهابية، فالدول المجاورة لأفغانستان هي طاجاكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران وباكستان ارض خصبة لتشكيل كأس عالم ضخم لمنتخبات إرهابية تشعل البوابة الصينية وتحاول منع الطريق من أول أمتار له، وأيضا محاولة الضغط علي روسيا التي تعمل كشريك في ذلك الطريق عبر امتلاكها أهم أبوابه في الغرب وهي جزيرة الفرم. بكل تأكيد وكالعادة ستفشل أمريكا كما فشلت في كل مخططاتها السابقة ،،، لان حتمًا سيحدث اتحاد عسكري بين العملاقين الذين هم الاقوي في تاريخ العالم،،، الصيني والروسي القادرين علي إزالة أفغانستان وكل ما عليها.

 

أخبار متعلقة :