دائما ما يكون الطفل هو محور اهتمام كل دول العالم المتقدم ، فتراعى معظم المؤسسات الثقافية والفنية مواصلة العمل على تشكيل هوية الطفل ورسم الخيوط الأولى لبنائه العقلي والتوعوي و لذلك أولت العديد من حكومات العالم أهمية كبرى لسينما الأطفال و بات صناع السينما و روادها يهتمون بشكل خاص بهذا المنتج السينمائى التربوي والتنويري البديع ذات الجاذبية الخاصة للطفل في كل الدنيا ، كما عمل الروائيين على التجديد الدائم فى أحداث رواياتهم وإضافة المزيد من عناصر الإبهار و الإبداع والتشويق لجذب المشاهد الصغير ، فباتت سينما الطفل تنافس غيرها من سينما الأفلام الروائية التراجيدية أو الكوميدية و بالرغم من أنها افلام تستهدف الطفل فى المقام الأول إلا أنها جذبت جمهورمن الكبار الذي آخذ في الازدياد سنة بعد سنة ، مما خلق حالة من التوازن الفكرى و الثقافى لدى متلقيها في العالم .
و كنا قد طالعنا الخبر التالي في شهر أبريل الماضي عبر العديد من وكالات الأنباء العالمية والصحف السيارة ..
" البرامج الأصلية لـ"ديزني" بما في ذلك المسلسل الناجح "الماندلوري"، ستكون متاحة عبر خدمات التلفزيون المدفوع والبث عبر الإنترنت..للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيصبح محتوى "ديزني" الذي تقدمه شركة والت ديزني متاحا عبر خدمات التلفزيون المدفوع في المنطقتين وخدمة البث على الإنترنت التي تقدمها "أو.إس.إن" اعتبارا من 9 أبريل/نيسان.وقال باتريك تيليو، الرئيس التنفيذي لشبكة "أو.إس.إن" إن الشبكة، ومقرها دبي، وقعت اتفاقا "طويل الأمد" لحقوق التوزيع الحصرية، لكنه أحجم عن كشف تفاصيل أخرى.وستصبح البرامج الأصلية لـ"ديزني+" بما في ذلك المسلسل الناجح "الماندلوري" (ذا ماندلوريان)، متاحة عبر خدمات التلفزيون المدفوع والبث عبر الإنترنت التي تقدمها "أو.إس.إن" في 17 سوقا إقليمية تشمل مصر ولبنان والسعودية والإمارات، وتبلغ التكلفة الشهرية لخدمة البث عبر الإنترنت 9.50 دولار... وقالت "أو.إس.إن" إنها ستكون أول مرة يجري فيها توزيع محتوى لـ"ديزني+"، وهي خدمة والت ديزني للبث عبر الإنترنت، عبر طرف ثالث، ومن المرجح أن تزيد الصفقة من التنافس مع "نتفليكس" على سبيل المثال التي لها وجود إقليمي قوي... " ..
انتهى الاقتباس من متن الخبر الذي يشير بقوة وإصرار إدارات مثل تلك الشركات على دعم نشر أفكار وثقافات جهات الانتاج في كل ربوع الدنيا ، وهو ماينبغي عدم التسرع في قبول ذلك المدد الخارجي في مجال استيراد مواد قد يكون بعضها غير متوافق مع خططنا في إعداد طفل وشاب المستقبل ، فنحن مطالبون دائمًا باليقظة عند التعامل مع عقل ووجدان فلذات أكبادنا ونحن نعيش فترة تتضافر فيها الجهود من أجل بناء الإنسان المصري ..
و بالرغم أن الريادة فى عالم السينما فى الوطن العربى يعود الفضل فيها إلى مصر و أثمر أنتاجها فى مجال سينما الأطفال عن بعض أفلام الرسوم المتحركة مثل "العصفورة عزيزة" الذي فاز بجائزتين تقديريتين في مسابقة دولية لسينما الأطفال، و "خمسة واحد" و"قصة شجرة" و"الأراجوز فرقع لوز" و"زيزي الشقية" و"السندباد الأخضر" و"نرجس" لكن هذا الانتاج لم يكن قدرا على المنافسة عالميا .
و عليه نحتاج أن تتبنى مؤسسات الدولة فكرة انتاج أفلام للأطفال ذات محتوى تربوى و فنى و تقنية عالية تتناسب مع جيل الميديا و الانترنت ، وأن يبدأ المركز القومى لثقافة الطفل وصندوق التنمية الثقافية والهيئة العامة لقصور الثقافة فى الإعلان عن مسابقات لكّتاب روايات الأطفال و اختيار أفضل سيناريوهات لتحويلها إلى افلام مبهرة تضاهى افلام ديزنى ، أن تعود برامج الاطفال الهادفة و الجاذبة إلى التليفزيون المصرى ،خاصة وأن لدينا المواد التاريخية المبهرة و الجذابة التى تساهم فى تكوين شخصية الطفل بداية من التاريخ الفرعونى و حتى الأن التى يمكنها أن تصل بالمشاهد الصغير إلى التمتع بقدر طيب من الثراء الفكرى و المعرفى والجمالي .