بوابة صوت بلادى بأمريكا

صفوت عطا الله يكتب: المصري أفندي

من الالقاب المحببة للشعب المصري في الزمن الماضي فلان أفندي وكان لا يحمله سوي الشخص الحاصل علي شهادة علمية لاتقل عن الابتدائيه أما الالقاب الاخري مثل الباشكاتب او الباشمهندس أو الباشحكيم فهذه قليله ولها طقوس ورتب خاصة جدا ونادراً ماكنا نجد لقب بك أو باشا لا يتعدى اصابع  اليد الواحدة في المدينة وبغض النظر لهذة الألقاب ولكن كان هناك صفات ومزايا تميز كل فئة وينعكس هذا في تصرفات وسلوكيات وتعاملات البشر مع بعض في وجود التقاليد والعادات الاصيلة بعد ثورة 52 تغير كل شيء بعد إلغاء الألقاب وسوء استخدامها بصورة مؤسفة وانحرفت بسرعة شديدة وبصفة خاصة عقب انتفاضة 25 يناير 2011 وانحدر معها السلوك العام للمجتمع كله فلا نستطيع ان نفرق بين العالم والجاهل وبين الوزير والخفير واختلط الأمر علي الناس فظهرت الألقاب مختلفة هذا ناشط وآخر ثورجي ومحلل ومتخصص وضاع المصري افتدى وسط هيجان وفوران الصفات والألقاب الجديدة وضاع معها السلوك والتصرف المحترم وآداب التعامل بين فئات الشعب وتلاحظ تغير في العلاقات التي تحكم المنظومة خاصة في وجود فئات كثيرة ومجموعات دخيلة وتتطرف واضح وتباعد شاسع وفارق عنيف في تفكير وعقول وتعامل البشر بعضه مع بعض واختلفت الآراء والأحكام علي ابسط الأمور والأحداث  يحكم إطار جديد في زمن متغير وغريب فنري ترددت لفظ الزمن الجميل للماضي تعبيرا صادقا عن هذا الزمن الردئ الذي نعيشه الآن أهم هذه التغيرات قلب الحقائق وتزييف التاريخ وهذه الصفة ملازمة معنا منذ زمن بعيد خاصة في عصور التخلف حيث كان من مصلحة بعض البشر التلاعب وقلب الحقائق وتزييف التاريخ لصالحهم سواء لتمجيدهم او ظهورهم كأبطال في المشهد مع ممارسة إغفال دور الآخرين والتقليل من شأنهم ومحاولة تهميش جهودهم تحولت مع الأيام لتصبح صفة مميزة وعادية وطبيعية لأغلب المجتمع نمارسها دون ندري تخفي ما يزيده ونظهر ما نريده حسب هوي وفكر الشخص فلا يهم إظهار الحقيقة طالما هي في غير صالحة وهدفه وعلي المستوي العام في العلاقات والتعاملات والتصرفات وفي وسائل الإعلام والصحافة والفضائيات واضحة جداً صفه قلب الحقيقة باستخدام المنطقة الملتوي والتزييف الواضح وفرضه علي الناس كأنه حقيقة وواقع .

مثل بسيط جداً نتذكر مريم طالبة الصفر الشهيرة  في الثانوية العامة منذ عامين عندما قلبت الحقيقة وتم اتهامها بالكذب والتزييف والغش والفشل ووقف الجميع عاجزا في إظهار الحقيقة وكشف السبب الحقيقي لحصولها علي صفر رغم تفوقها مع الأيام والأحداث نسيان هذه الواقعة وبعد عامين من الكفاح والدموع وتحمل المعاناة والصبر تظهر الحقيقة تنجح الفتاه مريم في الثانوية العامة بمجموع يؤهلها لدخول كلية الصيدلة وتحصل علي درجات الامتياز في الترم الأول في معظم المواد لتسقط الأقنعة أمام المسؤلين المزيفين للحقائق وتكشف المحنه التي نعيشها في قلب الحقائق .

حادثة ثانية مؤسفة وحزينة عندما يتم حفظ تحقيق وغلق ملف في حادثة تعرية سيدة المنيا بالرغم من أن كل الدلائل تشير لوقوع الحادثة التي وقعت في وضح النهار وبشهادة كثيرين واعتراف السيدة التي قاربت على السبعين من عمرها وتشهد علي نفسها هذه التهمة الشائنة القبيحة فتم قلب الحقيقة وتحولت إلي متهمة بالكذب بل تخطي إلي تهديدها بالمطالبة برد شرف لمرتكبي هذه الجريمة بالملايين وكله بقوة القانون تحول المجرم الي برئ والبرئ الي متهم وبعد انتفاضة الشرفاء من المحاميين يتم حالياً محاولة إرجاع الحق لأصحابه والغريب بالرغم من واقعة التعرية في وضح النهار تم التعتيم عليها والعكس صحيح حادثة اتهام ابنها ارتكاب المعصية في الظلام والخفاء يتم تسليط الأضواء عليها وتحويلهم الي النيابة هكذا أصبح قلب الحقائق وتزييف التاريخ متغلغلة في كثيرين وخاصة المسؤلين وذو صفات رسمية مما تؤثر علي السلوك والتصرف العام ومعظم الأحداث التي مرت علي مصر خلال الخمس سنوات الماضية انعكس عليها صفة قلب الحقيقة مما جعل الأغلبية من الناس تفقد الثقة في هؤلاء البشر وضاعت معها الإرادة المطلوبة فى الوقوف بقوه بجانب الحق وتخاذل كثيرين في المطالبة بحقوقهم خوفا من اتهامهم بالباطل، تلك هي الصفة السيئة التي انتشرت في المجتمع ونحن لا ندري أننا نقع فيها كل يوم . صفه أخرى او ظاهره جديدة علي المصري أفندي وهي التبرير والتأويل وسياق الحجج الواهية لتأكيد علي كلامه او تحليل الحدث ومحاولات إثبات الأمر بكل الطرق سواء كانت منطقية او غير منطقية وهنا تتوه الحقيقه والوضوح في الحدث بين المصدق او المكذب وبين المؤيد والمعترض لاحظ معي فى جميع الأحداث او الامور التي تجرى الآن فى المجتمع وعلي كافة المستويات تظهر تلك الصفة الدخيلة الغريبة علينا فنري الاختلاف والصراع والاشتباك بين المحاورين والمتكلمين والطرفين والمعلقين في إصرار غريب وفي غيبوبة ظاهرة وكيل الحجج الواهية وتأويل الأقوال بصورة فاضحة وتحريف الكلمات والمعاني وهنا يحدث تقسيم الآراء بين المؤيد والمعترض وتضيع معها الحقائق الواضحة كالشمس مثال فالجريمة النكراء والإرهاب الخسيس في تفجير الكنيسة البطرسيه وسقوط شهداء وجرحي والمشهد المؤلم والمحزن لمعظم وأغلبية الشعب المصري وبعد الكشف عن المجرم والمنفذ لهذة الجريمة وبعد تحليل الحمض النووي والفحص والتأكيد من اسمه وصورته تقف بكل وقاحة وخسة ونذالة أخته أو أمه في وسائل الإعلام تكذب وتبرر وتنفي التهمة عن هذا المجرم وتجد صدي للبعض لتصديق هذا التبرير.

 حادثة اخري المتهم بالاعتداء علي متحف اللوفر في باريس وصياحه بالتكبير عند الاعتداء وتعليقاته المؤيد لأفكار داعش الإرهابية يسرع الاعلام لإظهار والده بالتكذيب والتبرير والتأويل وينفي التهمة ويسوق الحجة الواهية لهذا الجرم المسيء لبلده مصر ويحاول تحويل مسار التحقيق الى مسائل أخرى ويظهر المذنب كأنه مظلوم وبرئ بدلا من التخفي والحزن والكسوف منذ هذا الفعل الشائن يقوم بالتبرير وتحريف الحقيقة واستجداء عواطف الناس لتأييد الأخطاء والأعمال الاجراميه وهى لاندرى انها ترتكب خطأ شائع تغلغل داخلنا وأصبح صفه مميزه للمصري افتدى صفه ثالثه وظاهره واصطلاح غريب دخل علينا فى الآونة الاخيره منذ ظهور الجماعات الارهابيه فى مصر وهى الاستحلال وبدأت معها فتاوى كثيره فى استحلال سرقة محلات الصاغه والذهب للصرف على العمليات الارهابيه فى ذلك الوقت تبعها استحلال العرض والمال والممتلكات ظهرت بوضوح فى عمليات خطف الأطفال والأشخاص للمطالبه بفديه ومبالغ خياليه لايقوى عليها البعض وكانت النتيجه المؤسفه القتل وتنطبق ايضا ظاهرة الاستحلال فى قضية خطف الفتيات وإجبارهن على ترك دينهم حتى انها أصبحت إحداث عاديه جداً ولا ننسى واقعه شهيرة عندما طالبت نائبه بمجلس الشعب عند ظهور حالة التحرش بالفتيات استحلال اغتصاب السائحات واستحلال التحرش بالأجنبيات فى الأماكن السياحية مما كان له الأثر السيئ فى ذلك الوقت ونحن فى غيبوبه ولم يلتفت المجتمع لهذه الواقعة فكانت النتيجة الطبيعية لهذه الظاهرة انتشارها فى غياب الأمن ولم يعد الآن التفريق بين العملية الارهابيه او العمليه الاجراميه وعلى المستوى البسيط فى التعامل او التصرف بين الناس وضح بقوه مبدأ الاستحلال التى لم تكن موجوده فى المصري افندي الذى لايقبل ضميره وفكره هذا الخطأ الشائن والغريب عن المجتمع المصرى.

وقد ظهرت مؤخرا حوادث ذبح الاقباط بدم بارد من بعض الارهابيين مستغلين فتوى الاستحلال ونحن فى غفله دون الوقوف بقوه أمام تلك الجرائم.

فالازهر الشريف الذى يجرم ويحرم ويعترض على جرائم داعش وعملياتهم الارهابيه فى نفس الوقت لايستطيع تكفيرهم لاسباب يراها هو بينما لايجرم الاخرين من الاديان الاخرى الذين يقومون بتكفيرهم وهو فى حد ذاته يجد من يقوم بالتأويل والتحريف والاستحلال وهو لايدرى بارتكاب الاخطاء لانها اصبحت عاديه فى هذا الزمن الردئ ومن ثم نبكى ونتحسر على الزمن الجميل.

مما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يطالب باستمرار والحاح عجيب بتجديد الخطاب الدينى وتغيير النفس البشريه والعوده الى صحيح الدين والموروث الاصيل والعادات والتقاليد التى كانت تميز المصرى افندى فى تعامله وتصرف وسلوكه الراقى المحترم فكانت الحياه بسيطه جميله هادئه آمنه مملوءه بالقناعه والرضا والضمير والعقل المستنير والفكر الواحد فلا مجال او محل للمقارنه بين رؤساء مصر خلال الفترة الماضيه ومن الظلم او العدل بين الافضل بين رؤساء جمال عبد الناصر او السادات او مبارك او السيسى لسبب بسيط وجوهرى ونحن مؤمنين ان كل رئيس له مزايا وعيوب وله ايجابيات وسلبيات ولكن العامل الفاصل والمهم جداً هو المصرى افندى نفسه والتغيرات التى حدثت عليه من الصفات المستجده اليه فى الاونه الاخيره. ولكن القول الأكيد ان عصر السيسى لو رجع الى الوراء المجتمع المصرى فى عهد جمال عبد الناصر لكان لمصر شأن لايتخيله او يتصوره انسان فى هذا العالم فهل يتحقق لنا المستحيل ويعود الانسان المصرى الى رشده وعقله وصفاته وسلوكه ومزاياه السابقه ويتعامل ويتعاون مع الرئيس الطموح النشيط والمجتهد ليجعل من مصرنا الجديده دوله الحضاره والمستقبل والتقدم ولانعود ونذكر الزمن الجميل لاننا سنكون نعيش ونتمتع به فى عالم جديد انه من المستحيلات ودرب من الخيال البعيد عاوزينا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يازمان على رأى المغنيه ام كلثوم.

ولكن علينا ان نتمنى ونحلم ونحاول ان ندفع ونحفز ونشجع المصرى افندى فلا شئ بعيد عن الله ونستغل المناخ الجيد والرئيس الداعى انها فرصه لاندعها تهرب منا مره اخرى ونجعلها حقيقه وواقع ملموس عندها فقط نستطيع ان نحكم على عصر السيسى انه اعظم واقوى وافضل عهد فى التاريخ الحديث دون مجامله او نفاق وكل شئ راجع لك يا مصرى افندى.

 

 

 

 

شهداء الكنيسه البطرسيه

فى الخامس من شهر فبراير انضمت شهيدة جديدة من الكنيسة البطرسيه لتصبح رقم التاسعة والعشرون لاكتمال إيقونة الشهداء التى تضم كبار السن من السيدات والشابات والأطفال فكانت دميانه ذات الاربعه عشر ربيعاً من عمرها من الفتيات الشهيدات لتكون الحلقة المضيئة والجوقة الملائكية تترنم بأنشودة الظفر والانتصار والشهادة.

رقم تسعه وعشرين مميزاً جداً في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وله معنى خاص واحتفال شهري قبطي تحتفل الكنيسة بثلاث أعياد ومناسبة وتذكار البشارة للسيدة العذراء بالميلاد وعيد الميلاد المجيد وعيد القيامة المجيد.

وأيضا اسمها ديانه على اسم الشهيدة دميانه الشهيدة والأربعون عذارى الشهيدات، وكما كان فى العصور الماضية هكذا فى عصرنا الحديث يحتفل فى استقبال الشهيدة دميانه عند الصلاة عليها بالفرح والزغاريد وبالورود والأناشيد والألحان وبالرغم من الدموع المنهمرة على هذه الملاك الطاره فكان اختلاط الصراخ والبكاء مع الزغاريد والفرح عجيب وغريب لا تجدها سوى في المصريين ليثبت أمام العالم كله المعنى الأصيل والفكر الراقي والإيمان الثابت للشهيد.

والثقه الاكيده انه ذهب للفردوس فى أحسن حال هنيئا لكى هذا الإكليل الذى لا يستحقه سوى المستعدات لتدخل الى فرح سيدها وتنال فردوس النعيم وكل يوم نسمع ونشاهد قصص هؤلاء الشهيدات فى فخر واعتزاز وتقدير وتصبح علامة مضيئه وذكرى خالدة تقرأ فى سيرة القديسين والشهداء وايضا نتذكر شهيدة اخرى بدون سفك دماء وهى على اسم دميانه انها المدرسة دميانه المحبوسة حالياً فى السجن بتهمه باطله ظالمه وتعانى الآن الظلم والجور والاضطهاد دون جريمة سوى شهادة طفل متطرف متعصب ولم يشفع لها إنكار الناظر وزملائها فكان نصيبها الحبس ظلماً فهل من يسمع تلك الاستغاثة ويفرج عنها ام تستمر سنوات وتظهر الحقيقة وتفضح جرم كل مسئول اشترك فى الجريمة التى تقلب الحقيقة وتبرر الخطأ وتستبيح دمها وحريتها تلك مثل صارخ ولا يوجد من يطالب بعودة حقها وحريتها وتبرئة ساحتها من تلك التهمه الظالمة . هل من مستجيب

          

أخبار متعلقة :