بوابة صوت بلادى بأمريكا

مازيغ يدر: الترجمة خيانة للنص حكم غابر لولاها لظل النص متقوقعًا

مازيغ يدر: الترجمة خيانة للنص حكم غابر لولاها لظل النص متقوقعًا

 (يدر) أختار النص الهادف المقدم لرسالة خدمية كونية

 

حوار أجراه: خالد ديريك

 

 

جاء إلى الدنيا لا يعرف من المنطوقات إلا لغة والدته "الأمازيغية/الشاوية". وما عرف العربية والفرنسية إلا من خلال التمدرس وهو بعمر ثمان سنوات، بدأ من مسقط رأسه "تازوڨاغت" ليستكمل تعليمه بـ "عنابة" حيث يقيم. وهذا بمختلف مراحل التعليم ليتخرج من المدرسة العليا للأساتذة. فينخرط بمهنة التعليم إلى حدود التقاعد من كذا سنة خلت.

تتمحور أغلب كتاباته حول الخصوصية الأمازيغية في شعورهم بإلغاء المديد لكينونتهم، عن تاريخ شعب امتد على جغرافية واسعة، كانوا يومًا أسيادًا في الشمال الإفريقي في الحكم والثقافة. كان لهم لغة شاملة قبل الانحسار والتقوقع وإفراز لهجات متعددة.

يحمل إجازة في الترجمة إلى أمازيغية شمال إفريقيا بالمتغير الشاوي، الجهة المانحة المحافظة السامية للأمازيغية (H.C.A)

أنشأ فريقًا للترجمة من سنة 2014 عبر منصة (f.b) يديره مع مجموعة من المترجمين على اختلاف الألسن. أنجز ما يفوق 40 عملًا أدبيًا بالنشر الإلكتروني ذاتي وترجمي، كما العديد جدًا في تراجم النصوص الشعرية -من وإلى-عبر فريق الترجمة. 

مازيغ يدر كاتب ومترجم من مواليد "أوراس/ الجزائر" خريج المدرسة العليا للأساتذة. 

نص الحوار ...

 

 

لا يتقيد بطقس معين ككاتب فأجمل كتاباته رأت النور في الصخب: 

الكتابة لا موعد لها عندي. إذا كان أغلب المبدعين على اختلاف الكتابة يميلون إلى الهدوء وينزوون إلى سكون الخلاء لإخراج مكنوناتهم، فأنا في أعز الصخب والفوضى كتبت أجمل شعري ونثري.

 

 

تدور أغلب كتاباته عن ثقافة وتاريخ وجغرافية الأمازيغ:

بحكم أمازيغيتي، كتبت كثيرًا عن ثقافتي وخصوصياتي المعاشة في ظل إلغاء كينونتي وتاريخي وحضارتي، أنا القادم إلى الدنيا منذ 1000 سنة ق.م من عهد فرض الملك "شيشنق" بداية العد التاريخ الأمازيغي سنة 950 ق.م على مصر لما تولى حكمها والقادم عليها غربًا. هذا دون تحديد أو تفرد في الكتابة عينَا ورأسًا.

 

 

ينتشر الأمازيغ على رقعة جغرافية شاسعة تحدها الصحراء، البحر، المحيط: 

الأمازيغية صديقي هي اللغة الشاملة لشمال إفريقيا من (سيوه المصرية) شرقًا مرورًا بتونس وليبيا والجزائر والمغرب إلى حدود الأطلسي غربًا. عند جزر الكناري الإسبانية، ومن البحر المتوسط شمالًا. إلى أعماق الصحراء الإفريقية جنوبًا عند مالي والنيجر... وأبعد.

 

 

اللغة الأمازيغية ولهجاتها باختصار: 

هذه اللغة الشاملة كانت يومًا للجميع على مساحة التواجد الأمازيغي. صارت بتكتل الإنسان الأمازيغي مكانًا وزمانًا. راحت تنحصر وتقتصر حسب الانتماءات العرقية والقبلية. لتتميز وتتمايز لتعطي انفرادًا وتفردًا للكينونة تلك مناطقيًا وجغرافيًا.

على سبيل المثال "الجزائر" في عمومها أمازيغية بنسبة 96% تنشق إلى عديد منطوقات أمازيغية كبرى، أوسعها وأكبرها انتشارا "الشاوية" بجبال "أوراس" التي إليها أنتمي. ثم القبائلية بجبال "جرجرة" والشنوية بجبال "شنوة". والطارقية ب "الصحراء" للرجال الزرق (ئمهاق). والمزابية عند "الاباضيين" و"الزناتية" و"الشلحية" في كل من الغرب والشرق الجزائري.

 

 

 يكشف (...يدر) عن محاولات جارية لتوحيد اللغة الأمازيغية: 

أكاديميًا وعلى صعيد الشمال إفريقي يعمل اللغويون واللسانيون وذوي الاختصاص في ورش عملية منذ كذا سنة لتوحيد اللغة لسانًا وكتابةً على سابق العهد الذي عليها كانت.

وفي الجزائر توصلنا بنسبة كبيرة لتوحيد اللغة التي هي الآن تدرس على كافة مستويات التعليم من الابتدائي إلى الجامعة. وتعد اللغة الرسمية الثانية في دستور الجزائر بعد العربية. على أن تأخذ مكانتها الأولى يومًا. هذا ما نصبو إلى تحقيقه.

 

 

يشبه حالة اللغة الأمازيغية باللغة الكُردية: 

الأمازيغية لا أستبعدها عن "اللغة الكُردية" الأم لجميع الكورد إلا أنها كذلك ألسن ومنطوقات على اختلاف كتابة الحرف لاتيني وعربي.

 

 

لم تبدأ رحلته في عالم الترجمة منذ زمن بعيد وإنما:

رحلتي الترجمية ليست ببعيدة، اتخذته لما انفتحت علينا وسائل الاتصال الاجتماعي وفتحت لنا النوافذ والأبواب على مصراعيها.

 

 

بدأ في هذا المجال بسن التقاعد كاختيار ذاتي فتلقى التشجيع والاهتمام من جهات ذات صلة:

بداية كنت أترجم لذاتي تحديدًا ما يخص اليوميات الحياتية للإنسان الأمازيغي الشاوي التي كنت أجمع واكتب، والتعريف بهذا الرصيد الفكري كموروث ثقافي لغير الناطقين أمازيغيًا. لما وجدت أن ذاك لقى تجاوبًا وصدى كبيرين من المتتبعين والقراء، وسعت المجال إلى ترجمة القصائد الشعرية لبعض الأصدقاء والصديقات. تلك التي أجد فيها مجالًا متسعًا ومتنفسًا يحوي النص شكلًا وروحًا. وما شجعني أكثر الاستمرار في مجال الترجمة إجازتي في المجال من قبل المحافظة (. H.C.A) السامية للأمازيغية، وانفتاح كثير من دور النشر الإلكتروني لتوثيق مترجماتي على سبيل المثال بداية -منصة المنار الثقافية في العراق -حروف منثورة المصرية، دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني (مصرية/ أردنية) --شبكة محررون العراقية -سينم اللبنانية.

 

جاءت فكرة إنشاء فريق للترجمة على اختلاف الألسن بناء على هذا التشجيع والاهتمام

البدء بإنشاء هيكل أكثر تنظيمًا ورحبًا للترجمة:

 تم إنشاء فريق الترجمة سنة (2014) بشخصين أنا وصديقي (لقمان منصور ـ كركوك/ العراق) فكان أول صديق يشد أزري في الترجمة إلى اللغة الكُردية ليلتحق بالفريق فيما بعد صديقنا (رضوان الناجي/ ليبيا) في الترجمة الإنجليزية. ثم (فتيحة بجاج/ المغرب) في الترجمة الإسبانية ثم (محمد أكرم جافوش/ تركيا) في الترجمة التركية. و(تغريد بومرعي/ لبنان – البرازيل) في الترجمة البرتغالية والإيطالية. والصديقة (شروق حمود/ السويد) في الترجمة السويدية. وكذا في الترجمة الفرنسية د. (فريال/ الجزائر)

 

 

أنتج فريق الترجمة عدة إصدارات: 

بهذا التضافر أنشأنا خمس مصافحات ترجمية.  وبالتعاون مع "جامعة الأبجدية الدولية للثقافة والسلام" أنتجنا موسوعة ترجمية في الأنسنة والسلام العالمي الذي قدم لها مدير الجامعة الدكتور "وليد مصطفى الدوسكي" شارك بالديوان ما يفوق 70 شاعر(ة) على اختلاف الأسماء والجغرافيات، وأفردت للقضية الكُردية وحدها وفي بعض الأعمال مشاركة مع صديقي لقمان منصور/ 10 أعمال بين نثر وتراجم كوردي عربي والعكس، بالموازاة كنت أترجم الدواوين التي لا تفوت 25 نصًا من الحجم المتوسط والتي أنجزت ثنائيًا منها ما يفوق 25 ديوان ترجمي.

 

 

يهدف فريق الترجمة إلى إشاعة لغة الأدب بالدرجة الأولى:

اختيار المجال كونه كوة مفتوحة على فكر وثقافة الآخر من الإنسان على اختلاف تواجده الجغرافي ومنطوقه اللساني لتوأمة النص بدل الواحد اثنين أو أكثر.

الهدف ليس أكثر من إشاعة الأدب الإنساني العالمي على أبعد وأوسع نطاق في خصوصيته الشعرية تحديدًا بين القراء والمتتبعين للشأن الثقافي والدارسين له. علمًا أن كل أعضاء الفريق شعراء ويملكون نتاجات إصدارية شعرية ونثرية وترجمية.

 

 

مستمرون في الفريق لغاية الآن بدون مقابل:

تكون البداية من سنة 2014 ولم تتوقف حد الآن وإن بعض أعضاء الفريق اعتكفوا عن العمل لظروفهم الخاصة. والأجمل في هذا الفريق أن الأعمال الجماعية من تراجم تتم بالمجان دون مقابل مادي.

يضيف: في هذا المجال يقول المفكر والناقد الأمريكي "جورج ستاينر": لولا الترجمة كنا سنعيش في مناطق يحاذيها الصمت" ويكون صاحب المقولة محقًا. ولمفعول وأهمية الترجمة خصصت لها الأمم المتحدة يومًا عالميًا تستذكر فيه بتاريخ 30 سبتمبر 1999 من كل عام.

 

 

يعتبر المترجم أمازيغ يدر إن احترافية المترجم يحدده القارئ:

 الاحترافية...ذاك حكم الجمهور والقارئ المتتبع للنص الترجمي الذي يؤهله التعرف على فعل الآخر من الإنسان، ويتابع ذاك بشغف وينتظر القادم من النشر.

 

من معايير انتقاء عمل أدبي لغرض الترجمة، النص هو الغاية: 

من حيث المعايير دومًا أختار النص الهادف المقدم لرسالة خدمية كونية دون الرجوع إلى اسم صاحب النص معروفًا كان أو مغمورًا. النص أولًا والنص ثانيًا والنص أخيرًا.

 

 

لولا الترجمة لبقي النص في حدود قوقعته الانعزالية: 

 الترجمة خيانة للنص حكم غابر لم يعد يساير متطلبات الحياة الثقافية للشعوب. لولا الترجمة لظل النص الأصلي عذريًا متقوقعا ذاتيًا لا يتجاوز حدوده المعرفية والفكرية والثقافية. 

 

 

أما نقل السلس والصحيح للنص في عملية الترجمة تتم من خلال العوامل التالية:  

النشر على أوسع نطاق لغوي يعود للترجمة حين تحافظ على ماهية وخصوصية النص شكلًا ومعنىً وروحًا. فقط أن يكون المترجم على دراية كبيرة، واسع الاطلاع بخفايا وتفاصيل لغة النص واللغة المترجم إليها.

 

 

أسباب قلة الترجمة من الأمازيغية:

أكثر أعمالي المترجمة من العربية إلى الأمازيغية، والعكس قليلة لأن هدفي تثمين المكتبة الأمازيغية لأكبر قدر من الإصدار الترجمي من الأصل العربي وغير العربي من خلال مقترحات أعضاء الفريق من جميل الأدب العالمي على اختلاف الأزمنة والأسماء والجغرافيات.

 

 

المقارنة بين التأليف والترجمة من حيث السهولة والصعوبة: 

 الكاتب المتمكن من وسائل إبداعه لا يرى صعوبة لا في التأليف ولا في الترجمة، وإن عند الترجمة يجد النص حاضرًا. فقط منه أن يقولبه إلى اللغة المراد الترجمة إليها. في حين التأليف لا وقت محدد له بقدر ما هو تنزيل إلهامي لا مكان ولا زمان له متى ما حضر يجسد شعرًا أو نثرًا وباللون الكتابي المتاح.

 

 

يفضل النشر الإلكتروني على النشر الورقي: 

 النشر الإلكتروني كونه الأسهل إصدارًا والأكثر تناولًا قراءةً منه من الكتاب الورقي الذي يكلف ماديًا، كما يتعثر من حيث التداول والاستعمال عكس الرقمي الذي بنقرة زر تتمكن من نصب مكتبة بحالها في صيغة (ب.د.ف) داخل هاتفك. تعود للاختيار متى شئت وما شئت.

 

 

نتاج الإبداعي للكاتب والمترجم الجزائري مازيغ يدر: 

 كل إصداراتي الخاصة إلكترونية وعددها 50 عمل بين الشعر والنثر وباللغتين العربية والأمازيغية. عدا إصدار واحد ورقي تكفلت بنشره المحافظة السامية للأمازيغية وهو في الحكمة والمثال الأمازيغي في متغيره الشاوي.

ختامًا، لا يسعني إلا أن أشكرك صديقي "خالد ديريك" على هذه الالتفاتة الطيبة منك. 

       

 

أخبار متعلقة :