بوابة صوت بلادى بأمريكا

عَالِقٌ في الأيامِ بقلم سيد حسني سيد

 
 
 
عُدْ مِنْ حُضُورِكَ.. فِيَّ الأرضُ تَغْتَرِبُ
 
وَاغْرُبْ فَكَمْ بِي نَمَا إِشْرَاقُ مَن غَرَبُوا
 
في الرُّوحِ أَمْ فِي دَمِي الْمَنْفِيِّ يَا وَطَنًا
 
مُنْذُ امْتَطَيتُ بِهِ الأيَامَ أَغْتَرِبُ
 
سَالَتْ سِنِينِي عَلَى الأقْدَامِ أَرْصِفَةً
وَحَنَّطَ الٍوقْتَ أَرْضٌ فِيَّ تَنْسَكِبُ
 
فَيَا مَلَامِحَ وَجْهٍ غَابَ طَائِرُهُ
مُنْذُ انْدَثَرْتُ أَتَى التَّغْرِيدُ يَنْتَحِبُ
 
أَرْوِي إِذَا أَجْدُبُوا قَمْحُا يُجَوِّعُنِي
وَمَا لِأَنْمُوَ لِي مَاءُوا وَمَا تَرِبُوا
 
وَأَرْتَدِي الماءَ مِنْ غَيمَةٍ ظَمِئَتْ
حَتَّى أُزَوِجَهُمْ بِالسُّحْبِ إِن جَدَبُوا
 
وَأَحْصِدُ  الْوَحْيَ مِنْ طَمْيٍ لِيُطْعِمَهُمْ
حَقْلُ الدَّفَاتِرِ أَحْلَامًا إِذَا كَتَبُوا
 
وَأَلْتَقِي ظِلِّي عَلَى الأَورَاقِ مُنْتَظِرًا
رُوحِي الَّتِي سَكَنَتْ أَجْدَاثَهَا الْكُتُبُ
 
وَذَاتَ رُؤْيَا قَضَيتُ الْعُمْرَ أَنْسُجُهَا
خَارَتْ سِنُونِي وَلَمْ تَعْبَأْ بِيَ الْحِقَبُ
 
مَاذَا انْتَظَرْتُ وَهَذَا الظِّلُّ أَدْرَكَهُ
مِنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ حِينَ انْفَرَطُتُ بِهِ التَّعَبُ
 
يَمْضِي بِهَا لَا كَمَا تَمْضِي سَجَائِرُهُ
بَلْ كَالْأَرِيجِ مُنْتَشِيًا لا مِثْلِ مَنْ ذَهَبُوا
 
هَذَا الَّذِي كُلَّمَا تُطْوَى صَحَائِفُهُ
تَبْكِي عَلَى كُلِّ حُرٍّ قَدَ مَضَى السُّحُبُ

أخبار متعلقة :