بوابة صوت بلادى بأمريكا

الآن وقد وصلت نهايتها بقلم: خالد السلامي

 
 
ها قد وضعت بطولة أمم آسيا وكذلك أمم إفريقيا أوزارها وصارتا رقما إضافيا في سجل اتحادات كرة القدم العالمية والقارية ، صار  لابد من وقفة نلقي خلالها نظرة على ما نتج عنها من إيجابيات وسلبيات رغم ان سلبياتها ربما قد تغطي على إيجابياتها إلا انها لا تخلُ من حسنات مهمة كتكرار النهاية العربية لها كما حصل في عام ٢٠٠٧ عندما كان طرفا النهاية عرب وهم العراق والمملكة العربية السعودية واليوم كانت قطرية اردنية اضافة الى حسن التنظيم والحضور الجماهيري والاعلامي البارز  وغير ذلك من الأمور التنظيمية الاخرى إلاّ ان ما افرزته من نتائج سلبية ربما ليس لها مثيل في تاريخ الرياضة  عموما وهذه البطولات خصوصا ، نتائج قد ابعدت الرياضة فعلا عن محتواها الإنساني الرائع الذي كانت تتمتع به ويتمتع به كذلك الجمهور العربي الذي كان ينتظر بطولاتها بشغف كبير.
انا شخصيا كنت ولا زلت احمل من الألم والحزن والسخرية  احيانا الكثير عندما يطرق اسماعي نبأ شجار  عنيف بين صديقين حميمين بسبب خلاف حول نوادي اجنبية وخصوصا الناديين الاسبانيين برشلونة وريال مدريد رغم بعدهما عنا جغرافيا ووطنيا ودينيا واجتماعيا ولم أر اهتماما مثل ذلك الاهتمام بأنديتنا المحلية والعربية لكن ان تصل بنا الحالة ان نعتبر ساحة كرة القدم هي ساحة حرب بين الأهل الذين ينتمون لأمة واحدة ولغة واحدة ويجمعهم وطن واحد بغض النظر عن حكامهم ومعارضيهم من السياسيين  وإنْ وضعت بينه حدود مصطنعة وأن تُحدث تلك الساحة شروخا كبيرة بين أبناء الأمة فوق ما فيها من شروخ كما حصل في مباراة العراق والاردن في أمم اسيا والمغرب والجزائر في أمم افريقيا فهذا مالا يتحمله عقل ولا يرضاه ضمير  ولا يطمئن له قلب  بغض النظر عن هذا الطرف او ذاك فكل من سعى في تأجيج هذا الصراخ لتحويل الرياضة الى أداة لتعميق الفرقة بدلا من لَمْ الشمل هو ليس محبا للرياضة اطلاقاً بقدر رغبته بتفتيت الأمة ، وما شاهدناه وتابعناه من منشورات وتعليقات وردود أفعال اقل ما يقال عنها أنها معيبة من جمهور  فرق العراق والأردن والجزائر والمغرب هو خير دليل على السموم التي دستها السياسة العالمية والمحلية بين ثياب واحذية ونفوس لاعبي كرة القدم  بالذات وجمهورها ، اضافة الى ما يقال حول سوء التحكيم وشراء الذمم.
فالرجاء كل الرجاء نتوجه به الى اهل السياسة ان تتركوا لنا شيئا واحدا نتنفس به الصعداء ونريح نفوسنا ولو بعض الوقت مما اوصلتنا إليه السياسة من هموم ومآسي وكذلك الرجاء الاكبر من الجمهور العربي ان لا تدفعهم اهواء وغايات السياسة واهلها في العالم عموما والوطن العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي خصوصا الى الثقة بتلك الأهواء والغايات التي لا تهدف إلاّ لتعميق الشتات بين أبناء الوطن الواحد وربما يأتي يوما بين الولد وابيه والاخ وأخيه.
 
 

أخبار متعلقة :