بوابة صوت بلادى بأمريكا

محمد أحمد يكتب: الاستقواء بالخارج تنفيذا لاجندة خارجية بأيدى تحالف جماعة الإخوان وفلول الفصائل الإرهابية

تعتبر سيناء بمثابة عمق أمني استراتيجي لمصر على حدودها الشرقية، ومع اعتبار أن العدو الرئيسي لمصر يقع على حدودها الشرقية فتكتسب سيناء أهمية بالغة للأمن القومي المصري

شبه جزيرة سيناء أو سيناء  مثلثة الشكل تقع غرب آسيا، في الجزء الشمال الشرقي من جمهورية مصر العربية، تبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلو متر مربع، تمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجمالية، يحدها شمالاً البحر الأبيض المتوسط وغربا خليج السويس وقناة السويس، وشرقاً قطاع غزة، فلسطين المحتلة ، وخليج العقبة، وجنوباً البحر الأحمر، وهي تعتبر حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، يبلغ عدد سكان شبه جزيرة سيناء ما يقارب مليون وأربعمائة ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2013. يشغل مثلث شبه جزيرة سيناء حيزاً إستراتيجياً في خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ؛ بجانب هذا لايكن أغفال المطامع الاقليمية والدولية فى  قناة السويس ، تكاملا مع أهمية سيناءفى أستكمال السيطرة على هذا العمق الاستراتيجى

مع أهمية سيناء نجد أن هناك محاولات يائسة للإرهاب بعدما وجهت له ضربات قاصمة فى سيناء، حيث بدأ تحالف جماعة الإخوان وفلول الفصائل الإرهابية المختلفة من أنصار بيت المقدس  وشورى المجاهدين وتنظيم الدولة الأسلامية( داعش ) و الجهادية السلفية والتكفيرون، بدأ التنسيق بينهم فى  حملة جديدة ضد المواطنين المسيحيين المقيمين فى سيناء تنفيذا لاجندة خارجية تستهدف أحراج الحكومة المصرية تحت مسمى "الاستقواء بالخارج" لحماية الاقليات المسيحية  خاصة المتواجدة فى سيناء وذلك من خلال أشعار العالم بغياب ما تشهده مصر من أمن وأمان و أظهار حالة من تهديد االأمن للاقليات المسيحية ، لذلك علينا أن نكون متيقظين لان  هناك حربًا قذرة فى سيناء، تقف  وراءها دول غربية وعربية تنفذ أجندات أجنبية وكذا جهات رسمية وتنظيمات إرهابية  تسعى لتأجيج الفتنة الطائفية  فى محاولة لاستدعاء الخارج خاصة وان هناك بعض الجنرالات يعيدون ترديد نغمة التفكير مجددا بتواجد عسكري طويل الامد في الشرق الاوسط .

إلا أن هذه الاحداث كانت كاشفة لرجال الوطن الشرفاء ، عن وجهين فى آن واحد أحدهما “عدو خارجى داعم للإرهاب الإخواني فى مصر وسوريا ومختلف الدول العربية ، وآخر إخواني لايخجل من الارتماء فى أحضان عدو تاريخي للمنطقة العربية وشعوبها ،  وانما تكشف الاحداث أيضا الدور القطرى والتركى   فى احتضانه لجماعة الإخوان الإرهابية وذالك لتفيذ أجندة أسيادهم للسيطرة وتنفيذ المخططات  التى فشلت مع تصدى الشعب والجيش المصرى لها .

أن المخطط الذى يتم تنفيذه حاليًا، وهو استهداف الأقباط بشكل مكثف، بقتلهم والتمثيل بجثثهم وحرق منازلهم واختطاف نسائهم، وتروج له قناة الجزيرة، وكل قنوات الإخوان، صوتًا وصورة، هذه المخططات ليست هدفاً، بل وسائل لهدف خبيث، يغيب عن بعض المحللين، برغم وضوحه، وإعلانه من جانب الطرف المتحكم، والذي يتقدم نحو هدفه بخطوات محسوبة ، تحت العناوين النمطية، فعل سبيل المثال، فإن التركيز على حوادث اضطهاد الأقباط في سيناء، قد يدفعنا لتلوين الوضع في أرض القمر بالصبغة الطائفية والاضطهاد الديني، ونستشهد بحوادث عن حرق كنائس، وقتل أقباط، وترويع عائلات ودفعهم للنزوح، وهنا علينا أن نسأل: ألم تكن هناك حوادث موازية لقتل مسلمين، وترويع عائلاتهم، وإجبارهم على النزوح؟!.. قس من هنا، وشيخ صوفي من هنا، وشيوخ قبائل، ومقار حكومية، وبيوت مواطنين بصرف النظر عن هوياتهم القبلية والدينية.

أن التركيز على أحداث العريش و الاقباط هو تصوير الوضع على أن مصر عاجزة عن حماية الأقباط وللتعميم حماية الاقليات والمطالبة بفرض الحماية الدولية على شمال سيناء، وهذا يوضح  إن ما يحدث في سيناء يندرج في إطار مخطط لزعزعة استقرار المنطقة باكملها وتفكيك بنية الدول من خلال تواجد جيوش أجنبية وإحداث صراعات داخلية يدعمها التواجد لقوات دولية ، ومن ثم تتحرك هذه القوات الدولية للسيطرة على سيناء تحت مسمى حرب على الإرهاب و حماية الاقليات ، من خلال دعم منظمات  " دولية " ، بدعوى شكوى مقدمة من نشطاء سياسين أو محامين و رؤساء أحزاب وغيرهم من مسميات تتحرك  عبر السوشيال ميديا بمضمون محدد لهم يرددو نفس التغريدة الكاذبة والمغرده "مصر  غير قادرة على حماية الاقليات فى اقاليم سيناء " لدعوى تحريك تللك المنظمات الشبوهة ،". أليست هذه نفس المنظمات "الدولية" التي أضفت "شرعية دولية" لحصار العراق وقتلت المئات من الالوف نتيجة لذلك ؟ أليست هى المنظمات التي مهدت ووافقت علي احتلال العراق؟ أليست هي نفس المنظمات التي تمنع ادانة الكيان الصهيوني علي جرائمه المتكررة والبشعة؟ ساذج فقط او متواطئئ الذي يصدق صفة "الدولية" الخادعة وكأنها كيانات عادلة وإنسانية .

أن الاستقواء بالخارج يحقق منافع شخصية ولا يحقق أهداف المصريين وهذه التظاهرة الاعلامية عبر السوشيال ميديا من أمريكا  و أوربا  لاصحاب الاقلام المأجورة سواء بتمويل إخواني أو بتمويل منظمات أو حكومات أجنبية يشكل عبث خطير بالاستقلال الوطني. . يعكس هذا الاسلوب منهجية الدور القطرى او التركى ، ودول حلف الناتو في السعي لمساعدة الحليف الاستراتيجي الاسرائيلى  للهيمنة الكاملة علي شبه جزيرة سيناء من أن تتعرض سيناء لتغيرا دراماتيكيا وان الوضع القائم قد يستمر وفقا للسيناريو الأول الفوضى المحكمة. إلا أنه وعلى والمدي البعيد فان سيناريوهات التدخلات الخارجية في سيناء ثم السيطرة على دول الجوار عبر مشاريع متعددة شرق أوسطية .

جهودنا مستمرّة لإنهاء هذا الوضع الشاذ، وهو إلى نهايةٍ قريبة ، فقد تسلم رجال الوطن الشرفاء مسؤولياتهم وتخلوا عن الشكوى والأنين،ووقفوا كالرجال بوجوه المعادين لوطنهم لمنع التدخلات السافرة والتصريحات الاستفزازية التي تتزايد كل يوم ويسمعها المصريون من رؤوس دول الجوار، . وكان من نتيجة هذه التدخلات المستمرة السافرة تمادي العصابات الإجرامية الطائفية التكفيرية في جرائمها، وعلى رأسها داعش الإجرامية التي آستباحت الأرض السيناوية في غفلة من الزمن  من خلال خيانة وفساد حكومة الاخوان الارهابية التى سيطرت على البلاد فى سقطة من الزمن ، انتشر فى كل الكيانات عناصر الارهاب وأصبحو جزء من   المسؤولين والإداريين الذين شحنوا الساحة المصرية  بالفتن الطائفية ألمقيتة وتركوا الأرض وأهلها نهبا للضباع الداعشيين الذين اجرموا وقتلوا وهجروا وتفننوا في نهب الاموال وهتك الاعراض .

والبعد الاخر لأحداث سيناء يتوافق مع مجرر ظهور ملامح القبول الدولى لمصر كدولة كبرى فى الشرق الاوسط ، أدى الى أهتزاز عروش دويلة القبيلة السعودية  لتحجيمها ووضعها  فى حجمها الطبيعى المتضخم فوق  أبار النفط وهو حجم لا يتجاوز حدود القبيلة . وقد أدى عودة الدبلوماسية المصرية فى مجال المفاوضات والتوسط فى  الصرعات  والتأثير على القيادات الاقليمية واعادة خريطة التحالفات الاقليمية  ، وقد كان تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخراً في مجلس الأمن (الروسي والفرنسي) جاء على أساس موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية، والذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام إرادة الشعب السوري، فضلاً عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة التى هى أدوات النظام السعودى الوهابى  من خلال الامدادات المالية والوجيستية والعسكرية.  

ثم يأتى الدور التركى  حيث حددت البحرية المصرية والدبلوماسية  والقبرصية واليونااية من الدور التركى فى البحر المتوسط حيث إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قيام تحالف ثلاثي بين مصر وقبرص واليونان يستهدف تعميق التعاون الثلاثي بينهم وتحقيق الاستفادة القصوى من الثروة الطبيعية في البحر المتوسط خاصة الثروات الهيدروكربونية والتنقيب عن النفط في المتوسط.

كانت تركيا أول بلد مسلم يعترف بأسرائيل وتطوَّرت العلاقات بينهما في المجالات السياسية ، العسكرية ،الأمنية ،الإستراتيجية ، الإقتصادية ،حتى وصلت إلى التحالف السياسي والاستراتيجي والعسكري والأمني ، وأصبح الكيان الصهيوني أكبر شريك عسكري ومورِّد أسلحة إلى تركيا.

الموقف السعودى والتركى يوضح لنا  تدخل هذه المحددات فى سعى هذه الدول لخلق حالة من الفوضى فى  مصر تسهل تسلل التنظيمات الارهابية  إليها واللعب على وتر الطائفية لتفتيت الوحدة الوطنية ، و محاولة إنهاك القوات المسلحة وتأليب الكنيسة والأقباط والرأي العام العالمي ضد الرئيس السيسي، وتسويق الأمر على أن الرئيس والجيش والحكومة غير قادرين على توفير الحماية لأقباط مصر وأنهم يهجرون من منازلهم بشكل قسري وتعسفي، فى  محاولة ضرب وإفشال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية ومقابلة الرئيس الجديد دونالد ترمب، وخلق حالة من الغضب لدى أقباط المهجر ضد الرئيس وإحراجه دولياً.

إلا إن كل هذه المحاولات ستفشل لتزايد وعي المصريين والتفافهم حول وطنهم وقيادتهم ، وزادت المسلمين والمسيحيين اصطفافا لإحباط المخطط القذر الذي يتم التخطيط له من عدة قوى دولية ومخابراتية وأذرعها في المنطقة مثل قطر وتركيا اللمعادية للدولة المصرية ووحدتها  ، كما ضربت الكنيسة المصرية كعادتها وانطلاقا من تاريخها الوطني المشرف أروع مثال وقدوة في تعاملها مع أزمة استهداف داعش لأقباط شمال سيناء ، حيث لم تنجرف وراء قلة قليلة ناعقة من بعض الأقباط في الخارج الذين طالبوا بالتظاهر أمام البيت الأبيض .

 

محمد أحمد

خبير أقتصادى

 

أخبار متعلقة :