بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. هانى توفيق يكتب: بلا مجاملة (جعجعة بلا طحن)

اسمحوا لي ان استعير عنوان مسرحيه للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير وهو جعجعة بلا طحن لان ما يدور في المحروسة ينطبق على هذا الاسم تماما والمراد به هو صوت مطحنه الغلال العالي وصوت تروسها الدوارة يسد الاذن ورغم كل هذا لا يخرج طحين وبالفعل في المحروسة الان ضوضاء سوف تنتهي الى لأشيء كما يحدث بعد كل حادث جلل.

المحروسة المكللة بالسواد يتبارى فيها الان الجميع بلا استثناء في الحديث والتحليل والفتوى على انفجارات الإسكندرية وطنطا وكما نعلم صدرت قرارات وتكونت لجان وارتفعت اصوات الجعجعة يصم الاذان في كل مكان ولكن.

بعد انفجار البطرسيه كتبت عن معامل التفريخ المنتشرة في كل مكان وتوقعت انه لن يكون الأخير لان جميع المعطيات في أجواء المحروس ينبئ بوجود تربه خصبه لإنبات التطرف والإرهاب وإذا لم نعالجها من الجذور فلا فائدة لألف قانون طوارئ ولا فائدة للجان مكافحه الإرهاب ولا فائد لكل هذه الجعجعه لأنها سوف تكون بلا طحن.

اسمحوا ليان اذكر سيادتكم بما كتبت من قبل في مقالي المعنون بالمعمل ..لقد كتبت 

(والمصريين دائما كذلك بعد كل حادث جلل يهب الجميع في ثورة غضب وصياح وتتبارى دكاكين الهواء في استضافه من يعرف ومن لا يعرف من انصاف الموهوبين ليدلوا بدلوهم في الحدث بعلم اوعن جهل المهم ان يتقاضوا المعلوم وبعدها بمدة قصيرة يذوب الحدث ويتبخر من ذاكرة المصريين حتى تحدث كارثه جديدة وينصب السيرك من جديد وقد تعودنا على ذلك ويمكنني القول وأتمنى ان أكون مخطئ ان تفجير الكنيسة البطرسيه لن يكون الأخير وقتل وترويع الاقباط لن يتوقف لماذا لأن الثقافة العامة للشارع المصري ما هو الا معمل خصب لإنتاج التطرف والإرهاب)

واسمحوا لي ان اكرر ما قلت من قبل ولكن هذه المرة لابد ان نبدئ بالطريقة الصحيحة ولأول مرة يتم فيها اتخاذ قرارات سياديه وكان أولها اعلان حاله الطوارئ وانشاء لجنه عليا لمكافحه الإرهاب اجرأت تأخرت كثيرا ولكن لابد ان يسبق هذا كله خطوة بدونها سوف نكون كمن يحرث في البحر ..قبل كل هذا لابد من التطهير والتطهير  أولا ياسادة.

لقد تمخضت ثقافه خمسون سنه من انتاج متطرفين في كل مفاصل الدولة لذلك لابد ان يكون التعليم الخطوة الأولى ولا اعنى مناهج التعليم فقط لا ياسادة  لا بد من تطهير وزارة التربية والتعليم من المدرسين المتطرفين المتغلغلين في كل ركن من اركان الوزارة فمثلا المدرس الذى يجبر  التلميذات على ارتداء الحجاب وعندما يسأل لماذا لا يجبر التلميذات المسيحيات على ارتداء الحجاب يكون جوابه مش مهم دول كفرة. هذا ليس مدرس هذا إرهابي لابد من بترة من المنظومة التعليمية وبدون تطهير الوزارة من هؤلاء لا فائدة في أي تغيير على الاطلاق.. يا سادة هناك الكثير في الوزارة لابد تطهيرهم وهم معروفين للمسؤولين بالاسم.

القضاء هناك أيضا الكثير في السلك القضائي لابد من تطهيرهم مثلا سيادة القاضي الذي قام بغزوه الأطفال هذا القاضي الذيأصدر الحكم المشيين على ثلاث أطفال لا لأشيء الا لأنهم سخروا من داعش في فيديو مدته 30 ثانيه هذا القاضي الداعشى لابد من استأصله من السلك القضائي العريق لأنه يلوث كل افراد القضاء الشامخ لذلك لابد من تطهير القضاء من الافراد والقضاة المتطرفين.

الإدارة المحلية والمحافظين وهنا حدث ولا حرج وخصوصا للسادة المحافظين والسيد الوزير الذى لم يستطع تعيين محافظ مسيحيفي ولاية المنيا الإسلامية وكيف يجرؤء على هذا الفعل وبالطبع رضخ السيد الوزير الى تغيير المحافظ بمحافظ أخواني كل مهامه البحث عن البيض المنقوش عليه اسم الجلالة والاحتفاء به وكذلك حاولت وزارة التربية والتعليم تعيين مديرة مدرسه مسيحيه ولكن هيهات ان يتم ذلك في ولاية المنيا الإسلامية لذلك لابد من التطهير. التطهير لكل هؤلاء في المحليات.

الشرطة ..وعلى الرغم من كل الجهد المبذول والتضحيات من افراد هذا الجهاز الا انه مازال هناك فى داخله اخوان ومتطرفين والامثله واضحه وضوح العيان ذلك  مديرا الامن الذى يتراخى في القبض على الجناة الذين يقومون بالاعتداء على الاقباط وحرق منازلهم ومتاجرهم تحت مسميات واهيه والادهى عندما تتحرك الشرطه بعد فوات الأوان يتم القبض على الجاني والمجنى عليه حتى تكون ورقه ضغط لعقد الجلسات العرفية المهينة بمباركه الامن اى.. امن هذا اذا كان هناك شرطه حقيقيه تطبق القانون فأنه محاله ان ترى هذه الجلسات الوهابية التي نعرف مقدما انها لا تحكم بالعدل والحق.

الاعلام ..بين نار القطاع الخاص والقطاع الحكومي ففي القطاع الحكومي ممثلا في مبنى الإذاعة والتلفزيون الموبوء فان نسبه ضخمه من العاملين به متطرفين ويشعرون انهم فوق القانون هذا المبنى

 لا بد من تطهيره أولا وبعدها القنوات الخاصة وهى دكاكين الهواء المفتوحة لمن يدفع اكثر مش مهم البلد ..تولع البلد المهم الفلوس وليس من الإعلانات فقط لا من أي طريق ..هذه الدكاكين الهوائية لابد من تطهيرها أولا.

تجار الدين والنخبة ..ولا تجار الدين الذين يتحركون بحريه في بث سمومهم في عقول العامة والبسطاء ويحورون الدين لمصالحهم الشخصية هؤلاء لابد من بترهم من المشهد تماما هؤلاء يسممون عقول البسطاء المتدينين ويحولوهم الى إرهابيين ان لم يكونوا إرهابيين بالعمل على الأقل يحولهم لمتعاطفين معه .

وكذلك ما يطلقون عليهم نشطاء وخبراء من اين أتوا هؤلاء من اصبغ عليهم هذه الصفات كيف أصبح هذا الشخص خبير في الجماعات الإسلامية مثلا او كيف أصبح الاخر ناشط مسيحي كل هؤلاء جهله ومرتزقه جيء بهم في دكاكين الهواء لاستغلالهم للتأثير على العامة كما لوكان لديهم مصدقيه.

وأخيرا وليس اخرا الأزهر المخترق لقد كان الأزهر منارة الوسطية في العالم الإسلامي ولكن الان تم اختراقه وأصبح القائمين عليه وهابيين وفقد الأزهر هويته التي كانت منارة للعالم الإسلامي واصبح مخترق بالفكر البدوي الوهابي هذا الازهر لابد ان يعود لدورة لنشر الوسطية من جديد ان القائمين عليه الان يقاومون بكل قوة تجديد الخطاب الديني الذى بات الرئيس السيسي يدعوا له واقولها يا سيادة الرئيس مادام على راس الازهر هذه العمامة الوهابية فلا رجاء للإصلاح.

وبعد لقد ذكرت امثله بسيطة لبعض مفاصل الدولة التي لابد ان تطهر أولا قبل قوانين الإصلاح ولكن اذا لم يتم تطهير مفاصل الدولة من المتطرفين المتغلغلين في جميع المصالح الحكومية فلا امل في الإصلاح وسوف نجتمع المرة القادمة لننعي ضحايا جدد للإرهاب ولكن لن يكونوا ضحايا مسحيين فقط.

سيادة الرئيس كفانا جعجعة بلا طحن.       

 

 

 

 

أخبار متعلقة :