أكد الدكتور محمود ذكى عميد كلية الهندسة جامعة طنطا، أن الكلية نجحت فى تقديم نموذج تطبيقى فعلى وعملى بابتكار اخشاب تصنع لأول مرة فى العالم من مخلفات نتائج القمامة أمثال البلاستيك وقش الأرز وتحويلهم من نقمة إلى نعمه، وتقليل تكلفة استيراد الاخشاب المصنعة من الخارج.
وأكد عميد الكلية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مصر تستورد أخشاب من الخارج بقيمة 22مليار جنيه سنويا، مضيفا: نجحنا من خلال إعاده تصنيع اخشاب من مخلفات القمامة وقش الأرز فى تصنيع اخشاب نستعيض بها عن الاخشاب المستوردة من الخارج، بأكثر كفاءة من الاخشاب المستوردة، تفعيلاً لدور البحث العلمى فى سد الفجوة بين الاحتياجات والمنتجات، وتعزيزاً لمفهوم اقتصاديات المعرفة فى ظل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن المعرض الذى نظمته الكلية لأول مرة ضم 30 منتج خشبى من انتاج وحدة الورش الإنتاجية، إلى جانب منتجات خشب الأرز البلاستيكى الذى تنفرد بصناعته كلية الهندسة بالجامعة وذلك فى ضوء مبادرة رئيس الجمهورية "اتحضر للاخضر" للاهتمام بالرقعة الخضراء وعدم قطع الأشجار.
وأضاف أن الخشب البلاستيكى هو أحد البدائل المتوقع استخدامها كبديل للخشب بهدف تقليل فجوة الواردات والمساهمة فى الحد من مشكلة حرق قش الأرز، وتعظيم الاستفادة من المخلفات البلاستيكية والزراعية عديمة القيمة، حيث نجح فريق بحثى بكلية الهندسة ضم كل من الدكتور احمد القصاص والدكتور نادر نبيل والمهندس محمد نور فى فصل عنصر "السيلكا" من قش الأرز لأول مرة، وهو الأمر المعقد الذى منع حدوث أية نجاحات سابقة فى هذا الشأن نظراً لصعوبة عمليات فصل "السيلكا" من القش.
وأكد عميد الكلية، أن إنتاج هذا الخشب محليا فى مصر يوفر للدولة 22 مليارات جنيه من فاتورة استيراد الأخشاب سنويا ما يساهم فى التخلص من 40 مليون طن من مخلفات البلاستيك سنويًا، فضلا عن زيادة القيمة المضافة لمنتجات تدوير القمامة من البلاستيك ودعم الاقتصاد المستدام، مشيراً إلى أنه أقل تكلفة وأطول عمرا ومقاوم للعوامل الجوية وأهم مميزاته مقاومة الحريق وعدم امتصاص المياه وإمكانية إعادة استخدامه بالتصنيع.
وأضاف أن وحدة الورش الانتاجية تتولى تنفيذ الأعمـــال الإنتاجية والابتكارات المتميزة فى مجال صناعة الأخشاب داخل الجامعة وخارجها ، الى جانب أعمال الكريتال وأعمال الصاج وأعمال الالوميتال واعمال الحدادة واللحام وتشغيل المعادن ، وصيانة الأجهزة والمعدات ، فضلا عن الإسهام فى تدريب أفراد المجتمع على استخدام الأساليب العلمية والفنية الحديثة وهو ما يوفر الدخل للجامعة
وأكد أن الكلية تنفرد بتصنيع الأخشاب من قش الأرز بعد فصل مادة السليكا فصل ميكانيكى وهذه تحدث لأول مرة فى العالم منها بنسبة 90%، مضيفا: الجديد أيضا إنتاج نوع متطور من الاخشاب بإدخال البلاستيك فى تصنيع الاخشاب بجانب قش الأرز، ونجحنا فى اخراج منتج خشبى ذو كفاءه عاليا وجوده اعلى من الاخشاب المصنعة المستوردة.
وأضاف: نجحنا فى تحويل الفكرة لمنتج ووجهنا الدعوة لكل الاطراف العاملة المحيطة بنا فى المحافظة لرؤية المنتج على أرض الواقع، وتوقيع بروتوكولات لإنتاج هذه الاخشاب على نطاق واسع.
وأوضح عميد كلية الهندسة أن الكلية تنتج منتجات خشبية للغير من خلال التعاقدات ولكن فى إطار محدود ويصل دخل ورش الكلية 10مليون جنيه سنويا، مضيفا: نسعى للتوسع فى الانتاج وزيادة موارد الكلية، وخدمة المجتمع فى الصناعة.
وأكد "ذكي" أن فكرة استغلال البلاستيك هو أحد اهم المشاريع التى تم اقتراحها على الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية لتعظيم الاستفاده من مخلفات القمامة، مؤكدا أن الاخشاب البلاستيكية المصنعة من قش الارز ومخلفات البلاستيك تقاوم للمياه والحرارة بكفاءة عاليه، وأيضا يمكن تصنيعها حسب احتياجات العميل مقاومة للصوت والحرائق.
كما أكد أن المانيا من الدول التى تستود القمامة من الدول الاخرى لما تمثله من ثروة هائلة، اما فى مصر فهى عبء كبير وعلى كليات الهندسة فى المجتمع هو تعظيم قيمة القمامة، وتحويلها لمنتجات حقيقية يستفيد منها المجتمع.
وأشار إلى أن هناك فريق بحثى من الكلية نجح فى تصنيع سيارة كهربائية، مضيفا: "وقعنا بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات الكبرى التى تحول اتوبيسات النقل العام من العمل بالمواد البترولية إلى العمل بالكهرباء، كما أن هناك فريق بحثى اخر لتطوير السيارات التى تعمل بالبنزين لتعمل بالكهرباء والجديد أيضا هو استخدام الطاقة الشمسية، وهناك نموذجين من السيارات الكهربائية تم الانتهاء منهم، من تصميم وتنفيذ فريق من الباحثين بالكلية".
وتابع" ذكي" أن الكلية سوف تمتلك أول روبوت ذكى على مستوى جامعات الشرق الأوسط، وتم التعاقد عليه وسيتم استلامه خلال 4شهور، ويتميز بقدراته الهائلة فى عمليات تصنيع الكثير من المنتجات والبحوث، وتسابقت إحدى الجامعات العالمية على توقيع اتفاق مشترك مع الكلية فور علمها بتعاقد الكلية على اول روبوت ذكى فى الشرق الأوسط، وهو ما يفتح الباب امام الكلية لتوقيع الاتفاقيات مع الاتحاد الاوروبى لفتح الباب امام الباحثين والدارسين للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة بالكلية على ابحاث الروبوت، وهذه هى الطفرة الأولى من نوعها التى تحدث فى جامعة إقليمية بالشرق الأوسط، حتى تصبح كلية الهندسة كلية عالمية.
وتابع أن الكلية بصدد إنشاء مركزا للتراث هو الأول بمنطقة وسط الدلتا وسيضم مقتنيات دينية وأثرية من محافظات وسط الدلتا، وتم التواصل مع بعض الجهات بالقاهرة والاسكندرية وخارج مصر للحصول على مقتنيات المعمارى العالمى حسن فتحى ومقتنيات رمسيس ويصا واصف، وعرضها فى معرض ضمن هذا المركز والذى سيتخصص فى مجال الترميم وسيصبح منارة لمحافظة الغربية امام الباحثين فى مصر والعالم لتلقى المحاضرات وورش العمل.
وأشار ذكي" أن هناك انشاءات جديدة لتطوير مبانى الكلية، بإضافة مبنى جديد لمبنى اعدادى هندسة والهندسية الإنشائية والمدنية، وتعد كلية الهندسة الوحيدة التى يوجد بها قسم الهندسة الانشائية ويُعد من الأقسام المميزة ويعٌقد له مؤتمرا دوليا كل عامين، وتطوير المدرجات والقاعات الدراسية والتى أصبحت تشبه وتتفوق على مدرجات جامعات اوروبا.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع