فرنسا تحت حصار كورونا.. والأطباء: نخوض معركة بلا سلاح.. الحكومة تعلن أبريل "شهر الحسم" فى مواجهة الوباء وتتعاقد على "مليار كمامة".. الوفيات تكسر حاجز الـ 3 آلاف.. والمستشفيات تحذر من نقص حاد فى الإمكانيات

"نخوض معركة بلا سلاح".. بهذه العبارة علق أحد الأطباء الفرنسيين على وضع المستشفيات في البلاد في ظل خروج وباء كورونا القاتل عن السيطرة، وفى وقت أعلنت فيه الحكومة أن النصف الأول من إبريل سيكون بمثابة "المرحلة الحاسمة" في مواجهة الوباء، ذلك العدو "غير المرئي" الذي حاصر الحدود وتسلل إلى الداخل بوتيرة باتت تهدد نظماً صحية بانهيار تام، وسط سباق عالمى محموم للوصول إلى دواء حاسم، قادر على وضع نهاية لهذا الكابوس.

 

ومع التفشي المتزايد بمخلف ربوع فرنسا، وتسجيل ما يزيد على 3 آلاف وفاة، تشهد المستشفيات أزمة بدأت تطل برأسها بعدما بدأت الإمكانيات الطبية ومعدات الوقاية في التناقص وفقاً لممثلين للأطباء تحدثوا لشبكة يورو نيوز، مؤكدين أنهم "يخوضون معركة بلا سلاح".

a35c7044d2.jpg

وقال لأحد المتحدثين بأسم الأطباء فى باريس: "يستوطننا الخوف منذ البداية من أن نفشل فى القيام بواجبنا المهني كما ينبغي أن يكون عليه الأمر ولا نخفي قلقنا من التوجه كل يوم للمستشفى".

 

ويعانى الأطباء فى المستشفيات الفرنسية من نقص حاد فى الامكانيات، حيث يحصلوا على بعض الأقنعة ولكن ليس بحوزتهم أغطية واقية للملابس والرأس فى بعض الأحيان، بخلاف عدم توفير كم كاف من السوائل الكحولية الواقية والمطهرة ولا حتى نظارات أو واقيات بلاستيكية للأحذية.

 

وأشار متحدث باسم الأطباء "لقد قالت لي بعض الممرضات إنهن يمارسن عملهن تماما كمن يسعى إلى الحرب بدون سلاح وأنهن متمردات من الوضع".

 

وأضاف لقد أظهرت هذه الأزمة التي أثارها وباء كورونا بعض العيوب التي تختص بعمل الأنظمة الصحية في فرنسا، وينبغي القول إن المستشفيات كانت تمر بأزمات عديدة حتى قبل انتشار كورونا، فقبل أشهر قام موظفو الهيئات الصحية في فرنسا بتنظيم إضرابات كانوا يشجبون من خلالها تخفيض الميزانيات وقلة الموارد وكانوا يرددون خلال احتجاجاتهم أن المستشفيات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.

daecb9c271.jpg

ومن جهتها، أكدت الدكتورة جيهان جادو، عضو بالمجلس المحلي لمدينة فرساي الفرنسية، أن أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في فرنسا تتزايد بشكل كبير للغاية بما لا يسمح للمستشفيات الفرنسية باستيعاب كل هذه الأعداد الكبيرة من المصابين، موضحة أن الإصابات سببها المخالطة بالمصابين بهذا الفيروس المستجد بالإضافة إلى تأخر إجراءات الحكومة الفرنسية في مواجهة هذا الوباء.

 

وفى محاولة لتلبية احتياجات المستشفيات للتعامل مع كورونا، طالبت الحكومة الفرنسية باستيراد مليار كمامة طبية من الصين.

 

وحذر رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب قبل يومين من أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب حتى الآن في الحرب على كورونا فى فرنسا فيما تسابق حكومته الزمن لزيادة عدد الأسرة في أقسام العناية المركزة وجلب معدات الوقاية.

 

وتفشى الوباء في شرق فرنسا أول الأمر ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب حالات الإصابة ثم انتشر في غرب البلاد، وحذر أطباء في منطقة باريس الكبرى من أن وحدات العناية المركزة لديهم ستمتلئ بانتهاء عطلة نهاية الأسبوع.

7c08ea1099.jpg

وقال فيليب في مؤتمر صحفي قبل يومين "نخوض معركة ستستغرق وقتا"، وأضاف "سيكون أول أسبوعين فى أبريل أصعب من الأسبوعين اللذين انتهيا للتو".

 

ولتخفيف الضغط على المستشفيات المكتظة فى شرق البلاد استخدمت فرنسا قطارين من طراز تي.جي.فى الفائق السرعة وطائرة عسكرية ألمانية لنقل أكثر من 36 مريضا بفيروس كورونا، فى حالة حرجة أمس الأول الأحد.

 

وكانت منطقة الشرق الكبير أول منطقة فى فرنسا تغمرها موجة من الإصابات بفيروس كورونا ثم انتقلت الموجة بسرعة غربا لتغمر منطقة باريس الكبرى حيث تضيف المستشفيات بشكل يائس أسرة للرعاية المكثفة لمواجهة تدفق المرضى.

f4aa4c8802.jpg

ونقل قطارا تي.جي.فى 36 مريضا إلى منطقة نوفيل أكيتين فى جنوب غرب فرنسا حيث كان طابور من سيارات الإسعاف ينتظر خارج محطة بوردو، وقال فرانسوا براو رئيس مسعفى سامو لمحطة إذاعة آر.تي.إل "نحتاج بشكل عاجل إلى تخفيف التكدس فى وحدات الرعاية المكثفة فى المنطقة لأنه يتعين علينا أن نكون جاهزين بخطوة مسبقا".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع