مقالات صحف الخليج..هدى الحسينى ترصد مشاهد استمرار مظاهرات العراقيين فى ظل كورونا..أيمن سمير يسلط الضوء على الاتحاد الأوروبى واختبار الوباء.. فيصل عابدون: أزمة الفيروس أبرزت جوانب مثيرة من ثراء الروح الإنسانية

تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا الهامة أبرزها، وجود حالة من الشك وعدم اليقين السياسى والاقتصادى، تسود دول الاتحاد الأوروبى على خلفية الفشل في معالجة فيروس كورونا المستجد، وشعور المواطن الأوروبي، لا سيّما في دول الجنوب مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، بعدم اكتراث ألمانيا وهولندا بخطة التحفيز الاقتصادية.

هدى الحسينى
هدى الحسينى

هدى الحسينى: العراق على بركان ثورة أكتوبر

قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن رغم فيروس كورونا لا يزال العراقيون يتظاهرون في بغداد، يقيمون في الخيام التي نصبوها. صحيح أن العدد تضاءل لكنهم بعزيمتهم مصرّون على تلبية مطالبهم، ولم يستطع رجال مقتدى الصدر الزعيم الديني المتقلب الولاءات، إخراجهم. كان الصدر في البدء أول من دعمهم ثم صار أول من يعارضهم وأرسل رجاله لتفريقهم. فالمطعم "التركي" الذي كان بمثابة مقر أساسي لهم في ساحة التحرير طردهم منه رجال مقتدى الصدر، لكنّ المتظاهرين أصروا على البقاء في الليالي رغم منع التجول.

يمر العراق في منعطف حرج، وقد أثبتت النخب الشيعية والسنية والكردية فيه عدم قدرتها على تثبيت الاستقرار بسبب تعثرها بالفساد والمذهبية والنفوذ الخارجي. نتيجة لذلك انتصرت "ثورة أكتوبر" وسيطرت على شوارع المدن الكبرى بما فيها بغداد، والبصرة، وكربلاء، والنجف للاحتجاج على الفساد، والأزمة الاقتصادية وفشل الخدمات الاجتماعية والتأثير الإيراني المنتشر والمسيطر على شؤون العراق. يطالب الشباب العراقيون بالاستبدال الكامل للطبقة السياسية، وبحكومة لا تمثل فقط الانقسامات العراقية بل بحكومة مسؤولة أمام الشعب نفسه. وهكذا أجبروا رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، على الاستقالة في ديسمبر الماضي إنما بعدما دفعوا ثمناً هائلاً؛ 600 قتيل وإصابة عشرات الآلاف في اشتباكات مع جماعات الميليشيات الشيعية، لكن الطرف الآخر دفع أيضاً ثمناً وهو مقتل اللواء قاسم سليماني. وتسببت حصيلة قتلى المتظاهرين في تشديد المواقف وتعزيز المطالب بمجموعة جديدة من القادة.

 

أيمن سمير
أيمن سمير

أيمن سمير: الاتحاد الأوروبى واختبار "كورونا"

قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إنه يوجد حالة من الشك وعدم اليقين السياسي والاقتصادي، تسود دول الاتحاد الأوروبي على خلفية الفشل في معالجة فيروس كورونا المستجد ، وشعور المواطن الأوروبي، لا سيّما في دول الجنوب مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، بعدم اكتراث ألمانيا وهولندا بخطة التحفيز الاقتصادية التي تصل لتريليون دولار، وهو ما دفع إيطاليا وإسبانيا لطلب المساعدة من روسيا والصين، فهل انتهت أنجح تجربة وحدوية في تاريخ البشرية؟ وما الأطراف التي تعجّل بإعلان وفاة الاتحاد؟.

ومن المبكر للغاية الحديث عن نهاية الاتحاد الأوروبي الذي بدأ تأسيسه منذ العام 1951، فلا يتصور أحد أن يفرط الأوروبيون باتفاقية شينجن التي تسمح بحرية تنقل الأفراد والبضائع والخدمات على حدود 27 دولة، كما تظل العملة الأوروبية الموحدة اليورو نموذجاً للاندماج الاقتصادي والسياسي الذي لا يوجد له مثيل في العالم، وخلال سبعة عقود تراكمت لدى الأوروبيين خبرة تجاوز الخلافات والمشاكل، وصولاً لتنفيذ معاهدة ماستريخت عام 1993، والتي وضعت الشكل النهائي للاتحاد الأوروبي الحالي، وحقق الاتحاد الأوروبي كتكتل اقتصادي نجاحاً غير مسبوق في رفاهية ورخاء مواطنيه، وأصبح نموذجاً في الاقتصاد الحر والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن خروج بريطانيا من التكتل في 31 يناير الماضي، وعدم مساعدة إيطاليا وإسبانيا فى أزمة كورونا يطرح ضرورة وجود "عقد اجتماعي" جديد بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدولة الوطنية الأوروبية، كما فرضت أزمة "كورونا" ضرورة وجود مشروع "مارشال" جديد ينقذ اقتصاديات الدول الـ27 من الركود القادم بعد أزمة "كورونا"، لكن هذا المشروع ينبغي أن يكون مشروعاً "عادلاً ومتوازناً"، لأنّ حكومات الدول الغنية في الاتحاد مثل هولندا وألمانيا تحت ضغط شعبي ومن الأحزاب اليمينية، فالمؤكد أنّ وراء الرفض الألماني والهولندي للرؤية الفرنسية والإيطالية لحزمة التحفيز المقترحة، ليس فقط البعد الاقتصادي والخوف على أموال دافعي الضرائب، لكن أيضاً الضغط السياسي قائم وبقوة في هذه القضية.

 

فيصل عابدون: على هامش دفتر الأزمة

قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن محنة تفشي فيروس كورونا أبرزت جوانب عديدة مثيرة ومشرقة من ثراء الروح الإنسانية، شجاعتها وقدرتها على الفداء والتضحية والابتكارات الذكية، واستنهاض الأمل، كما أظهرت جوانب أخرى لا تزال غارقة في عوالم الأنانية والتنافس الأعمى والرغبة في التفوق على الآخرين، على الرغم من سوداوية المشهد العام المحتشد بأخبار الوفيات والإصابات اليومية المتواترة، ومظاهر القيود التي طالت مئات الملايين من البشر.

كثير من الدول فقدت أطباء وعاملين في الحقل الطبي خلال عملهم وسط تدفقات هائلة من المصابين في مراحلهم الأولية أو المتأخرة من الفيروس. لكن الفرنسيين عبروا عن المشاعر الحقيقية الكامنة وراء أقنعة المعالجين ووجوهم الجامدة أفضل التعبيرات.

يقول البروفسور إيلي أزولاي، الذي يدير قسم الإنعاش في مستشفى سان لوي في باريس، إن المعالجين "يخشون على أنفسهم وعلى عائلاتهم ومحبيهم، يخشون الفشل والهزيمة. لكنهم يتسمون بالصلابة، إنهم فعلاً جديرون بالاحترام، وخصوصاً الممرضات".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع