على خطى طه حسين.. أستاذ جامعى فاقد البصر ينافس ببصيرته 8 دكاترة على منصب مقعد "رئيس جامعة العريش".. أستاذ الأدب الإنجليزى ورئيس قسم اللغة الإنجليزية يتحدى الصعاب.. وينير للمبصرين الطريق كعميد الأدب العربى

شهدت الترشيحات لمنصب ثانى رئيس لجامعة العريش، خلفا للدكتور حبش النادى رئيس جامعة العريش، تقدم أحد أعضاء هيئة التدريس من فئة ذوى الهمم فاقدى البصر، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى هذا العصر، وهو الدكتور حاتم سلامة صالح، أستاذ الأدب الإنجليزى، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية ووكيل كلية آداب جامعة العريش الذى يسعى ببصيرته أن ينال شرف تبوء مقعد سبقه إليه من بين فئة غير المبصرين عميد اللغة العربية طه حسين مع فارق أنه يطلق عليه فى رحاب جامعة العريش "عميد اللغة الإنجليزية".

وضمت قائمة المرشحين لمنصب رئيس جامعة العريش إلى جانب دكتور حاتم سلامه كلا من: الدكتور حسن عبد المنعم إبراهيم نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد المقصود عبدالقادر سليمان أستاذ الرياضيات، وقائم بعمل عميد كلية العلوم، والدكتور عامر صلاح محمد شلقامى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عصام الدين عبد السلام أبو زلال، قائم بعمل عميد معهد الدراسات البيئية، والدكتور سعيد عبدالله لافى رفاعى، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور على معوض أحمد، عميد كلية الطب البيطرى، والدكتور صالح محمد صالح، أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم، وقائم بعمل عميد كلية التجارة.

قال الدكتور حاتم سلامة لـ اليوم السابع، أن تقدمه لشغل منصب رئيس جامعة العريش، ليس بهدف تسجيل موقف بقدر ما هو سعى لحق فئة ينتمى إليها وهى " ذوى الهمم" ليغير نظرة مجتمع ويثبت أن بصيرة العلم قوية فى وقت كل اجهزة الدولة تدعم هذا التوجه، وتمنح الفرصة لذوى الهمم لتقلد المناصب لمن يستطيع إنجاز مهامها دون تفريق ونبذ لذوى الاحتياجات الخاصة.

أشار انه بترشيحه نال شرف المنافسة على لقب ومنصب لم يسبقه إليه من فئة ذوى الإعاقة البصرية من أساتذة الجامعات غير عميد اللغة العربية الدكتور طه حسين فى عام 1943، وهو اليوم وفى 2020 يسعى بكل طاقته وجديته أن يكون فى هذا المنصب ليثبت أن البصيرة تستطيع، وعندما يطبق نداء الدولة تحويل الإعاقة لطاقة يمكن أن ننتظر نتائج مبهرة خاليه من أى خلل.

وقال انه سبق ترشحه إعداد تصور كامل لخريطة العمل التى سيسير عليها، لافتا لأنه سيكمل مسيرة بداية تأسيس لجامعة انطلقت على يد أول رئيس لها وهو الدكتور حبش النادى رئيس الجامعة الحالى بالتوسع فى إنشاء كليات جديدة وأقسام جديدة من نوعها، وتخصصات تهم مستقبل الأمة فى مجال الطيران والطاقة النووية، واكتشاف وتوظيف ثروات سيناء.

وحول سابق تجربته فى العمل الإدارى ومدى ما حققه من نجاح، قال انه بخلاف عمله كأستاذ لمادة اللغة الانجليزية، عمل وكيل كلية الآداب لخدمة المجتمع، ومؤسس أول مركزين هما الأحدث من نوعهما بجامعة العريش، وهما مركز الدراسات والترجمة ومركز التدريب والاستشارات الاجتماعية.

وأكد انه لم تواجهه أى معوقات فى أعمال إدارية قام بها، ويعتمد فى عمله أحيانا على وسائل تطبيقات إلكترونية تسهل المهام وتعطى دقة فى النتائج، ولم يشهد تاريخه وهذا فى ملفات خدمته خروج أى ورقة أو توقيع بالخطأ.

وأوضح انه فى هذا السياق، إذا ما قدر له الفوز بمنصب رئيس جامعة العريش، سيعمل على وجود تشكيل إدارى قوى حوله، ومستشار ادارى مهامه عرض الأوراق، ومتابعة تنفيذ كل قرار حتى نهايته.

واشار إلى انه يتطلع لتفعيل مبدأ علمى إدارى أن القرار ينبع من كل مسئول فى موقعه لتدار الجامعة بفكر وعقل الجميع وليس الشخص الواحد.

وحول معوقات واجهته فى حياته بسبب إعاقته البصرية، قال أن كثير من المعوقات كان يواجهها بمبدأ التحدى لتجاوزها وليس الاستسلام لها، منذ واجه معوق التحدث باللغة الانجليزية عندما كان يجرى جراحات بعينه وهو فى المرحلة الثانوية فى بريطانيا وقرر أن يتخصص فى اللغة ليجيدها ويدرسها لكل الأجيال، وقد كان أن قرر ذلك وعندما التحق بكلية الآداب بجامعة الزقازيق دخل قسم اللغة الانجليزية وكانت الصدمة التى لن ينساها عندما رأه عميد الكلية وقال موجها حديثه لرئيس قسم اللغة الانجليزية " مش قلت الناس دى مايدخلوش قسم انجليزى" وكان رده انه يتحمل المسؤولية.

أضاف انه خلال فترة الدراسة كان يتم تخصيص كاتب له فى الامتحان وكانت المفاجئة أن الكاتب لا يجيد اللغة الانجليزية احيانا حتى انه يقوم برسم الحروف له وتملية النصوص بالحرف فى أحيانا أخرى وهى عقبات اجتازها بتفوق وحصل على الشهادة الجامعية ثم الماجستير، وكانت شهادة اثلجت صدره عندما رد المشرف على رسالته بيت شعر فى ختام المناقشة لا يزال يحفظه ومحفزا له يقول:سبحانك اللهم تؤتى النور فاقده.. وتمنع النور عن قوما إذا بصروا فليس الذى يركب الشطآن عاريا.. كمثل الذى بموج البحر يأتزروا.

وقال انه واصل مسيرته بالحصول على درجة أستاذ مساعد ثم الأستاذية عام 2013 فكان أول أستاذ فى كلية آداب العريش بجميع أقسامها.

وأشار إلى أن التحدى الذى يواجه الآن عبارة قيلت له وهو يهم فى يعد أوراقه للتقدم لمنصب جامعة العريش " يادكتور خليك فى ابحاثك الأكاديمية أحسن لك " وهذا جعله يستذكر معاناته عندما تغلب على جهل اللغة الانجليزية أن يكون أستاذ لها، وعندما قيل له أن قسم اللغة الإنجليزية لا يدخله الا المبصرين واستطاع أن يكون أستاذ ثم رئيس للقسم بدون بصر وببصيرة.

أضاف أن تحديه أن يثبت أن ذوى الهمم على ارض مصر لا يقف أمامهم عائق جسدى لتحقيق هدف والوصول لمنصب أيا كان.

اثناء المحاضرات بمدرجات اداب جامعة العريش
اثناء المحاضرات بمدرجات اداب جامعة العريش

 

اثناء المرحلة الجامعية مع زملائه
اثناء المرحلة الجامعية مع زملائه

 

اثناء رحلة العلاج ببريطانيا
اثناء رحلة العلاج ببريطانيا

 

مع الطلبة بكلية الاداب
مع الطلبة بكلية الاداب

 

مع تلامذته فى العريش
مع تلامذته فى العريش

 

مع والده فى المرحلة الثانوية
مع والده فى المرحلة الثانوية

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع