وائـل الـسمرى یـكتب..مـن قـتل الـدكـتور ولـید؟.. لـماذا لـم تـنشئ نـقابـة الأطـباء وحـدة لـمتابـعة إصـابـة أعـضائـھا بـدلا مـن كـتابـة بـوسـتات الـنعى والاتـھامـات عـلى فیس بوك؟

وائـل الـسمرى یـكتب..مـن قـتل الـدكـتور ولـید؟.. لـماذا لـم تـنشئ نـقابـة الأطـباء وحـدة لـمتابـعة إصـابـة أعـضائـھا بـدلا مـن كـتابـة بـوسـتات الـنعى والاتـھامـات عـلى فیس بوك؟
وائـل الـسمرى یـكتب..مـن قـتل الـدكـتور ولـید؟.. لـماذا لـم تـنشئ نـقابـة الأطـباء وحـدة لـمتابـعة إصـابـة أعـضائـھا بـدلا مـن كـتابـة بـوسـتات الـنعى والاتـھامـات عـلى فیس بوك؟

ـ وإلـى متى سنترك الغفلة وقلة الضمیر تتحكم في حیاتنا وموتنا؟

 

 

أولا ردد معي ھذا الدعاء:

الـلھم أنـي أعـوذ بـك مـن اتـباع الـترنـدات، وعـبادة الـلایـكات، والجـري وراء الـبوسـتات، وانـزع الــلھم مــن قــلبي الــرغــبة زیــادة فــي الشــیرات، ومــراقــبة عــدد الــفیوھــات، والــلھاث وراء الـكومـنتات، واجـعل الـلھم كـل كـلمة أقـولـھا خـالـصة لـك ولـلوطـن حـتى لـو اسـتاء مـنھا المجـموع

ونالت سخط الجموع.

 

ثـانـیا: اعـترف لـي بـواحـدة وسـأعـترف لـك بـالأخـرى، سـأعـترف لـك أن أزمـة اسـتشھاد الـدكـتور ولـید یـحیى عـبد الحـلیم تـنطوي عـلى إھـمال جسـیم، وكـل مـا أریـده مـنك أن تـعترف لـي أن الأزمـات لا تحـل بـالاسـتمتاع بـإلـقاء الاتـھامـات، وأن الأزمـات لا تحـل بـالـبوسـتات الـملقاة عـلى

قارعة الفیس بوك رغبة في شیر ھنا أو لایك ھناك مـات الـدكـتور ولـید یـحیى بـعد إصـابـتھ بـكورونـا، جـندي أصـیب وھـو یحـمي الحـدود، عـامـل سـقط وھـو یـبنى بـیتا أو مـدرسـة، ربـما یـكون الـموت بسـبب الإھـمال، نـعم، وربـما لا إھـمال فـي الأمـر، نـعم، ربـما یـكون ھـنا مـن تسـبب فـي وفـاتـھ، نـعم، وربـما یـكون السـبب مـجھولا حـتى الآن، نـحن لا نـعرف عـلى وجـھ التحـدیـد مـا الـذي حـدث وكـیف حـدث، لا نـعلم أیـضا سـبب الـوفـاة تحـدیـدا لأنـھ بحسـب مـا قـرأت لـم یـتم تشـریـح للجسـد أو إجـراء الـفحوصـات الـمعملیة الـلازمـة، ولأنـي لا أریـد أن أسـتبق الأحـداث، ولأنـي أیـضا لا أریـد أن أكـون وجـھ نـظر مـعیبة سـأنـتظر حـتى انـتھاء الـتحقیق الـذي یـتابـعھ الـرئـیس عـبد الـفتاح السـیسي بـنفسھ لأشـیر مـعك

على الجاني مطالبا بمحاكمتھ "إن وجد".

 

كـلكم راع وكـل راع مسـئول عـن رعـیتھ، ولا أفـھم كـیف والـرئـیس عـبد الـفتاح السـیسي طـالـب مـنذ أیـام بـتكریـم شھـداء الـجیش الأبـیض وإطـلاق اسـمائـھم عـلى الـشوارع والـمیادیـن ومـع ھـذا یدعي البعض ان النظام المصري یحتقر الاطباء او یقتلھم

كـلكم راع وكـل راع مسـئول عـن رعـیتھ، والمسـئولـیة ھـنا لا تـحتمل فـكرة تـقدیـم اسـتقالات جـماعـیة كـانـت أو فـردیـة مـن أعـضاء الـجھاز الـطبي لأي مسـتشفى، وھـي ذات المسـئولـیة الـتي تـرفـض رفـضا تـامـا رمـي مـن انـفعل وقـدم اسـتقالـتھ بـالـخیانـة والـعمالـة والاسـتقواء بـالـتأشـیرة

الأمریكیة التي لوح بھا الرئیس الأمریكي دونالد ترامب لجمیع أطباء العالم.

 

ارجـوك اتـفق مـعي أن مـصر لیسـت جـنة، لـكني لا أسـتطیع أن أتـفق مـعك إن زعـمت أنـھا جـھنم، الـوطـن كـما تـعرف لـیس فـندقـا تـطلب فـیھ فـتجاب، ولـیس مـنتجعا سـیاحـیا تـأمـر فـیھ فـتطاع، الـوطـن مـا نـبنیھ نـحن لأبـنائـنا لا لأنـفسنا، فـلماذا لا نـتقمص دور الـمھندس الـذي یـعایـن

التربة ویحدد عیوبھا لیعالجھا قبل الحفر للأساسات؟

 

أنـت تـریـد أن تـلعن الـحكومـة..الـعنھا یـا سـیدي محـدش ھـیمنعك.. لـكني أریـدك أن تـسأل نـفسك: مـن الـذي سـیحل ھـذه الأزمـة إن كـان لـھا حـل؟ ألیسـت الـحكومـة؟ مـن الـذي سـیضع الـقواعـد الـتي تحـد مـن وقـوعـھا؟ ألیسـت الـحكومـة؟ مـا ھـي الـجھة الـتنفیذیـة الـتي سـتحقق مـطالـبك؟ ألیسـت الـحكومـة؟ ألـم یـكن الشھـید الـدكـتور ولـید مـن الـحكومـة مـوظـفا فـي الـحكومـة؟ أولـیس

مدیره موظفا في الحكومة؟ أولیست وزیرتھ وزیرة في الحكومة؟

 

كـلنا نـلعب دور الـحكومـة تـارة، ودور الـمواطـن تـارة أخـرى، مـھندس الـحي یـلعن الـیوم الـذي یـذھـب فـیھ لیجـدد رخـصة الـقیادة أو جـواز الـسفر، وعـامـل السجـل الـمدنـي یـلعن الـیوم الـذي یـذھـب فـیھ إلـى الـحي لیسـتخرج رخـصة بـناء أو تـصریـح بھـدم، مـدیـر المسـتشفى یـلعن الـیوم الـذي تـعطل فـیھ سـیارتـھ ویـضطر إلـى الـذھـاب إلـى إلـى عـملھ مسـتقلا مـترو الأنـفاق، وعـامـل الـمترو یـلعن الـیوم الـذي یـمرض فـیھ ویـضطر إلـي الـذھـاب إلـى المسـتشفى، الـمحامـي یـصرخ مـن اسـتغلال الـصنایـعیة، والـصنایـعي یـجأر مـن اسـتغلال الـمحامـین، كـلنا حـكومـة، وكـلنا

مواطنون، كلنا نعاني من الإھمال، وكلنا مھملون والله.

 

ھـل تـریـد فـعلا أن تـعرف مـن الـذي قـتل الـدكـتور ولـید؟ أنـت الـذي قـتلتھ، الـغفلة الـتي سـكنتنا مـنذ سـنین ھـي الـتي قـتلتھ، وصـدقـني أنـا لا أفـھم حـتى الآن كـیف یـمرض طـبیب فـي مسـتشفى حـكومـي ولا یجـد عـلاجـا؟ أیـن أصـدقـاؤه الـذي تـضامـنوا مـعھ الآن مـن عـلاجـھ سـابـقا؟ إن كـان مـن یـقرر دخـول ھـذا فـي الحجـر الـصحي أو خـروج ھـذا مـنھ لا یسـتطیع أن یـدخـل نـفسھ أو یـعالـج نـفسھ فـمن یسـتطیع؟ أیـن نـقابـة الأطـباء مـن حـمایـة أعـضائـھا؟ أم وظـیفة الـنقابـة ھـي كـتابـة

 

البیانات ونشر البوستات فحسب؟

عـار عـلى كـل طـبیب یـقصر فـي حـمایـة صـدیـقھ، وعـار عـلى نـقابـة الأطـباء الاكـتفاء بـإلـقاء الـلوم عـلى الـحكومـة فحسـب، وإنـي لأعـجب ألـم یـكن مـن الأجـدى لـلنقابـة أن تـنشئ وحـدة مـتابـعة مـركـزیـة بـرئـاسـة الـنقیب ذاتـھ لـیتابـع جـمیع مـن یـمرضـون مـن أعـضاء نـقابـتھ بـدلا مـن الاكـتفاء بـكتابـة الـنعي عـلى صـفحات الـتواصـل الاجـتماعـي؟ أولـم یـكن مـن الأجـدى أن تـتواصـل الـنقابـة

 

مع أعضائھا شخصیا قبل أن تتواصل معھم "فیسبوكیا"؟

أنـت تـریـد أن تـعرف مـن الـذي قـتل الـدكـتور ولـید وأنـا سـأقـول لـك: الـغفلة ھـي الـتي قـتلتھ، عـدم الـرغـبة فـي الـعمل ھـي الـتي قـتلتھ، فـقدان شـغف الـمھنة والـعزوف عـن الإنـجاز وعـدم تـقدیـر الـناجـحین ھـو الـذي قـتلھ، كـل عـامـل فـي مـكانـھ وكـل مـوظـف فـي مـكتبھ لا یـریـد أن یـعمل، وإن عـمل یـوحـي إلـیك أنـھ عـمل ھـذا "عـشان خـاطـر عـنیك" أو "عـشان خـاطـر الـلي فـي جـیبك" عـامـل الأسـانسـیر فـي أي مسـتشفى حـكومـي أو مـصلحة حـكومـیة لا یـریـد أن یـوصـلك إلـى الـدور الـذي تـریـد إلا إذا أوحـیت إلـیھ بـأنـك "ھـتراضـیھ" وكـأن ھـذه لیسـت مـھنتھ، الـتمرجـي فـي المسـتشفى لا یـریـد أن یـغیر لـك فـرش السـریـر إلا إذا "صـبحت عـلیھ" وكـأن تـغییر الـفرش ھـذا لـیس مـن أسـاسـیات مـھنتھ، الجـمیع یـعمل مـتفضلا عـلیك بـالـعمل، وكـأن عـملھ الأسـاسـي لا یـمت

بصلھ بما تریده منھ وما عینتھ الدولة من أجلھ.

 

ولا تـظن أن ھـذا یحـدث فـي الـمصالـح الـحكومـیة فحسـب، ھـذا یحـدث فـي كـل الـمجالات، نـائـب الـشعب یـتفضل عـلیك بخـدمـتھ الـشعب الـذي أنـابـھ فـي خـدمـتھ، وسـائـق الـمیكروبـاص یـتفضل عـلیك بـركـوب سـیارتـھ الـمتھالـكھ بـرغـم أنـھ یـتحصل عـلى أضـعاف الأجـرة المسـتحقة، ومـا یحـدث فـي المسـتشفیات الـعامـة یحـدث فـي الـخاصـة، ومـا یحـدث عـند الـمیكانـیكي یحـدث عـن

الـتوكـیل، ولـلأسـف تـوغـل مـرض الـغفلة فـي الـشعب الـمصري ولـم یـعد یـنفع مـعھ شـيء، وأصبحنا لا نأخذ حقوقنا حتى "بالواسطة" ولا "بالمال".

 

ذات یـوم كـنت مـع أحـد المسـئولـین الـكبار جـدا فـي الـدولـة، وحـینما رأیـت أمـرا خـاطـئا سـألـتھ لـماذا لـم تـصلح ھـذا الخـطأ فـرد عـلي قـائـلا: قـلتلھم والله..نـاسـیا أن وظـیفتھ تـجبره عـلى أن یـعمل على تصحیح الخطأ ولیس على أن "یقولھم

 

" أصـدقـاء الشھـید "ولـید" یـریـدون أن یحـملوا "وزارة الـصحة" مسـئولـیة اسـتشھاد الـبطل فـي الـمعركـة، فـاتـھام الـوزیـرة یـعفي الجـمیع مـن المسـئولـیة، واتـھام الـوزارة یـحقق "الـضجة الـمطلوبـة، لـكنھم لا یـقرون أبـدا أن وزارة الـصحة تـلك ھـي أصـدقـاء الـدكـتور ولـید نـفسھ الـذیـن لـم یـنتبھوا إلـى مـرضـھ ولـم یـعالـجوه حـق عـلاجـھ، وھـي الـطبیب الاسـتشاري الـذي یـساعـده الـدكـتور ولـید والـذي رأى مـساعـده مـریـضا ولـم یحـرك سـاكـنا، وھـي مـدیـر المسـتشفى الـذي یـعمل بـھ ولـید والـذي لـم یـتابـع الـحالـة ولـم یـضغط مـن أجـل حـصولـھا عـلى مـا تسـتحق مـن الاھـتمام، نسـى الجـمیع أن أي وزارة ھـي مجـموع مـن یـعمل بـھا، وأن الـشفاء مـن عـند الله

لكنھ یجب أن یقدم بأیدي البشر.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع