سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم ..7يوليو 1969..استشهاد تسعة وجرح 23 فى عملية «لسان التمساح الثانية» بقيادة إبراهيم الرفاعى ضد العدو الإسرائيلى

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم ..7يوليو 1969..استشهاد تسعة وجرح 23 فى عملية «لسان التمساح الثانية» بقيادة إبراهيم الرفاعى ضد العدو الإسرائيلى
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم ..7يوليو 1969..استشهاد تسعة وجرح 23 فى عملية «لسان التمساح الثانية» بقيادة إبراهيم الرفاعى ضد العدو الإسرائيلى

ذهب أبطال «المجموعة 39 قتال» إلى النوم مساء يوم 6 يوليو 1969، بعد أن استمعوا إلى شرح المقدم إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة لخطة عملية «لسان التمساح الثانية».. (راجع، ذات يوم، 6 يوليو 2017).

 

 مر نهار يوم السابع من يوليو- مثل هذا اليوم 1969 - فى إعداد وتجهيز كل ما يخص العملية، الأسلحة والذخيرة والقواذف الصاروخية المضادة للدبابات، وتوزيع طلقات الإشارة والكشافات وأجهزة اللاسلكى، مع الاختبار الصامت حتى لا يتمكن العدو من كشف وجود أى قوات غريبة فى المنطقة تقوم بتجهيز عملية جديدة، كما تم توزيع القنابل الحارقة وقنابل الدخان، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال».

 

يضيف الشافعى: «تحركت المجموعة من مكتب مخابرات الإسماعيلية فى الساعة السابعة والنصف مساء، وفى الثامنة والنصف بدأت المدفعية المصرية فى دك مواقع العدو شرق القناة بما فيها موقع «لسان التمساح»، واستمر القصف لمدة ساعتين.. وفى التاسعة والنصف أخذ الرفاعى التمام من قائد كل مجموعة بأنه جاهز للعبور، وفى العاشرة تماما تم دفع القوارب إلى مياه بحيرة التمساح، حيث تقدم الملازم أول ماجد ناشد ومعه مجموعته فى قارب الاستطلاع، ومن خلفه قارب الرفاعى وقارب رجائى، ومن خلفهما أربعة قوارب فيها محيى نوح وحنفى معوض ووئام سالم ومحسن طه».

 

وقعت المفاجأة بقيام مدفعية العدو ورشاشاته الثقيلة بقصف مياه البحيرة، كما توجهت هاونات العدو المضيئة إلى البحيرة لتضيئها تماما، ويؤكد الشافعى: رغم انكشاف العملية واستعداد العدو لمواجهتها إلا أن الرفاعى صمم على استكمال ما بدأه، ووصل ماجد ناشد بقاربه وأعطى التمام للرفاعى بتأمين منطقة إبرار القوارب، ووصلت القوارب إلى الشاطئ الشرقى للقناة، بينما صراع المدفعية مازال عنيفا من الضفتين الشرقية والغربية، وتحركت المجموعات بسرعة فى اتجاه الدشم، وقبل الوصول إليها بأمتار قليلة طلب الرفاعى وقف القصف المدفعى المصرى ليقتحم الدشم بالموقع، ولأن الاستطلاع المصرى أكد من قبل على أن العدو أحاط الموقع بحقول كثيفة من الألغام، فلم يكن أمام الأبطال إلا دخول الموقع من مدخله الرئيسى وفى ذلك مخاطرة كبيرة.

 

تقدمت مجموعة الرائد رجائى عطية ومعه مجموعة النقيب محيى نوح، لكنهما فوجئا بانفجارين كبيرين، وبنيران كثيفة من قوات العدو، وأضاء العدو منطقة القناة بالكامل، وبالرغم من ذلك وحسب تأكيد الشافعى: «استطاع النقيب محيى نوح أن يصل إلى فتحة الدشمة المكلف بمهاجمتها وألقى بداخلها قنبلة فأسكت النيران المنطلقة منها، ولكن قنابل العدو بها مواد فوسفورية تلتصق بملابس وأجساد جنودنا مما يسهل عليهم اكتشافهم ورصد تحركهم، فيسهل عليهم بالتالى اصطيادهم».

 

أمام كل هذه المفاجآت أعطى «الرفاعي» أوامره الصارمة بالانسحاب، وأخذ سلاح محيى نوح وطلب منه حمل مقاتل أصيب إصابة قاتلة، ففعل وذهب به إلى شاطئ القناة، حسبما يذكر الشافعى، مؤكدا: «أن المجموعتين الثالثة والرابعة استطاعتا حماية انسحاب المجموعتين الأولى والثانية، كما قاما بضرب موقع العدو بالقواذف، وشوهدت النيران وهى تندلع من داخل الدشم نتيجة دقة التصويب، واستطاع الأبطال رغم هذه المواجهة العنيفة أن يفجروا مخازن الذخيرة والوقود بالموقع، كما نجحت مجموعة الملازم أول محسن طه فى زرع عشرة ألغام مضادة للدبابات لقطع الطريق أمام دبابات العدو التى هبت لنجدة الموقع، وبالفعل استطاعت هذه الألغام إعطاب دبابتين للعدو، فتم ضربهما بقواذف الـ«آر بى جي» حتى يتم انسحاب باقى المجموعات، وبعد وصول كل المجموعات إلى الشاطئ ركبوا القوارب، بينما فضل بعض الأبطال العودة سباحة لترك القوارب للشهداء والمصابين».

 

تعرضت «المجموعة 39 قتال» فى هذه العملية إلى خسارة كبيرة باستشهاد تسعة من أبطالها وإصابة ثلاثة وعشرين آخرين، لكن وحسب الشافعى، نجحت المجموعة فى توجيه ضربة قوية للعدو بعد الدخول فى مواجهة غير متكافئة كانت بروفة قوية للعبور الكامل الذى سيأتى فيما بعد (6 أكتوبر 1973).. يذكر الشافعى أحد المواقف الدرامية فى هذه العملية وهى، أن خمسة مقاتلين تخلفوا عن اللحاق بالعائدين ومنهم، محمد عبده موسى، وجمال عبد الحق، وحجاب، وراحت دبابات العدو تبحث عنهم وهم بلا أى ذخيرة إلا الطبنجة التى يحملها «حجاب»، فطلبوا جميعا منه أن يطلق عليهم الرصاص حتى لا يقعوا فى الأسر، لكنهم استطاعوا فى النهاية العودة سباحة».


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع