كيف تسبب "بيت العيلة" فى تفشى كورونا بالهند.. الدولة الأسيوية فى المركز الثالث عالميا الأكثر تضررا من الوباء.. إصابة 11 فردا من أسرة واحدة رغم الحذر.. واشنطن بوست: 42% من المنازل الهندية تضم عائلات كبيرة

أصبحت الهند، ثانى أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، ضمن أول ثلاث دول هى الأكثر تضررا من وباء كورونا بعد الولايات المتحدة والبرازيل، وربما لعبت التجمعات العائلية دورا كبيرا فى انتشار الفيروس، مع إقامة العائلات الكبرى التى تضم ثلاث أجيال معا فى منزل واحد، والذى ربما يكون قد ساهم فى نشر المرض.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سلطت الضوء على مأساة عائلة هندية، وقالت عندما علم ميوكول جارج أن أحد أفراد عائلته أصيب بفيروس كورونا، أدرك على الفور أن هذه ستكون مجرد بداية، فقد ظلت عائلته الكبرى داخل المنزل لأسابيع من الإغلاق الوطنى، يأكلون معا ويلعبون معا فى المنزل الذى يتشاركونه  فى العاصمة الهندية، فقد كانوا 17 شخصا تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و90 عاما.

الأسرة الهندية
الأسرة الهندية

ويقول ميوكول البالغ من العمر 33 عاما، لقد علمنا أننا سنكون جميعا إيجابيين، وكنا متأكدين تماما أنه سيتم التضحية بأحدنا.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إن معركة عائلة جارج مع الوباء أصبحت متكررة بشكل متزايد فى الهند التى أصبحت الآن ثالث دول العالم من حيث تفشى الوباء، حيث بلغت الإصابات فيها أكثر من 650 ألف وأكثر من 19 ألف وفاة .

وأصبح الضغط على المستشفيات مكثفا، مما أجبر العائلات على التدافع على الأسرة من أجل أحبائهم.

وفى الهند، من الشائع أن تعيش العائلات مختلفة الأجيال تحت سقف واحد، وهى مصدر للفخر الثقافى، وتقدر الإحصائيات الحكومية أن 42% من الأسر تعيش فى عائلات كبيرة. ويمثل ذلك تحديا للشباب الذين يعسون لحماسة أقاربهم الأكبر سنا والأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. فنصف الوفيات التى تم تسجيلها فى الهند من كورونا لأشخاص تتجاوز أعمارهم الستين.

2c23205af8.jpg

وفى غضون يومين، جاءت نتائج اختبار  11 من عائلة جارج إيجابية، بينهم جده البالغ من العمر 80 عاما، وجدته 87 عاما، ووالده 62 عاما الذى يعانى من السكرى وارتفاع ضغط الدم، وعمه البالغ من العمر 60 عاما والذى يعانى أيضا من نفس المرضين. وتحول منزلهم الذى يقع فى شارع به أشجار فى دلهى إلى منطقة معزولة عليه ملصق العزل الصحى وبعيدا عن العالم الخارجى.

قصة عائلة جارج هى مثال حى على  ما يفعله الفيروس، فبعض الأشخاص يصابون به بلا أعراض، بينما يصبح آخرون مرضى بشكل خطير. ويحقق العلماء ما إذا كانت العوامل الجينية مثل فصيلة الدم تلعب دورا فى تعرض الشخص للمرض.

وقال زرير أودواجويا، أخصائى أمراض الرئة فى إحدى مستشفيات مومباى، إنه شهد مواقف يتعرض فيها أفراد نفس العائلة لنتائج حادة بعد الإصابة بالفيروس، مما يشير إلى قابلية وراثية، وقد شهد السيناريو المعاكس أيضا من عائلات بها حالات ذات أعراض خفيفة، حتى مع وجود مؤشرات أخرى على خطورة المرض.

وبالنسبة لعائلة جارج، فإن العيش معا قد يكون مصدر ضعف، لكنه أيضا مستودع للقوة. فثلاثة أشقاء وعائلاتهم معا مع والديهم لديهم ما يعرف فى الهند بترتيب العائلة المشتركة على مدار عقود.

فعلى مدار السنوات التسع الماضية، عاش كل شقيق مع عائلة فى طابق بالمبنى المكون مع أربع طوابق، ويعمل الأشقاء وأبنائهم معا فى أعمال مختلفة.

وفى الأوقات العادية تكون لكل أسرة روتينها الخاص بها من العمل والأطفال والأصدقاء والتمارين الرياضية، لكن الإغلاق كان فرصهم لتجمعهم مع وجود الجميع فى المنزل، فكانوا يجتمعون على الغذاء أو العشاء، وكانت العائلة شديدة الحرص فى الإجراءات الاحترازية وكان شخص واحد فقط يخرج فى كل مرة لجلب احتياجات المنزل كله.

وبعد إصابة أفراد الأسرة كانت استجابتهم للفيروس مختلفةـ فميوكيول وجده لم تظهر عليهما أعراض، بينما عانت الجدة من حمى استمرت شهرا مع سعال وصداع، لكن حالتها لم تتدهور أبدا لدرجة تستدعى نقلها للمستشفى .


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع