أخبار عاجلة

بالصور..أطفال ولا بيزنس.. 3 طلاب فى 6 ابتدائي يطلقون مشروع للعصائر والمكسب "400 جنيه يوميا"..عبد الرحمن: ماما علمتنى أعتمد على نفسى.. وإبراهيم: ندرس فى مدارس دولية ولكن نحب العمل..وعلى: نتبرع بنصف المكسب للمسجد


كتبت نورهان حسن

ثلاثة أطفال في ملابس مهندمة، يستقرون أمام طاولة بأحد شوارع مدينة نصرالراقية، للوهلة الأولى تتوقع أنه تجمع للهو، أو لعبة جديدة أبتكرها الأطفال، ولكن حينما تقترب أكثر من المشهد يفاجئوك أنهم وعلى وزن رجال الأعمال أصبحوا "أطفال أعمال"، بعد انتهاء امتحاناتهم، وبدء شهر رمضان الكريم، يبدأ الطفل ذو الأثنى عشر عاما فى ارتداء ثوب الرجال الذى رماه فكره  للشغل وتشغيل مشروع صغير خاص به بديل عن تمرين "السباحة وكرة القدم"، الذى يتوقف فى رمضان ليتمكن من استغلال وقته والاعتماد على نفسه منذ الصغر.

 "عبد الرحمن" وأصدقائه "على وإبراهيم"، طلاب بالصف السادس الابتدائى، وجيران فى نفس العمارة بشارع يوسف عباس بمنطقة مدينة نصر، يتقابلون يوميا سواء للمدرسة أو الذهاب إلى النادى أو للعب بالكرة تحت منزلهم، وفى جلسة كلام يوما ما أقترح عليهم عبد الرحمن، ضرورة تكوين مشروع خاص بهم يفيدهم ويكسبون منه ومن خلاله يحققوا أحلامهم.

القصة كما يحكيها لنا "عبد الرحمن " قائلا :" من زمان وانا نفسى يكون عندى مشروع خاص بيا لأن والدتى التى تعمل بمجال الصيدلة ووالدى الطبيب علطول بيعاملونى انى كبير ومسئول عن نفسى وتربيت على كده، وعشان انا بقابل ابراهيم وعلى صحابى كل يوم قولتلهم على اللى نفسى فيه وقالولى ممكن نبدء بمشروعات مشروبات باردة فريش خاصة فى الجو الحر، وفعلا كل واحد أقترح على والده ووالدته فكرة المشروع وبعد أيام قسمنا كل واحد عليه ايه وبدأنا فكرة المشروع".

على وإبراهيم وعبد الرحمن
على وإبراهيم وعبد الرحمن

وأضاف، "بدأنا البحث على الانترنت على "لوجو" لطبع تيشرتات خاصة بينا وأشترينا كميات من الليمون والكركديه والتمر، وبدأنا عملهم فى البيت ومن أول آذان المغرب نبدأ فى فرش ترابيزة خشبية على الشارع الرئيسى للعمارة التى نسكن بها وعليها زجاجات وعلب العصاير التى قمنا بتحضيرها فى الأكواب البلاستيك التى قمنا بشرائها، وبيع كوب العصير الفريش بسعر 3 جنيه موحد للكوب الواحد".

اثناء بيعهم الكوب ب 3 جنيه
عبد الرحمن وأصدقائه أثناء بيعهم الكوب بـ 3 جنيه

 

فيما قال "إبراهيم": "ماما كانت خايفة عليا من نزولى لوحدى لحد ما أقنعتها انى مش هبعد عن تحت البيت، وتقريبا كل ساعة بتكلمنى على الموبيل تتطمن عليا، وعن حلمى فى الكبر "نفسى لما أكبر أبقى ضابط شرطة وأدافع عن الناس واجيب حقهم واحبس كل المجرمين".

اثناء شراء احد المارة العصاير
أثناء شراء احد المارة العصائر

 

أنا بقى عايز أبقى لعيب كورة ويكون عندى مطعم كبير بتاعى أعزم فيه كل اللى بحبهم، هكذا يحلم "على" الصديق الثالث، والمشارك فى مشروع المشروبات السريعة، قائلا "ماما اتبسطت لما قولتلها الفكرة بعد ما خلصت الامتحانات وقولتلها تعملى الليمون وباقى العصاير، وانزل ابيعها تحت وبقسم الشغل بينى وبين صحابى حد يشترى المكونات وحد يشترى السكر وحد يشترى الكوبايات البلاستيك".

احد الزبائن يلتقط سيلفى معهم
أحد الزبائن يلتقط سيلفى معهم

 

وعن المكسب اليومى للأطفال الثلاث قال عبد الرحمن، " فى اليوم الواحد بنكسب من 150 جنيه لـ400 جنيه، وعن تقسيم المبلع بنخصص جزء من مكسبنا لمساعدة الفقراء أو فى بناء أحد المساجد، لأن ماما قالتلى لازم اعمل كده عشان ربنا يكرمنى والناس تيجى تشترى مننا كتير، وجزء نشترى بيه طلباتنا والباقى بنروح نلعب بيه بلاى ستيشن أو أشترى حاجة نفسى فيها.

عبد الرحمن وابراهيم امام العصاير
عبد الرحمن وإبراهيم أمام مشروع العصائر الفرش

 

وبنظرة تحدى ممزوج بالأمل، أختتم الأطفال الثلاث ذوات الأثنى عشر عاما من عمرهم:" أمهاتنا ربونا على أننا نكون رجالة فى البيت، لذلك لن نخذلهم أبداً وسنوفى بوعدنا معهم، ولن يؤثر ذلك على دراستنا أن شاء الله، وعندنا أمل مشروعنا يكبر ويبقى حاجة كبيرة وممكن نوسعه لاكل وشرب".

على وإبراهيم وعبد الرحمن مع محررة اليوم السابع
على وإبراهيم وعبد الرحمن مع محررة اليوم السابع

وعن المواقف التى واجهتهم خلال وقفتهم على مشروعهم لوحدهم، "فى يوم جاء لنا أحد الابهات مع أسرته ليشربوا عصاير، وقالى انت بتبيع ليه قولتله عشان عايزة أعمل مشروع لنفسى انا ابن ناس مش محتاج فلوس، بس حابب اعمل كيان فأدانى 50 جنيه، وقالى دول عشان اشجعك بيهم وقالى انى شاطر وشرب هو ومراته وولاده"، فيما حاول آخرين شرب العصاير ببلاش بحجة أننا أطفال ولكن تعرض لهم أحد العاملين فى المطاعم المجاورة لنا".

عبد الرحمن وعلى وابراهيم
عبد الرحمن وعلى وابراهيم

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع