"قرية بلا بطالة".. هنا نجع عون أشهر قرية منتجة فى البحيرة.. تحولت من الأكثر فقرا إلى الأكثر إنتاجا.. تشتهر بزراعة الأسطح والمشغولات اليدوية وتربية الدواجن.. والمحافظ يقرر تلبية احتياجاتهم ودعم مشروعاتهم..صور

"لا يأس مع الحياة"، هذه العبارة التاريخية يمكنها أن تخلص ما يحدث فى قرية "نجع عون" التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، تلك القرية النائية القابعة على الحدود بين محافظتي البحيرة والإسكندرية، والتى عانت خلال العقود الماضية من الفقر والتهميش، ولكن بسواعد أبنائها وإبداعاتهم الخلاقة أصبحت القرية من أشهر القرى المنتجة فى المحافظة ومصدرا لإلهام الكثيرين.

"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من هذا المشهد ومتابعة هذه التجربة التنموية المتفردة التى تعطى أملا فى الحياة.

البداية مع رجب ربيع الملقب بعمدة القرية، الذى أكد أن تجربة قرية نجع عون نموذج متفرد للتنمية المستدامة الذى يجب تعميمه على جميع القرى للخروج من دائرة العوز والفقر.

وأضاف أن القرية كانت تعانى من كافة المشاكل المعيشية ومعظم أبنائها تحت خط الفقر، ولكن بتوفيق من الله تعالى وجهود أبنائها تحولت إلى قرية منتجة ولا يعانى أبناؤها من البطالة.

وأوضح رجب عياد: البداية كانت مع عدد من الجمعيات التنموية التى ساعدتنا فى تحسين ظروف معيشتنا من خلال المشروعات الصغيرة التى كانت فتحا على أهالى القرية الصغيرة، مشيرا إلى تنوع تلك المشروعات من زراعة الأسطح بالطرق التكنولوجية الحديثة التى توفر المياه وتحقق الاكتفاء الذاتى من الخضروات والفواكة لأهالى القرية، بالإضافة إلى المشروعات الحرفية الصغيرة مثل السجاد والملابس وإنتاج الحرير الطبيعى من دودة القز.

 وكذلك المشروعات الزراعية مثل إنتاج عيش الغراب وتربية المواشى و الدواجن إلى جانب المشروعات الخدمية مثل الأفران البلدية لخدمة الفقراء من أهالى القرية.

فيما أكد خالد جويده أحد أهالى القرية والذى يعمل فى مجال زراعة الأسطح، أن إبداعات أهالى القرية لا تنضب وأهمها زراعة أسطح المنازل والتى تعتبر تجربة  جديدة على أهالى قرى الدلتا، الذين لا يعرفون إلا طرق الزراعة التقليدية، مضيفا أن زراعة الأسطح من خلال الأوانى والمواسير البلاستيكية هى الأمل فى الزراعات الحديثة، لأنها توفر المياه بشكل كبير وتعطى إنتاجا أعلى من الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى أرباحها المرتفعة للغاية.

وذكر جويدة أن جميع المنتجات الزراعية "أورجانك" ولا يتم استخدام المبيدات أو الكيماويات الصناعية خلال زراعتها، لذلك هى أكثر أمانا على صحة الإنسان من الزراعات الأخرى، مشيرا إلى تدريب السيدات والشباب على زراعة أسطح المنازل عن طريق المهندسين الزراعيين من أهالى القرية.

من جانبه أكد اللواء هشام أمنة محافظ البحيرة أنه سيتم دراسة كافة مطالب واحتياجات قرية نجع عون التابعة لمركز كفر الدوار والعمل على تلبيتها للتيسير على أهلها ودعم الجهود التنموية التى تشهدها مع عمل معارض لعرض منتجات القرية.

وشدد محافظ البحيرة على تحويل قرى محافظة البحيرة من قرى مستهلكة إلى قرى منتجة من خلال دعم وإقامة المشروعات الصغيره والمتوسطة لما لها من دور هام حيوى فى التنمية الإقتصادية والإجتماعية ودفع عجلة التنمية والحد من البطالة وكذا العمل على تخفيف الأعباء عن كاهل الأسرة الريفية و تنمية مصادر دخلها.

وفى هذا السياق قام وفد من المركز الإعلامى لمجلس الوزراء يرافقه اللواء أحمد مرزوق رئيس مركز ومدينة كفر الدوار بزيارة تفقديه لقرية نجع عون لمتابعة تنفيذ مشروعاتها التنموية.

وأشاد الوفد الإعلامى بالجهد المبذول بالقرية والتى يصل عدد سكانها 1700 نسمه ولا يوجد بها بطاله حيث توفر تلك المشروعات العديد من فرص عمل لشباب القرية بالإضافة إلى توافر كافة الاجراءات الإحترازية للعاملين بالقريه للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والالتزام بارتداء الكمامات.

يذكر أن قرية نجع عون من أشهر القرى المنتجة التى تضم عدداً من المشروعات المتنوعة، توفر مصدر دخل لتمويل مشروعات الأُسَر المنتجة وتوفير الدخل لدعم الأُسَر الفقيرة، ويضم المركز عدداً من ورش الخياطة إلى جانب تفريخ الدواجن وزراعة الأسطح و6 ورش منها ورشة سجاد يدوى والنجارة وأخرى لإنتاج الحرير الطبيعى، وورشة للكروشيه والاكسسوارات وفرن خدمى وحضانة شعير مستنبت للإنتاج الحيوانى  وحضانة دود قز  ومنحل وتوفر 220 فرصة عمل لابناء القرية.

كما تعد قرية نجع عون التابعه لقرية كوم اشو بمركز كفر الدوار من أولى القرى التى اشتهرت بزراعة الأسطح بكافه أنواع الزراعات وإنتاج المحاصيل الاورجانيك الخالية من المبيدات والمخصبات الكيماوية وزراعتها بالطريقة الحديثة التى توفر الماء.