صور.. حكاية جلسة المديح والذكر لمرضى الغسيل الكلوى بقنا.. صاحب الفكرة: اقترحت على زملائى حفلة ترفيهية لرسم البهجة وكسر الروتين.. ومسئول مركز معلومات المستشفى: الهدف هو توصيل رسالة للمجتمع بأن الحياة مستمرة

"أنا بحب الضحك والهزار ومش بحب الزعل والنكد".. بهذه الكلمات بدأ شاذلى عبد الحافظ محمد، 50 عامًا، حديثه عن حبه للحياة والضحك بديلًا عن الحزن الذى محاه من قاموس حياته رغم ما يمر به من صعوبات وعقبات تجعل أمثاله يبكون بحورًا من الدموع، قائلًا: عُرف عنى فى قسم الغسيل الكلوى بمستشفى نقادة بقنا أنى فكاهى لا أحب الحزن وهذا يعرفه الجميع من الطاقم الطبى والعاملين فليس هناك ما يستحق الحزن والتعب، ومن هنا وردت إلى ذهنى إقامة فقرة ترفيهية للمديح والذكر بمشاركة عدد من مرضى الغسيل بالقسم الذين لم يترددوا فى رسم البهجة على وجوههم والخروج مما يعانون منه.

1d161ad3-276c-4bfa-81a3-101e8acc2198

جاء ذلك تعليقا على مشهد إقبال عدد من مرضى الغسيل الكلوى بمستشفى نقادة جنوب محافظة قنا على تغيير الروتين اليومى عند انتهاء جلسات الغسيل الشاقة ورسموا الفرحة بأنفسهم دون انتظارها من أحد، فجهزوا لجلسة مديح وحلقة ذكر بطابع فكاهى صورها أحدهم وتفاعل معها العاملون بالمستشفى والمطلعين عليها، ليضرب هؤلاء مثالًا فى كيفية خلق الأمل والتمسك بالحياة.

وتابع شاذلى عبد الحافظ محمد، أنه كان يعمل فى مجال السياحة لأكثر من 30 عامًا حيث بدأ مشواره بغسل الأطباق والعمل فى أماكن صغيرة ثم تم تصعيده للعمل شيفًا للمأكولات يترأس عدد من المطاعم، وأثناء عمله أصيب بمرض الفشل الكلوى الذى جعله يمكث فى المنزل لأكثر من 8 سنوات وتبدأ رحلة العلاج والغسيل الكلوى بقسم المستشفى، وتقاضى بعد خروجه مبلغ 300 جنيه كمرتب شهرى زاد بنسبة ضئيلة لا تساعده على اكمال مشوار الحياة.

35bcdfe5-dbb3-4196-bca4-56aac4da335a

وأضاف شاذلى، أن لديه 3 أبناء ساهم فى زواج 2 منهما وسترهما ولكنه اضطر إلى الاقتراض من البنوك والسداد الشهرى لهم الأمر الذى يجعله يعيش بـ 400 جنيه شهريًا دون أى مصدر داخل آخر، ورغم ذلك مستمرًا فى حب الحياة ومتمسكًا بالأمل والطموح، وكل ما يتمناه أن تسد هذه الديون عن عاتقه.

وأوضح شاذلى عبد الحافظ، أن رحلة الغسيل الكلوى تستمر 3 مرات أسبوعيًا وتبدأ من الساعة الـ 7 صباحًا إلى الـ 10 صباحًا، وتقسم إلى فترتين للمرضى الذى يزيد عددهم عن 55 مريضًا بالقسم ويتلقون رعاية من الأطقم الطبية والتمريض مع توافر الأجهزة فى الوقت الحالى وصيانتها إن وجد بها أعطال، مضيفًا أنه اقترح على زملائه بالقسم أن يقيمون حفلة ترفيهية للمديح والذكر وأحضر كل منهم ملائة السرير الخاصة به ثم وضعها على رأسه مثل العمامة الصعيدى وأمسك هو بمكنسة وبدأ فى المديح واستمر لدقائق شعروا خلالها بالسرور وكسر روتين الغسيل.

57f44807-07d4-4859-a2d2-e0c9424b698b

ومن جانبه قال هشام جلال، مسئول مركز المعلومات بالمستشفى، إن الهدف من الفقرة الترفيهية التى قام بها عدد من مرضى الغسيل الكلوى هو توصيل رسالة للمجتمع لكى يعرف من خلالها أن هؤلاء المرضى يريدون أن يرسموا بسمتهم بأيديهم وتحول آلامهم إلى ضحكة وسط أجهزة الغسيل الكلوى.

وتمنى جلال، أن يديهم عليهم الصحة والسعادة وأن يكتب لهم الشفاء وسط تقديم خدمة طبية ترضيهم وتخفف عن آلامهم.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع